All Chapters of إغواء العقاب: Chapter 41 - Chapter 50

100 Chapters

الفصل41

سرعان ما وصل خبر خروج نورا لشرب الخمر مساءً إلى مسامع جاسم. كان جاسم جالسًا في مكتبه بعد انتهاء دوامه، فتح مجموعة الدردشة الخاصة بأصدقائه ليجدها تعج بالرسائل.(ياسر: تعال نلعب الضومنة).(حمود: ألا يوجد لديك شيء أفضل تفعله؟ أفلستَ؟ لماذا لا أراك على التلفاز بوجهٍ غير واضع الملامح).(ياسر: كلب لا يعرف إلا النباح، من عادات عائلتي هي لعبة الضومنة).(وسيم: لو أخبرتنا منذ البداية أن حنان تريد اللعب، لكنت أتيت حالاً).(حمود: إذاً أنا أيضاً قادم. اللعب مع حنان أربح من العمل والاجتماعات).(حنان:...)(حنان: أين جاسم؟)(حمود: جاسم ليس بحاجة للحضور، يمكنه ببساطة أن يحول الأموال لنا).(ياسر: متى ستمطرنا بالمال يا جاسم؟)(جاسم: هل تريدون إعادة التربية ؟)(وسيم: همجي وقح، يتفوه بالألفاظ البذيئة).(ياسر: أختي تريد لعب الضومنة، حول لي 20 ألف كما لو أنك خسرت أمامنا).(جاسم:...)(جاسم: هل أبدو كالأحمق؟)(وسيم: أنت سيء في الضومنة، وأنا أحب اللعب مع أمثالك. يا جاسم، الأفضل أن تحول المال مباشرة وتوفر الوقت).(حمود: صحيح، نورا ماهرة، تتذكر كل الأوراق، محفظتي ترتعش عندما أراها على طاولة اللعب).(ياسر:...)(و
Read more

الفصل42

ضحك ياسر وقال: "إذن لن أذهب معكم، حتماً ستثملون وسيحتاج أحد لقيادة السيارة، إذا احتجتموني للقيادة اتصلوا بي".قال حمود وهو يشير لياسر بإبهامه الى الأعلى: "الأخ ياسر كالعادة موثوق به، أنت الرجل الوحيد الجيد في مجموعتنا، نادر الوجود".نزلت حنان بحذائها ذو الكعب العالي من الطابق الثاني وقالت لأخيها ياسر: "بالضبط لو كنتَ أنت من واعد نورا، لكانت نورا الآن زوجتك".ظهرت عروق غضب على جبهة ياسر وقال: "هراء".اقتربت حنان وهي مبتسمة ورفعت يدها أمام ياسر وحمود.سأل الرجلان باستغراب: "ماذا هناك؟"أجابت حنان: "السوار هذا هدية عيد ميلادي من نورا، أتذكر يا أخي كيف أتت خصيصاً إلى الحفل وسلمتني إياه؟ الآن أرتديه".أدرك الجميع أنها تتحدث عن السوار.فحص ياسر السوار بعناية، ولاحظ أنه مصنوع يدوياً ومزود بقلبين صغيرين غير منتظمين.ابتسم ياسر وهو يتخيل نورا تصنع هذا السوار وقال: "نورا ماهرة حقاً".قالت حنان وهي شديدة الفخر بالهدية: "تغار مني أليس كذلك؟" ثم أظهرت السوار لياسر للحظة قبل أن تسحبه بعيداً وتقول: "نورا تتفوق في كل ما تفعله، إنها ذكية وماهرة، أحب هذا السوار جداً".همس حمود: "إنه رخيص." فالتفتت إليه
Read more

الفصل43

اقترب ذلك الوجه الجميل نورا فجأة من وجهها، جمالها أذهلها للحظة، شتمت ندى في داخلها، ثم تلا ذلك اعتراف صامت: "كم هي جميلة".كان حازم دائمًا ما يذكرها بمساوئ نورا، يصورها كشّرٍ مطلق بلا أي فضيلة.لكن الآن، بدا لندى أن الصورة مختلفة.هذه رواية حازم وحده.بل إن في السابق عندما أرسلت رسائل استفزازية لنورا، لم تغضب، بل عدلت صورتها مع حازم كانت قد التقطتها خلسة وأضافت فلتراً جميلاً ثم أعادتها لها."هكذا أجمل، هناك شعور مختلف بعض الشيء."في الحقيقة، صُدمت ندى من ردها.أيمكن أن تكون نورا بهذا التسامح والكرم؟لاحقًا، عندما اتفقتا على مقابلة، رأت ندى لأول مرة "سيدة المجتمع الراقية التي تصطاد الأثرياء"، كما يصفونها.إنها حقاً راقية، في ملامحها، قوامها، ذكائها ومهاراتها.حذرت ندى نفسها، ربما لا مبالاة نورا كان مجرد خدعة، لكنها فوجئت عندما عرضت عليها نورا التعاون فوراً.نورا في المقهى، تحمل فنجان قهوة بثلاثين أو أربعين دولار: "توقعت أن تتخلص مني عائلة حازم يومًا ما، لذا أعددت لنفسي مخرجًا".القهوة كان ثمنها مبالغٌ فيه.لكنها لا تبالي، قيمتها أكبر مما تراه ندى.علمتها كيف تستغل مشاعر الذنب عند حازم ل
Read more

الفصل44

"ماذا تقولين؟" جذبَتها نورا إليها، "اجلسي، فستانكِ قصيرٌ جداً، لا تتحركي كثيراً". كانت أظافر ندى مطلية بماس براق، أشارت بإصبعها المتلألئ نحو نورا قائلة: "أنتِ وجاسم كان بينكما علاقة؟" اعترفت نورا بصراحة: "كان حبيبي السابق". "يا إلهي!!" تهلل وجه ندى كمن اكتشف سراً خطيراً: "إذن أنتِ صديقته السابقة التي يتحدثون عنها". لا عجب أن جاسم وحنان وقفا إلى جانبها ضد عائلة حازم.حكت نورا رأسها تقول: "وهل هناك حديث عنا؟"كيف أصبح هناك شائعاتٌ عنها؟ ثم، هل جاسم شخصية بهذه الأهمية حتى تصبح علاقتهم أسطورة؟ "ألا تعرفين؟ حينها سمعنا أن فتاةً ما هجرت جاسم، وتساءلنا جميعاً من تكون تلك الجريئة، إنه جاسم، النساء يعجبن به من بعيد لكن لا يجرؤن على الاقتراب، بينما استطعتِ أنتِ رميه وراء ظهرك". حتى الباحثات عن المال يخَفنَ من الاقتراب من جاسم، فهو ساحر لكنه خطير. أصبحت ندى أكثر فضولاً تجاه نورا، ماذا فعلت هذه المرأة لجاسم...حتى يظل متعلقاً بها هكذا؟ لكن ندى لم تفكر أن السر هو أن نورا لم تطلب منه شيئاً.لم تطلب سوى قلبه.ولم يستطع جاسم منحها إياه، لكنه لم يستطع التخلي عنها أيضاً. "غريب." قالت
Read more

الفصل45

هذا الموقف غير المتوقع جعل نورا تضطر للتفكير في خطة بديلة لحث زوجها حازم على الموافقة على الطلاق. وقفت نورا وندى تتقاسمان نظرات صامتة لعدة ثوانٍ في وسط ضجيج النادي، حتى أن العارضين الذكور الجالسين حولهما بدا عليهم الذهول. كانوا قد استمعوا إلى جزء من الحوار السابق، وتساءلوا في أنفسهم: لماذا لم تتصارع هاتان المرأتان بعد؟بل إن ندى سألت نورا بسذاجة واضحة: "هل تعرفين السبب الحقيقي وراء عدم قيام حازم بلمسي قط؟"أدارت نورا وجهها نحو منصة الدي جي البعيدة وتظاهرت بالجهل قائلة: "لا أعرف السبب، ربما يحترمك كثيراً، ويريد أن يحفظك لليلة زفافكما".شعرت ندى وكأن صعقة كهربائية قد مرت بجسدها، وقالت بنبرة متهمة: "نورا، كلماتك لا تحمل أي مصداقية".لم تجرؤ نورا على البوح بحقيقة أن حازم يعاني من عجز جنسي. فما زالا زوجين قانونياً، وإفشاء هذا السر الآن سيقلل من قيمته الاستراتيجية.سعلت نورا بخفة ثم اقترحت: "حسناً، لم لا تتظاهرين أنني أهاجمكِ وتقومين باستدعاء حازم لإنقاذك؟"كانت الفكرة ليست سيئة في حد ذاتها، المهم أن تحقق الهدف المنشود وهو دفع حازم لتسريع إجراءات الطلاق.كان على نورا أن تظهر بمظهر "المرأة
Read more

الفصل46

"إذاً هي امرأة تصطاد الأثرياء، فلا عجب أن زوجها هرب مع أخرى"."إنها عاشقة المال، ربما وصلت لمركزها بطرق غير نظيفة، من يعرف إذا كانت هي الأخرى قد تدخلت في زواج سابق".التعليقات من حولهم جعلت نورا تشيح بوجهها بابتسامة ساخرة حقاً، في بعض الأحيان يمكن لصراعات الطبقات أن تحل محل صراعات الجنسين.ما كان يجب أن يكون خلافاً بين رجل وامرأة، بمجرد ذكر المال، تغيرت اتجاهات الرياح تماماً.وكأن أي شيء يصبح مبرراً بمجرد ارتباطه بالمال.أمسكت نورا بكأس وسكبته على حازم مباشرة، صرخت ندى ظناً منها أن فستانها الجديد سيُبلل، لكنها اكتشفت أن نورا أصابت الهدف بدقة.لم تمسها قطرة واحدة، كل الخمر ذهب على ملابس حازم.تظاهرت ندى بالذعر وتراجعت إلى المقعد، ترتجف بشكل يثير الشفقة.قالت نورا لحازم: "ألم تقل إنني بلا قيمة؟ حسناً، إذا كنت شجاعاً بما يكفي، وقع أوراق الطلاق غداً في المكتب واذهب إلى المحكمة، لطالما كنت جباناً في الزواج، فلا تكن جباناً في الطلاق أيضاً".عبارة (لا تكن جباناً) أصابت حازم، وانفجر غضبًا بسببهاً، ترك ندى بعد أن هدأها قليلاً، وتقدم نحو نورا بوجه غاضب: "أيتها المتسولة الحقيرة، كيف تجرئين على ته
Read more

الفصل47

وفي تلك اللحظة، نظرت نورا إلى جاسم الذي ظهر فجأة بوجه متجهم وسألته: "لماذا جئت إلى هنا؟"أجاب جاسم ببرود: "جئت لأشرب الخمر." ثم تخطى حازم بخطوات واثقة، ووقف بجسده الطويل أمام نورا، ملقياً بظله عليها."هل كنتِ أنتِ من حدد موعدًا مع ندى هنا؟"المفاجأة أنه عرف حتى على اسم عشيقة حازم.ارتجفت ندى عندما نطق جاسم اسمها، شعرت بنظراته تلقي عليها نظرة مليئة بالكراهية."يا سيد جاسم، لماذا تكرهني؟ أنا لم أؤذيك أو أضايقك".تحت نظراته الحادة، كادت أن تبوح بكل الحقيقة."سأعترف، سأعترف بكل شيء".تماسكت ندى رغم خوفها، وشبكت أصابعها بقوة وقالت: "نعم، إنها نورا، هي من دعَتني للخروج في منتصف الليل، وما إن وصلت حتى هاجمتني".استاء حازم من هذا الكلام، لكن غضب جاسم كان أكبر بكثير.كان غاضباً لأن نورا قد انحدرت إلى هذا المستوى من أجل رجل مثل حازم.كانت ابتسامته الساخرة تختفي تدريجياً، بينما أمسك بكتف نورا ليسألها بغضب: "لماذا فعلتِ هذا؟"أشارت نورا إلى نفسها باستنكار: "بأي صفة تتهمني؟"إن اتهامات حازم لها مفهومة، لكن من أنت يا جاسم حتى...أثار كلامها ضحكة ساخرة من جاسم، ثم همس بين أسنانه بغضب: "ما هذا السحر ا
Read more

الفصل48

لكن نورا لم تحاول منعه أو إيقافه. تباطأ حازم متعمداً في خطواته وهو يغادر. كان ينتظر أن يرى ألم الفراق مرسوماً على ملامح نورا، لكنها فقط رفعت رأسها ونظرت إليه بنظرة عابرة خالية من أي تعبير. لا أثر لخيبة الأمل أو الألم في عينيها الواسعتين، فقط فراغ غريب، شعر حازم بوخز غريب في صدره، كيف بعد كل هذا الجدال والعنف، لا تبالي بخروجه مع امرأة أخرى؟غادر حازم بخطوات ثقيلة، كل خطوة يلتفت فيها كأنه ينتظر نداءً لن يأتي، ترك خلفه نورا وجاسم في مواجهة صامتة.انحنى جاسم نحوها بضحكة مليئة بالسخرية والمرارة: "إذا كنتِ حقاً تهتمين به لهذه الدرجة، لماذا تقفين هنا؟ لماذا لا تركضين خلفه؟""وماذا سيفيد الاهتمام؟" بعد مغادرة حازم وندى، بدت نورا وكأن كل طاقتها قد نضبت. أدارت رأسها بعيداً، "كنت أهتم بكَ من قبل أيها الجاهل، اهتماماً يكاد يقتلني، لكنكَ مع ذلك مللت مني وتركتني كقطعة قماش مرمية".انتهت المسرحية الهزلية، وحان وقت النزول عن المسرح. لم يعد هناك سبب يدفعها للبقاء في هذا المكان، أرادت فقط العودة إلى ذلك المنزل الصغير الذي تشعر فيه ببعض السلام.لكن جاسم أمسك بمعصمها بقوة تكاد تكسره، وسأل بصوت أجش: "كم
Read more

الفصل 49

هذا النداء "ميار" جعل نورا تضحك. ضحكة خرجت معها دموع قليلة، وصوتها كان مكتوماً بالبكاء، تطلب وقتاً طويلاً قبل أن تتمكن من النطق: "أنا محقة في كلامي يا جاسم، صحيح؟"وقف جاسم يشاهد نورا منحنية على حافة الطريق، كتفيها النحيلتان ترتجفان ككلب ضال بلا مأوى أو ملجأ.على الرغم من كون نورا في أعين الجميع سيدة من عائلة ثرية مرموقة، ورغم أنها كانت الطالبة المتفوقة التي يحسدها الجميع في الجامعة، ورغم نفوذها الكبير واحترام الجميع لها في الشركة، إلا أن نورا تبدو وحيدة بشكل مؤلم ومُفزع.تمنى جاسم أن ينحني ليضمها إلى صدره، لكنه ظل واقفاً متحجراً، لا يعرف سبب تردده هذا. بعد صمت طويل، تنهد دون وعي ثم انحنى بجوارها، محاولاً جذبها إلى حضنه الدافئ.احتضانها كما كان يفعل في أيام حبهما الأولى.في تلك الأيام الجميلة، كان جاسم يقول لها دائماً: "لا تقلقي يا حبيبتي، أنا هنا لأحميك من كل شيء".لكنه الآن لم يستطع نطق تلك الكلمات الرقيقة، شعر بجسد نورا يرتجف بعنف عندما لمسها، كأنه يلمس جمراً ساخناً.نهضت مترنحة مبتعدة عنه، تتنفس بصعوبة وعيناها خاليتان من أي بصيص أمل: "اسمها ميار؟ إنها خطيبتك الحقيقية، لم تكذب عليّ
Read more

الفصل50

لقد سَمِعت كل شيء، كل كلمة دون استثناء. أحس جاسم يداه ترتعشان وهو يمسك بمعصم نورا، كأنها فقدت السيطرة تماماً على جسدها، تلك المشاعر السامة قد سيطرت على كيانها بالكامل، حتى أن نظامها التنفسي بدأ بالاستسلام، محولاً عقلها إلى فراغ قاتل.تذكر فجأة تلك الندوب المنتشرة على يديها، آثار الجروح التي لم تلتئم قط. روحها ماتت في اليوم الذي خانها فيه، وفي اليوم الذي فقدت فيه أمها إلى الأبد، ولم تعد أبداً كما كانت من قبل.فتحت نورا فمها محاولة النطق، لكن لم يخرج أي صوت. فقط حدقت في جاسم بوجه شاحب، جسدها يرتجف كآخر ورقة شجرة تحتضر، بنفس العينين اللتان كانتا ممتلئتين بالحب والحياة، لكنهما أصبحتا الآن خاويتين كالفراغ.ارتجفت شفتاها، تريد أن تقول شيئاً ما. أن تشتمه، أن تعضه، أي شيء.لكنها لم تستطع، جسدها متيبس كقطعة جليد.لا تستطيع التنفس. لا تستطيع الكلام.لسانها متشنج كعقدة حبل.أصابعها ثقيلة لا تنثني، متصلبة في تشنج مؤلم.إنها تعاني بشدة.في اللحظة التالية، اتسعت عيون جاسم فجأة وهو يرى المرأة التي سقطت فاقدة الوعي بين ذراعيه، صرخ كأن السماء قد سقطت: "نورا!"..."حبيبتي نورا، اليوم هو عيد ميلادي ا
Read more
PREV
1
...
34567
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status