All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 251 - Chapter 260

300 Chapters

الفصل 0251

عندما خفضت ورد رأسها، استطاعت رؤية نظرة سهيل.—— نظرة لطيفة ومشدودة بالعاطفة.لم تستمل، بل شعرت بشيء من الحزن المرير.رفعت رأسها قليلا، تكبح الدموع في عينيها، وكان صوتها يحمل بحة خفيفة: "سهيل، كيف أسامح؟ قل لي، كيف نكون زوجين من جديد؟ تلك الليالي والأيام، دموعي سالت حتى جفت، وقلبي انكسر حتى لم أعد أستطيع جمعه. لو لم يكن هوسي بك في ذلك العام، لكانت جدتي ما زالت بخير… كانت بخير."أطرقت ورد عينيها، وكان فيهما بريق دموع.رق قلب سهيل فورا، ولعله فهم أخيرا، شعور ورد.كانت تلوم نفسها بعمق، وتضع أكبر خطأ على عاتقها، لذلك لم تستطع أن تغفر.استعمل وسادة أصابعه الخشنة ليمسح دموعها برفق، لكن بشرة المرأة كانت ناعمة للغاية، فاحمرت زاوية عينها فورا، مما زادها رقة.واندفع سهيل بلا إرادة منه، واقترب ليقبل تلك البشرة الرقيقة.فازدادت زاوية عينها بؤسا.كانا قريبين للغاية، وجسدا كلاهما يرتجف، غارقين في الماضي، مع أنه في البداية كان فقط سهيل هو من انبعثت لديه تلك المشاعر.قال سهيل بصوت منخفض ولطيف: "لا تبكي، فبعد قليل إن رأى الطفلان، سيظنان أنني أضايقك."أرادت ورد أن تتجهم، ولكنها كانت تبكي بشكل يجعلها عاج
Read more

الفصل 0252

قطب فخام حاجبيه: "أي نصيب هذا؟ أنا لا أؤمن بتلك الأشياء."كان يريد أن يسأل ورد هل تحبه أم لا، ولكنه حين رأى الدموع في عينيها، لم يستطع أن يقولها.ها هو، جعل امرأة في هذا الموقف الصعب.عن أي حب يتحدث؟رفع فخام فنجان القهوة على الطاولة، وشربه كله دفعة واحدة، ثم نظر إلى ورد نظرة عميقة: "إن خانك، فتعالي إلي."ابتسمت ورد ابتسامة خفيفة وأومأت برأسها.في الحقيقة، لن تذهب إليه، فلا نصيب بينها وبين فخام.……عادت ورد إلى السيارة وجلست فيها.وبعد أن تحركت السيارة، كان سهيل يستند إلى المقعد الخلفي، يمسك هاتفه بيد واحدة يعالج بعض الأمور البسيطة، وسأل كأنه سؤال عابر: "أأنت معجبة به؟"ولو أصغى المرء جيدا، لوجد في صوته شيئا من التوتر.نظرت ورد من جانب رأسها نحو النافذة الخارجية، وقالت ببرود: "هذا لا يعنيك!"لم يسأل سهيل أكثر، وانحنى رأسه ليكمل عمله، ولكن بعد نحو خمس دقائق، أمسك فجأة بكف ورد.وقوة الرجل المتسلطة جعلت قلب ورد يرتجف: "سهيل!"كانت السيارة مظلمة، ونظرة سهيل عميقة عسيرة الفهم، وفيها معنى رجل يصعب تفسيره، وصوته كان أكثر بحة من أي وقت، خافتا منخفضا: "لا أسمح لك بأن تحبي رجلا آخر!"وهو يعلم أن
Read more

الفصل 0253

عندما استيقظت، لم تكن في قصر البلاتين، بل كانت في غرفة الاستراحة داخل مكتب الرئيس في مجموعة عائلة عباس. هنا كانت أول مرة التي تأتي فيها ورد، ففي الماضي حتى عندما كانت هي وسهيل زوجين، لم يبادلا الحب هنا قط.مساحة ستين مترا مربعا، ديكور نظيف ذو ملمس، يغلب عليه اللونان الأسود والرمادي.هذا هو أسلوب سهيل المعتاد.نهضت ورد، فوجدت أن الطقم الذي كانت ترتديه قد اختفى، واستبدل بقميص أسود قصير وبنطال رياضي رجالي قصير، ويجب أن هذه الملابس تركها سهيل هنا قبل بضع سنوات.كان البنطال كبيرا جدا، والخصر واسعا للغاية، وقد ربط الحبل، فتمكنت من ارتدائه.لم تحاول ورد تخمين من الذي بدل لها ملابسها، وباختصار كانت تشعر براحة أكبر الآن، فلم تعد ترغب في الحساب.نزلت من السرير، وسارت نحو النافذة الممتدة إلى الأرض، وأخذت إطار صورة من خزانة الكتب على الجانب.—— كانت صورة تجمعها مع سهيل.كان ذلك قبل حوالي أربع سنوات، كانت حاملا بأيمن وبهيجة، وجالسة على المقعد أسفل العجلة الدوارة.في ذلك اليوم، مر سهيل بعد حضوره حفلا، وجثا أمامها في الشفق، ومد يده ليلمس بطنها، ورغم أن الكاميرا كانت بعيدة، إلا أنه ما زال من الواضح أن
Read more

الفصل 0254

سلام تجمد في لحظة واحدة.زهرة؟هذا الاسم، يبدو وكأنه بعيد جدا.بعد خروجه من السجن لم يرها مرة أخرى، ولم يسأل أين ذهبت، وربما، لم يحبها حقا يوما ما.جمع سهيل ملامحه، وحدق بهدوء في هذا الأخ الأكبر له——"نائب مدير شركة مدينة السحاب، هو المنصب الذي وعدت أن أعطيه لها.""أما أنت، إن لم ترغب في البقاء في مدينة السحاب، فيمكنني ترتيب شخص آخر ليتولى! يمكنك العودة إلى مدينة عاصمة وتتابع حياتك السابقة من لهو ومرح، ولكن، لا بد أن أخبرك، زهرة أنجبت لك فتاة، وبحسب العاطفة والمنطق، يجب أن تأخذها إلى قبر الجد، وتقدم له سجدة رأس، وتنتسب للعائلة."……ما إن انتهت كلماته، حتى حدق سلام به بعنف.سلام هو أكثر من يعرف أخاه الصغير، لقد خرج من السجن منذ مدة، ولم يقل سهيل كلمة واحدة، والآن فجأة يتكلم ويفضح الأسرار، لا بد أنه يراه عقبة، ولا بد أنه شعر بشيء ما.عض سلام على أسنانه البيضاء: "سهيل، أنت بالفعل عديم الحياء، كما كنت دائما!"ابتسم سهيل ابتسامة خفيفة، دافئة كنسيم الربيع: "لو أنك تجتهد قليلا، لما اضطررت لكل هذا التعب، صحيح؟"غادر سلام، وحجز أسرع رحلة طيران، وسافر إلى مدينة السحاب.استلقى سهيل قليلا، وفرك جب
Read more

الفصل 0255

كان المطبخ هادئا جدا، ولم يكن فيه سوى سهيل أمام مجلى التحضير، يرتب المكونات.كان يرتدي قميصا أسود وبنطالا أسود من البدلة، عريض الكتفين ضيق الخصر.—— كان ذا قامة طويلة وهيئة نبيلة متعالية.كان ظهره جميلا، مناسبا لاحتماء المرأة الشرقية به، وهذا المشهد كان مما كانت ورد تتوق إليه بشدة سابقا، أما الآن فلم يبق سوى التنهد والأسى.استندت ورد إلى جانب الباب، تراقب الرجل وهو يقطع الخضار بهدوء، ويبدو أنه كان يحضر طعاما غربيا.سلطة، معكرونة، شريحة لحم.حتى بيد واحدة، كان سهيل ماهرا جدا، ما يدل على أنه كان يطبخ لأجل أيمن كثيرا… وكانت عيناه المنخفضتان هادئتين لطيفتين، وبالمقارنة مع سهيل قبل بضع سنوات، فقد أصبح شخصا مختلفا تماما.سهيل اليوم لم يعد متعلقا بعالم الشهرة والجاه، بل يبدو كرجل منزلي جيد.لم تزعجه ورد، وغادرت بهدوء، لكن سهيل مع ذلك شعر بوجودها، فرفع عينيه نحوها، وصوته كله لطف رجولي: "انتظري قليلا بعد، سنأكل حالا."رأت ورد أن هذا الحديث مفرط في العاطفة.فكرت قليلا، ثم قالت له بوضوح: "في الحقيقة لست بحاجة لكل هذا العناء، دع الطاهي يقوم بالأمر… ولا داعي أن تكون جيدا جدا معي، فنحن مجرد زوجين مؤ
Read more

الفصل 0256

قالت ورد، إنها لأنها تحب الأطفال، حملت.وكما حدث مع أيمن، شعر سهيل بإنقاذ داخلي من هذه الجملة، وفي هذه اللحظة امتلأ قلبه بدفء لا مثيل له، وكانت عيناه تحملان عاطفة ربيعية.هذا الشعور، لم يزره منذ زمن طويل.وربما لأن شعور المنزل عاد إليه، اشتعل الأمل في قلبه من جديد.في الغرفة الداخلية، هدأت ورد الطفلين حتى ناما، ونزلت من السرير بخفة، وعادت إلى الغرفة الخارجية التي كانت تسكن فيها.وفي اللحظة التي التفتت فيها، توقفت بوضوح.—— عاد سهيل؟وضع سهيل حقيبته، وخلع معطف المطر بيد واحدة، ووضعه بشكل عابر فوق الحقيبة، واتجه نحو الداخل: "أنهيت الأمور، وكنت أفكر في الطفلين فعدت ليلا… سأذهب لأرى كيف هما."هزت ورد رأسها، واتكأت على الأريكة، وأخذت كتابا عن تربية الأطفال تقلب صفحاته.وبعد قليل، بدأ ساقها الصغير بالتنمل، وأحيانا تتشنج عضلاتها.تقلص حاجباها من الألم، وكانت تشعر بسوء بالغ.وعندما خرج سهيل بعد الاطمئنان على الطفلين، رأى ورد وهي تفرك ساقها، فتقدم وجلس بجانبها، وأخذ ساقها الصغيرة ووضعها على ركبته، وراح يدلكها بيد واحدة بلطف شديد: "هل ذهبت للحقنة اليوم؟"أومأت ورد بصوت خافت، وسحبت ساقها."بعد بض
Read more

الفصل 0257

"اتركني……"……لكن هذا الرجل لم يبال بشيء، كانت عيناه السوداوان مكتوبا فيهما كل العشق، أمسك وجهها بيده الواحدة، وكأنه يريد أن يبتلعها تماما، بل حتى أمسك ذراعها وعلقها حول عنقه.كان يريدها أن تنظر، أن ترى كيف يقبلها.كل شيء، أصبح فوضويا.تلك المشاعر المكبوتة من حب وكره، اندفعت كلها، وتحولت إلى تشابك جسدين.في الخارج، كان المطر الخفيف مستمرا.وهذان الرجل والمرأة لم يصلا في النهاية إلى الخطوة الأخيرة، فاتكأت ورد على كتف الرجل، وصوتها منخفض ويائس: "سهيل، ما زلت أكرهك."كانت قميص سهيل مفكوكة، وكان يضم جسدها الرقيق، وصوته يحمل رطوبة: "أعرف! ورد، أنا أعرف!"وانهمرت الدموع الحارة على خديها.لم تسمح ورد لسهيل أن يرى شكلها الآن، فهذا كان أكثر لحظاتها إحراجا.……مع دخول الليل، عاد سهيل إلى غرفة النوم الرئيسية.كانت حقيبة السفر ملقاة في غرفة الملابس، فذهب أولا إلى الحمام، وغسل جسده، ومع اندفاع الماء الساخن على بدنه، لم يستطع إلا أن ينظر إلى ذراعه اليمنى، ويتذكر شعور لمسة ورد لذراعه قبل قليل.لقد كان هو وورد زوجين لسنوات، وكان قادرا على الشعور بليونة قلبها.لكنها فقط، لا ترضى أن تضع قلبها جانبا.وبع
Read more

الفصل 0258

سليمان قطب حاجبيه: "ألا تستطيعين أن تخصصي يوما واحدا لمرافقة أميرة؟"سارة قالت بنبرة خفيفة: "اليوم، لدي مناسبة مهمة، إذا أنهيت هذه الصفقة فسأستطيع أن……"سليمان كان ينظر بهدوء إلى زوجته، كأنه لا يعرفها.لمدة طويلة، قال بصوت منخفض: "أميرة تحتاج إليك."سارة تابعت بشكل طبيعي: "وهي أيضا تحتاج إلى أب، سليمان، لماذا لا تستقيل لمرافقتها؟ لماذا تريدني أن أضحي بمسيرتي؟"سليمان لم يتحدث بعد ذلك.غادر الزوجان غير راضيين.هو حمل أميرة، يراقب زوجته تركب السيارة وترحل، وينظر إلى مظهرها الحاسم الكفء.هو يعرف، سارة كانت دائما تظن أنه لا يحبها.لكن، كيف لا يحبها؟هو كان ينتظر أن تكبر!تحمله، وصبره، أليس حبا؟بعد وقت طويل، سليمان وأميرة لاصقا خديهما: "سأبقى معك."أميرة مصابة بتوحد خفيف، تحتاج إلى مرافقة الكبار، سارة لا تريد أن تستقيل لمرافقتها، وسليمان في الحقيقة مشغول جدا، لكن أميرة هي طفلته الوحيدة، وهو يرغب في أن يضحي بمسيرته من أجلها.(في ذلك العصر، "مكتب حبر المحاماة" غير مالكه. بعد أسبوع، سليمان أخذ أميرة في رحلة حول العالم، ذهب إلى أكثر من ثلاثين دولة، وعندما عاد كان قد مضى عام كامل.)……في تلك ال
Read more

الفصل 0259

المرأة ذات الملمس الناعم الدافئ كانت ملتصقة بقوة في حضنه، فكيف لا يتحرك قلب سهيل؟لكنه لا يستطيع.هو هدأ المرأة في حضنه بصوت لطيف، وأخبرها أن أيمن ما زال لديه وقت، وأخبرها أنها قد أجرت عملية التلقيح المخبري للتو، وأن جسدها لا يناسب القيام بالأمور الخاصة بين الزوجين…ورد هدأت تدريجيا.غروب الشمس البرتقالي انعكس على زجاج النافذة، كأن لهيبا يلعق السطح.غرفة النوم كانت مغمورة بضوء دافئ، كأن طبقة من الزجاج الملون غلفت الرجل والمرأة بنغمة حارة، ورد نادرا لم تدفعه بعيدا، وذراعها الرقيق ما زال معلقا حول عنقه—في الحقيقة، كانت خائفة.فمن يكون أبا أو أما، كيف لا يخاف؟بعد أن كانا زوجين لسنوات، سهيل يعرفها في النهاية، وورد كانت قد بكت بوضوح. هو ضم جسدها، وراح كفه يداعب ظهرها برفق، ويهدئها بلطف: "طالما أنا هنا، فلن يحدث شيء لأيمن."ورد رفعت رأسها لتنظر إليه.في هذه اللحظة، كانت مطيعة إلى هذا الحد، لأول مرة منذ سنوات زواجهما.— كأنها فتاة صغيرة.سهيل لم يستطع التحكم في مشاعره للحظة، فرفع وجهها بين يديه وقبلها، قبلها طويلا ثم تابع قبلاته من زاوية عينها، ونزل إلى الذقن ثم إلى الشفاه الندية، والمرأة ك
Read more

الفصل 0260

سكرتيرة ياسمين كانت تتمتم في قلبها: مجرد "قليل من المشاعر"!……في الليل، تلال الزهور.سليمان كان يعتني بالطفلة، فتلقى اتصالا من مساعده، قال له إن شركة ما اشترت مباشرة تلك الثلاثين بالمئة من الأسهم، دون حتى أن تساوم على السعر.المساعد قال بدهشة: "تلك الشركة قوية فعلا، أكثر من أربعمائة مليون، اشترت دون أن ترمش!"سليمان أمسك الهاتف، واستنتج الشخص الذي يقف خلف الأمر.فباستثناء سهيل، لا يوجد في مدينة عاصمة إلا قلة يملكون هذه القدرة، وهو أيضا يعرف لماذا أراد سهيل شراءها، ليس إلا من أجل رد المعروف القديم.قال المساعد أيضا إنه سيحضر الشيك غدا.سليمان أومأ برأسه.وما إن أغلق الهاتف، حتى عادت سارة.كانت ترتدي طقما أبيض، وقد بدا أنها مرهقة طوال اليوم، وما إن دخلت الممر حتى خلعت حذاء الكعب العالي، وسألت سليمان: "كنت تتصل؟ هل كانت أميرة بخير اليوم؟"سليمان وضع الهاتف جانبا، ورافق أميرة في تكديس المكعبات، وكانت أميرة تخفض رأسها الصغير بحزن، وتتظاهر بأنها لم تر أمها.سارة اقتربت، ولمست رأس ابنتها: "هل أنت غاضبة من أمك؟"صوت أميرة كان رقيقا: "لا."سارة تبسمت بخفوت: "إذن، هل ألعب معك؟"سليمان، الذي كان
Read more
PREV
1
...
2425262728
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status