All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 271 - Chapter 280

300 Chapters

الفصل 0271

السيدة بديعة عدلت حالتها النفسية بسرعة وأخبرت ابنها بفرح شديد: "أتسوق في الخارج وأرى شجرة برتقال كبيرة جميلة وأفكر أنها إذا وضعت في منزلك مع ورد فستكون جميلة جدا."سهيل ابتسم ابتسامة خفيفة: " مثل هذا الأمر تتخذين فيه القرار كما تشائين."السيدة بديعة فرحت كثيرا وقالت: "سهيل أنت اليوم سهل جدا في الكلام وإنني أثناء تسوقي قبل قليل اشتريت خصيصا لورد وشاحا من الكشمير وهو أحدث موديل من علامة فاخرة ولونه النقي يناسبها وإنها الآن حامل ولابد من الاهتمام بالدفء. يجب عليك أن تعتني بها جيدا وإن حصل خطأ فأنا لن أسامحك."في جهة الهاتف الأخرى سهيل كان يستمع بهدوء.إلى أن السيدة بديعة أنهت المكالمة.الظلام بدأ يصعد وكان اليوم يقترب من نهايته.سهيل خفض رأسه ونظر إلى سيجارة عند أطراف أصابعه ولا يعرف ماذا يفكر.سكرتيرة ياسمين كانت ترافقه دائما.عندما اسود لون السماء قليلا قال سهيل بصوت خفيف: "أخبري طبيب هلال بأنني لست بملائم لإجراء العملية حاليا واطلبي منه أن يصف لي بعض الأدوية للسيطرة على المرض فقط."سكرتيرة ياسمين تجمدت وقالت: "لكن..."سهيل أطفأ عقب السيجارة ونظر إلى سكرتيرة ياسمين وابتسم ابتسامة خفيفة:
Read more

الفصل 0272

عندما رأى سهيل ورد مرة أخرى كانت حالته النفسية وكأنها عبرت عصرا كاملا.شعور غريب من الحزن واليأس اندفع إلى قلبه.ولكن حين كان ينظر إليها كان نظره رقيقا وتقدم ببطء وعندما صار على بعد ذراع مد يده ولمس بلطف بطنها وسأل بصوت ناعم: "هل كانت أمنية مطيعة اليوم؟"ورد لم تتجنب ونظرت إلى كفه وأمسكت يده برفق وقالت: "لقد قلت لك إن أمنية ما زالت صغيرة جدا."عينا سهيل السوداوان كانتا عميقتين وابتسم أيضا."نعم هي ما زالت صغيرة جدا.""وهي ما زالت لا تتعرف على والدها."……ورد شعرت بأنه غبي وفي قلبها ارتفع وجع خفيف.كانت تشعر أن سهيل قد تغير لكنها لا تعرف تحديدا أين تغير.سهيل جثا على ركبة واحدة ودفن وجهه في بطن ورد الناعمة وكان وجهه تحت الضوء رقيقا جدا وصوته أيضا كأحن زوج.قال: "ورد عندما تولد أمنيتنا ونخرج مع الأطفال لنلعب جولة واحدة حسنا مثل سليمان لا نهتم بأي شيء ونخرج لنلعب قليلا نحن نعرف بعضنا منذ سنوات كثيرة ويبدو أننا لم نسافر معا مرة واحدة جيدا."ورد شعرت أنه يقول كلاما غبيا.مجموعة عائلة عباس فروعها ضخمة فكيف يبتعد عنها وكان إن استطاع أن يقتطع ثلاثة أيام فهذا جيد جدا.كف ورد البيضاء الناعمة وقع
Read more

الفصل 0273

سهيل نظر إلى ورد مرة أخرى وكانت على وشك أن تنهض فأمسكها برفق وقال: "لا تذهبي نامي هنا وبعد قليل سأذهب لأرى الأطفال، فأنت حامل ويجب أن ترتاحي جيدا."ورد أرادت أن تتكلم، فمال الرجل نحوها وقبلها برقة قليلا."سأنزل لآكل المعكرونة."……عندما نزل إلى الأسفل، كانت المعكرونة النباتية قد التصقت ببعضها.الخادمة قالت: "سيدي سأعد وعاء جديدا."سهيل قال: "لا داعي للإزعاج أحضري زجاجة صلصة اللحم."الخادمة ابتسمت وقالت: "إن صلصة اللحم التي تعدها السيدة طوال هذه السنين هي دائما أحب شيء إلى قلبك يا سيدي."سهيل ابتسم بخفة.الخادمة أحضرت صلصة اللحم، فطلب سهيل منها أن تذهب للراحة.الليل كان مثل الحبر المسكوب.جلس وحده في غرفة الطعام وأكل المعكرونة غير الشهية كلها، ثم أشعل بسيطرة يد واحدة سيجارة وأخذ يدخن ببطء، فجسده يعاني مشكلة كبيرة ويجب أن يفكر لزوجته وأولاده.إن كانت الأقدار رحيمة فحين تولد أمنية يستطيع أن يترك كل شيء مطمئنا.مجموعة عائلة عباس بالتأكيد سيسلمها لورد.الأطفال الثلاثة وهناك من يعين في رعايتهم وسيكبرون جيدا وكان يتخيل الأطفال حين يكبرون فلا بد أنهم سيكونون جميلين كجماله وجمال ورد في الصبا.ط
Read more

الفصل 0274

في اليوم التالي في مجموعة عائلة عباس وفي مكتب الرئيس التنفيذي.سهيل جلس في المكتب وكانت بين أصابعه سيجارة يدخنها ببطء.ارتفع دخان أزرق خفيف وكان ينتظر شخصا.سكرتيرة ياسمين دفعت الباب ودخلت وأحضرت الشخص وليس أحدا آخر بل هو محام عماد.محام عماد بارع في قراءة الوجوه وحين رأى ملامح سهيل عرف أن هناك أمرا كبيرا ولكن كبح شعوره وجلس على الأريكة وبدا كمن يجلس في نسيم ربيعي وقال: "الرئيس سهيل هل لديك أمر تريد القيام به؟"سهيل أطفأ عقب السيجارة وأومأ وقال: "هناك أمر مهم أريدك أن تقوم به."محام عماد سحب ملامحه إلى الجدية.سهيل أخرج اتفاقية نقل ملكية وقال بصوت خفيف: "أريد أن أنقل ثلاثين بالمائة من أسهم مجموعة عائلة عباس التي أملكها إلى السيدة ورد في غير حالة الزواج وفي المستقبل ستكون السيدة ورد تملك أربعين بالمائة من أسهم مجموعة عائلة عباس وهي أكبر المساهمين ولها حق القرار النهائي."محام عماد رفع رأسه قليلا وزفر نفسا طويلا.يا لها من مسألة كبرى.فليس مجرد انتقال ملكية مجموعة عائلة عباس حتى هو نفسه صاحب لقب عماد سيبدل رئيسه.لم يفهم لماذا يفعل سهيل هذا وهو في عنفوان شبابه ولماذا يفعل ذلك ليس بوصية ب
Read more

الفصل 0275

ورد ابتسمت ابتسامة خفيفة ولم ترفض.سهيل وكأنه فهم كل شيء ولم يظهر عليه أي اختلاف وعندما ثبت المصابيح الصغيرة ورفع عينيه رأى وشاح الكشمير الذي ترتديه ورد وكان من علامة فاخرة جدا ويبدو أنه من شراء والدته.ورد وافقت على أن ترتديه.لا يعرف لماذا رق قلب سهيل فتقدم واحتضن خصر ورد وقال: "ما الهدية التي تريدينها في السنة الجديدة."ورد ابتسمت ابتسامة خفيفة وهزت رأسها برفق.سهيل كان ينظر إليها بنظرة عميقة وكأنه لا يكتفي من النظر.لم يكن يعرف كم من الوقت سيظل في وعيه ولم يكن يعرف أي يوم سيفقد فيه ذكرى ورد وكان يريد حين يتذكر أن ينظر إليها أكثر وينظر إلى الطفلين أكثر.ويريد أيضا أن يسجل كل الأمور المهمة.ورد والطفلان وأمنية كلها يريد أن يسجلها فهو يخاف أن ينساها.ورد لم تفهم هذا التحديق في تلك اللحظة.سهيل لم يصرح ولم يحاول الاحتفاظ، فقط كان يرافق بصمت ويعتني بها وكان يفكر أنه عندما يأتي يوم الرحيل ربما لن تحزن ورد كثيرا.تلك الليلة بدأ سهيل يكتب يومياته، يكتب تفاصيل حياته الصغيرة.وفي عمق الليل، كما في الليلة الماضية ترك ورد تنام في غرفة النوم الرئيسية.احتضن جسدها الناعم طوال الليل حتى الصباح وح
Read more

الفصل 0276

مكتب الشيخ.كان ناصر وسهيل يتحدثان في غرفة الشيخ.في الغرفة كان يتصاعد عبير خشب الصنوبر، فقد أشعل سهيل البخور خصيصا للشيخ، وكانت هيئته خاشعة.وبينما كان ناصر إلى جانبه نطق فجأة وقال: "سهيل، أريدك أن تحلف أن لا علاقة لك بأمر حسناء! أنت أمام الشيخ احلف هذا العهد، وعندها سأصدقك."سهيل خفض جفنيه.وبعد قليل ارتفعت على حاجبيه ابتسامة خفيفة وقال: "أبي، متى بدأت تشفق عليها؟"نظر ناصر إليه بنظرة حادة وقال: "لا أحبها يوما، سهيل، أنت تعرف ذلك، وطلبي أن تحلف هو لأجلك أنت، يجب أن أعرف أن الأمر لا علاقة لك به."سهيل تراجع خطوة ورفع رأسه ينظر إلى صورة الشيخ في حياته وقال همسا: "أبي لقد بالغت في الظن! موت حسناء لا علاقة له بي. من قبل كنت أمنع الناس من قتلها، والآن لم أعد أحميها، وفي مكان مليء بالمجانين، وقوع الحوادث أمر طبيعي."ناصر ظل يحدق في ابنه، وكأنه صدق، وكأنه لم يصدق.وبعد لحظة ابتسم ابتسامة باهتة وقال: "كانت في الأصل فتاة جيدة، لكنها لم تسلك الطريق الصحيح."وقف سهيل عند النافذة المحفورة، وكان ضوء اللون البرتقالي ينعكس على الزجاج الشفاف وكأنه يحرق زاوية النافذة، وتلك اللمعة البرتقالية سقطت تمام
Read more

الفصل 0277

على الأقل كانت ورد لا تزال إلى جانبه.مع معرفتهما لسنوات طويلة نادرا ما كان لديهما لحظات رومانسية.شعر سهيل بانفعال غريب فمد يده وأمسك راحة يدها برفق وكانت راحتها باردة قليلا فاحتواها دفء كفه. ورد لم تسحب يدها ونظرت باهتمام إلى الأطفال وهمست: "سهيل، لو أننا نقضي عمرا كاملا ننظر إلى الأطفال، ما أجمله، دون استيقاظ مبكر، ودون أعمال لا تنتهي."سهيل خفض رأسه ينظر إليها وأطلق همهمة خفيفة ثم ابتسم.وقال: "ورد، أنت لا تستطيعين الجلوس بلا عمل."ورد ابتسمت أيضا.وضمت الشال على كتفيها وابتسمت بهدوء وثبات وقالت: "سهيل، لقد صرت تعرفني قليلا."عينا الرجل كانتا عميقتين: "بل أكثر من قليل."ولسبب مجهول شعرت ورد أن كلماته فيها شيء من الدلال فلم تكمل الحديث.وقفا جنبا إلى جنب ينظران إلى أبنائهما وكان حولهما شرار الألعاب النارية بيد الأطفال وضحكاتهم…وفي العتمة تلألأت دموع عند طرف عين سهيل ولم يستطع التحكم بها.ووضع يده خلف رقبة ورد وقبل زاوية شفتيها وقال بصوت منخفض: "ورد، سنة جديدة سعيدة."……في صباح أول أيام السنة جاء أهل عائلة حامد لإثارة المشاكل.زوجة صلاح وقفت عند بوابة عائلة عباس تبكي وتصرخ وتطلب من
Read more

الفصل 0278

السيدة مريم كانت ترتجف شفاهها.كانت تشعر بالعار والغضب معا، وكان فيها إحساس بالخزي لأنها انكشف أمرها.سهيل لم يعطها شيكا، وكان مظهره أكثر برودا وقال: "إن كنت لا تريدين الحياة، أستطيع أن أقدم لك عدة طرق للموت، اختاري أيها يجعل موتك أكثر راحة."وهذه المرة كان جسم السيدة مريم كله يرتجف كالمنخل.كانت تبدو شرسة، لكنها في الحقيقة امرأة فارغة، وأشد أهل عائلة حامد قسوة كانت حسناء فقط.في هذه السنوات كانت حسناء تعيش حياة أسوأ من الموت، وكانت هي وصلاح لا يجرؤان على إصدار صوت، وحين ماتت لم يكن الأمر إلا محاولة لابتزاز مبلغ ما، غير أن سهيل كشف نيتهم من أول وهلة.وعندما همت السيدة مريم بالمغادرة قال سهيل فجأة: "أنتما الزوجان غادرا مدينة عاصمة، ولا تظهرا مرة أخرى."وأخرج من جيب ثوبه حكما قضائيا.وكانت عائلة حامد ما تزال مدينة له بأكثر من 6 ملايين دولار.وهذا المبلغ إن ألزمت السيدة مريم بدفعه فهو بلا شك سيقضي عليها.غادرت السيدة مريم، ولم يظهر صلاح معها مرة أخرى، ولعل مثل هؤلاء الوالدين الأنانيين هما ما ينتج فتاة مجنونة مثل حسناء.في الطابق الثاني كانت السيدة بديعة تنظر إلى السيدة مريم وهي تغادر.تنف
Read more

الفصل 0279

في الليل عادا معا إلى الفيلا.وفي السنة الجديدة كانت مدينة عاصمة في غاية الازدحام والفرح، وكانت الألعاب النارية في كل مكان على طول الطريق.وفي السيارة كان الطفلان يثرثران بلا توقف، أما الكبيران فكانا يجلسان في الجهة الأخرى ينظران معا إلى الأنوار في الخارج، وكل منهما يحمل أفكاره الخاصة.راحت كف الرجل تمسك بيد المرأة بخفة.ورد لم تسحب يدها.وحين وصلا إلى المنزل كانت بهيجة التي كانت تتحدث بلا توقف قد نامت نوما عميقا، وخرج اللعاب من فمها قليلا.وكذلك أيمن، كان يقول كلمات حلم حلو.سهيل حمل الطفلين واحدا بعد الآخر إلى الأعلى، ووجدت ورد أن الأمر متعب جدا فأرادت أن تطلب من السائق المساعدة، لكن سهيل رفض، ونظر إلى ورد بعينيه العميقتين وقال: "الأطفال يكبرون بسرعة، وسرعان ما لن أستطيع حملهم، ما داموا الآن صغارا دعيني أحملهم أكثر."ورد ابتسمت ابتسامة خفيفة، ولم تعارض بعد ذلك.وفي هدوء الليل حمل سهيل الطفلين إلى الأعلى، وكان ضوء المصابيح الأصفر الخافت ينعكس على وجهه، فيبدو مليئا بالحنان والحزن، ولم يستطع أن يمنع نفسه من تقبيل الطفلين، لأنه لا يعرف إلى متى سيستطيع أن يقبلهما، وإلى متى سيستطيع أن يحمل
Read more

الفصل 0280

ذهب الربيع وجاء الصيف.في يونيو بدأ بطن ورد ينتفخ، وكان بطنها حادا، ويفترض أنها فتاة صغيرة.في ليلة صيف كان لون السماء أزرق حالكا.وعلى قوس الزهور في الفيلا كانت أزهار الويستيريا المتفتحة ملتفة، وكانت تلك الأزهار تتمايل مع نسيم ليلة الصيف، عناقيد بلون بنفسجي فاتح تبدو نضرة ولطيفة.ورد كانت مستندة على الكرسي المائل، وقد غفت غفوة خفيفة.وعليها بطانية صغيرة.وكان شعرها الأسود الطويل مثل تلك الويستيريا، يرقص مع نسيم الليل، فيبدو رقيقا جميلا، ووجهها كان أكثر بياضا ولمعانا بسبب العناية.يد كبيرة أمسكت أصابعها الرقيقة.وكان الرجل جاثيا أمامها، يمسك كفها، ويضع وجهه على بطن المرأة، فبعد أكثر من خمسة أشهر من الحمل أصبح الجنين شبه مكتمل، وبطنها الحاد يلامس وجه الرجل، مما يجعله يشعر بسهولة بحركة الجنين.لم تكن لكمات صغيرة بل كانت حركة بطيئة، كأنها ثمرة جريب فروت لطيفة.سهيل كان يتمنى حقا أن يقبلها، ويقبل ابنته أمنية الصغيرة.وعندما تولد ستكون بلا شك لطيفة مثل أخيها وأختها.ورد استيقظت، وحين فتحت عينيها رأت سهيل عند بطنها، فابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت: "إنها ما تزال صغيرة، كيف تتواصل معك! سهيل، لقد
Read more
PREV
1
...
252627282930
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status