"لا تحكم على الكتاب من غلافه..."همستُ بهذه الكلمات في سري، مضيتُ قُدُمًا متغلبة على ترددي."سيد بران"، انطلقت تحيتي بصوتٍ ناعم."سيدة توريس"، ردَّ مبتسمًا. وحين وصلت مائدته، نهض من مقعده. توارى طولي بسهولة أمام قامته الفارعة، بينما مد يده للمصافحة. انسابت يدي بين كفيه فصافحني بقوة وحزم.جلسنا في مقاعدنا لننغمس فورًا في غمار العمل. ظل خاطر يراودني لطلب قهوة أخرى غير تلك التي طلبها، لكنني لم أجد مبررًا لذلك. فمن الواضح أنه لم تكن هناك أية خدمة تقدم في هذا المكان.وبينما نحن نتحدث، لاحظت أنه محتفظ بنفس الحماس الذي أبداه في حديثنا عبر الشبكة، لكنني عجزت عن نبذ ذلك الإحساس الغريب الذي سيطر علي. عيناه الثاقبتان تخترقانني، وهو يبتسم ويثرثر بلا انقطاع عن سبل تعاوننا وابتكار تصاميم جديدة. ولم يكن بمستوى الاحترافية الذي تمنيته، إذ ظل يحثّني بإلحاح على تناول القهوة التي يبدو أنه طلبها لنا معًا قبل وصولي."نعم، كان صوته مطابقًا لصوت الرجل الذي طالما حادثته، وكل ما انساب من حديثه أبدى توافقًا تامًا مع ما سبق أن ناقشناه، لكنني، رغم ذلك، لم أستطع كبحَ شكّي المتسلل في حقيقته.""في الواقع، أود أن أتوج
Read more