إغواء العقاب

إغواء العقاب

By:  جمانة خالدUpdated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
100Chapters
25views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

"لقد احببتها فقط لأنها كانت جميلة ومطيعة، من توقع أنها ستأخذ الأمر بجدية؟" "إذن لماذا احببتها منذ البداية؟" "من أجل المتعة فحسب." من الثانوية إلى الجامعة، بقيت نورا بجانب الثري المدلل جاسم لسنوات، ظناً منها أنها وجدت الحب الحقيقي. لكنه لم يرى فيها سوى لعبة مطيعة. في تلك الليلة، بينما كان مع امرأة أخرى وينظر لها بنظرة متغطرسة، اكتشفت أنه كان مخطوباً طوال هذه السنوات، وأنه كان يبحث عن طريقة للتخلص منها بعد ان مل منها. أدركت نورا اللعبة. بعد أن بكيت، حزمت حقائبها دون تردد. "إذا أرادني أن أذهب، فسأذهب. فأنا أجيد الرحيل." بعد الانفصال، تزوجت نورا من وريث عائلة حازم. عندما وصل الخبر إلى جاسم، شعر كأن صاعقة قد ضربته. عندما التقيا مرة أخرى، قال لها بنبرة ثقيلة، " لماذا لم تطلقي زوجك الفاشل بعد؟" أجابت: "وهل يعنيك هذا؟" "تتجرئين على طرح هذا السؤال بعد أن تخلصت مني؟" قال غاضباً: "كيف يحق له أن يتزوجك بينما أنا لم اتزوج؟" نورا: "......؟"

View More

Chapter 1

الفصل1

"لماذا لم تطلقي زوجك الفاشل بعد؟"

كانت نورا، مديرة الأعمال، تقف عند مدخل قاعة المؤتمرات في فندق القمة بعد انتهاء حفل الاستقبال الحصري لكبار الشخصيات. جميع الحضور كانوا من نُخبة المجتمع، ولا تستطيع أن تهمل أيًا منهم.

شعرت بهاتفها يهتز في جيبها، وعندما فتحت الرسالة، وجدت هذا النص.

رقم مجهول، لكن الأسلوب مألوف.

تجاهلت نورا الرسالة للحظات، ثم عادت لتركيزها وابتسامتها المهنية بينما كانت تواصل توديع الضيوف، وكان المديح يتدفق من حولها.

"هل يستطيع ذلك؟"

" هل استمتعتِ من قبل؟"

انطلقت من ذاكرتها صور مجنونة وغامضة، بلا أي مقاومة.

اضطربت نورا قليلاً، لكنها أكملت توديع الضيوف حتى النهاية.

مرتديةً بزتها المهنية ذات اللون البيج، أسرعت خطواتها نحو الزاوية، لتصطدم بشخص مألوف.

من الظلال ظهر رجل طويل القامة، غريبٌ ومألوف في آنٍ واحد، بوجهٍ كانت تحبه بجنون في شبابها.

نظر إليها بنظرةٍ ساخرة، عيناه داكنتان كفوهة البندقية.

"لم ترد على الرسالة؟"

بلعت نورا ريقها، ثم قالت: "مرحباً، السيد جاسم." وحاولت المغادرة.

العالم صغير، بعد عام كامل، كيف التقت به هنا؟

لكن بالطبع، فقط يحضر في مثل هذه المناسبات الرسمية.

همّت بتسريح شعرها، محاولةً تجاهله، لكن جاسم أمسك بذراعها فجأةً، نظراته متحدية، وكلماته صادمة.

"متى سيموت زوجك؟"

ذلك الأسلوب الوقح... لا أحد غيره.

رغم مرور كل هذه السنوات، إلا إنه لا يزال يصيبها بالرعب.

انتزعت ذراعها بعنف، وقالت: "هل فقدت عقلك؟"

"نعم." وقف جاسم بثبات، بينما كان المارة ينحنون له احترامًا.

كان وجهه بلا تعابير، لا يبالي بمن يراهما يتشاجران.

ذلك الرجل المتعجرف، الذي كان دائمًا فوق الجميع، عاد ليثير الفوضى في حياتها من جديد.

"أهذه أول مرة تعرفينني؟"

غمرها إحساس مألوف.

بعد لحظات من الذعر، شعرت فجأةً أنها لم تعد تخشى شيئًا.

أدارت وجهها ببرود، وردت على رسالته "لا تشغل بالك، زوجي في صحة جيدة."

"حقًّا؟"

ابتسم جاسم بسخرية: "ما هذه الملابس الرخيصة التي ترتدينها؟ بعد انفصالنا، كيف رضيتِ بهذه الحياة؟ مُخزٍ."

كان قد طلب من مساعده إحضار بدلة فاخرة لها، كصدقة.

"حتى عندما كنتُ معك، كنتُ أشعر بالخزي."

تجمّدت تعابير جاسم.

"اتبعتك في المدرسة الثانوية، ثم تخلصت مني بعد التخرج من الجامعة." نورا، نظرت إليه مباشرةً، "بعد كلّ هذه السنوات، ماذا تريد؟ ألم تجد ضحيّةً أخرى؟"

ابتلع الرجل ريقه، بينما عبر وجهه الوسيم تعبير غامض. كان يحدق في وجهها، ذلك الوجه الذي لا ينسى كيف كان يزهو حين تغمرها السعادة.

"أمرت السكرتير بإحضار الفستان لك..."

لوحت بيدها ببرودة "لا حاجة لي به. ثمين أكثر مما أستحق."، "لدي عملاء بانتظاري، سأمضي الآن يا سيد جاسم."

أمسك جاسم أصابعها بقوة.

لقد انتزعتهم نورا واحداً تلو الأخر.

عقد حاجبيه وهو ينظر إليها، وبصوت خفيف: "على الأقل أخرجيني من القائمة السوداء."

لم ترد نورا، وحين حررت يدها أخيراً، همت بالمغادرة.

تكلم وهو قابض على أسنانه: "ألا يزعج زوجك ذلك الوشم الذي يحمل اسمي؟"
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
100 Chapters
الفصل1
"لماذا لم تطلقي زوجك الفاشل بعد؟"كانت نورا، مديرة الأعمال، تقف عند مدخل قاعة المؤتمرات في فندق القمة بعد انتهاء حفل الاستقبال الحصري لكبار الشخصيات. جميع الحضور كانوا من نُخبة المجتمع، ولا تستطيع أن تهمل أيًا منهم.شعرت بهاتفها يهتز في جيبها، وعندما فتحت الرسالة، وجدت هذا النص.رقم مجهول، لكن الأسلوب مألوف.تجاهلت نورا الرسالة للحظات، ثم عادت لتركيزها وابتسامتها المهنية بينما كانت تواصل توديع الضيوف، وكان المديح يتدفق من حولها."هل يستطيع ذلك؟"" هل استمتعتِ من قبل؟"انطلقت من ذاكرتها صور مجنونة وغامضة، بلا أي مقاومة.اضطربت نورا قليلاً، لكنها أكملت توديع الضيوف حتى النهاية.مرتديةً بزتها المهنية ذات اللون البيج، أسرعت خطواتها نحو الزاوية، لتصطدم بشخص مألوف.من الظلال ظهر رجل طويل القامة، غريبٌ ومألوف في آنٍ واحد، بوجهٍ كانت تحبه بجنون في شبابها.نظر إليها بنظرةٍ ساخرة، عيناه داكنتان كفوهة البندقية."لم ترد على الرسالة؟"بلعت نورا ريقها، ثم قالت: "مرحباً، السيد جاسم." وحاولت المغادرة.العالم صغير، بعد عام كامل، كيف التقت به هنا؟لكن بالطبع، فقط يحضر في مثل هذه المناسبات الرسمية.همّت
Read more
الفصل 2
عندما استعادت الذكريات، رغم أن قلب نورا كان يرتجف، إلا أنها أبقت عينيها الصافيتين مفتوحتين وقالت بهدوء: "وشمك؟ ليس لدي أي وشم مرتبط بك."تجمّد جاسم في مكانه، ثم حاول أن يمسك بيدها اليسرى مرة أخرى. وبينما كانت تحاول التحرر منه، رفع كُمها فجأة ليكتشف أن الحرف ج الخاص به قد اختفى، وحلّت محله وردة شوكية.وتحت الوردة، شعر بإحساس آخر تحت أنامله.جروح صغيرة خشنة الملمس.عندما خطرت كلمة إيذاء النفس في ذهنه، شعر بوخز مؤلم في صدره.مستحيل امرأة مادية مثل نورا، كيف يمكنها أن تؤذي نفسها.رفض جاسم هذه الفكرة على الفور، لابد أنها آثار تركها الوشّام بسبب قلة خبرته.بصوته الأجش، ونظراته العميقة، قال: "كيف تجرأتِ على إزالته؟"في السابق، كان قد أقنعها بوضع أحرفه الأولى على جسدها.رغم ذكاء نورا الأكاديمي، إلا أنها ارتكبت حماقات عديدة في الحب.عندما كان جاسم يحتضنها، كانت عيناه الجميلتان والضيّقتان كسكين حاد، قادر على اختراق أي قلب. وعندما قال إنه يحبها، صدقته."لم أزله، بل غطته." سحبت نورا يدها وكأنها تسحب سكيناً من جسد جاسم، ببرود لا يعكس أي أثر للجنون الذي كانت عليه في الماضي."الوشم من أيام الشباب وال
Read more
الفصل 3
عندما وصلت نورا إلى المنزل، كان زوجها حازم جالساً على الأريكة." يقال أنك قابلت جاسم في الشركة اليوم."" أوه، وضعت جواسيس حولي؟" قالت نورا: "مراقبة مشددة هكذا؟" الآن عرفت لماذا استدعاها فجأة."نعم." قال حازم، "نورا، إن تجرأتِ على خيانتي، سيكون مصيرك سيئاً."أجابت نورا: "وما العلاقة بيننا أصلاً؟ أتجرؤ على تهديدي؟ أتناسيت من أكون؟"في ملامح حازم برقت نظرة غاضبة وهو يشعر بأنه خائنًا، فانبرى قائلاً: "لا أتحمّس حتى لمُجرد لمسك." "أوه." قالت نورا: "من الأفضل ألا تلمسني، فأنا أشمئز منك"."هل كان جاسم جيداً في الفراش؟"اندفع حازم للأمام وأمسك ذقن نورا بقوة، "هل كان يمنحكِ متعة كبيرة سابقاً؟"تمايلت عينا نورا قليلاً، "أفلتني."ازداد حازم غضباً وكلامه زاد قذارةً، "ماذا كان يفعل معكِ؟ هل كان كما في الأفلام؟ كان عليه أن يصوّركِ""أنت العاجز، حتى لو شاهدت الأفلام لن تستفيد." قالت نورا: "احتفظ بقواك."أغرق حازم في غضبه ودفع نورا على الأريكة، رفعت نظرتها إليه دون ذرة خوف، بل بشراسة وتحدٍ، متناغمة مع وجهها الأبيض الناعم، بجمال قاتل.ولكن للأسف، لم يبدُ على حازم أي استجابة.طويل، وسيم، وثري، لكن عاجز.
Read more
الفصل 4
استيقظت نورا في الصباح لتجد رسالة جديدة على هاتفها."هل لمسك زوجك البارحة "منذ أن انفصلت عن جاسم قبل عام، حظرت رقمه ولم تتوسل إليه أبدًا. الآن أرسل لها من رقم جديد، رفرفت رموشها قليلًا، ثم حذفت الرسالة بعد تردد بسيط. لكن وصلتها رسالة أخرى فورًا."أليس حازم ثريًا؟ فلماذا ترتدين ملابس رخيصة؟ تظنين نفسك في قصور الأثرياء بينما هو يبخل عليك. " "خلال تلك الست سنوات معي، لم أجعلكِ ترتدين إلا الماركات، حتى قلادتكِ كانت مطلية بالماس." لم يعد ذلك المدير الجبار، بل تحول إلى كلب ضال يتوسل للاهتمام والحب. "أجبي، لماذا لا تخرجيني من قائمة الحظر؟" قررت نورا حظر هذا الرقم أيضًا، لكن وصلتها رسائل جديدة من أرقام مجهولة: "أتجرئين على حظري مرة أخرى؟" حتى اتصل بها من رقم ثالث، فرفعت السماعة غاضبة: "ماذا تريد يا جاسم؟" ردّ بهوس: "متى ستتطلقين من ذلك العاجز؟" استغربت: "ولماذا أتطلق منه؟" صوته يقطر سُمًّا وهو يستهزأ."كيف تتحملين العيش مع عاجز بخيل؟ هل أنتِ حقًا من النوع الذي يستمتع بالذل؟"انطلقت ضحكته القاسية كسكين في الهواء: "مجرد سماع صوت هذا العاجز يُشعرني أن النحس يلاحقني.""ألستَ أنت من ي
Read more
الفصل5
كانت عائلة نورا فقيرة، لكن بفضل ذكائها الحاد، تمكنت من دخول أفضل مدرسة ثانوية خاصة في المدينة كطالبة متفوقة، حيث حصلت على إعفاء كامل من الرسوم الدراسية بالإضافة إلى حصولها على منحة دراسية.بالنسبة لأبناء الأثرياء الآخرين في المدرسة، كانت نورا ظاهرةً استثنائية. معظمهم كانوا أطفالًا أثرياء نشأوا معًا منذ الصغر، تبدو المدرسة كنسخة مصغرة من مجتمع الأغنياء، وفي وسط هذه الدائرة الذهبية، كانت نورا وحدها التي تفتقر لأي خلفية اجتماعية مميزة.كنها لم تكن قبيحة ولا وضيعة.عندما قابل جاسم نورا للمرة الأولى في المدرسة الثانوية، كانت تحمل استمارة وتجري نحوه لتسأله: "أيها الوسيم، كيف أصل إلى مقر اتحاد الطلاب؟"كانت نورا تمتلك وجهًا آسرًا بجمال أخّاذ، تنبعث من عينيها نظرة حادة تشع إصرارًا، حتى نبرة صوتها الصادقة المفعمة بالحماس جعلته يشعر ببعض الارتباك. فانطلقت ضحكة ساخرة وقال: "في المبنى المجاور، الطابق الرابع.""شكراً لك."بدا أنها لم تتعرف عليه، وهو أمر نادر في هذه المدرسة.أوقفها بابتسامة شيطانية، ووجهه الشاحب يعكس فضولًا مريبًا: "ما اسمك؟""أنا نورا."أدرك فجأة - إنها الطالبة المتفوقة المشهورة، ل
Read more
الفصل 6
في اليوم التالي، اصطحبها جاسم لمقابلة أصدقائه المقربين، حيث نادوها بـ(زوجة الأخ)، لكن نورا لم تلاحظ السخرية الخفية في أعينهم.نعم، كيف يمكن لابن العائلة الثرية أن يقع بحب فتاه فقيرة؟ظن الجميع أن جاسم كان يلعب معها فقط، فبالرغم من جمال نورا، إلا أنها كانت طيبة للغاية، تعرض قلبها بصدق دون أي حماية، مما يجعل العلاقة مملة مع الوقت.حتى جاسم اعتقد ذلك، لم يتخيل أن نورا قادرة على تغييره، خاصة أنه سيسافر كثيرًا للخارج، مما يعني استحالة الزواج منها .ذلك اليوم الذي قال فيه إنه يحبها كان مجرد وهم ناتج عن الصدمة بعد الكارثة.لكن ما لم يتوقعه هو أنه أمام حب نورا الصادق، لم يستطع حتى نطق كلمة (انفصال)، واستمرت العلاقة لسنوات.لم تطلب منه شئ سوى صدق حبه معها .في السنة الجامعية الرابعة، بدأ جاسم إدارة شركة العائلة، بينما كانت نورا تستعد لامتحانات الدراسات العليا وتعيش معه لرعايته.في الجامعة، عرف الجميع أن لنورا صديقًا ثريًا وقويًا، لكنهم لم يعتبروها امرأة طامعة، رغم فقرها الواضح.كانت صادقة، مجتهدة، ومتفوقة دراسيًا. اعتبرها الشباب نموذجاً لهم، وحتى الفتيات أحببنها. أختنا نورا موهوبة، عماد للأمة،
Read more
الفصل 7
تضاءلت الذكريات في ذهنه، بينما ساد الصمت في قاعة اجتماعات شركة حازم. حدق جاسم بالمرأة أمامه بعينين ثقيلتين، فقد ظل خبر زواج نورا بحازم كالشوكة في قلبه، لا يستطيع نزعها، تؤلمه وتقلقه. "أنتِ وحازم" عض جاسم شفتيه ثم قال، "هل أخبرك والدتَكِ أثناء الزواج؟"ارتجفت كتفي نورا، حاولت أن تتصرف بلا اكتراثٍ، همست، "أمي ماتت." لم تعد تملك أمًّا. تشبث جاسم بكوب القهوة في يده. فتح فمه، "كيف.. لقد استفسرت من الطبيب، كانت السيدة..." عندما كانت نورا صديقته، عرف جاسم ظروف عائلتها. لأنها بنت، تخلى عنها والدها منذ الصغر، بينما كافحت أمها لتربيتها، فوهنت صحتها، حتى صارت الأدوية تملأ يديها. حاول جاسم استخدام نفوذه لعلاج أمها، لكن الفحوص كشفت مشاكل كبيرة في البنكرياس والمريء. لهذا كانت نورا فتاة هادئة مطيعة، اجتهدت في الدراسة لتغيير مصيرها. لأنه عرف كم افتقدت الحب وكم اجتهدت، استسهل جاسم الأمر، ظن أن نورا لن تستطيع الحفاظ على حياتها بدونه، ولن تجد الموارد الكافية لعلاج أمها. لكنه لم يدرك قط أن جرحًا متطابقًا كان ينزف في أعماق روحيهما، فاحتضنا بعضهما ذات يوم كمن يبحث عن دفء في ليلة قارسة.لكنه الآن
Read more
الفصل 8
للمرة الأولى، شعر جاسم بحالة من الارتباك وفقدان السيطرة، فقطب حاجبيه وهو يصمم على معرفة الحقيقة: "سبب الانفصال هو أنك تتجاهلينني.""أتجاهلك؟ كيف يمكنني أن أتجاهلك؟" ابتسمت نورا بهدوء، ثم قالت: "أنا فقط لا أريد أن أسبب لك الإحراج." على الرغم من ابتسامتها، إلا أن عينيها كانتا باردة كالجليد.قام جاسم ببلع ريقه "إحراج؟" "ألستَ على وشك الزواج؟" عندما نطقت نورا بهذه الكلمات، شعرت بوخز مؤلم في قلبها، لكنه سرعان ما اختفى. أخذت نفسًا عميقًا وقالت: "كنت في حيرة من أمرك حول كيفية التخلص مني، ولأنني مهذبة، لم أرد أن أحرجك، فبادرت بإنهاء العلاقة.""زواج؟"تقلص بؤبؤ عيني جاسم فجأة، وقال: "أنت تعرفين كل شيء." "نعم." واصلت نورا استفزازه بسؤال متعمد، وكأنها تمازحه: "ألستُ لطيفة معك يا جاسم؟ قليلاتٌ هن العشيقات المدركات مثلي.""أنتِ لستِ عشيقة، أنتِ حبيبتي." اختلطت مشاعر جاسم، وقال: "لا تقولي ذلك." "في الواقع، لا داعي للنقاش." نقرت نورا بأصابعها على سطح الطاولة. يقال إن الماضي كالريح، يجب أن يتبدد دون أثر، لكن ماضي نورا كان كالإعصار، يقلق راحتها ليل نهار. لم يكن أمامها سوى الهروب."لنتحدث
Read more
الفصل 9
بعد مغادرة جاسم، ساد الصمت في قاعة الاجتماعات لعدة ثوانٍ.كانت نورا أول من كسر الصمت، وهي تجمع الأوراق من على الطاولة واحدة تلو الأخرى، وقالت بنبرة هادئة: "حسنًا، لقد فقدنا الشريك الآن، هل أنت سعيد يا سيد حازم؟"كان حازم مجرد ثريٍّ عديم الكفاءة، لم يتحسن حتى بعد زواجه من نورا. لم يكن لديه أدنى فكرة عن إدارة الأعمال، رغم تخرجه من إحدى الجامعات الشهيرة في التجارة، لكن تلك الشهادة لم تكن سوى ورقة تذهب لأثرياء مثله.مقارنة بجاسم، كان حازم يفتقر حقًا إلى المهارة.تحدث نورا بتلك البرودة أثار غضب حازم، وفي غياب الحضور، دفعها بعنف على الطاولة، فسقطت الأكواب الفاخرة وتحطمت على الأرض.صرخ حازم: "أيتها الحقيرة." غير قادر على تفريغ غضبه إلا عليها. أمسك بعنق نورا بقوة: "ألأنني لا أستطيع إرضاءك، قررتِ العودة لإغراء جاسم؟"رغم الخنق، حافظت نورا على هدوئها، بل وأجابت بتحدٍ: "نعم.""أنتِ!"كان حازم وسيمًا، لكن كلمات نورا أصابته بالإذلال الشديد، فأكمل: "إذن، جاسم هو عشيقك القديم؟"تجاهلته نورا، ووضعت أصابعها النحيلة على معصمه، ثم ضغطت برفق. شعر حازم كأن صعقة كهربائية اجتاحت جسده: "زواجي منكِ كان شرفًا ل
Read more
الفصل 10
بعد أن أنهت نورا كلامها، ساد صمت ثقيل في قاعة الاجتماعات. ابتلع حازم ريقه، حاول أن يقول شيئًا، لكن الكلمات علقت في حلقه.لقد جاء أصلًا بغرض المحاسبة والتوبيخ.لكن بعد كلام نورا هذا، عجزت تلك الكلمات المهينة التي كان يخطط لقولها عن الخروج.كان يعرف جيدًا قصة وفاة أمها.أدار حازم وجهه جانبًا قليلًا، وقال لنورا: "يا نورا، لا يحق لك التدخل في شؤوني سواءً احتفظتُ بعشيقات أم لا. وعندما تنتقدك والدتي، لا تردي عليها، فليس لك الحق في الاعتراض.""عليك أن تنقل هذا الكلام بحذافيره لأمك أيضًا." قالت نورا وقد استنفدت كل طاقتها في الجدال مع حازم، هزت رأسها ثم وضعت الأوراق على صدر حازم وصفعتها بخفة: "لقد طلبت مني أن أضبطك، لكن من الواضح أنني لا أملك هذه السلطة."همت بالمغادرة، لكن حازم أمسك بذراعها فجأة، محدقًا فيها بعينين متجهمتين: "قد لا تستطيعين التحكم بي، لكنني أستطيع التحكم بكِ يا نورا."رفعت نورا حاجبها بسخرية: "وما قصدك بهذا يا سيد حازم؟""جاسم كان غاضبًا لأنكِ أهنته أمامي، أليس كذلك؟" قال حازم بعينين تحملان سخرية باردة: "هل هذا بسبب بقايا مشاعر قديمة، أم مجرد غريزة حيوانية لتملك الذكر؟"أحس بل
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status