All Chapters of إغواء العقاب: Chapter 51 - Chapter 60

100 Chapters

الفصل51

توقفت نورا عن الحركة، مشلولة من هول الصدمة.كان قلب نورا يدق كعدّادٍ تنازلي.ظلت واقفة في مكانها، حتى جاء جاسم ولمس وجهها برفق، ثم وضع شفتيه على شفتيها.ثم قال: "لن أحاول الانتحار مجدداً."كان صوته مبحوحاً للغاية، كأن صداه يأتي من أقاصي الأفق، غليظاً متقطعاً كزئيرٍ بعيد."إذا متِ، سأموت في اليوم نفسه الذي تموتين فيه.".........استيقظت نورا فجأة من الحلم، جسدها كله مغطى بعرق بارد، وعيناها مفتوحتان على وسعهما.اكتشفت أنها موجودة في سريرٍ غريب لكنه مألوف. شعرت نورا بوخز مؤلم عندما أدركت أنها ما زالت تشعر ببعض الضعف.تذكرت نورا المكان.المكان الذي كانت تعرفه جيداً في الماضي، منزل جاسم.شعرت نورا وكأن قلبها انقبض بقوة، حاولت أن تجلس رغم ضعفها.بينما كانت تنهض ببطء، رأت شخصاً يقترب منها، ثم لاحظت زوجاً من النعال الوردية.ارتجفت أصابع نورا قليلاً.كانت تلك النعال الوردية التي اشترتها لجاسم بخصم كبير من موقع في الانترنت قبل سنوات.(زولبيديم)، اسم دواء.وضع جاسم تقريراً طبياً بقوة على منضدة السرير بجوار نورا، كان يحتوي على سجلّها الطبي ووصفاتها الدوائية."هل كنتِ تعتمدين على هذا النوع من الحبو
Read more

الفصل52

"أمري مع ندى هو شأني الشخصي، لا علاقة لك به."ضغط جاسم على كتفي نورا بحماس: "إلى أي مدى ستذهبين من أجل حازم؟ أخبريني يا نورا، كيف يمكنك أن تتصرفي بهذه الطريقة من أجله؟ بينما لم تفعلي مثل هذا الأمر أبداً من أجلي في الماضي.""أحقاً لم أفعل؟" نظرت نورا إلى وجه جاسم بثبات: "كنت مستعدة أن أهبك روحي في الماضي، لكنكَ رفضتني."شعر جاسم كأن الدم في عروقه يتجمد."ألم أكن كافية لك؟ جاسم، أنت الذي رفضتني، هل تسمعني جيداً؟ أنت الذي قررت التخلص مني، أنت بنفسك قلت إنك تريد التخلص مني."كلمات نورا كانت كالصفعات على وجه جاسم، فلم يجد ما يرد به: "طلبت الانفصال لأنكِ توقفتِ عن التواصل معي، ظننت أنكِ غاضبة لأنك لم تحصلي على المال مني."رفضت نورا الاستماع، فالذكريات المؤلمة كانت كالأشواك مغروسة في قلبها.عندما لا تفكر بها، تشعر بحكة، حكة تدفعها للرغبة في التوسل والعودة.وعندما تتذكرها، يأتي الألم، ألم يجعل الليل كابوساً لا ينتهي.هكذا هي المشاعر يوم تُفهم، ويوم تضِل."احكم عليَّ كما تشاء."أخذت نورا نفساً عميقاً لتهدئة تنفسها المضطرب: "نعم، طلبت منك المال، ولن أناقش كيف تنظر إلي."قال جاسم: "إذا كنتِ تعاني
Read more

الفصل53

"هل من المتوقع ان لا تعرف هذه الحقيقة؟" واجهت نورا جاسم بضعف واضح، وقالت: "زواجي أو طلاقي ليس له أي علاقة بك."تجاهل جاسم عمداً آخر كلماتها، وقال: "غداً ستذهبين إلى شركة حازم لتوقيع أوراق الطلاق، أليس كذلك؟" وقال لنورا: "سأصطحبكِ إلى هناك."هزّت نورا رأسها رافضة: "لا حاجة لذلك."ضغط جاسم على شفتيه متسائلاً، "ولمَ لا؟""قلتُ لك إن هذا لا يعنيك، ألا تفهم؟" ارتفع صوت نورا وهي تزداد انفعالاً، مما جعل جاسم يشعر بالألم. كان يخشى أن تتعرض نورا مرة أخرى لنوبة عصبية كالتي حدثت سابقاً.لذلك خفض صوته فوراً محاولاً تهدئتها، "حسناً، لن أذهب معكِ، سأرسل أنس معكِ بدلاً مني."أخذت نورا نفساً عميقاً، فمجرد رؤية جاسم جعلتها تتذكر الكلمات الأخيرة لأمها قبل وفاتها، مما سبّب لها ألماً لا يُحتمل. أسقطت يدها على الفراش، حيث ظهر وشم الوردة على معصمها النحيل، وما تحته من ندوب تشهد على محاولاتها لإيذاء نفسها.تقطّبت جبهة جاسم، كان لديه آلاف الأسئلة يريد توجيهها لها، لكنه أمام نورا لم ينطق بأي منها. التفتت نورا إلى الجانب الآخر، وانكمشت تحت الغطاء مرة أخرى. طريقة نومها المفضلة هي أن تنام مُلتفةً حول
Read more

الفصل54

فتح جاسم الرسالة الصوتية واستمع إليها بانتباه، حيث سمع صوت زولا ينبح بعنف وبصوت جهوري يمتلئ بالحماس. لم يتمالك نفسه من الضحك على حماس الكلب.(حمود: أخي جاسم، بعد أن خرجت من النادي خلف نورا، ماذا حدث بينكما بعد ذلك؟) كان هذا السؤال الذي ينتظره الجميع في المجموعة بفارغ الصبر، لكنهم كانوا يخشون من طرحه مباشرة. كان حمود الوحيد الذي يمتلك الجرأة الكافية.(جاسم: ......)(جاسم: هل استأجرت فمكَ من مكان ما وتريد إعادته؟)(حمود: أنا فقط أهتم لأمرك يا أخي.)(جاسم: هي الآن في منزلي.)(ياسر: من؟ من؟)(جاسم: هي)(ياسر: من بالضبط؟)(جاسم: نورا!)(وسيم: يا لك من شخص دنيء. ترفضها ثم تلاحقها، أراهن أنك أجبرتها على الذهاب إلى منزلك.)(حنان: بالتأكيد نورا تكره حتى لمسه.)(جاسم: ؟)(وسيم: يا جاسم. لو كنت لا تستطيع الاستغناء عنها، لماذا انفصلت عنها أساساً؟)(جاسم: ؟؟)جلس جاسم في حوض الاستحمام الفاخر الواسع، ثم نهض بينما المياه تتدفق من جسده العاري، ثم وقف تحت دش المياه الساخنة الذي ينزل كالشلال. وضع هاتفه الذكي جانباً بعناية، وبعد أن انتهى من الاستحمام، مسح جسده بمنشفة ناعمة ثم ألقى نظرة أخرى على المحادث
Read more

الفصل55

أمسك جاسم بوجه نورا وأداره نحوه، والمفاجأة أنها لم تستيقظ من هذا الفعل. بدأ بأصابعه يتبع ملامح وجهها بانتباه، ثم نزل ببطء، بيد ترتجف خفيفة... حتى استقرت على عنقها النحيل.أطلقت نورا أنيناً خفيفاً، ثم همست بكلمات غير واضحة.في تلك اللحظة، شعر جاسم كأن ناراً قد اشتعلت في جسده بالكامل. ضغط بقوة أكبر على عنقها، وفي ظلام الغرفة الكثيف، التقت قلوبهم العارية في مواجهة صامتة.انحنى عليها بقبلة نهمة، يائسة.منذ زمن بعيد جداً لم يختبر مثل هذا القرب منها.لقد اشتاق إليها إلى حد الجنون.كل يوم من غيابها كان يعادل شوقاً لا يُحتمل.اشتاق إلى أيام جنونهم القديمة، إلى تشابكاتهم المحرمة، إلى نظرات نورا المليئة بالحب والشهوة عندما كانت تحدق فيه بعينين رطبتين تشعان بالرغبة.بسبب انقطاع النفس استيقظت نورا. خرجت كلماتها ضعيفة متكسرة، مختلفة تماماً عن شخصيتها الحادة المتحدية التي يعرفها الجميع: "جاسم..."هذا النداء الوحيد كاد أن يقتل الرجل.أفلت عنقها بلطف وبدأ يفك أزرار قميصها بيد مرتعشة، لكن الغريب أن نورا كان من المفترض أن تقاوم.لكنها لم تفعل.بينما كان يتساءل بحيرة، أضاء شاشة هاتفه الخافتة على وجهها ال
Read more

الفصل56

استجمعت نورا أفكارها، ثم ضحكت ضحكة ساخرة من نفسها. كيف أصبحت تعرفه بهذا العمق؟ حدَّقت في الفراش الفارغ بجانبها، تمسك بخصلة من شعرها وهي تغوص في أفكارها. فجأة، مرت في ذهنها صور مجنونة من الليلة الماضية. انتفضت متفاجئة من هول الصور. زولبيديم هو دواء سريع المفعول من عائلة الزوبيكلون، وهو دواء خاضع لرقابة الدولة بسبب خطورة إساءة استخدامه. لكنها لم تتوقع أن يستغل جاسم تناولها للدواء وفقدانها للوعي ليفعل ما فعله. رفعت نظرتها فشاهدت على منضدة السرير، بجانب علبة الزولبيديم، علبة أخرى. أمالت جسدها للنظر فاسودت عيناها. حبوب منع الحمل. ضحكت نورا ضحكة خافتة، وتمتمت: "جاسم، في هذه اللحظات فقط تكون في غاية اللطف". دق أحدهم الباب، فارتدت نورا ملابسها وفتحت لترى أنس واقفاً بالخارج. رفع أنس نظره فشاهد آثار القبلات على عنقها، فتجمد في مكانه. "يا إلهي! هل أنت بشر يا جاسم؟"لكنه حافظ على هدوئه: "جئت لأصطحبكِ للعمل". "حسناً، إلى شركة حازم." كان عليها اليوم توقيع وثيقة الطلاق. قبل المغادرة، ترددت نورا أمام المنضدة بين علبتي الدواء. في النهاية، أخذت حبوب منع الحمل، وتركت الزولبي
Read more

الفصل57

وقف حازم مذهولاً وهو يرى نورا تبتسم بهدوء وتنطق بتلك الكلمات القاسية، شعر كأن صاعقةً قد اخترقت قلبه، نظر إليها بعينين تشتعلان غضباً وهي تزيح أصابعه واحداً تلو الآخر، فاندفعت كل مشاعره المكبوتة كالسيل الجارف.كرامته الذكورية التي دُسّت بالأقدام، فدفعها بعنف على سطح المكتب بقوة كادت أن تكسر عظامها.اصطدم خصرها النحيل بحافة المكتب الحادة، فأغمضت عينيها من شدة الألم. لابد أن كدمةً زرقاء ستزين خصرها لاحقاً.حاولت المقاومة، لكن دون جدوى. الرجل الذي يمسكها كان كالإعصار الهائج، وخرجت كلماته من بين أسنانه: "نورا، هل... هل مارستِ الجنس مع جاسم؟"ظلت نورا تحدق في حازم دون أن تنبس بكلمة. هذا الصمت الطويل زاد من هياجه، فانفجر صارخاً: "تحدثي يا نورا، أتجرئين على الفعل ولا تجرئين على الاعتراف به؟""حسناً، سأعترف."ابتسمت له ببرودة كتلك الفتاة المتمردة التي أحرقت منزلًا ذات يوم.إن كنا سنموت، فلنمت جميعاً."نعم، مارست الجنس مع جاسم."لم يعد حازم قادراً على كبح غضبه الجامح، فرفع يده ليصفعها، لكنها كانت أسرع منه، فأمسكت معصمه بيدها وردت الصفعة بأخرى أقسى.صوت الصفعة المدوي قطع حبل أفكاره فجأة.وقف حازم
Read more

الفصل58

مد حازم يده إلى حزامه بنية شريرة، ولم يكتفِ بربط يدي نورا خلف ظهرها بالحزام الجلدي رغم مقاومتها الشديدة، بل شدّه بقوة حتى أثار الألم في معصميها. صرخت نورا بأسنان مشدودة: "أتقلد أساليب جاسم الآن؟"بلغ غضب حازم ذروته، حتى أن عروق صدغيه انتفخت وارتجفت، انفجر صارخاً بصوت مبحوح: "لماذا لا تتوسلين إليّ! لماذا لا تبدين أي خوف مني؟"حافظت نورا على صمتها العنيد."لماذا! بعد كل ما فعلته، لماذا لا تتوسلين إلي؟ لكنكِ ستتوسلين إلى جاسم، أليس كذلك؟ ستتوسلين له راكعةً باكيةً، بينما ترفضين حتى النظر إليّ، هل أنا في نظرك أقل من أن أكون رجلاً؟"انفجرت نورا بضحكة هستيرية: "بالطبع لستَ رجلاً".اتسعت حدقتا حازم فجأة كأنهما على وشك الانفجار من الصدمة."عندما عثرت على تقريرك الطبي لأول مرة، شعرت بالشفقة تجاهك. لكن عندما جئت تخطبني، كنت قد نقبت في ماضيي بأكمله، حتى أنك استخدمت حياة أمي المريضة كتهديد."توقفت للحظة، ارتعش صوتها قليلاً عند ذكر والدتها الراحلة."لقد ابتززتني، ظننت أنك تستطيع التحكم بي كدمية، وأن ظروفي المتواضعة وجيناتي قد تكون مفيدة لك. لم تنظر إليّ كإنسانة، بل كأداة يمكن استغلالها. استخدمت أعز
Read more

الفصل59

حكّ المساعد رأسه متسائلاً في نفسه: أليس حازم والسيدة نورا على خلاف شديد؟ فكيف أصبحا الآن...بل وحتى بملابس غير مرتبة...؟ ابتلع المساعد ريقه متخوفاً: لقد انتهى الأمر، هل سينتقمون منه بسبب المتاعب التي سبّبها لنورا سابقاً؟ تكلّم بحذر وهو يخفض رأسه: "هناك مندوب من عائلة ميار يريد التفاوض مع شركتنا..." عائلة ميار؟ إذا لم تخنه ذاكرته، ألا تعمل عائلة ميار في مجال المطاعم؟ عقد حازم حاجبيه متفكراً: "حدد موعداً للقاء." "لا داعي، لقد أتيت بنفسي." قطع صوت نسوي نقي تفكير نورا وحازم، لتظهر فجأة امرأة ترتدي فستاناً أصفر لامعاً. ثوب رسمي مصمم خصيصاً لهذا الموسم، وحذاء شانيل الفاخر... إنها بالتأكيد ابنة عائلة ميار الثرية. تجمدت نورا في مكانها لدى رؤية القادمة، حيث عبرت ذكريات الماضي أمام عينيها، وكأنها تسمع مجدداً ذلك الصوت من عام مضى: "هل أنتِ النادلة؟ أين جاسم؟ أنا خطيبته." "خطيبته..." همست نورا وهي تحدق في المرأة المتألقة، شعرت بوخز في صدرها: "آه، إنها ابنة عائلة ميار". "أوه." نظرت سيدة ميار إلى نورا: "تبدين مألوفةً، كأنني رأيتكِ من قبل." ضغطت نورا شفتيها. "تذكرتكِ، ألستِ
Read more

الفصل60

في سلة المهملات كان هناك حزام جلدي.رفعت ميار حاجبها، ثم التفتت بنظرة نحو حازم.يا للمصادفة، بنطال حازم الرسمي كان يخلو من حزام.ظهرت على ميار ابتسامة، ضمت ذراعيها إلى صدرها وقالت بكلمات واضحة: "موعد زفافي مع جاسم يقترب، وسأدعوكِ لحضور حفل الخطوبة."ردت نورا ببراءة: "أحقاً؟ منذ عام وأنا أسمع عن خطوبتكما مع جاسم، ألم يحن الموعد بعد؟"تشوّهت ملامح ميار المزينة بعناية، حتى أنها داست بقدمها غضباً: "زواجي بجاسم شأن خاص، ما شأنكِ أنتِ به؟ سيتزوجني عاجلًا أم آجلاً، ولن يتزوج غيري."كانت الجملة الأخيرة موجّهة إلى نورا ، ومعناها: هو لن يتزوجك أبداً.همست نورا: "إذاً أتمنى لكما السعادة، يا مساعد."أشار المساعد إلى نفسه متسائلاً: "نعم سيدتي نورا، هل تناديني؟""لماذا تقف هكذا؟ أعد الشاي. ثم اصطحب السيدة ميار في جولة بالشركة."ابتسمت نورا ابتسامة مثالية لا غبار عليها: "لا نريد أن يشاع أن شركة حازم أساءت استقبال عائلة ميار."ارتعب المساعد وتصبب عرقاً، نسي آداب الضيافة من شدة انشغاله بالمشهد.بينما كان يحضر الشاي، وجدت ميار نفسها في موقف محرج، إذ سيكون رفضها إهانة لشركة حازم.لم يكن هناك ما يستدعي أن
Read more
PREV
1
...
45678
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status