لم تُعِد تذكيرَ أدهم جمال بالتوقيع، بل استدارت بهدوء، ومضت إلى واجهة النافذة الكبيرة، ووقفت هناك وظهرُها له.يبدو أنها صدَّقت وعدَ الشيخ الكبير تمامًا.رفضتُ الموافقة على الاتفاقية، فهدأت.أتظنّ أن دانية يوسف تستحق هذا؟ضمّت ذراعيها بخفة إلى صدرها، ولم تقل شيئًا.لكنّها… لم تَعُد تعرف كيف تواجه أدهم جمال، ولا كيف تتعامل معه.لقد بذلت جهدها، حقًا بذلته حتى نهايته.هزّت الرياحُ أوراقَ الشجر في الخارج، فتصاعدت أصواتُها الخفيفة، ولم تلتفت دانية يوسف، ولم تواصل الجدال معه.كانت تنظر إلى الفناء بصمت.إلى أن سمعت باب الغرفة يُغلق بعنف، فانهمرت دموعها فجأة كالمطر، تتساقط بلا توقف.ضمّت يديها إلى بعضهما، واستدارت، فكان أدهم جمال قد غادر الغرفة.نظرت نحو الباب، وتذكّرت كيف كانا جيدين في الماضي، وتذكّرت كيف اندفع في تلك المرة وحملها خارج الحريق… وفي لحظة، انفجرت بالبكاء المرّ.لقد بذلت جهدها.حقًا بذلت جهدها.لم تَعُد تعرف ماذا تفعل، لم تَعُد تعرف أي طريق تختار.تلك الليلة، لم تصعد إلى السرير، بل جلست على الأريكة، تعانق ذراعيها، طوال الليل.…في صباح اليوم التالي، وقفت أمام المرآة، وقد تورّمت عين
Magbasa pa