ملامحها الهادئة جعلت بدر يشعر بملل شديد، فابتسم بسخرية واستدار نحو المطبخ.بدت متسامحة الآن، لكن كل ذلك فقط من أجل أن تتزوجه.بمجرد أن يتزوجا، لا أحد يعلم كيف ستبدأ بالشكوى أو إثارة المتاعب.عادت نور إلى غرفة النوم، وشغّلت حاسوبها، واستعادت هدوءها لتكمل عملها.في الأيام التالية، انشغلت تمامًا بالعمل، وكلما عادت إلى البيت كان الوقت قد تأخر، وبدر إما يجلس في غرفة المعيشة يراجع الملفات، أو لم يعد بعد.رغم أنهما يعيشان تحت سقف واحد، إلا أن عدد كلماتهما خلال الأيام الماضية لم يتجاوز خمس جمل.في الماضي، كانت نور حتمًا لن تحتمل هذا الجفاء، وربما ستبادر لمصالحة بدر، لكنها الآن هادئة تمامًا، ولا تشعر بأي انزعاج.لاحظ بدر بطبيعة الحال أن موقف نور تجاهه أصبح أكثر برودة منذ عودته للعيش معها.تطبخ طعامها وحدها، ولا تترك له الضوء مضاءً ليلًا، ولا تُعدّ له حساءً لعلاج صداع الكحول عند عودته من المناسبات الاجتماعية، وإن غاب الليل كله لم تسأله أين كان.كانا كشريكي سكن مُجبرين على تقاسم المنزل بسبب الحاجة، لا يتدخلان في شؤون بعضهما البعض، ولا يكاد يكون بينهما أي تواصل.لكن بدر كان مرتاحًا لذلك، فهو لم يع
Magbasa pa