هل سقراط دافع عن الفضيلة في حوارات بلاتون؟

2025-12-05 01:43:54 120

3 الإجابات

Evelyn
Evelyn
2025-12-06 00:41:35
تطرّقي إلى حوارات 'أفلاطون' جعلني أرى سقراط شخصية متعددة الوجوه: مدافع عن الفضيلة في بعض المشاهد، ومرشد شكّاك في أخرى. عندما أقرأ مقاطع مثل تلك التي تناقش علاقة المعرفة بالعمل أو فكرة أن الفساد ناتج عن الجهل، أجد سقراط يقدم حجة مبسطة لكنها قوية، مفادها أن الفضيلة قابلة للفهم وربما للتعليم.

لكن كقارئ أكثر تشككًا، ألاحظ تناقضات ظاهرة بين الأقوال: في بعض الحوارات يقرّ أنه لا يعلم، ويستخدم السفه لإخراج خصومه من أوهامهم، وفي أخرى يبدو كأن أفلاطون نفسه يقدّم نظريات متكاملة حول النفس والفضيلة كما في 'الجمهورية'. بين هذين القطبين، يبرز سؤال تاريخي وفلسفي مهم: إلى أي مدى يمثل هذا السقراطي التاريخي وكم منه هو صدى لأفلاطون؟ بالنسبة لي، الدفاع عن الفضيلة في هذه الحوارات ليس دفاعًا بلاغيًا فحسب، بل مشروع فلسفي يعيد تعريف ما نفهمه بالخير والعدالة، حتى لو ظل الأسلوب متقلبًا ومثيرًا للجدل في بعض الأحيان.
Brielle
Brielle
2025-12-06 15:46:18
الانطباع المباشر لديّ أن سقراط في حوارات 'أفلاطون' يدافع عن الفضيلة لكن بأسلوب استقصائي أكثر منه كخطاب علني حاسم. أسلوبي المفضل عند قراءته هو ملاحظة كيف يحوّل الأسئلة البسيطة إلى مساءلات جوهرية حول الخير والشر، ويظهر موقفًا عامًا يفيد بأن معرفة الخير شرطٌ لعمله. هذا يجعل من الفضيلة ليست مجرد قاعدة أخلاقية عابرة، بل نتيجة لعملية فهم عقلاني.

مع ذلك، لا يمكن تجاهل لحظات الاعتراف بالجهل أو التلميح بعدم القدرة على تعليم الفضيلة، مما يضيف بعدًا متواضعًا إلى دفاعه؛ فهو يدافع عن سؤال الفضيلة بقدر دفاعه عن مفهومها. هذا المزيج بين الحزم في المطالبة بمعيار للعلاقة بين المعرفة والسلوك والتواضع في المطالبة باليقين هو ما يترك لدي إحساسًا أن سقراط مدافع عن الفضيلة، ولكن بطريقة تشجّع القارئ على التفكير أكثر من أن تُسلّمه إجابة جاهزة.
Oliver
Oliver
2025-12-10 02:01:08
أستمتع كثيرًا بمشاهد الحوار التي يطرح فيها سقراط فكرة الفضيلة كما لو كانت لغزًا يجب حله، لأنني أظن أنه فعلاً دافع عنها لكن بطريقته الخاصة. في حوارات 'أفلاطون' يرى سقراط الفضيلة غالبًا مرتبطة بالمعرفة: أن تعرف الخير يعني أن تفعل الخير، وأن الخطأ ناتج عن الجهل لا الإرادة الضعيفة. هذا يظهر بوضوح في نقاشاته الاستقصائية، حيث يسعى لتفكيك المعتقدات الشائعة عن الفضيلة ويعيد بناء فهمٍ أكثر عقلانية لها. أمثلة مثل نقاشات 'بروتاغوراس' تضع مسألة إمكانية تعليم الفضيلة في مركز الحوار، بينما في 'الجمهورية' يقدم تصورًا أعمق عن العدالة كفضيلة للنفس وليست مجرد سلوك اجتماعي.

مع ذلك، ليست الصورة أحادية؛ سقراط يستخدم السخرية المنهجية والاعتراف بالجهل ليشق طريقه نحو الحقيقة، وهذا يترك انطباعًا مزدوجًا: هو يدافع عن الفضيلة لكنه في الوقت نفسه لا يدّعي امتلاك دستور جاهز لها. بعض الحوارات المبكرة تبدو أقرب إلى محاور يفضح التعارضات في آراء خصومه، أما الحوارات المتأخرة فتعرض بناءً أكثر نظامية حول النفس والفضيلة. لذا يمكن القول إنه دافع عن الفضيلة كمطلب معرفي وأخلاقي، لا كعقيدة جاهزة يُفرض على الناس.

في النهاية، شعوري بأن سقراط في نصوص 'أفلاطون' مدافع قوي عن الفضيلة، لكن دفاعه يعتمد على حواره المنهجي أكثر من كونه خطبة مبلّغة؛ هو يعظّ بالأسئلة قبل أن يقدّم الأجوبة، وهذا ما يجعل قراءته مثيرة ومستمرة التأثير بالنسبة لي.
عرض جميع الإجابات
امسح الكود لتنزيل التطبيق

الكتب ذات الصلة

هل يستحق الطلاق؟
هل يستحق الطلاق؟
في ذكرى زواجنا، نشرت أول حب لزوجي صورة بالموجات فوق الصوتية للجنين على حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي. وأرفقت الصورة بتعليق تقول فيه: "شكرا للرجال الذي رافقني طوال عشرة أعوام، وشكرا له على هديته، الطفل الذي تحقق بفضله." أصبح كل شيء مظلما أمامي، وعلقت قائلة "ألم تعرفين أنه متزوج ومع ذلك كنتِ تقيمين علاقة معه؟" زوجي اتصل على الفور ووبخني. "لا تفكري بطريقة قذرة! أنا فقط قدمت لها الحيوانات المنوية لعمل التلقيح الصناعي، لأساعدها في تحقيق رغبتها في أن تكون أما عزباء." "وأيضا، لقد حملت في المرة الأولى بينما حاولت ثلاث مرات ولم تحققي أي تقدم، بطنك ليس له فائدة!" قبل ثلاثة أيام، أخبرني أنه سيذهب إلى الخارج لأمور العمل، ولم يرد على مكالماتي أو أي رسائل مني. ظننت أنه مشغول، ولكن لم أكن أعلم أنه كان يرافق شخصا آخر لإجراء فحص الحمل. بعد نصف ساعة، نشرت مريم مرة أخرى صورة للطعام الفاخر. "مللت من الطعام الغربي في الخارج، ولكن بلال طهى لي بنفسي كل الأطباق التي أحبها!" نظرت إلى شهادة الحمل التي حصلت عليها للتو، وامتلأ قلبي بالفرح الذي تجمد ليصبح مثل الجليد. أحببت لمدة ثماني سنوات، وبعد الزواج تحملت الكثير من المعاناة لمدة ست سنوات. هذه المرة، قررت أن أتركه تماما.
10 فصول
الحفل الموسيقي الخارج عن السيطرة
الحفل الموسيقي الخارج عن السيطرة
" أرجوك يا أخي، توقف عن الدفع للأمام، سأموت إن استمرّ ذلك." في الحفل، كان الناس مكتظّين، وورائي وقف رجل يدفع بمؤخرتي باستمرار. والأسوأ أنني اليوم أرتديت تنورة قصيرة تصل عند الورك، وتحتها سروال الثونغ. تفاجأت أن هذا الرجل رفع تنورتي مباشرة، وضغط على أردافي. ازدادت حرارة الجو في المكان، فدفعني من أمامي شخص قليلًا، فتراجعت خطوة إلى الوراء. شدّ جسدي فجأة، وكأن شيئًا ما انزلق إلى الداخل...
7 فصول
حبٌّ يخرج عن السيطرة، وقلبٌ يتوسل البقاء
حبٌّ يخرج عن السيطرة، وقلبٌ يتوسل البقاء
بعد ثلاث سنوات من الزواج، كان أكثر ما تفعله دانية يوسف هو ترتيب الفوضى العاطفية التي يخلّفها أدهم جمال وراءه. وحتى حين انتهت من التغطية على فضيحة جديدة له، سمِعته يضحك مع الآخرين ساخرًا من زواجهما. عندها لم تعد دانية يوسف راغبة في الاستمرار. أعدّت اتفاقية الطلاق وقدّمتها له، لكنه قال ببرود: "دانية يوسف، يوجد ترمّل في عائلة جمال… ولا يوجد طلاق." لذا، وفي حادث غير متوقّع، جعلته يشاهدها وهي تحترق حتى صارت رمادًا، ثم اختفت من حياته بالكامل. * عادت إلى مدينة الصفاء بعد عامين بسبب العمل. أمسكت بيده بخفة وقدّمت نفسها: "اسمي دانية، من عائلة الغانم في مدينة النسر…دانية الغانم." وعندما رأى أدهم جمال امرأة تُطابق زوجته الراحلة تمامًا، كاد يفقد صوابه رغم قسمه بألا يتزوج مجددًا، وبدأ يلاحقها بجنون: "دانية، هل أنتِ متفرّغة الليلة؟ لنتناول العشاء معًا." "دانية، هذه المجوهرات تليق بكِ كثيرًا." "دانية، اشتقتُ إليك." ابتسمت دانية يوسف بهدوء: "سمعتُ أن السيد أدهم لا يفكّر في الزواج ثانية." فركع أدهم جمال على ركبة واحدة، وقبّل يدها قائلًا: "دانية، لقد أخطأت… امنحيني فرصة أخرى، أرجوك."
10
100 فصول
بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي
بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي
"رئيس تنفيذي متسلط، بارد وقاسي من الخارج، وماكر من الداخل، ووريثة متمردة لا تُروّض، إنها علاقة حب أولى مليئة بالدلال لكليهما" "البطل الأول يخفي حب طويل الأمد من طرف واحد ليتحول لعلاقة حقيقيَّة لاحقًا، بينما يندم البطل الثاني بعد فوات الأوان ويحاول استعادة البطلة" في إحدى الحفلات، سمعت روان الشمري فهد العدلي يقول: "روان فعلًا جميلة جدًا، لكني تقربت منها في البداية فقط لأنها تشبه سلوى إلى حد ما، وطوال تلك السنوات كنت أبحث فيها عن أثر لسلوى." في تلك اللحظة، أدركت روان أنها لم تكن سوى بديلة. في تلك الليلة، امسكت بهاتفها واتصلت برقم لم تتصل به منذ زمن طويل. "مرحبًا، أبي...أوافق على العودة للمنزل والزواج من أجل مصلحة العائلة." لاحقًا في إحدى المناسبات الاجتماعية، رأى فهد العدلي ذلك الوجه الذي لم يفارق خياله يومًا، وعندما عرف حقيقة هوية روان الشمري... فقد صوابه... في اليوم الذي رفضت فيه روان الشمري الزواج المدبر وهربت من المنزل، كان حمدي الدرويش يقف أمام النافذة، يهز كأس النبيذ الأحمر برفق، وعيناه تغمرهما مشاعر غامضة، قائلاً في نفسه: "سيأتي يوم تعودين فيه إليّ مطيعة يا رورو." كانت الشائعات في مدينة سرابيوم تقول إن وريث العائلة، حمدي درويش، بارد، متحفّظ، ولا يقترب من النساء، وقد صدقت روان هذه الأقاويل بقوة... لكنها اكتشفت لاحقًا كم كان ذلك الرجل مجنونًا وراء قناع التهذيب والبرود الظاهري.
10
486 فصول
زوجي حبسني في المسبح وأنا حامل ليكفّر عن خطئه تجاه أخته بالتبني
زوجي حبسني في المسبح وأنا حامل ليكفّر عن خطئه تجاه أخته بالتبني
لم يكن شفيد ليتسامح أبدًا عندما استنشقت ظهراء ابنته بالتبني، بعض الماء أثناء السباحة. بدلاً من ذلك، قرر أن يعاقبني بقسوة. قيدني وألقاني في المسبح، تاركًا لي فتحة تنفس لا تتجاوز السنتيمترين. قال لي: "عليكِ أن تتحملي ضعف ما عانت منه ظهراء!" لكنني لم أكن أجيد السباحة، لم يكن لدي خيار سوى التشبث بالحياة، أتنفس بصعوبة، وأذرف الدموع وأنا أرجوه أن ينقذني. لكن كل ما تلقيته منه كان توبيخًا باردًا: "بدون عقاب، لن تتصرفي كما يجب أبدًا". لم أستطع سوى الضرب بيأس، محاولًة النجاة…… بعد خمسة أيام، قرر أخيرًا أن يخفف عني، ويضع حدًا لهذا العذاب. "سأدعكِ تذهبين هذه المرة، لكن إن تكرر الأمر، لن أرحمكِ." لكنه لم يكن يعلم، أنني حينها، لم أعد سوى جثة منتفخة، وقد دخلت في مرحلة التحلُل.
10 فصول
غفرتُ له ستًا وستين مرة… ثم اخترتُ الطلاق
غفرتُ له ستًا وستين مرة… ثم اخترتُ الطلاق
سافر ريان الخالد معي ستًّا وستين مرّة، وفي كلّ رحلة كان يطلب يدي للزواج. وفي المرّة السابعة والستين تأثّرت أخيرًا ووافقت. في اليوم الأول بعد الزواج، أعددتُ له ستًّا وستين بطاقة غفران. واتفقنا أن كلّ مرّة يُغضبني فيها، يمكنه استخدام بطاقة مقابل فرصة غفران واحدة. على مدى ست سنوات من الزواج، كان كلّما أغضبني بسبب لينا الشريف، صديقة طفولته، يجعلني أمزق بطاقة من البطاقات. وعند البطاقة الرابعة والستين، بدأ ريان أخيرًا يشعر أن هناك شيئًا غريبًا في تصرّفاتي. لم أعد أذكّره بأن يحافظ على حدوده، ولم أعد أحتاج إليه كما كنت. وحين تركني مجددًا بسبب لينا، أمسكتُ بذراعه وسألته: "إذا ذهبتَ إليها… هل أستطيع احتساب ذلك من بطاقات الغفران؟" "توقّف ريان قليلًا، ثم نظر إليّ بلا حيلة وقال:" إن أردتِ استخداميها فافعلي، لديكِ الكثير. أومأت بهدوء وأنا أراقب ظله يتلاشى. كان يظنّ أن بطاقات الغفران لا تنفد، ولم يكن يعلم أن اثنتين فقط بقيتا.
7 فصول

الأسئلة ذات الصلة

هل سقراط ألهم كتاب الرواية والسينما العربية؟

3 الإجابات2025-12-05 04:46:06
صوت التساؤل الفلسفي كان موجودًا في ذهني قبل أن أعرف تاريخ الترجمات والأسماء الكبيرة، ولما بدأت أقرأ عن الطرق التي دخلت بها الأفكار اليونانية إلى العالم العربي لاحظت أثرًا غير مباشر لكنه قوي لسقراط. في العصور الإسلامية المبكرة، لم يصلنا نص سقراطي مباشر بوفرة كما وصلنا لأفلاطون وأرسطو عبر شروح وتلخيصات، لكن روح الحوار والشك الأخلاقي كانت حية في حلقات العلماء والمجالس الأدبية. هذا الأسلوب في طرح الأسئلة بدلًا من فرض الأجوبة وجد صداه في مقالات ونقاشات الأدباء والمفكرين. حين ننتقل إلى القرن التاسع عشر والعشرين، تأتي موجات الترجمة والنهضة العربية لتعيد استحضار التراث اليوناني بطرق جديدة؛ مفكرون عرب قرأوا أفلاطون عبر الفرنسية والإنجليزية واحتضنوا طريقة التساؤل كسلاح نقدي ضد البنى التقليدية. هذا التأثير لم يظهر دائمًا كمحاكاة لسقراط نفسه بل كأسلوب سردي وفلسفي: شخصيات في روايات مثل 'ثلاثية القاهرة' وأعمال نجيب محفوظ تُصاغ حول أزمات وجدانية واحتكاك بالسلطة، وفي السينما ترى مخرجين مثل ياسر شاهين يفتحون حوارات طويلة على الشاشة تشبه الحوارات السقراطية في طريقة فرض الأسئلة بدل إطلاع المشاهد على إجابات جاهزة. باختصار، سقراط لم يزر القاهرة أو دمشق لكنه أوصل لنا إرثًا من التساؤل والشكّ النقدي الذي تجلّى في الأدب والسينما العربية عبر قنوات مترجمة ومعدّلة. أنا أحب أن أتصور هذه العلاقة كامتداد روحي أكثر من ارتباط نصي مباشر: عقلٌ يعجب بالأسئلة أكثر من الإجابات، وذاك أثره واضح في العديد من الأعمال الأدبية والسينمائية العربية الحديثة.

هل سقراط اخترع طريقة الحوار السقراطي؟

3 الإجابات2025-12-05 19:28:10
أجد أن الحديث عن أصل 'المنهج السقراطي' يفتح أبوابًا كثيرة للتفكير، لأنه سؤال يجمع بين الفلسفة والتاريخ والأسطورة. في نصوص بلاتوكزفون، يظهر سقراط كمحاور ماهر يستخدم التساؤل المتكرر لسحب التناقضات من أفكار الآخرين — هذا ما يُعرف عادةً بـ 'التيقظ الجدلي' أو elenchus. لكنه لم يترك كتابة منظمة تشرح منهجه خطوة بخطوة، لذلك ما نعرفه عنه يأتي عبر عيون من كتبوه وصوّره الآخرون؛ بلاتو يقدم سقراط بطابع فلسفي واضح وبناء حوارات درامية بينما كزيفون يصوّره أكثر عملية وأقل شاعرية. علاوة على ذلك، لا يمكننا تجاهل السياق الأوسع: النقاشات الجدلية كانت شائعة بين السفسطائيين والطرق التعليمية الإغريقية. سقراط لم يخترع التساؤل بحد ذاته، لكنه صاغ أسلوبًا مميزًا يجمع بين السخرية الماكرة أحيانًا (الـ'سخرية السقراطية') والهدف من الوصول لتعريفات دقيقة أو كشف التناقضات. بلاتو هو الذي وثّق وبلور الكثير من هذه اللحظات فأصبح شكلها معروفًا لنا اليوم. بالمجمل، أرى سقراط كمن أعاد توجيه ورفع من قيمة نوع معين من الحوار النقدي، لا كمخترع وحيد لآلية لم تكن موجودة إطلاقًا قبل عهده. تأثيره العملي والرمزي جعل منه مرجعًا، لكن تسمية المنهج بجانبه تحمل قدرًا من التبسيط التاريخي الذي يستحق التدقيق والتقدير المتأنّي أكثر من مجرد لقب بسيط.

هل سقراط ترك مؤلفات مكتوبة تُنسب له؟

3 الإجابات2025-12-05 14:39:28
السؤال عن آثار سقراط دائمًا يشعل خيالي ويجعلني أتخيل محاورات تدور في الأسواق أكثر من رفوف مكتبات قديمة. سقراط في الحقيقة لم يترك مؤلفات مكتوبة تُنسب إليه بشكل موثوق؛ المعرفة عنه جاءت كلها من الآخرين الذين كتبوا عنه بعدة طرق مختلفة. المصدر الأكثر شهرة هو بلاتو الذي جعل من سقراط شخصية مركزية في حواراته مثل 'الاعتذار' و'المأدبة' و'فيدروس'، لكن من الصعب فصل صوت سقراط التاريخي عن صوت بلاتو الفيلسوف الشاب الذي استخدمه كسماعات لأفكاره أيضًا. بالمقابل، زينوفون يقدم صورة أكثر عفوية وعملية في حسنات الأخلاق والفضائل، بينما أريستوفانيس سخر منه في مسرحية 'الغيوم'. هذه الفجوة تخلق ما يسميه المؤرخون «مشكلة سقراط»؛ أي صعوبة إعادة بناء شخصية ومواقف سقراط الحقيقية لأن المصادر متضاربة وملغومة بمصالح أدبية وفلسفية وسخرية مسرحية. لأجلي، هذا يجعل البحث عن سقراط التاريخي مغامرة ممتعة ومحبطة في آن واحد: يمكنك أن تلتقط بقايا صوت إنسان يفضّل الحوار والشفوية على النص المكتوب، لكنك لن تجده مكتوبًا بخط يده لتؤرخ له وتضعه على رف الكتب دون تساؤل.

هل سقراط ظهر كشخصية في روايات معاصرة؟

3 الإجابات2025-12-05 08:51:01
في إحدى قراءاتِي لرواية تاريخية شعرتُ أنني أقف في نفس الساحة الأثينية، وجدتُ سقراط كشخصية تنبض بالحياة بين الصفحات. عندما أقول هذا، أعني أن بعض الكتاب المعاصرين يعيدون خلقه حرفياً في سياق روائي، وغالباً ما يكون ذلك في روايات التاريخ القديم التي تحترم مصادر الفلسفة الكلاسيكية. مثال واضح شعرت به هو وجوده في أعمال مثل 'The Last of the Wine' لماري رينو، حيث يظهر كشخصية حقيقية يؤثر في أبطال القصة بحواراته وطريقته في التفكير. أحب كيف تتباين المعالجات؛ بعض الروايات تحاول أن تكون أوفى للسرد التقليدي لبلاتو والآخرين وتضع سقراط في محيطة الاجتماعي والسياسي، أما روايات أخرى فتعيد تصيغه رمزياً — شخصية تمثل الاستجواب والنقد والبحث عن الحقيقة دون أن تكون بالضرورة مماثلة للصورة التاريخية تماماً. هذا التنوع يجعلني أبحث عن أعمال جديدة دائماً، لأن كل كاتب يأخذ زوجاً مختلفاً من العدسات: البعض يركز على محاكمته ومأساة موته، والآخرون يستخدمونه كأداة لفحص القيم المعاصرة. في النهاية، لستُ الوحيد الذي يجد سقراط مفيداً كسوة درامية؛ هو مستودع خصب للأفكار وصراع القيم، لذا سيظل يظهر في الأدب المعاصر بأشكال متعددة — أحياناً كامرأة وظلًّا فلسفياً، وأحياناً كشبح يزعج ضمائر أبطال الرواية بنقاشات لا تنتهي.

هل سقراط يطبق منهجه في دروس الفلسفة الحديثة؟

3 الإجابات2025-12-05 10:09:31
كنت أتأمل في طرق التدريس الحديثة وفكرت في سقراط. لا، سقراط شخصياً بالطبع لا يطبق منهجه في الفصول الحالية لأن الزمن اختلف، لكنه ترك طريقة ظلت حية ومتجددة: أسلوب التساؤل والبناء التدريجي للمعرفة. ألاحظ أن كثيراً من محاضرات الفلسفة الحديثة تعتمد على ما يمكن تسميته بـ'المنهج السقراطي' لكن مُعدَّل؛ بدل أن يتحول المحاضر إلى محاور يطرح أسئلة حادة حتى يكشف التناقض، يُستخدم التساؤل كأدوات تشجيعية لتحفيز التفكير النقدي. في بعض الحالات تتخذ الطريقة شكل نقاش حلقي أو حلقات دراسية صغيرة، حيث يُشجَّع الطلاب على طرح الأسئلة واختبار الفرضيات بعضهم على بعض. وفي حالات أخرى، خصوصاً في المحاضرات الكبرى، يبقى الأسلوب أكثر توجيهاً: تُعرض نصوص وتُطرح أسئلة إرشادية تُعيد الطلاب إلى تحليل المفاهيم دون مواجهة فردية قاسية. ما يعيب التطبيق الحديث أحياناً هو سوء الفهم؛ بعض المدرسين يعتقدون أن الأسلوب يعني السخرية أو التفنن في التفنيد، فيتزعزع الشعور بالأمان الفكري لدى الطلاب، وهذا أبعد ما يكون عن روح ما كان يسعى إليه سقراط، الذي كانت الفكرة الأساسية عنده هي استحضار معرفة كامنة وليس إحراج الخصم. في الخلاصة، أرى أن منهج سقراط لا يزال يُطبّق لكن بصيغ متباينة: فعال ومثمر عندما يُستخدم لبناء فضاء آمن للنقاش، ومُخل عندما يُستخدم كأداة استعراضية لمعاملة الطلاب كمجرد أجوبة للاختبار. أميل إلى تشجيع الأسلوب الذي يُعلّم الناس كيف يسألون أكثر مما يُعلّمهم أن يجيبوا، لأن هذا هو الإرث الأقدر على البقاء.
استكشاف وقراءة روايات جيدة مجانية
الوصول المجاني إلى عدد كبير من الروايات الجيدة على تطبيق GoodNovel. تنزيل الكتب التي تحبها وقراءتها كلما وأينما أردت
اقرأ الكتب مجانا في التطبيق
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status