Share

الفصل 12

Author: بهاء الربيع

"نور، بعض الكلام حين يُقال كثيرًا، يصبح صاحبه أول من يصدّقه."

ذلك الشهر الذي حددته لم يكن سوى ذريعة اختلقتها لتترك لنفسها مخرجًا لائقًا، أما إن صدّقها هو فعلًا، فلا بد أن عقله أصابه الخلل.

وحين رأت نور أنه لا يُصدقها أصلًا، لم تعد تنوي أن تبرّر أكثر.

ففي النهاية، هو لا يمكنه الانفصال عن ريم، وكل ما عليها الآن هو الصبر على ما تبقى من هذا الشهر، لتوفي دينها القديم لشيماء، ثم ترحل بهدوء.

سرعان ما علمت ريم بمهلة الشهر بين نور وبدر.

لكن بدر حكى لها ذلك وهو يحتضنها، وكأنه يسرد نكتة مضحكة.

جلست ريم في حضن بدر، وهي عابسة: "سيد بدر، هل يمكن أن يكون ما قالته السيدة نور صحيحًا؟"

كان في نبرتها لمحة من الترقب، إن كانت نور مستعدة حقًا للرحيل، ألن تصبح حينها حبيبة بدر الرسمية؟

صحيح أنها قالت لبدر يومًا إن وجودها بجانبه يكفيها حتى لو لم تحظَ باسم أو مكانة، لكن أيّ امرأةٍ ترضى أن تبقى في الظلّ عشيقةً للرجل الذي تحبه؟

"مستحيل! أنا أعرفها جيدًا. منذ علمت بأمرنا قبل ثلاث سنوات وهي ترفض الانفصال، بل حتى استعانت بأمي لتجبرني على الزواج منها. كيف يمكن أن ترحل من تلقاء نفسها؟"

بالنظر إلى سلوك بدر الواثق، شعرت ريم أنه لا يزال لا يفهم النساء.

فقد التقت بنور أكثر من مرة، وترى أنها أصبحت تعرفها إلى حدٍّ ما.

نور تبدو هادئة ولطيفة، لكن في أعماقها فخر لا يُكسر.

لقد رفضت الانفصال لثلاث سنوات لمجرد أنها أحبت بدر حبًا شديدًا.

والآن، وقد أوشك زواجهما أن يتم، فإن إعلانها رغبتها في الانفصال، فلا بد أنها تشعر بخيبة أمل كبيرة فيه.

أما بدر، فلم يُدرك ذلك بعد، لكن ريم كانت تعرف تمامًا أن هذه فرصتها الذهبية.

فرصة لإبعاد نور عنه تمامًا، وتُصبح هي وحدها السيدة الوحيدة في حياته!

كان عليها أن تجد طريقةً لجعل نور تتخلى تمامًا عن بدر!

خلال الأسبوع التالي، ورغم عودة بدر يوميًا، لكنه صار يتحدث مع ريم عبر الهاتف أمام نور مباشرة، من دون أي محاولةٍ لإخفاء الأمر كما في السابق.

وكأنه يريد أن يوجّه لها صفعة رمزية قبل الزواج، ليُثبت لها أنه لن يقطع علاقته بريم أبدًا.

أما نور فلم تُعره اهتمامًا، وتظاهرت بأنها لا تسمع شيئًا.

لكن في داخلها، كان الألم يتردد خافتًا.

صحيح أنها قررت أن تتركه، لكنها لم تستطع بعد أن تُطفئ مشاعرها نحوه.

ربما سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يتوقف قلبها عن الخفقان من أجله.

مرّ أكثر من أسبوع بسلام، ثم وصل فستان الزفاف الذي طلبته نور من المتجر.

سلّم المندوب الفستان، وطلب منها التوقيع على الإيصال ثم غادر.

كان الفستان مُعلّقًا في منتصف غرفة المعيشة، لا يزال جميلًا وباهرًا كما كان عندما جرّبته نور آخر مرة في المتجر، لكنها لم تعد تشعر بنفس الفرحة أوالترقب اللذين شعرت بهما آنذاك.

وقفت أمام الفستان للحظة، تتأمله، ثم فكّرت أن هذا الفستان على الأرجح لن يُرتدى أبدًا.

نزعت الفستان عن الحامل، وبينما كانت تهمّ بطيّه لتضعه في الحقيبة، لاحظت أمرًا غريبًا.

كان على ذيل الفستان بقع باهتة مائلة إلى الصفرة، خفيفة لدرجةٍ لا تُرى إلا بتدقيقٍ شديد.

عبست نور وكانت على وشك الاتصال بمتجر فساتين الزفاف، لكن هاتفها رنّ فجأة برسالة جديدة.

[سيدة نور، أنا ريم. رأيت في تتبّع الشحنة أنها وصلت إليكِ، لا بد أنكِ استلمتِ الفستان الآن، أليس كذلك؟]

انكمشت حدقتا نور، وشدّت قبضتها على فستان الزفاف ببطء.

هل ريم هي من أرسلت فستان زفافها؟

أمسكت هاتفها واتصلت بمتجر فساتين الزفاف، لتكتشف أن بدر قد أخذ الفستان بالفعل منذ ثلاثة أيام.

لقد أُخذ منذ ثلاثة أيام، لكنها لم تستلمه إلا اليوم.

انقبض قلب نور بشدة.

رنّ الهاتف مجددًا، وكان الرقم نفسه الذي أرسل تلك الرسالة قبل قليل.

مررت إصبعها للرد، وقالت بصوت هادئ: "ريم، ماذا فعلتِ بفستان زفافي؟"

ضحكت ريم بهدوء وتحدثت ببطء: "ما كان يجب أن تسأليني عما فعلته، بل يجب أن تسأليني عما فعلته مع السيد بدر، وأين فعلناه."

"لقد ارتديتُ فستان زفافكِ ومارستُ الحب معه مرات عديدة على سريركما الكبير. وفي كل مرة، كان يشعر بسعادة غامرة، وأنا أيضًا. فقد كان الأمر مثيرًا للغاية."

"وفي الأيام الماضية، بينما كنتِ تذهبين إلى عملك، كنتُ ألتقي به في منزلكما."

"غرفة الطعام، المطبخ، الحمام، غرفة المعيشة... كل زاوية في منزلكم تحمل آثارنا، لكنني ما زلتُ أفضّل السرير الكبير في غرفة النوم..."

كان صوت ريم مُتغطرسًا، وكل كلمة تقطر حقدًا.

لكن نور، على عكس ما توقعت ريم، لم تغضب، ولم تصرخ، ولم تنهَر.

في هذه اللحظة، كانت هادئة على غير العادة.

كأنّ إعصارًا عاتيًا مرّ بقلبها وخلّف وراءه أنقاضًا صامتة وسكونًا يشبه الموت

وها هي واقفة وسط الركام، من دون أن تشعر بشيء.

"هل اتصلتِ بي فقط لتخبريني بكل هذه الأمور المُقززة بينكما؟"

كان صوتها باردًا، كما لو كانت تُناقش شيئًا لا علاقة لها به.

"بالطبع لا. أردتُ فقط أن أخبركِ أن السيد بدر يكرهكِ منذ زمن طويل. لن يعود إليكِ، لا بعد شهر، ولا بعد عام، ولا حتى بعد عشرة أعوام. فلا تُضيّعي وقتكِ."

"نور، أحيانًا أشعر بالأسف عليكِ حقًا. أنتِ متمسكة برجل لا يحبكِ، ومُصرّة على الزواج منه ككلب جريح لا يُمكن التخلص منه. هذا مُقرف!"

"بالمناسبة، سمعتُ من السيد بدر أن عائلتكِ لا تُحبكِ، لذلك أطلقوا عليكِ اسم نور الزائدة. سواءً في عائلتكِ أو بيني وبين السيد بدر، فأنتِ دائمًا الزائدةً عن الحاجة."

لقد أخبرها أحد أفراد عائلتها بهذا من قبل.

لكنها لم تُخبر أحدًا بهذا الاسم سوى بدر.

حينها احتضنها بدر بحنان، وقال وهو يربّت على كتفيها: "ما دمتِ معكِ، فلن يؤذيكِ أحد بعد اليوم."

أما الآن، فقد صار هو نفسه من يؤذيها، بل ويشارك غيره في ذلك.

لكن لم يعد الأمر مهمًا.

"هل انتهيتِ؟"

لم تتوقع ريم أن يكون رد نور هادئًا إلى هذا الحد، فشعرت وكأنها لكمت سحابة من القطن، وشعرت باختناق شديد.

انقلب وجهها، وتغير صوتها: "على أي حال، لن أدعكِ تتزوجينه! العروس الوحيدة للسيد بدر ستكون أنا!"

"حسنًا، إذًا أتمنى لكِ كل التوفيق."

أنهت نور المكالمة بهدوء، وحظرت رقم ريم إلى الأبد.

ثم أدارت رأسها نحو فستان الزفاف المعلّق في وسط غرفة المعيشة، وفي ذهنها صورة بدر يوم تقدّم لها بخجلٍ ووجهٍ محمّر، يمدّ إليها الخاتم بيدٍ مرتجفة.

ذلك الحب كان حقيقيًا، وكذلك خيانته الآن حقيقية.

منذ أن اكتشفت خيانته قبل ثلاث سنوات، انهارت، وبكت، ويئست، ورضخت، وصرخت، وحين تشاجرت معه في أشد لحظاتها ألمًا، وصفها بالمجنونة.

لكن في ذلك الوقت، كانت تحبه أكثر من أي شيء آخر.

أما الآن، انطفأ حبها.

ربما عليها أن تُحرره، أو تُحرر نفسها.

حدّقت نور في هاتفها للحظة، ثم كتبت الرقم الذي تحفظه عن ظهر قلب، رقمًا تلو الآخر.

في المرة الأولى، لم يُجب.

في المرة الثانية، لم يُجب.

في المرة الثالثة، لم يُجب.

وبصبرٍ غريب، واصلت نور الاتصال.

...

لا تدري كم مرة اتصلت، حتى جاء صوته متبرّمًا على الطرف الآخر: "نور، أنا في اجتماع عمل، ما هذا الجنون الآن؟"

كان بإمكان نور أن تتخيل مدى نفاد صبر الشخص الآخر.

لكن هذه ستكون المرة الأخيرة.

"بدر، لننفصل."
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 30

    أومأت نور برأسها: "أنتِ مُحقة يا شروق، لديّ جلسة استماع في المحكمة بعد ظهر اليوم، لذا عليّ تحضير المستندات أولًا.""بالتوفيق.""شكرًا."طوال الصباح، استمرّ تداول خبر علاقة بدر بريم، ولم يقتصر الأمر على أخلاقهما فحسب، بل بدأت تمتدّ إلى شائعاتٍ تقول إن بدر هو الابن غير الشرعي لرئيس مجموعة الكمالي.رغم كثرة النقاش، إلا أنه لم يتم تقديم دليلًا قاطعًا على ذلك، وكانت كلها مجرد تخميناتٍ مبنية على إشاراتٍ مبهمة وصورٍ متفرقة.في مكتب المحاماة، لم تستطع إحدى الزميلات كبح فضولها، فسألت نور إن كان صحيحًا أن بدر ابن غير شرعي لعائلة الكمالي. أجابت نور بأنها لا تعرف، وإن كانت لديها فضول حقًا، فيمكنها سؤال بدر شخصيًا.منذ ذلك الحين لم يجرؤ أحد في المكتب على التطرّق إلى اسم بدر أمام نور.وقبيل الظهيرة، اختفت فجأةً جميع المنشورات على الإنترنت التي تتحدث عن الابن غير الشرعي لعائلة الكمالي.حتى عند البحث المباشر، لم يظهر شيء، وكأنها لم تكن موجودة قط.في الوقت نفسه، ظهرت تفاصيل جديدة حول علاقة بدر بريم.فعاد الناس يهاجمونهما بشراسة، وتصدرا قائمة البحث الرائج مرة أخرى.في مكتب الرئيس التنفيذي لمجموعة الكما

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 29

    في طريقه إلى هناك، امتلأ غضبًا ممزوجًا بشعور غامض بالذعر والحيرة.لقد نشرت نور الدليل على الإنترنت، عازمة بوضوح على قطع علاقتها به تمامًا، دون ترك أي مجال للتراجع.هل هي... مصممة حقًا على الانفصال عنه؟ أم أنها تتظاهر بدور صعبة المنال؟لطالما ظنّ أنه مهما أذى نور، فلن تتركه.لكن في هذه اللحظة، شعر بنوع من عدم اليقين. وحين توقفت السيارة أسفل منزلها، تردد بدر في النزول.لم يعرف كيف يصف ما يعتمل في صدره؛ غضب؟ حيرة؟ عاصفة من المشاعر تتشابك في داخله.كان قبل قليل عازمًا على مواجهتها وسؤالها عن سبب ما فعلت، لكنه الآن شعر ببعض التردد في الصعود إليها.وفجأة، رنّ الهاتف الموضوع إلى جواره في المقعد الأمامي.لمّا رأى اسم ريم على الشاشة، عبس وأجاب. "سيد بدر، ماذا أفعل؟ الإنترنت كله يهاجمني... وهناك من يهدد بنشر عنوان بيتي، بل قالوا إنهم سيرسلون لي فئرانًا ميتة بالبريد، أنا خائفة جدًا... هل يمكنك المجيء الآن؟"ارتجف صوت ريم من الدموع، وكان واضحًا عليها الخوف الحقيقي.في الظروف العادية، كان بدر ليواسيها ويهرع إليها فورًا.لكنه الآن، كان منزعجًا ولم يرغب في الاهتمام بها على الإطلاق."أنا مشغول الآن.

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 28

    وضعت نور هاتفها جانبًا، وأدارت محرك السيارة عائدة إلى المنزل.وما إن بدّلت حذاءها وجلست على الأريكة، حتى رنّ هاتفها بمكالمة من سهر."نور، لقد نشرت شركة العصر بيانًا تافهًا للتو، يقول إنكِ وبدر انفصلتما منذ زمن، وإن تلك العاهرة ريم ليست عشيقة. لم أستطع إلا أن أنتقدها على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتهى بي الأمر أن هاجمني معجبوهما المتحمسين."شعرت نور بدفءٍ يسري في صدرها، امتزج بوخزٍ من التأنيب. فلولاها، ما كانت سهر لتدخل في جدالٍ إلكتروني من هذا النوع يومًا في حياتها."سهر، شكرًا لكِ، لكن لا تُضيعي وقتكِ في الجدال معهم، دعي هذا الأمر لي.""ألا تحتاجين مساعدتي حقًا؟ أخشى أن يتنمر عليكِ ريم وبدر."في الحقيقة، كانت سهر تخاف أن تلين نور مجددًا أمام بدر.فبرغم مظهرها الهادئ، إلا أن ثماني سنوات من الحب لا تُنسى بهذه السهولة. "لا.""حسنًا، إذا احتجتِ إليّ بأي شكل من الأشكال، فلا تترددي في إخباري."ابتسمت نور: "لا تقلقي، أنا لن أنحرج منكِ."بعد أن أغلقت الهاتف، أخرجت نور حاسوبها المحمول من حقيبتها وبدأت في تنظيم جدول زمني لعلاقتها مع بدر التي استمرت ثماني سنوات، بما في ذلك الأوقات التي بدأت ف

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 27

    قطّب بدر حاجبيه، وانخفض صوته بحدة: "هل هذا رد فعلكِ؟""وماذا كنت تتوقع إذًا؟ بدر، هل اتصلت بي فقط لتسأل هذا السؤال السخيف؟"ولما سمع نبرتها المليئة بالضيق، ازداد انقباض حاجبيه، ولمع في عينيه بريق جليدي.كتم غضبه، وقال: "ألستِ أنتِ من كنتِ تشتكين دائمًا أنني لا أُعطيكِ مكانتكِ علنًا؟ تعالي إلى الشركة، لنستغل هذه الفرصة ونُعلن خطوبتنا رسميًا."في نظره، أن يُعلن علاقته بها أمام الجميع كان تنازلًا كبيرًا منه، ولا مبرّر لديها للاستمرار في عنادها. ما إن أنهى كلامه حتى ساد الصمت.انتظر قليلًا، لكنها لم تتكلم. وقبل أن ينفد صبره، تكلمت أخيرًا: "بدر، لقد انفصلنا بالفعل، ألا تفهم معنى كلمة انفصال؟" اسودّ وجه بدر، وصوته صار باردًا كالثلج: "ألم يكن طلبك للانفصال مجرد وسيلة لجذب انتباهي ودَفعي لقطع علاقتي بريم؟""لقد وافقتُ على الإعلان عن زواجنا رسميًا، ووجود ريم لن يمسّ مكانتكِ كزوجتي المستقبلية، فماذا تريدين أكثر؟""أنا أمنحكِ الآن مخرجًا مشرّفًا، فلا تتمادي، وإلا ستكونين أنتِ الخاسرة في النهاية."صدح صوت نور باردًا: "احتفظ بهذا المخرج لنفسك، وسأكررها مجددًا؛ لقد انفصلنا، ولا داعي لأن تتصل بي ب

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 26

    "صحيح، لا أفهم حقًا كيف يُدير السيد بدر أموره مع النساء! عشيقته أصبحت في الواجهة، وتتباهى كل يوم وكأنها تخشى ألا يعرف الناس بوجودها!""كفي، ما الفائدة من الكلام الآن؟ ما حدث قد حدث، والأهم هو التفكير في كيفية تقليل تأثير هذه الفضيحة على الشركة."نظر بدر إلى المساهمين بنظرة باردة، وقال بصوت عميق: "اطمئنوا جميعًا، لن أسمح أبدًا أن تؤثر هذه المسألة على إدراج الشركة في البورصة.""يبدو هذا جيدًا، ولكن ماذا لو حدث؟" نظر بدر إلى المساهم الذي تحدث، ونطق ببطءٍ حازم: "إن أثّرت الفضيحة فعلًا، فسأتحمل المسؤولية وأستقيل."ساد الصمت المكتب للحظة.فالجميع يعلم أن شركة العصر أسسها بدر بجهده الشخصي، وأنه يدير أقسامها المحورية شخصيًا، ولو استقال الآن فلن يجرؤ أحد على شغل مكانه. وحين رأى أنهم تبادلوا النظرات بصمت دون اعتراض، قال ببرود: "إن لم يكن هناك اعتراض، فلتعودوا إلى أعمالكم، لديّ ما أتابعه."بعد أن صرف المساهمين، أمسك بدر بهاتفه ليطلب نور، لكن تذكّر فجأة أنها حظرته، فتصلب وجهه قليلًا.في السابق، كانت تغضب وتجادله بمجرد أن ترى رسالة بينه وبين ريم، أمّا الآن، وهي ترى صور ريم ومنشوراتها اليومية معه،

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 25

    في الأيام التالية، بدأت ريم تنشر تفاصيل حياتها اليومية مع بدر بشكل متزايد.ولم يكتفِ بدر بعدم منعها، بل بدا وكأنه يشجعها ضمنيًا على ذلك.وبعد أن التقطت هذه الإشارة، أصبحت صورها وكلماتها أكثر جرأة، فبدأت تستعرض المجوهرات والهدايا الفاخرة التي اشتراها لها بدر.ومع ازدياد هذا الظهور، ازدادت شهرة علاقتهما على مواقع التواصل يومًا بعد يوم.كل يوم بعد العمل، كانت ريم تتوق لإخراج هاتفها وفتح حساب تويتر لقراءة التعليقات.وفي كل مرة تنشر شيئًا عن حياتها مع بدر، تمتلئ التعليقات بالإعجاب والغيرة، وكثيرون يقولون إنهما ثنائي مثالي وينتظرون منشوراتها الجديدة بشغف.كانت تستمتع تمامًا بهذا الإعجاب الذي يحيط بها.وفي مساء الجمعة، فتحت ريم حساب تويتر بابتسامة كعادتها، ودخلت إلى قسم التعليقات.لكن ما إن قرأت أول تعليق حتى تجمدت الابتسامة على وجهها. [يا للعجب! في هذا الزمن أصبحت العشيقة تتفاخر علنًا بعلاقتها مع رجلٍ خائن! كانت تعرف أن بدر لم ينفصل عن خطيبته السابقة، ومع ذلك قبلت أن تكون الطرف الثالث بينهما، قضت معه ليالي لا تُحصى، والآن بعدما أصبحت العلاقة رسمية، جاءت لتؤدي دور العاشقة البريئة! لا يناسبكِ

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status