جبانة؟ نظرت سارة إلى نفسها في المرآة وزمّت شفتيها؛ هي ليست جبانة، بل واعية. لكن من الآن فصاعدًا، لا ينبغي أن تشرب الكحول بلا حساب، خصوصًا مع بشير. كيف خطر لها التفكير فيه بتلك الطريقة؟ أهي الوحدة الطويلة؟ نظرت سارة إلى قوامها الرشيق وهزّت رأسها بخفة، ثم وقفت تحت الدش وفتحت صمام الماء. تدفّقت المياه الدافئة على رأسها، أيقظت وعيها وغسلت رائحة الخمر عن جسدها، فشعرت بالانتعاش. لكن سارة لم تتوقّع، حين فتحت باب الحمّام، أن بشير لم يغادر بعد؛ كان جالسًا على الأريكة كأنه صاحب المكان، لا يقرأ كتابًا ولا يعبث بهاتفه، بل يبدو وكأنه ينتظرها. ألقت سارة نظرة خاطفة عليه واتجهت إلى غرفة الملابس، فجاء صوته من خلفها: "نتحدّث؟" هل ما زال يريد الحديث؟ قالت سارة، وهي لا تريد أن يظنّ من في الأسفل أنّها وبشير متلاصقان ليلًا ونهارًا ولا يغادران السرير، خاصة وأنهما سينفصلان في النهاية: "إن واصلنا الحديث سنبلغ العصر". لكن من يكون بشير؟ لا أحد يردّ له طلبًا إذا أراده؛ فتعثّرت خطوات سارة عند كلماته. قال بشير بعد توقّف وجيز: "بِمَ تيقّنتِ أنني أحبّ ليان؟ أ意 لأنكِ رأيتِني معها في فراش واحد؟ أم لأنها قالت
Magbasa pa