"آسفة يا آنسة ياسمين، لقد فاتك أفضل وقت لإجراء العملية..."ظلت ياسمين واقفة متجمدة وهي تمسك بورقة التحليل التي تؤكد إصابتها بسرطان الرحم. بعد صمت طويل، اتصلت بسكرتير عمر، كريم الزهري.رنّ الهاتف طويلًا قبل أن يُجيب أخيرًا، بنبرة لا مبالية كعادته:"سيدتي، هل لديكِ أمر ما؟"قبضت ياسمين أصابعها المرتجفة وقالت:"أين عمر؟ أريد التحدث معه."أجاب كريم:"السيد عمر مشغول الآن ولا يستطيع الرد."قالت بصوت متوسل:"هل يمكنك أن تجعله يرد عليّ للحظة فقط...؟"لكن قبل أن يكمل كريم كلامه، سمعت ياسمين من الطرف الآخر صوتًا ناعمًا:"عمر، ما المفاجأة التي تخبئها لي حتى تتصرف بهذه السرية؟"ثم جاءها صوت عميق مألوف حتى النخاع، لكنه كان يحمل حنانًا لم تنله هي أبدًا:"ارفعي رأسك."وفي اللحظة التالية، أنهى كريم المكالمة بلا تردد.وفي الوقت ذاته...بوم——دوّى انفجار من جهة الميناء، فرفعت ياسمين رأسها بوجه شاحب.ارتفعت في السماء المقابلة ألعاب نارية متلألئة، تتشابك ألوانها الزاهية في ليلٍ أزرق قاتم، فتبدو بجمالها كما في الأساطير.أمام باب المستشفى، كان الناس يتحدثون بصخب:"سمعتم؟ هذه الألعاب النارية التي أطلقها الس
اقرأ المزيد