All Chapters of حبٌّ يخرج عن السيطرة، وقلبٌ يتوسل البقاء: Chapter 1 - Chapter 10

30 Chapters

الفصل 1

"دانية، كل وسائل الإعلام تتحدث عن أدهم الآن، والصحفيون سدّوا مدخل الفندق تمامًا. أتعبناكِ مجددًا."الساعة العاشرة ليلًا.جلست دانية يوسف أمام مكتبها، تمسك جبينها بتعب وهي تستمع لمكالمة حماتها دون أن تنطق بكلمة.ثلاث سنوات من الزواج، وفضائح أدهم جمال وعشيقاته تنبت كالفطر بعد المطر، موجة تلو أخرى، لا نهاية لها.وكلما سنحت لها فرصة لرؤيته، كان ذلك فقط لمساعدته في لملمة ما تسببه نزواته.بقيت دانية يوسف صامتة، فواصلت يسرى العوضي بنبرة مثقلة بالهمّ:"دانية، هذه المرة ليست مجرد سمعة الشركة وأسهمها… الأمر أن حورية أيمن عادت. هي مختلفة عن بقية النساء، ويجب أن تحافظي على زواجكِ من أدهم."حورية أيمن… عادت؟تقلّص حاجبا دانية يوسف بتعب شديد.قالت برفق بعد صمت قصير: "أمي، فهمت… أنا قادمة الآن."أغلقت الهاتف، وحدّقت في الشاشة طويلًا، قبل أن تنهض وتأخذ مفاتيح السيارة.……بعد نصف ساعة.حين صعدت دانية يوسف من باب الفندق الخلفي، كان العم مالك وخديجة السباعي بانتظارها.كانت خديجة السباعي تحمل حقيبة من إحدى الماركات الفاخرة، وتقدمت منها قائلة:"سيدة دانية، الملابس جاهزة."كانت نفس الملابس التي ترتديها حوري
Read more

الفصل 2

حدّق أدهم جمال في دانية يوسف طويلًا، ثم قال بابتسامةٍ لا هي ضحك ولا هي غضب:"تريدين الزواج فتتزوجين، وتريدين الطلاق فتطلبينه...دانية يوسف، تعيشين فعلًا على هواكِ."حافظت دانية يوسف على يدها الممدودة بالاتفاقية، وقالت بهدوء:"فكرت طويلًا، وأرى أننا فعلًا غير مناسبين لبعض، ثم إنني حينها لم أكن أعرف علاقتك بحورية أيمن، ولم أكن أعرف…"لم تكد تُكمل حتى قاطعها أدهم جمال: "دانية يوسف… عادت حورية، لكن لا تُبالغي. أساليب التمنّع والتدلّل لا تجدي معي."كانت دائمًا تطمع في نفوذ عائلة جمال في نظره، وتُسحر الجد بكلامها المعسول حتى أقنعته بزواجها منه.من يطلب الطلاق؟ دانية يوسف هي آخر من قد يفكّر في مفارقته.شدّت دانية يوسف قبضتها على الاتفاقية حتى برزت العروق على ظهر يدها، لكنها اضطرت للمحافظة على هدوئها وقالت بنبرة ثابتة:"سواء كنتُ أبالغ أو أتدلّل، وقّع على الأوراق، ولنذهب معًا إلى مكتب الشؤون المدنية، وستعرف الحقيقة حينها يا أدهم جمال."كانت مُصرةً على أن تثبت نفسها.نظر إليها أدهم جمال قليلًا ثم قال ببرود:"حسنًا، أوافق على الطلاق.لكن قولي لي، يا دانية، هل وافق جدّك؟ هل حصلتِ على دفتر القيد ا
Read more

الفصل 3

منذ ثلاث سنوات من الزواج، لم يعد أدهم جمال إلى البيت إلا مرات قليلة تُعدّ على الأصابع، ولذا حين رأته يعود فجأة، شعرت دانية يوسف بصدمة حقيقية.ثم سألت بدهشة:"لماذا عدت؟"وسرعان ما شرحت:"أنا لا أقصد أنه لا ينبغي لك العودة… هذا منزلك، ومن الطبيعي أن تعود إليه."ثم أضافت بسرعة:"حمّام الغرفة لم أستخدمه منذ فترة طويلة، وكذلك السرير…تنظّف الخالة إلهام كل يوم وتُعقّم المكان."قالت ذلك لأنها تذكرت شيئًا.كان أدهم جمال يرتدي بدلة سوداء ذات مرة، وعندما أمسكت طرف كُمّه، سحب يده بقوة، ثم تخلّص من البدلة كلها.منذ ذلك اليوم لم تَعُد تلمسه، ولا تلمس أغراضه مطلقًا.كانت تبرّر خوفًا من أن ينوي النوم هنا الليلة، فيشعر بالاشمئزاز لأنها كانت تنام في هذه الغرفة.الواقع أنّها لم تعد تعيش هنا منذ وقت قصير من الزواج، بل كانت تنام دائمًا في غرفة الضيوف المجاورة.استمع أدهم جمال لكلامها، ثم خلع سترته ورماها بلا مبالاة على الأريكة.تحرّكت دانية يوسف جانبًا لتترك له الطريق.ولمّا أرادت الخروج وهي تحمل مستحضرات العناية بالبشرة، سأله فجأة ببرود:"أحضرتِ دفتر القيد العائلي؟"نظرت إليه وأومأت:"نعم. أعطاني جدّي إي
Read more

الفصل 4

ابتسمت حورية أيمن وهي تقف لتحيّيه:"التقيت للتو بدانية، فدعوتها لنتناول الغداء معًا، لن تمانع، أليس كذلك يا أدهم؟"رمق أدهم جمال دانية يوسف بنظرة باردة وقال:"طالما أنتِ مسرورة، فلا بأس."جلس بجانب حورية أيمن بكل طبيعيّة، وكأن زوجته ليست موجودة أصلًا.سكبت له الشاي مبتسمة:"كنتُ أتحدّث مع دانية منذ قليل، قالت إنكما تنويان الطلاق. كنت أفكّر أنه بعد طلاقكما، عليّ أن أقدّم لها شابًا جيدًا، لا يصح أن تضيع معها هذه السنوات بلا مقابل."كان من المفترض أن يجلس بجوار زوجته، ومع ذلك جلس قرب حورية أيمن بكل أريحية.أما نظراته لدانية يوسف فكانت دائمًا كمن يتجاوز عقبة في الطريق، يتفاداها فقط.لم تعد دانية يوسف ترغب في الحساب أو الغيرة؛ فهي لا تملك أصلًا رصيدًا يسمح لها بذلك.كل ما شعرت به هو الإحراج.كان ينبغي أن تتوقع أنه طالما ظهرت حورية أيمن في الشركة، فلا بد أن لقاءها به كان مُرتّبًا.قدّم النادل قائمة الطعام لأدهم جمال، فطلب بعض الأطباق، فذكّرته حورية أيمن:"أدهم، لا تطلب فقط ما أحبه أنا، اطلب أيضًا ما تحبه دانية."نظر إلى دانية يوسف وهو يحمل القائمة، وبدا في عينيه أن وجودها زائد عن الحاجة.وكا
Read more

الفصل 5

كان يظن أنها تضايقت من عودة حورية أيمن، وأنها تحاول أن تلعب لعبة شد الحبل وتغيّر أسلوبها في إغرائه.لم يتوقع أن تحضر فعلًا دفتر القيد العائلي، وأن تُعد أيضًا اتفاقية سرية، بل وتتابع حتى السياسة الجديدة التي صدرت قبل أيام.شعر أدهم جمال أن الأمر أصبح مثيرًا للاهتمام، وأراد أن يرى كيف ستستغل موضوع الطلاق لتطالب بمطالب مبالغ فيها.بعد أن سمعت كلامه، نظرت دانية يوسف إلى أدهم جمال، وشعرت أن ما يقوله لا يُصدق.لم تستطع حتى أن تتخيل إلى أي حد يراها حقيرة في قلبه.لا يمكنهما التواصل، هي وأدهم جمال ليس لديهما لغة مشتركة.تحيّزه ضدها لن يتغير حتى لو عاشت عمرها كله.حسنًا، لا بأس. لم يعد أي من هذا مهمًا.نظرت إليه أخيرًا وقالت بصوت منهك:"إن كنت تريد أن تظن ذلك، فليكن. فقط اختر يومًا يناسبك، ولنذهب لإنهاء الإجراءات."ما إن اعترفت بهدوء، حتى اختفت الابتسامة عن وجه أدهم جمال، واكتفى بأن يحدّق في دانية يوسف ببرود تام.ولمّا رأته صامتًا، قالت:"ارتَح الآن، وعندما يتوفر لديك وقت، فقط أخبرني."بعد أن أنهت كلامها، استدارت وسارت نحو الباب.وحين رفعت يدها اليمنى لتفتح الباب، أمسك شخص بمعصمها فجأة.وقبل أن
Read more

الفصل 6

انتفضت دانية يوسف فزعًا، ورفعت رأسها لتنظر إليه، وقالت:"ألم تنم بعد؟ لقد أخفتني."لم تُجب عن سؤاله، بينما كان أدهم جمال يُدخل يديه في جيبي سرواله وينظر إليها ببرود.شعرت دانية يوسف بوخزةٍ من الذنب أمام تلك النظرة، رغم أنها لا تعرف سببها.هو لم يهتمّ بها يومًا.تجنّبت عينيه وشرحت:"نفدت بطارية هاتفي. عادت صفية من رحلة عمل، وكنا نتناول العشاء معًا."ضحك أدهم جمال بسخرية وقال:"وجبة عشاء تحتاج إلى ستّ أو سبع ساعات؟"رفعت دانية يوسف عينيها لتنظر إليه بالطريقة ذاتها.من الواضح أنّه كان يعرف إلى أين ذهبت.حدّقت فيه بلحظات، ثم قالت:"من حقي أن يكون لي أصدقائي وحياتي الخاصّة أيضًا."أطرق برأسه ينظر إليها وقال بنبرة متكاسلة:"الزواج لم ينتهِ بعد، وعجزتِ عن إكمال التمثيل؟"تمثيل؟ متى مثّلت شيئًا؟منذ ثلاث سنوات بعد الزواج، لم تخرج بمفردها سوى هذه المرة.عاد إلى البيت قبلها الليلة فقط، وصادف أن نفدت بطارية هاتفها في الليلة نفسها.هكذا عاشت ثلاث سنوات، تنتظر وحدها في غرفةٍ خالية.نظرت إلى أدهم جمال ولم تجادله حول مَن المخطئ ومَن المصيب.ففي النهاية، هذا الطريق كانت هي من اختارته.اكتفت بالتذكير ب
Read more

الفصل 7

لمّا رأى أدهم جمال حالتها، سأل بصوت منخفض:"ما بكِ؟"قبضت دانية يوسف يديها بخفة قرب رأسها، ثم ابتلعت ريقها بصمت، ونظرت إليه بجدية وتابعت كلامها السابق:"أنا فكّرتُ مطوّلًا قبل أن أطلب الطلاق."تفسيره قبل قليل لم يكن مهمًا، ولا يغيّر شيئًا.بروده يومًا بعد يوم، ونفوره منها، ولامبالاته… هذه هي الحقيقة الوحيدة.وبينما تصرّ هي على الطلاق، قبض أدهم جمال على معصمها، وانحنى ليقبّل شفتيها مباشرة.قبلة مفاجئة جعلت عيني دانية يوسف تتسعان، وتجمّد جسدها بالكامل.حدّقت فيه مذهولة حتى كتمت أنفاسها.قبّل شفتيها برفق، وحين لاحظ أنها لا تتنفس من شدّة التوتر، ازداد قبَله نعومة.كان إيهاب نبيل قد قال له الحقيقة… عليه أن يدلل دانية يوسف قليلًا، وإلا ستثور فعلًا.لامس بشرتها الناعمة بأصابعه، وعندما رفعها عن السرير أطلقت "أمم…" خافتة، بدت غامضة ومشوّشة.ثم وضعت يديها على صدره محاولةً منعه.وعندما رآها تفعل ذلك، أمسك بيديها وشبّك أصابعه بأصابعها ليحبسها تمامًا.سألت بصوت يرتجف: "أدهم جمال… هل قبّلتَ الشخص الخطأ؟"وما إن نطقتْ بهذه الجملة… حتى فقد كل اهتمامه.ابتعد عنها، وأشعل الضوء الكبير، ثم نهض وأشعل سيجا
Read more

الفصل 8

ضحك أدهم جمال وهو ممسك بالمقود بكلتا يديه، وقال:"ما الأمر؟ هل تريدين أن تعدّي الأيام التي ستقضينها معي أيضًا؟"شرحت دانية يوسف:"ليس هذا ما أقصده… فقط أريد ترتيب أموري والتخطيط لوقتي."كانت قد أرسلت سيرتها الذاتية إلى شركة النجم للتكنولوجيا قبل أيام، وقد ردّ عليها المدير بنفسه، وأخبرها إنها تستطيع الالتحاق بالعمل في أي وقت.الآن نحن في أوائل مايو، وهي تنوي إنهاء إجراءات الاستقالة هذا الشهر، ثم الالتحاق بالعمل الجديد الشهر المقبل… لذلك لا يمكن لأدهم جمال أن يؤخّرها طويلًا.فقال أدهم جمال:"شهر… أو أكثر قليلًا."شهر أو نحو ذلك… هذا وقت يكفيها للتواصل مع الشركة.فقالت:"حسنًا."لم تمضِ دقائق حتى وصلا إلى الشركة. رمى أدهم جمال مفاتيح السيارة لمدير الأمن، ودخلا المبنى معًا."هل جاء الرئيس أدهم اليوم مع الرئيسة دانية؟""لم أتوقع أن يأتيا معًا… هل سيبدأ الرئيس أدهم حملة علاقات عامة جديدة؟""صباح الخير رئيس أدهم. صباح الخير رئيسة دانية.""صباح الخير جميعًا."اكتفت دانية يوسف بهزّ رأسها ردًا على التحية، بينما ردّ أدهم جمال بنظرات مقتضبة ويداه في جيبيه.لكن ظهورهما معًا… أثار ضجّة كبيرة.الهمسا
Read more

الفصل 9

مرّت ثلاث سنوات كاملة.ولم تستطع يسرى العوضي إلا أن تشكّ بأن ابنها لا يتحمّل أيّ مسؤولية، ويترك دانية يوسف تعيش كالأرملة وهي ما تزال على ذمّته.عندما سألتها بذلك الشكل المباشر، لم تعرف دانية يوسف كيف تجيب فورًا.حدّقت بيسرى العوضي طويلًا قبل أن تقول:"أمّي… أنا وأدهم جمال ننوي الطلاق."فكّرت طويلًا… وفي النهاية اختارت قول الحقيقة."الطلاق؟"انفجرت يسرى العوضي فورًا:"لماذا الطلاق فجأة؟ ما الذي حدث؟"ثم سارعت تسأل:"هل هو الذي طلب الطلاق؟ هذا العاق—"وقبل أن تُكمل شتيمتها، قالت دانية يوسف بسرعة:"لا يا أمّي، ليس هو… أنا التي طلبت الطلاق."صمتت يسرى العوضي فجأة.نظرت إليها طويلًا، ثم سألت بحذر:"دانية… هل بسبب عودة حورية أيمن؟ اسمعيني، رغم أنها عادت، فنحن عائلة جمال كلّنا في صفّك. لا يمكن لحورية أن تحدث أي مشكلة، سأراقب أدهم بنفسي من أجلِك."لقد رأت كل صبر دانية يوسف خلال السنوات الثلاث الماضية.كانت تحبّها… وكانت غاضبة من ابنها في الوقت نفسه.لكن مهما وبّخته… لم يكن أدهم جمال يأخذ كلامها على محمل الجد.قالت دانية يوسف وهي تمسك طبقها بهدوء:"ليست بسبب حورية أيمن… أنا فكّرت في هذا منذ زمن
Read more

الفصل 10

أنهت دانية يوسف الاتصال، ونظرت إلى يسرى العوضي وأدهم جمال وقالت:"أمّي، لديّ عمل يجب أن أتابعه، سأصعد إلى غرفتي."قالت يسرى العوضي:"لم تنتهي من طعامك بعد—"ابتسمت دانية يوسف وقالت:"لقد شبعت."ردّت يسرى العوضي:"حسنًا، اذهبي لعملك. إن أردتِ عشاءً خفيفًا لاحقًا، أخبريني.""حسنًا."غادرت دانية يوسف، وظلّت يسرى العوضي تتابعها بنظرها، بينما بقي أدهم جمال كما هو… لا ينظر إليها ولا يظهر أدنى اهتمام.وعندما اختفت دانية يوسف داخل غرفتها، التفتت يسرى العوضي نحو ابنها وقالت بحدّة:"سمعت كلام دانية قبل قليل، صحيح؟ قلتُ لك عشرات المرات ألا تتمادى، لكنك لا تسمع. والآن…لم تعد دانية تريد العيش معك."ثم تابعت بغضبٍ أكبر:"وما شأنك ببنات عائلة أيمن؟ واحدة ذهبت… فتتعلق بالأخرى؟ إلى متى ستظل مربوطًا بالاسم نفسه؟"ولم تنتظر ردّه، بل أكملت:"ما قدّمته دانية لعائلة جمال وللشركة، وصبرها عليك… ألا ترى؟ أم أنك أعمى؟ يا أدهم، الإنسان يجب أن يملك قليلًا من الضمير."كان أدهم جمال يستمع ببرود، وقال بهدوء قاسٍ:"إن كانت قد تحمّلت وقدّمت… فلابد أنّ لها نواياها الخاصة."أغضبت هذه الجملة يسرى العوضي كثيرًا.حدّقت فيه
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status