All Chapters of طرقنا تفترق بعد الزواج: Chapter 101 - Chapter 110

140 Chapters

الفصل 101 لقد كانت رحيمة بالفعل

شحُبَ وجهَا السيدتين على الفور، حتى إن إحداهما استدارت محاولةً الهرب. قالت سارة بصوت منخفض لكنه بارد للغاية: "قِفا مكانكما!" توقفت المرأة وشرحت على عجل: "السيدة راشد، نحن فقط سمعنا ذلك من الآخرين…" أضافت الأخرى بخجل وهي تغيّر كلامها: "أجل، نحن لا نصدق ذلك، أنتِ جميلة وموهوبة، كيف يمكن…" لم تمنحهما سارة فرصة لإكمال كلامهما؛ رفعت يدها وصفعتهما على وجهيهما، واحدة لكل منهما. تقولان إنكما لا تصدقان، ومع ذلك تُروّجان للشائعة فور سماعها؟ كم من المظالم هلكت بسبب ألسنة كهذه! في الماضي، كانت حادثة ليان بسبب الشائعات التي حمّلتها ذنبًا لم ترتكبه. سألت سارة بنبرة هادئة لكنها ضاغطة: "إن كنتما لا تُصدّقان، فلماذا تتحدثان بالأمر، همم؟" أدركت السيدتان خطأهما، فغطّتا وجهيهما بعد الصفعتين واعتذرتا مرارًا: "نأسف يا السيدة راشد، لقد أخطأنا." لم تنطلِ هذه الحيلة على سارة؛ فمثل هذا الاعتذار الشفهي ليس إلا تهرّبًا من المسؤولية، قد ينجح مع غيرها، لكنه لا يجدي معها. تقدمت خطوة إلى الأمام فتراجعتا خائفتين على الفور. نظرت سارة إلى المسبح خلفهما وقالت ببرود: "يبدو أنكما خرجتما بلا مضمضة، اذهبا إلى هناك ل
Read more

الفصل 102 ما تريده، تريده نورة أيضًا

"وجهك لا يبدو على ما يرام؟ أأنتِ متعبة؟" عندما بدأ المزاد الخيري عادت سارة إلى جوار آمنة، فرصدت آمنة بتنبّه ما طرأ عليها من اختلاف. ولم تكن سارة لتنقل كلام الناس؛ فلو عرفت آمنة أنّ أحدًا يغتابها لضاق صدرها وإن ترفّعت سارة عنه. "لا شيء، ربما أكلتُ أكثر من اللازم"، قالتها مازحة. ولأن آمنة تراعيها في كل شيء لم تُرِد سارة أن تقلقها؛ والقول إنها شبعت لا يضر. كما توقّعت، ابتسمت آمنة وقالت: "يا لهذه الشهية! كل ما ترغبين فيه هنا نجده في البيت". "أنا شرهة قليلًا." ومع آمنة كانت سارة تنطلق على سجيتها من غير تكلّف. ابتسمت آمنة وهمست: "إذا راقت لكِ قطعة فادفعي عليها، فليس كل المعروض نفيسًا، لكن في بعضها ما يستحق". والمزاد الخيري أن يدفع الناس للخير؛ حسُن المعروض أو رديئه، غير أن المرء إذا دفع أحبّ أن يقتني الجيّد. وبعد تمهيد المذيع للأجواء انطلق المزاد رسميًا؛ جلست آمنة وادعةً أنيقة، تتطلع إلى القطعة حين تُعرَض؛ فإن سكتت لم تُعجِبها، وأحيانًا تعلّق مع جاراتها. أما سارة فلا تتكلم؛ ومع أن آمنة رخّصت لها أن تدفع على ما تختاره، بقي لديها من التوقّي ما يمنعها من رفع يدها لقطعة لا تليق فتُحرِج
Read more

الفصل 103 صراع

بما أنّها أرادته، فلا داعي للبخل؛ رفعت سارة السعر بما يزيد على ضعفي عرض نورة. وكانت الاثنتان أصلًا محطَّ الأنظار، فلما اشتبكتا على عقدٍ واحد، اشتعلت أجواء المزاد الخيري التي كانت فاترة، والتفتت الأبصار إليهما، بل أخذ البعض يتهامس. لم يخطر لنورة أن تُنافسها سارة على العقد؛ أهو تعمُّد لإحراجها، ونقضٌ للصورة التي رُسمت سابقًا بأنهما صديقتان؟ ذوو النوايا السيئة يأوّلون أفعال الناس على أسوأ وجه، ونورة من هذا الصنف؛ في رأيها أنّ سارة تتعمّد إذلالها. وهي الآن تسعى للتقرّب من سارة، وكان يمكنها التنازل، غير أنّ تصرّف سارة جعلها لا تقدر على ذلك، وإلا بدت جبانة، وصارت أضحوكة بين السيدات الراقيات. صرخت نورة وهي تواصل المزايدة: "ستمائة ألف دولار!" وما إن أنهت حتى مالت آمنة إلى سارة وقالت: "زيدي بلا تردُّد، لا تدعيها تتغلّب عليكِ!" وفي أمر إظهار المكانة لا تخشى السيدة راشد أحدًا؛ فسارة لا تمثّل نفسها فحسب، بل تمثّلها وتمثّل عائلة راشد أيضًا. وما دامت سارة راغبة في الحصول عليه فلن تلين؛ وفي أسوأ الأحوال تدفع من مالها. ومع مساندة آمنة نادت مباشرة: "مليون دولار." اسودّ وجه نورة: "مليون ومئتا أ
Read more

الفصل 104 حرم السيد راشد تتلاعب بي نفسيًا

بمجرد عبارة " أخطأنا بإدراجه"، انقلب الصراع المحتدم إلى مزحة.استؤنف المزاد الخيري، لكن سارة وعائلة راشد، ومن بينهم مراد، لم يزايدوا مجددًا. افتعلت سارة عذرًا وغادرت مباشرة إلى الكواليس.لم تُصدّق ذريعة "التقصير في الواجب"؛ الواضح أن القائمين على المزاد تراجعوا في اللحظة الأخيرة.أما السبب فغير معلوم، لكنه قطعًا لا يتعلق بالمال؛ فخمسة ملايين دولار تكاد تشتري كمية من ذلك العقد بالجملة. أفَيخشى مالكه إغضاب طرف من الطرفين، عائلة سعيد أم عائلة راشد، بعد تنافسهما عليه؟لم تُرِد سارة إضاعة الوقت في التخمين؛ كل ما أرادته هو الحصول على العقد.حين عثر عليها بشير كانت تفاوض أحد موظفي الكواليس: "أريد ذلك العقد، وسأدفع أي مبلغ".أجاب الموظف مكرّرًا الجملة نفسها: "عفوًا يا حرم السيد راشد، العقد غير معروض للبيع فعلًا، والأمر لا يتعلق بالمال".لم تتراجع سارة: "أريد مقابلة مالك العقد".قال الموظف معتذرًا وهو ينحني قليلًا: "آسف جدًّا، هذا أيضًا يتعذّر".من نبرة الرجل أدركت سارة أن انتزاع العقد ليس يسيرًا، لكنها ليست ممّن يستسلمون بسهولة: "هل أستطيع طلب خدمة إذن؟"سارة زوجة بشير الجديدة، وقد طافت بها آم
Read more

الفصل 105 لن تكون نهايتها جيدة

انتهى المزاد الخيري، لكن القصة لم تُطوَ بعد. جلس مراد في السيارة يعبث بهاتفه بلا انقطاع، وجلست نورة إلى جواره. لمحة واحدة كانت كافية لتقرأ الرسائل التي يرسلها. كان يستفسر عن ذلك العقد، وبدا عازمًا على الحصول عليه. كانت نورة تدرك أن مراد لا يريده لها. وأما تنافسه العلني مع سارة اليوم فليس إلا مسرحيةً يُري بها الناس أنه لا تربطه بها علاقة مشبوهة. هو حقًا يبذل وسعه من أجل سارة. لا تدري نورة أهو لكثرة ما تلقّت من صدمات أم ماذا، لكنها هذه المرة لم تغر؛ بل سألت بهدوء: "لماذا تريد سارة ذلك العقد؟" حين زايدت سارة عليها ظنّت نورة أنها تتعمد إحراجها واستعراض مكانتها، لكن بعد أن هدأت لم تعد ترى الأمر كذلك. سارة اليوم ليست بحاجة إلى فعل أي شيء لتكون أعلى كعبًا منها؛ بل إن منافستها ستجعلها هي تبدو ضيقة الأفق. سارة ليست بهذا الغباء، ومع ذلك تمسكت بالعقد. لا بد إذن من سبب آخر. وضع مراد هاتفه جانبًا، وأخفق في أن يمنحها حتى نظرةً واحدة طوال الوقت، ثم أخيرًا التفت إليها. لم يكن في عينيه رفق، بل برود وحدّة: "لا تتدخلي في شؤونها، و... ابتعدي عنها." لم يُخفِ حمايته لسارة. ابتسمت نورة بسخرية: "ماذا
Read more

الفصل 106 الحب المتأخر شعور مبتذل

لم تُخطئ سارة؛ كانا هما بالفعل. رجلان يسيران بخطًى وادعة غير مستعجلة؛ وعلى اختلاف الطبع، فلكلٍّ منهما هيبة لا تقل عن الآخر. قال بشير من غير تمهيد: "سيد زاهر، تكرّم وتنازل عنها برغم محبتك لها". كان سامي قد تحقّق من أمر العقد، وصاحبه هو زاهر. قال زاهر ببساطة: "هو عقدٌ عاديّ كنت أنوي طرحه في المزاد الخيري أصلًا، لا حديث هنا عن محبةٍ أو غيرها؛ إن راق لك يا سيد راشد أهديه لك". ارتسمت على شفتي بشير ابتسامةٌ ساخرة وقال: "ليست بيني وبين السيد زاهر تلك الأُلفة؛ فلنحتكم إلى السعر الذي بلغته مزايدتي، ثم إن..." وتوقّف لحظةً قبل أن يُكمل: "أنا أهديه لزوجتي؛ فإذا لم تدفع أنت ثمنه يا سيد زاهر، أفهو هديةٌ مني أم منك؟" كلماتٌ قليلة تحمل معاني خفية؛ نظر زاهر إليه، فتلاقت نظراتهما في الهواء: هذا غامضٌ عسير التكهّن، وذاك يبتسم ابتسامةً لا تبلغ عينيه. قال زاهر موافقًا: "ما دام السيد راشد يُرضي حرمه فلا وجهَ للرفض". قال بشير بلا مبالاةٍ ظاهرة: "شكرًا". في هذه العاصمة قلَّ من يضاهيه كِبرًا؛ وبالأخص في مخاطبة زاهر على هذا النحو؛ ولو شُبِّها بشخصيّاتٍ من عوالم الخيال لكان أحدهما السماء والآخر الشيطان
Read more

الفصل 107 أسفٌ على ما لم يحدث أبدًا

حين كانت سارة شاردة الذهن شعرت بدفء على ظاهر يدها، فالتفتت إلى جوارها فرأت آمنة تبتسم لها برفق: "أهناك ما يشغل بالك؟" منذ أن صعدت إلى السيارة لم تتكلم سارة، وبقيت تحدّق عبر النافذة طوال الوقت. ضمّت سارة شفتيها ولم تُجب، فتنهدت آمنة خفيفًا: "لا تضعِي كلام الناس الفارغ في قلبك؛ من ذا الذي لا يتحدث عن غيره، ومن ذا الذي لا يُتحدث عنه؟ كوني على سجيتك فحسب". كانت آمنة حكيمة متفهّمة، وتعرف كيف تريح مَن حولها؛ شعرت سارة فعلًا بالحسد لبشير لأن له أمًّا كهذه، وكأنها فهمت منبع كبريائه، بل وشيئًا من غطرسته. فمع أمٍّ تدلّله هكذا، كيف لا يكون فخورًا؟ قالت سارة وهي تنظر إلى ملامح آمنة، وكانت لا تزال جميلة وإن ترك الزمن آثاره: "أعلم". أومأت آمنة من غير إسهاب؛ فهي تنصح ولا تُكثر من الوعظ، وتدلّ ثم تقف عند الحد. نادتها سارة بهدوء: "أمي". هذه المرّة بادرت هي، لا تملّقًا ولا مجاملة، بل رغبةً صادقة خرجت من القلب. نظرت إليها آمنة بابتسامة: "نعم؟" لم تعرف سارة ماذا تقول، فابتسمت فجأة: "جميل أن يكون للمرء أم". كانت آمنة تعرف حكاية سارة؛ يتيمةً نشأت مع جدتها، ففهمت قصْدها ومرارة ندائها "أمي". لم تُ
Read more

الفصل 108 النساء أيضًا يفقدن السيطرة بعد الشرب  

ثملت سارة ثم نامت. كان رأسها مائلًا إلى جانب، وشَعرها الأسود الطويل مبعثرًا على وجهها الأبيض الناعم، فأضفى على ملامحها مسحة هشاشة. لم يرها بشير على هذه الحال منذ زمنٍ طويل... رفع كفه برفق فأزاح الخصلات عن وجهها وثبّتها خلف أذنها، ولمح عندئذٍ رطوبةً في طرف عينها؛ وانقبض صدره أصلًا فازداد ضيقًا. لقد بكت! لمن هذه الدموع؟ ألعقدٍ لم تستطع نيله؟ مرّر بشير أنملة إصبعه عند طرف عينها يمسحه بخفة؛ لا يدري أكانت خشونة أنملته آلمتها أم أفاقت من إزعاجه، فإذا بها ترفع يدها وتصفعه. رنّت الصفعة على ساعده الملفوف، ثم دفعتْه بعيدًا، كأن لمس الآخرين يؤذيها. وبعدها أمالت رأسها إلى الزاوية من جديد، وتمتمت بكلماتٍ غير واضحة بدت كأنها شتيمة. هه! شتيمة في محلّها؛ أضحكت بشير، فرمق زجاجة الخمر الملقاة على الأرض: لعلها أول مرة يُشرَب فيها نبيذ رومانِيه-كونتي كالماء. ظلّ يحدّق في سارة أكثر من عشر دقائق؛ ولما انكمشت على نفسها من الضيق، مدّ ذراعيه ورفعها من حول خصرها. فاجأها فقدان التوازن، فارتجفت، وفَتحت عينيها المُغْبَشتين؛ فملأ وجهُ بشير الوضّاح الخالي من العيوب مجالَ نظرها كله. كان وسيمًا حقًّا. ي
Read more

الفصل 109 يكفي أنها حصلت عليه

"زوجي؟!" هذه الكلمة خرجت من فمها في هذا الموقف. على الرغم من أنها كانت ثملة، إلا أنها كانت لا تزال واعية. سألها: "هل أقبلكِ؟" كانت سارة عنيدة. كانت عادة باردة، وكأنها مغطاة بطبقة من الجليد، لكنها الآن كانت ناعمة، كأنها قشرت قشرتها الخارجية، ناعمة ورقيقة، وجعلت من ينظر إليها يشعر باللين: "هل تريدين التقبيل حقًا؟" ما إن أنهى كلامه، حتى اختفى اللين من عيني سارة، وظهر غضب: "لا أريد التقبيل بعد الآن". بعد أن قالت ذلك، دفعته، ومال جسدها إلى جانب. تغير مزاجها بسرعة، بسرعة لا يمكن التنبؤ بها. هل انزعجت من مماطلته؟ بالطبع كانت غاضبة أيضًا، هذه هي شخصيتها الحقيقية. لقد رآها عندما كانت مساعدة، تتألم وتتحمل الانتظار لساعات، فقط لتقول كلمة واحدة، في ذلك الوقت كانت مثل قصبة خيزران يمكن الضغط عليها وطيها لكنها لا تنكسر. اتضح أن تلك لم تكن شخصيتها الحقيقية، هذه هي شخصيتها، لديها مزاجها وعنادها، لكنها في الماضي كانت تستطيع كبت ذلك، فقط من أجل ذلك الرجل. مر شيء ما بسرعة في ذهنه، وأصبحت نظرة بشير أعمق، حدق فيها بصمت للحظة، ثم رفع يده ورتب شعرها: "إذا أردتِ التقبيل، فانتظري حتى تكوني واعية، حت
Read more

الفصل 110 هل ما زلت تؤمن بالحب؟

نامت سارة نومًا عميقًا، هذه فائدة الكحول. عندما استيقظت، كان بشير يرتدي ملابس منزلية ويجلس على الأريكة يقرأ صحيفة الصباح، وعلى أنفه نظارة، لا تعرف ما إذا كان ذلك لأنه استيقظ للتو، لكنها في تلك اللحظة رأت فيه ظل أمجد. لكن للحظة واحدة فقط، استعادت سارة وعيها، وجلست مستقيمة. قال بشير وهو يقلب صفحة الصحيفة، محدثًا خشخشة خفيفة في الهواء: "هل استيقظتِ؟" أومأت سارة برأسها وأخذت هاتفها، ونظرت إلى الساعة، كانت التاسعة صباحًا، عبست بحاجبيها، يبدو أنها استيقظت متأخرة مرة أخرى في منزل عائلة راشد. تذكرت المرة السابقة عندما أرادت الاستيقاظ مبكرًا ووبخها بشير، ولعلها لهذا فهمت بقاءه في الغرفة حتى الآن بعد أن استيقظ. لم يكن يريد أن يتهم بعدم بذل الجهد. كانت أول جملة قالتها سارة هي: "ماذا عن أمر العقد؟" طوى بشير الصحيفة في يده، ونظر إليها من خلال عدسات نظارته بنظرة صافية كالقمر: "أنا أستفسر عنه". بقدراته، أليس من السهل ذلك؟ شعرت سارة بخيبة أمل طفيفة: "حسنًا". رأى بشير مشاعرها الصغيرة، وألقى نظرة على منضدة السرير بجانبها: "إذا كنتِ تحبين هذا النوع من العقود، سأطلب من أحدهم أن يرسل لكِ بعضها ل
Read more
PREV
1
...
91011121314
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status