All Chapters of بعد مرضها القاتل، الآنسة ياسمين تحل مكان حبه الأول: Chapter 21 - Chapter 30

30 Chapters

الفصل 21

سرعان ما استوعب كريم الموقف، وقال: "السيد الراسني، المديرة ياسمين لم تصعد اليوم."بمعنى آخر، أنها لم تحضر الغداء أساسًا.ضيّق عمر عينيه وهو يغوص في التفكير.لكن كريم لم يتمالك نفسه وقال: "سألت قسم العلاقات العامة، قالوا إن المديرة ياسمين لم تأتِ إلى العمل أصلًا، ويؤكدون أنها استقالت رسميًا. السيد عمر، هل المديرة ياسمين غاضبة من حضرتك؟"في السابق، كانت ياسمين دائمًا تحاول أن تُظهر وجودها، فتأتي كل يوم بالطعام، ومعظم المرات لم يكن السيد عمر يلمسه، وأحيانًا يترك لكريم أن يتصرف به.استقالة؟في الحقيقة، لم يأخذ عمر موضوع استقالة ياسمين على محمل الجد.كان يعرف جيدًا كم هي بحاجة إلى هذه الوظيفة المرموقة ذات الراتب العالي.لكن الآن...لن يمر وقت طويل حتى تعود بعقلانية.ابتسم عمر بلا مبالاة، وفتح هاتفه يتصفح حتى وصل إلى محادثة ياسمين على واتساب. آخر رسالة منها كانت قبل أسبوع، تسأله إن كان سيعود للبيت لتناول العشاء.منذ ذلك اليوم الذي لم يرافقها فيه إلى المستشفى، وبعد أن احتفل بعيد ميلاد ليلى، لم تتواصل معه أبدًا.ظن كريم أن هذه حيلة النساء المعتادة، قال باستخفاف: "برأيي المديرة ياسمين تتدلل فقط
Read more

الفصل 22

كانت ياسمين تقف إلى جانب وائل، ولا أحد يعرف ما الذي كانا يتحدثان عنه، لكن أي عين ترى الوشاحين الملتفين على عنقيهما ستدرك فورًا أنهما وشاحان متطابقان للعشاق.رجل وامرأة بالغان، أي علاقة يمكن أن تجمعهما يرتديان وشاحين متشابهين هكذا؟رفع عمر نظره نحوها.في تلك اللحظة، رفعت ياسمين يدها وربتت على ظهر وائل، وكان واضحًا أن بينهما مودة وقرب.ابتسم فارس باستهزاء وقال: "لقد كنت أظنها ساذجة! لا تملك أي مهارة حقيقية، لكن يبدو أنها خبيرة في التعامل مع الرجال."حتى إياد عقد حاجبيه، وحدق في ياسمين لثوانٍ.تذكر نظرتها الباردة والرافضة له في ذلك اليوم، ثم قارنها بنظرتها الآن إلى وائل، فكان واضحًا أنها مختلفة تمامًا.قال فارس متعجبًا: "لكن كيف تعرفت إلى وائل؟"شركة الريادة للابتكار والتكنولوجيا التي أسسها وائل لم يمض وقت طويل على استقرارها، لكنه ذو خلفية قوية وكفاءة عالية، ويُعد من النخبة الأولى في البلاد. وبحسب المنطق، ياسمين بمكانتها هذه، لا ينبغي أن يتاح لها أن ترتبط به.التفت فارس نحو عمر: "ماذا ترى يا عمر؟"ألقى عمر نظرة عابرة إلى ساعته، وكأنه غير معني بما يجري هناك، وقال بهدوء: "سأقوم بإيصال ليلى
Read more

الفصل 23

في اليوم التالي.عندما خرجت رنا من المدرسة عند الظهيرة، وتوجّهت كعادتها إلى المنزل الزوجي.كانت جائعة جدًا، فدخلت وهي تنادي: "ياسمين؟"لكن التي خرجت لاستقبالها كانت الخادمة، أخذت حقيبتها وقالت: "آنسة، السيدة ليست في البيت."تفاجأت رنا وعبست: "أليست عادةً في هذا الوقت تكون قد أعدّت الطعام؟"هي تعرف أن ياسمين كانت تحضّر الغداء لعمر.فالبيت قريب جدًا من شركة الأفق الأزرق، وياسمين كانت كل صباح تجهّز المكونات قبل الذهاب إلى العمل، ثم تعود سريعًا في استراحة الظهر لتطبخ، وتطلب من كريم أن يوصل الطعام لأخيها.مع أنّ عمر لم يكن يريد رؤيتها، إلا أن ياسمين كانت تصرّ.أما رنا، فقد جاءت اليوم خصيصًا لأنها اشتاقت إلى طعام ياسمين.فمهما كان، ياسمين تملك قدرة عالية على التعلّم، وأطباقها دائمًا تناسب ذوقها.لكنها وجدت المطبخ بارداً بلا طعام.فتعكّر مزاجها.لماذا صارت ياسمين غير مبالية مؤخرًا؟حتى الخادمة لم تفهم ما الذي حدث، فالسيدة التي عُرفت دومًا باللطف والحرص على البيت، لم تعد تعود كما في السابق. كانت من قبل ترفض أي سفر أو غياب من أجل زوجها.أما رنا منذ الأمس وهي منزعجة. فقد علمت أن ليلى أصابتها نزل
Read more

الفصل 24

خرجت ياسمين من منطقة الفلل، نظرت إلى الساعة، فإذا بها الثانية بعد الظهر.المسافة من هنا إلى المستشفى تستغرق حوالي أربعين دقيقة، أي أنها ستصل في الوقت المناسب.جلست في السيارة وتناولت دواءً آخر، لكن آثار الدواء الجانبية قوية جدًا.في الفترة الأخيرة كانت تعاني من دوار شديد وإرهاق متواصل.فكرت أنه لا بد من استشارة الطبيب مجددًا بشأن خطة العلاج.استراحت قليلًا ثم قادت السيارة وغادرت.وما إن ابتعدت ياسمين، حتى نزلت رنا من الطابق العلوي في الوقت نفسه تقريبًا.لم تكن تنوي إلقاء التحية على ياسمين؛ فقد اعتادت ياسمين أن تسألها عن عادات أخيها واهتماماته، وكانت تقلق عليها إن ارتدت تنورة في الشتاء دون جوارب، وتسأل عن دراستها، وكأنها قادرة على مساعدتها في تحسين درجاتها!كان ذلك يزعجها، لذا كانت تتجنبها.على أي حال، إذا احتاجت إليها في وقت ما، فلن ترفض ياسمين مساعدتها.أما العمة حليمة، فكانت تستعد لحمل صندوق الطعام الساخن إلى الدار القديمة لعائلة الراسني.كانت رنا في مزاج جيد، تقدمت وهي تدندن: "أعطيني إياه، سأقوم بإيصاله."لم تشك العمة حليمة في الأمر، فبما أن رنا ستعود للإقامة في الدار القديمة، سلمته
Read more

الفصل 25

كان صوت ياسمين هادئًا للغاية، حتى وإن كان الأمر يتعلق بحق الإنجاب، وهو الأهم بالنسبة لأي امرأة، بدت وكأنها لم تعد تكترث.قالت في نفسها: "أبذل جهدي وأترك الباقي لمشيئة الله."كم ستعيش؟ لا أحد يعرف، أما مسألة إنجاب الأطفال فلم تعد تعني لها شيئًا.تفهم الطبيب مشاعر ياسمين، فقال لها: "ومتى تفكرين في بدء العلاج الكيميائي؟ أنصحك ألا تؤجليه أكثر من ثلاثة أشهر."شدّت ياسمين أصابعها وقالت: "حسنًا، سأرتب أموري في أقرب وقت ممكن."وبالنهاية، اتفقت ياسمين مع الطبيب على خطة علاجية تحفظية مؤقتة.تبدأ أولًا بالعلاج الإشعاعي، ثم تتناول دواءً مستوردًا فعّالًا للحد من انتشار الخلايا السرطانية قدر المستطاع.أخذت الوصفة الطبية، لكنها لم تذهب مباشرة للصيدلية، بل غيّرت وجهتها إلي المصحّة خلف المستشفى.فمهما كانت قوتها وعزيمتها، فقد بدت كطفلة تائهة تبحث عن ملاذ أمام شبح الموت.وفجأة أرادت أن ترى خالها، سامر الحليمي.كانت غرفة خالها في الطابق الثاني عشر، وحين وصلت وجدتها خالية.سألت في مكتب الاستعلامات، فأخبروها أنه ذهب للعلاج الكيميائي.فاتجهت إلى الطابق المخصص للعلاج الكيميائي، وبمجرد أن سألت المرافقين، سمعت
Read more

الفصل 26

التفتت ياسمين لتقع عيناها على نظرات عمر المليئة بالكآبة. كان يمسك بين أصابعه الطويلة تقريرًا مطويًا، فارتجف قلبها بقوة، وخطفت الورقة من يده دون وعي."هل قرأته؟"نظر إليها عمر بهدوء، متأملًا وجهها الشاحب: "لماذا أنتِ متوترة؟"حين أتى، رآه يسقط من جيبها فالتقطه، ولم يكن قد فتحه بعد.تنفست ياسمين الصعداء قليلًا: "لقد بالغت في التفكير، السيد عمر الراسني."تأملها عمر مليًا وقال: "ياسمين، في الآونة الأخيرة صرتِ تحبين مناداتي بالسيد عمر الراسني."أعادت ياسمين التقرير إلى جيب حقيبتها وقالت: "هل جئت لأمر يخصني؟"لم تفسر له، فقد كانت ليلى قد لمحت لها بهذا الأمر من قبل.وفوق ذلك، هما على وشك الطلاق، ومناداته بالسيد عمر الراسني أنسب."هل تشعرين بوعكة ما؟" لم يشغل عمر نفسه بهذه المسألة، مرّ بعينين باردتين عليها، وكان اهتمامه نادرًا، لكن ياسمين كانت تعرف أن الأمر لا علاقة له بالاهتمام الحقيقي.خاصة بعدما رأت بأم عينها كيف ارتبك لأجل نزلة برد أصابت ليلى، فأدركت أن كلماته معها لا تعني شيئًا سوى مجاملة فارغة.فهو بطبعه لا يمنح قلبه، لكنه يملك قدرًا من التربية تجعله يحافظ على مظاهر اللباقة.كانت ياسمين
Read more

الفصل 27

شعرت ياسمين بانقباض في صدرها، مزيج من الدهشة وعدم التصديق.وبعد لحظة طويلة تمالكت نفسها وقالت: "بما أن الأمر كذلك، فمتى سنذهب للحصول على..." شهادة الطلاق.لكنها لم تستطع أن تنطق الكلمات الأخيرة.رن هاتف عمر.ألقى نظرة على ياسمين، ثم استدار قليلًا ليرد، وصوته بدا أكثر رقة من المعتاد: "نعم، سأعود حالًا."لم يهتم إن كانت ياسمين ما زالت تريد الحديث، بل استدار فجأة وغادر بخطوات سريعة.بنفس البرود المعتاد في التعامل معها.كانت ياسمين تنوي أن تغتنم الفرصة وتسأله متى يمكن أن يرافقها لرؤية جدتها قمر لتوضيح الأمر،لكنها رأت عمر يهرع بلا تردد نحو ليلى، فصعدت إلى سيارتها.انتهى الأمر.ليكن في المرة القادمة.فهي لم تعد تملك القوة ولا الطاقة لتتشابك معه أكثر.فتحت علبة الدواء، وضعت الحبوب في قارورة زجاجية شفافة، ثم رمت العلبة الفارغة وعادت إلى شركة الريادة للابتكار والتكنولوجيا.لم تخبر ياسمين أحدًا أنها ذهبت إلى المستشفى للكشف، فظنت سارة أنها ذهبت لزيارة خالها، فسألتها عن حاله.تذكرت ياسمين ملامح خالها وهو يتألم، فأغمضت عينيها وهزت رأسها: "ما زال كما هو."تألمت سارة وعانقتها بحزن.فبادلتها ياسمين ا
Read more

الفصل 28

لم يتكلم إياد، لكن من خلال حديث فارس، وجد نفسه يوافقه بعض الشيء.التفت فارس نحو عمر وقال بثقة: "برأيي، ياسمين في الحقيقة فقط تريد منافسة ليلى، فكل ما تهتم به ليلى، تُبدي هي اهتمامًا به أيضًا. ليلى تهتم بالدرونز، فتتظاهر ياسمين بالاهتمام. ليلى تهتم بوائل، فتذهب ياسمين للعمل في شركة الريادة. الهدف الأساسي هو لفت انتباهك أنت!"كان فارس يعتقد أنه يفهم جيدًا ألاعيب النساء الصغيرة؛ فالمرأة التي لا تجد الحب، لا تكف عن إثارة المتاعب والضجيج.عمر لم يعلّق، لكن هاتفه رنّ، كانت جدة عمر المتصلة. فنهض وخرج ليرد عليها.قال باحترام: "أما زلتِ مستيقظة في هذا الوقت المتأخر؟"تمتمت الحاجة الراسني بغضب: "وأنت؟ ألم تكن مع ياسمين؟"رفع عمر يده إلى جبينه وقال بهدوء: "كنت مشغولًا بالعمل.""كف عن هذا الكلام! لا تظن أنني لم أسمع ما يقال! من هي التي تقترب منك هذه الأيام؟ هل هذا يليق بك؟" قالت الجدة بغضب شديد.رفع عمر عينيه وسأل: "ومن أخبرك بهذا؟""إذن فعلاً هناك امرأة أخرى؟" أصدرت الجدة عدة تنهيدات: "يا إلهي يا عمر! ياسمين فتاة رائعة، وإن خذلتها فلن تسلم من عقاب الله؟!"ردّ عمر بلا مبالاة: "هل الأمر بهذه الخطور
Read more

الفصل 29

"أصولك ليست جيدة، وخلفيتك التعليمية عادية جدًا، هل تريدين من عمر أن يقول للناس إن زوجته مجرد ربة بيت؟"قالت شذى بنبرة ممتلئة بالازدراء، وقد بدا عليها النفور الشديد.فهي لا تطيق هذه الكنة أبدًا!لكن في ذلك الوقت لم يكن أمامهم خيار سوى القبول بها، وحتى الآن ما زالت ترى أن ابنها قد خسر كثيرًا بزواجه منها.أما تلك الفتاة ليلى، التي صارت في الآونة الأخيرة قريبة من عمر، فهي على الأقل تليق بالظهور أمام الناس.صحيح أن أصلها لا يرقى إلى مستوى عائلة الراسني، لكن تعليمها عالٍ، وياسمين لا يمكنها أن تضاهيها أبدًا.أدركت ياسمين تمامًا ما يدور في ذهن شذى، فقالت بهدوء: "هذا الأمر الذي يزعجك، لن يطول كثيرًا."عبست شذى وقالت: "ماذا تقصدين؟"وقبل أن تجيب ياسمين، دوّى صوت بوق السيارة من الخارج.دخلت القاعة الرئيسية قامة طويلة شامخة، وألقى عمر بعينيه السوداوين نظرة شاملة على المكان. طوال السنوات الثلاث الماضية لم يكن غريبًا عليه أن يرى أمه وهي تحرج ياسمين، وهي بدورها لا تعترض، بل تظل صامتة مطأطئة الرأس، وكأنها لم تشعر يومًا بالظلم.فلماذا يتدخل إذن؟قال وهو يقترب: "تأخرت بسبب بعض الأمور." ألقى نظره على ياس
Read more

الفصل 30

أعاد عمر نظره سريعًا، ووضع الملعقة جانبًا ثم نهض قائلاً: "لدي أمر أحتاج إلى معالجته، كُلوا أنتم."لم يلتفت إلى ياسمين مرة أخرى، وصعد الدرج بخطوات واسعة.كانت ياسمين قد التقطت للتو تلك النظرة الغامضة منه، فلم تستطع أن تفهم مقصده، لكن القلق تسلل إلى قلبها.متى ينوي عمر أن يخبر جدته بالأمر؟تمتمت رنا بجانبهما وهي تشد شفتيها: "حتى أخي فقد شهيته، إذن أنا أيضًا لن آكل."ثم ذهبت لتلعب ألعاب الفيديو.أما ياسمين فبقيت هادئة، تكمل طعامها غير مبالية بنظرات الآخرين.فما حاجتها أن تستهلك نفسها داخليًا؟بعد انتهاء العشاء، أمسكت الجدة بيد ياسمين وتنهدت بأسى: "يا ابنتي، عمر بطبعه هكذا، لكنني أعرف أنك مظلومة. اطمئني، فأنا دائمًا في صفك، ولن أسمح له أن يخذلك."نظرت ياسمين إلى ملامح القلق على وجه العجوز، فشعرت بغصة في قلبها. لطالما عاملتها الجدة بحنان، وسعت أن تساعدها على تدفئة قلب عمر، على أمل أن يعيشا حياة مستقرة.لكن...لم يعد بإمكانهما الاستمرار.فهو قد منح قلبه وجسده لامرأة أخرى.وياسمين لم تعد تريد أن تعيش على فتات علاقة باردة.وفوق ذلك، فإن مرضها كقنبلة موقوتة، ولا تريد أن تكون عبئًا على أحد.قالت
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status