All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 261 - Chapter 270

300 Chapters

الفصل 0261

سارة تجمدت.لم تفكر يوما في هذا السؤال، منذ أن تزوجت سليمان، وكأن حبه أصبح لها غريزة.كانت دائما تدور حول سليمان.لكنها لم تفكر يوما، هل لا تزال تحبه!……طوال أسبوع، كانت سارة تفكر، وتفكر هل ينبغي لها أن تستقيل وتسافر إلى الخارج.بعد ظهر الجمعة، في الساعة الثانية، مأدبة غداء عمل في أحد الفنادق.كانت سارة ترتدي فستانا أبيض، وتقف بجانب رئيسها بسام لتجامل الحضور. اغتنمت لحظة لتنظر إلى هاتفها، وكان فيه رسالة أرسلها لها سليمان.[أنا وأميرة ننتظرك في المطار.]……شعرت سارة بلحظة شرود.قال لها رئيسها بسام بابتسامة: "هل لديك أمر عاجل؟"هزت سارة رأسها.أومأ بسام وقال: "تقريبا أنهينا التفاوض على المشروع. الأسبوع القادم، سأقترح في اجتماع الصباح أن تتولي منصب نائب مدير المشروع، اعملي بجد، مستقبلك لا حدود له."التقطت سارة كأس الشمبانيا، وصدمت كأسها بخفة مع رئيسها.كان بسام يعجب بها——سارة جميلة وشابة، ولديها موهبة كبيرة، لكن من المؤسف أنها تزوجت مبكرا.كان خبر ترقية سارة قد وصل لزملاء الشركة منذ زمن، فجاؤوا واحدا تلو الآخر ليهنئوها، وفي تلك اللحظة كانت سارة في قمة تألقها المهني، وكانت تظن أنها ستكون
Read more

الفصل 0262

قامت ورد برفع الأوراق المتناثرة، وتصادف أنها رأت ورقة استحواذ، وكانت بالضبط ملفا لإحدى الشركات القابضة تستحوذ فيه على مكتب حبر المحاماة.تفاجأت ورد وشعرت بالدهشة، فنظرت مرتين، ثم وضعتها بصمت.توقع سهيل الأمر تقريبا، فقال بهدوء: "سارة لم تلحق بالرحلة، وحتى عندما لحقت بهم لم تجد سليمان، وفي المساء ظلت تبكي في الهاتف!"كان رد فعل ورد هادئا جدا.خفض سهيل صوته، وكان لطيفا جدا: "ماذا، هل ما زلت تتجنبين الشبهات؟"لم تتحمل ورد الاستفزاز، فقالت ببرود: "ولماذا أتجنب؟ نحن الآن لم نعد زوجين شرعيين منذ زمن."حدق الرجل فيها مباشرة، وبعد لحظة ابتسم معتذرا: "أتكلم بطريقة غير مناسبة، وأغضبت الرئيسة ورد، أقدم لك اعتذارا… لا تغضبي.""ليس لدي ما أغضب منه."تركت ورد هذه الجملة، وذهبت لتستحم.في هذه الأيام، كانا أحيانا يتقاسمان السرير، لكن لم يحدث أي شيء، حتى العناق ليلا لم يكن موجودا، كانا ينامان بانضباط تام جنبا إلى جنب، ولم يبق إلا أن يفصلا الغطاء بينهما.هذه الليلة، لا مفر، سيكون هناك حياة زوجية.استحمت ورد، واستغرق الأمر وقتا طويلا، وبعد أن انتهت قضت نصف ساعة تدهن مستحضرات العناية، ولما أنهت كل شيء كان
Read more

الفصل 0263

……أثناء تناول الفطور، تعمدت ورد أن تبقي مسافة بينها وبين سهيل.رأت السيدة بديعة أن وجه ورد شاحب، فخصتها بوعاء من حساء فطر التريملا، وقالت لها بقلق شديد: "هل لم تنامي جيدا ليلة أمس؟ إذا كان الاعتناء بالأطفال متعبا جدا، فلنضف خادمتين أخريين في المنزل."ولم تفتح ورد فمها بعد.رفعت بهيجة يدها الصغيرة عاليا، وقالت بصوت رقيق: "جدتي، أعرف هذا السؤال! بابا قال إن ماما تعبت من كثرة القراءة ليلة أمس، لذلك نامت نوما عميقا جدا، وبعد الآن سأجعل ماما تقرأ أقل وتنام بدري بدري!"وعلى الجانب، كان أيمن يأكل بجهد.ماما تبذل جهدا كبيرا، وأيمن أيضا يجب أن يأكل بجهد.وساد الكبار صمت كامل.كان ناصر ونادر، وزوجة نادر، يأكلون بصمت ورؤوسهم منخفضة.نظر سلام إلى سهيل، وألقى عليه نظرة ساخرة كأنه يسخر منه.وكانت السيدة بديعة الأكثر إحراجا، لا تعرف ماذا ينبغي أن تقول، فاضطرت أخيرا إلى أخذ قطعة كعك وإعطائها لحفيدتها الصغيرة: "بعد قليل سأوصلكما إلى المدرسة، لتتمكن ماما من الراحة جيدا."عاد الصمت مرة أخرى بين الكبار.دفع سهيل برفق وعاء حساء فطر نحو ورد: "يرطب الجسد، وهو مفيد للنساء."خفضت ورد رأسها، وشربت بصمت حتى أنه
Read more

الفصل 0264

عند الغروب، انسكب ضوء الشمس المتبقي داخل غرفة النوم.نامت ورد من شدة الإرهاق.كان الرجل يرتدي بنطالا، وقميصا مفكوك الأزرار على جسده، ولم يغلق سوى زرين، وحتى لو كانت إحدى ذراعيه مشوهة وبمنظر قبيح، إلا أنه كان لا يزال جذابا وجميلا.وبسبب الاستعداد للحمل، لم يدخن سهيل، وكان يحدق في بقايا الغروب، بينما يمرر يده على شعر المرأة الأسود الجميل، مسترجعا عنف لحظاتهما السابقة.استيقظت ورد ببطء.وبخلاف ما سبق، لم تدر ظهرها، بل بقيت ملتصقة بصدر الرجل، وعندما وقعت عيناها على ذراعه التالفة، حدقت فيها طويلا، ثم همست بصوت منخفض: "لماذا فعلت ذلك حينها؟"تجمد سهيل للحظة.وبعد لحظة، أدرك ما الذي تسأله عنه.ومنذ لقائهما من جديد، كانت هذه أول مرة تتحدث ورد من غير مواربة عن حسناء، فنظر إليها سهيل، ثم قال بخفوت: "ورد، ربما كان ذلك بسبب الذنب، لكن السبب الأكبر هو الحب."—— فقد أحب ورد، وأحب بهيجة.وفي تلك اللحظة، كان الحب هو خياره الغريزي.وهو لم يكن يريد أن تتحمل ورد عبئا نفسيا، فقد كان مدينا لها بالكثير، ولم يشأ أن تختار البقاء معه تحت تلك الظروف.ثلاث سنوات، كانت قاسية جدا، لكن كان هناك أيمن.لم تسأل ورد ال
Read more

الفصل 0265

"لم أفعل! دعني أذهب.""لا تستطيعين خداعي! ورد، لقد كنا زوجين لعدة سنوات."ثبت سهيل نظره في عينيها، وما زال يلمس وجهها ببطء، وكانت نظرته عميقة، تحمل الشفقة، وامتد بيده حتى بطنها، وهمس بصوت مليء بالمشاعر: "هل تذكرين تلك المرة؟ هنا على هذه الأريكة فعلنا أمر الزوجين، فكان أيمن وبهيجة."كانت ورد مستلقية على ظهرها، وشعرها الأسود منسدلا، وكان في جمالها هشاشة.وفي عيني سهيل، كان ذلك اللمعان الذي يخص الرجال وحدهم، ثم انحنى ليقبل شفتيها الحمراوين، وصوته خافت خشن: "دعينا نجرب."نجرب ماذا؟أرادت ورد أن تسأل، لكن سهيل لم يمنحها فرصة.جنون لم يحدث من قبل، عنف، بل وفحش، انطلق كله بلا قيود.كان الليل كالحبر، طويلا لا ينتهي…………ومضت الأيام، ودخل الشتاء.في نهاية الأسبوع، كانت رائحة الطعام تنتشر في دار عائلة عباس، فبمناسبة العطلة قامت الطاهيات بتحضير أنواع مختلفة من لحم بعجين.وكانت ورد قد جلست مع الطفلين في غرفة الدراسة الدافئة، تعلمهما الرسم.رسمت بهيجة رجلا ذا ملامح خشنة، وظل أيمن ينظر طويلا، ولم يعرف من يكون.قالت بهيجة بفخر كبير: "هذا بابا."أخذت ورد الرسم ونظرت إليه، ولم تستطع إلا أن تبتسم، وقالت
Read more

الفصل 0266

في المرآة، كان الاثنان يحدقان ببعضهما البعض.وبعد لحظة، همست ورد: "اقتربت من الانتهاء."ولم تخبر سهيل مباشرة، خشية أن يكون الأمر مجرد فرح بلا سبب، لكنها في داخلها كانت متحمسة، ولذلك أثناء تناول لحم بعجين، كان واضحا أنها شاردة الذهن قليلا.ناولها سهيل عدة قطع من لحم بعجين: "هذا ما تحبينه، كلي المزيد."ابتسمت ورد ابتسامة خفيفة، وخفضت رأسها لتتذوق.زوجة نادر، وقد رأت مظهرهما المنسجم، لم تستطع إلا أن تشعر ببعض الغيرة، فالتفتت إلى ابنها سلام قائلة: "متى سترجع زهرة والطفلة؟ حتى أستطيع أنا وأبوك أن ندلل الأحفاد."قال سلام بصوت مكتوم: "هي لا تريد، ماذا أستطيع أن أفعل؟"استاءت زوجة نادر: "المرأة القوية تخشى الرجل المصر، عليك أن تتعلم من سهيل! سهيل لديه الخبرة."وساد الصمت كل العائلة.ناول نادر قطعة لحم دسم لزوجته: "ركزي على الأكل! ولا تتكلمي كثيرا."زوجة نادر قالت: "أطلب من سلام أن يتعلم من سهيل، ما المشكلة؟ أليس أنت من يقول دائما إن العائلة يجب أن تكون محبة متآلفة؟ أنا فقط أفعل ما تقوله."وهذه المرة، لم يرد عليها أحد.……عند الغروب، أعاد سهيل العائلة إلى المنزل.وفي السيارة، سألت بهيجة بفضول:
Read more

الفصل 0267

قالت ورد: "لنذهب أولا، ثم أخبرك."وما فاجأ ورد هو أن سهيل قد أهداها حقيبة، وهي حقيبة بلاتين من إحدى الماركات الفاخرة جدا، ولا يوجد منها سوى 50 قطعة في العالم، ولم تطرح بعد في مدينة عاصمة.وتحت ضوء المصابيح اللامع، خفض سهيل رأسه، وكانت ملامحه في غاية اللطف: "هل تعجبك؟ أليست الحقائب أكثر ما تحبه النساء؟"كانت ورد تحبها، لكنها لم تكن مهووسة بها.أخذت الحقيبة، وشكرته بصوت خافت.وكان سهيل يحب رؤية ملامح الدهشة على وجهها، فظل يحدق في وجهها اللامع، وتحرك تفاحة آدم في حلقه وهو يقول: "غدا ليس لدي اجتماعات ولا مناسبات، هل نذهب إلى الشقة؟ وما الطبق الذي تريدينه؟ سأطلب من سكرتيرة ياسمين أن تحضره مسبقا."رفعت ورد وجهها، وأخذت تحدق في ملامح سهيل اللطيفة، وشردت قليلا."ما بك؟"كان صوت سهيل مبحوحا قليلا: "هل أغضبك كلام عمتك الكبيرة اليوم؟"هزت ورد رأسها بلطف.ثم نظرت إلى سهيل، وقالت بصوت منخفض: "سهيل، أنا حامل!"تجمد سهيل للحظة.فكررت ورد مرة أخرى: "أنا حامل! يبدو أن عمر الحمل خمسة أسابيع، وموعد الولادة سيكون في سبتمبر القادم."بعد خمس ثوان، جذبها سهيل بيد واحدة إلى حضنه.أسندت ورد وجهها على لوح كتفه،
Read more

الفصل 0268

……في اليوم التالي، رافق سهيل ورد لإجراء فحص الحمل، وكان الجنين بصحة جيدة.وعندما وصل الخبر، امتلأ قلب السيدة بديعة بالفرح.ذهبت مسرعة إلى غرفة المكتب، لتخبر زوجها بهذا الخبر.لكن ناصر كان قد علم بالأمر منذ الصباح، وظل غير مستعجل، يلمع تحفه القديمة، فغضبت السيدة بديعة: "كل ما تعرفه هو تلميع هذه الأشياء العتيقة، أما بشأن الطفل، ألا تهتم قليلا!"أدار ناصر رأسه ينظر إلى زوجته، وقال ببطء: "مهما كانت قديمة، هل هي أقدم منك؟"جلست السيدة بديعة، وانهمرت دموعها بصمت——"أعرف أنني كبرت في السن، ولست مثل سكرتيرتك الشابة الجميلة، وأعرف أيضا أنك ترى أنني غبية، وما زلت تلومني في قلبك على ما حدث قبل سنوات!""لكن ناصر، أليس قلبي موجوعا أيضا؟""سهيل هو قطعة لحم سقطت مني بعد عشرة أشهر حمل، كان جميلا وقويا، والآن ذراعه صارت هكذا، ألا يؤلمني ذلك؟ مهما كنت تلومني أو تهملني، ألا يجب أن يكون لهذا حد؟""كنت لأضحي بحياتي كلها مقابل ذراع سهيل."……وضع ناصر المزهرية الأثرية جانبا، وحدق في زوجته.في السنوات الأخيرة، كان بالفعل قد أهملها.وعندما رآها تبكي الآن، لان قلبه قليلا، لكنه لم يرغب في مصالحتها، فكما قالت، ذ
Read more

الفصل 0269

على سطح بحيرة الضاحية الجنوبية، كانت أمواج الضوء تقفز كالذهب، وكانت تلك هي لحظة لقاء لا يرى.وكان مصباح نهري واحد يتمايل مع الموج.وقفت ورد على ضفة البحيرة، تنظر إلى ذلك المصباح النهري يبتعد شيئا فشيئا، وينجرف نحو مكان مجهول.وفكرت أن ذلك المكان، لا بد أن تكون فيه جدتها.[جدتي، لقد عدت.][ذهبت إلى شارع الدرويش، ورأيت المكان الذي كنا نعيش فيه، والآن أصبح أبراجا شاهقة، ولم يعد يشبه الماضي، لكن شجرة الجنكة العتيقة ما زالت في مكانها القديم، وأمامها كان منزلنا. وفي تلك الشارع، طلبت صحن معكرونة بلحم، لكنه لم يكن لذيذا مثل الذي كنت تصنعينه.][جدتي، أيمن وبهيجة كبرا الآن.][ومن أجل أيمن، حملت بطفل آخر، واسمها أمنية.][جدتي، أشتاق إليك كثيرا.]……وقفت ورد على ضفة البحيرة وقتا طويلا.ولم تستدر إلا عندما بدأت الثلوج تتساقط في عتمة الليل، وعندها رأت سهيل.وكان الرجل يرتدي هو الآخر ثيابا سوداء، وكانت نظرته هادئة، ممتلئة بصدى الماضي ووجعه.وبعد لحظة، تقدم ليضمها، وكان صوته مبحوحا قليلا: "الليل بارد، لنعد إلى المنزل."لكن ورد أمسكت بذراعه، ورفعت رأسها تحدق في الثلج المتساقط، وكانت نظرتها شاردة وهي ته
Read more

الفصل 0270

والآن، أصبح سهيل يريد حب ورد، ويريد أن يمنحها السعادة أيضا.وقبل نهاية العام، جاء آخر يوم عمل.في مجموعة عائلة عباس، في المكتب التنفيذي.وقع سهيل آخر ملف، وسلمه إلى سكرتيرة ياسمين: "اصرفيه، وبعدها يمكنك الانصراف من العمل."أخذته سكرتيرة ياسمين، وابتسمت ابتسامة خفيفة: "حسنا، إذن الرئيس سهيل، أتمنى لك سنة جديدة سعيدة."أجاب سهيل بهدوء، ثم أخرج ظرفا أحمر من الدرج: "هذا هو العيدية لك، سنة جديدة سعيدة."وفي الداخل كانت هناك شيك بقيمة 66 ألف دولار.وبالطبع فرحت سكرتيرة ياسمين، فهي من أجل المال مستعدة للعمل طوال العام بلا راحة.وعندما كانت على وشك المغادرة، شعر سهيل فجأة بدوار، وبدأ كل شيء أمامه يصبح ضبابيا بلا سبب.تقلص حاجباه الوسيمان، وهز رأسه قليلا.ارتبكت سكرتيرة ياسمين: "ما الذي حدث لك؟"حدق سهيل مباشرة في سكرتيرة ياسمين، وفرغ رأسه تماما لثوان، وبعد حوالي عشر ثوان استعاد وعيه، ثم قال بعد صمت طويل: "رتبي لي موعدا في عيادة الأعصاب قبل الثالثة ظهرا!"وذهبت سكرتيرة ياسمين فورا لترتيب ذلك.……عند الساعة الخامسة مساء، في مستشفى الحنان.وفي الأفق، ذاب نور الشمس في الذهب، واتحدت غيوم المساء كأن
Read more
PREV
1
...
252627282930
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status