Share

الفصل 6

Author: جمانة خالد
في اليوم التالي، اصطحبها جاسم لمقابلة أصدقائه المقربين، حيث نادوها بـ(زوجة الأخ)، لكن نورا لم تلاحظ السخرية الخفية في أعينهم.

نعم، كيف يمكن لابن العائلة الثرية أن يقع بحب فتاه فقيرة؟

ظن الجميع أن جاسم كان يلعب معها فقط، فبالرغم من جمال نورا، إلا أنها كانت طيبة للغاية، تعرض قلبها بصدق دون أي حماية، مما يجعل العلاقة مملة مع الوقت.

حتى جاسم اعتقد ذلك، لم يتخيل أن نورا قادرة على تغييره، خاصة أنه سيسافر كثيرًا للخارج، مما يعني استحالة الزواج منها .

ذلك اليوم الذي قال فيه إنه يحبها كان مجرد وهم ناتج عن الصدمة بعد الكارثة.

لكن ما لم يتوقعه هو أنه أمام حب نورا الصادق، لم يستطع حتى نطق كلمة (انفصال)، واستمرت العلاقة لسنوات.

لم تطلب منه شئ سوى صدق حبه معها .

في السنة الجامعية الرابعة، بدأ جاسم إدارة شركة العائلة، بينما كانت نورا تستعد لامتحانات الدراسات العليا وتعيش معه لرعايته.

في الجامعة، عرف الجميع أن لنورا صديقًا ثريًا وقويًا، لكنهم لم يعتبروها امرأة طامعة، رغم فقرها الواضح.

كانت صادقة، مجتهدة، ومتفوقة دراسيًا. اعتبرها الشباب نموذجاً لهم، وحتى الفتيات أحببنها. أختنا نورا موهوبة، عماد للأمة، وحتى في الحب، الأثرياء هم من يصعدون لمستواها.

لكن عندما جاءت أخبار مرض أمها بالسرطان، ورأت وجهها الشاحب المائل للاخضرار، شعرت وكأن سكينًا يقطع قلبها.

في تلك الليلة، اتصلت بجاسم للمرة الأولى تطلب المال "جاسم هل يمكنك إقراضي عشرة آلاف دولار؟"

كان جاسم في ذلك الوقت يشرب الخمر، لكنه كذب عليها قائلًا: "إنه في اجتماع عمل."

عندما سمع طلبها، بردت عيناه: "لماذا تريدين هذا المال؟"

"إذا كان ممكنًا" نادراً ما كانت نورا تتذلل، وكان كبرياؤها أحد أسباب انجذابه لها، "أنا بحاجة ماسة"

قاطعها ببرود "نتحدث غدًا، أنا مشغول الآن."

ثم أغلق الهاتف.

شعرت نورا كأن قلبها سقط في جليد. أول مرة تتوسل له للمال، وكان ردّه هكذا.

ربما كان حقًا منشغلاً في العمل. (هكذا حاولت تهدئة نفسها.)

بينما كانت تمسك الهاتف، اتصلت بها فتاة، زميلة لها من الجامعة "أختي نورا، صديقك في الحانة يلهو، لا تدعيه يقوم بخداعك"

أنقذتها هذه المكالمة من الوهم.

عندما وصلت إلى باب الحانة، سمعت ضحكات جاسم وأصدقائه.

كان دائمًا مغرورًا، لا يهتم بمشاعر الآخرين.

"ألا تغضب زوجتك من ما تقوم به الان؟"

"زوجتي؟ لن أتزوجها أبدًا. حتى كصديقة بالكاد تصلح."

"لكن الكثيرين في الجامعة كانوا يحبونها"

"وماذا؟ هل يقارنون بي؟ نورا مطيعة، أنا أول رجل لها، تفعل ما آمرها به في السرير." كانت تلبي كل رغباته الشاذة.

"إذن أنت كالإمبراطور"

"أجل." تومض في عيني جاسم ومضاتٌ متقطعة كشمعة على وشك الانطفاء، لا يُدرى إن كان صادقاً في قوله أم أنه يخفي خلف تلك النظرات غموضاً. حتى الحاضرون لم يقدروا على تمييز الحقيقة من الكذب في كلماته. "لكنها تحبك، ألا تخشى أن تصدمها؟"

"تحبني؟ من يعرف لماذا هي معي." تذكر المكالمة، "لقد طلبت مني المال قبل قليل."

بدأ الأصدقاء بالسخرية.

"تريد أموالك؟ لكنها لا تبدو كذلك."

"ممثلة محترفة انتظرت خمس سنوات والان بدأت تكشف نواياها"

"يا جاسم، هذا استغلال واضح، وكأنها تبيع نفسها"

عندما أهانوها، شعر جاسم بغضب غريزي.

"ألا تخشى أن تكون وقعت في حبها؟" ضربه صديقه، فاستفاق.

"أحبها؟ في المدرسة أعجبتني لأنها رفضتني، لكن العلاقة أصبحت مملة. كنت أفكر كيف أتركها."

لم تعد تسمع باقي الكلام، الصدمة أيقظتها من الحلم الجميل المرعب.

لولا مرض أمها، ما كانت لتتذلل له.

لم تدخل، فالمواجهة ستجعلها أكثر إذلالًا. انزلقت على الجدار بجوار الباب، والدموع تغمر وجهها.

في الداخل، قال أحدهم: "إذا انفصلت عنها، دعني أحاول معها"

"انقلب صوت جاسم فجأة، فقذف زجاجة خمر تحطمت عند قدمي الرجل. "اغرب عن وجهي."

"آسف يا جاسم، كنت أمزح".

لكن لم تسمع نورا في هذه الضجة، لأن امرأة طويلة القامة كانت قد وصلت إلى الباب في تلك اللحظة. رأت نورا في منحنية هناك، فظنتها نادلة منهكة من نوبة العمل الليلية. تقدّمت منها وأمسكت بيدها لمساعدتها على النهوض. كانت تزينها مجوهرات باهظة، وتحيط بها هالة من الأناقة الأرستقراطية، بينما حملت ملامحها لمسة من الرقة الناعمة التي لا تعرف المعاناة.

قالت المرأة بنبرة لطيفة."ما الخطب؟ لا تبكي."

لم تعد نورا قادرة حتى على البكاء.

"أنا أبحث عن جاسم، هل هو بالداخل؟" حدّقت المرأة في وجه نورا، وضيّقت عينيها قليلاً للحظة، وكأن شئ ما قد استيقظ في رأسها.

ثم ابتسمت ابتسامة ناعمة: "بجمالك هذا، كيف تجلسين وحيدة تبكين بالخارج؟"

تراجعت نورا خطوات إلى الوراء: "آسفة، آنستي، أنا ..."

"هل جاسم هنا؟ أنا خطيبته، جئت لأصطحبه إلى المنزل."

رفعت نورا رأسها فجأة، وكأن سهامًا قد اخترقت صدرها.

فتحت المرأه فمها محاولة الكلام، لكن لا صوت خرج. بعد ثوانٍ، همست بصوت أجشّ متكلف "نعم، إنه بالداخل مع الجميع سأحضر لكم الأكواب"

وضعت المرأة يدها على كتفها برضى، ثم دفعت الباب لتندفع إلى الداخل، بينما ارتفعت داخل الغرفة أصوات تعجب واستغراب.

"انظروا من هنا إنه أمير."

"زوجتي المستقبلية تأتي لمراقبتي عاجلاً ام آجلاً سوف اقوم بمحاسبتك"

"أيتها السيدة النبيلة، لا تكوني ضيقة الأفق هكذا! ألن يكون جاسم تحت سيطرتك بعد الزواج؟ ألا تسمحين له بالقليل من المرح قبل ذلك؟"

صوت صديق جاسم المقرب يتردد بوضوح، بينما صوت جاسم نفسه يكاد يكون غير مسموع.

الزواج؟ الزواج؟

هم سيتزوجون هم متطابقون، ينتمون إلى نفس الطبقة. إذن... ماذا عنها؟

ماذا عن تلك التي بذلت كل شيء من أجله؟

تظاهرت نورا بأنها نادلة وتركت المكان، ثم هرعت في الممر حتى خرجت إلى الشارع. هبت رياح الليل الباردة بعنف، كأنها تغزو عينيها، مما أجبر الدموع على الانهمار. شعرت المرأة وكأن قلبها ينقبض بشدة، كأنه على وشك التوقف.

كان جاسم يحب أن يجعلها تلعب أدوارًا مختلفة أثناء العلاقة الحميمة. كانت له بعض الميول القاسية والمتطرفة، لكنها كانت تتقبلها وتتحملها... لأنها أحبته.

لكنها اليوم فقط أدركت أنها، منذ البداية، لم تكن سوى "نادلة".

في هذه العلاقة التي ظنتها عميقة، لم تكن سوى خادمة له، مجرد دمية في يده.

اجتاحتها عاصفة الحقيقة فجأة بلا سابق إنذار، وأخيرًا فهمت ذلك القول: "عندما تعبرين العاصفة، لن تعودي نفس الشخص الذي كنتِ عليه من قبل".

عادت نورا إلى بيتها في حالة من الذهول واليأس، دون أن تخبر جاسم بأنها كانت هناك.

ولن تحاول حتى أن تقترض منه قرشًا واحدًا. فهذا ليس مجرد مال بل هو صفعة على وجهها.

توقفت عن التواصل معه، بينما كان هو بالأحرى سعيدًا بانشغالها، مما وفّر له عذرًا لقطع الاتصال. بعد أسبوع، حاول جاسم اختبارها بتظاهره بالبرود وطلب الانفصال، فردت عليه نورا بكلمة واحدة: "حسنًا".

"فقط هكذا؟" التقط جاسم هاتفه مقطب الجبين.

أليس من المفترض أن تكون في حالة من اليأس والانهيار؟ فهذه المرأة التي لم تكن ترى في العالم سواه، كيف أصبحت فجأة بهذا الهدوء؟

فتح صفحتها على "فيسبوك" ليكتشف أنها أسرع منه، فقد حظرته بالفعل.

ساد المكتب صمت لعدة ثوانٍ، ابتلع جاسم ريقه.

"هذه المرأة تبحث عن موتها"

كل ما حدث أنه تجاهلها لأسبوع ثم طلب الانفصال، فهل تجرؤ على تحديه؟

ضحك جاسم ساخرًا وهو يمسك هاتفه بقوة، مدركًا أن في نورا كبرياء المثقفين. لكن هل ستستطيع تحمل هذا السقوط من عليائها؟

كان مقتنعًا أنها تحبه لدرجة أنها لن تستطيع الاستغناء عنه، فقرر أن يخوض معركة عناد معها. واستمر الحظر لمدة عام كامل.

رفض جاسم أن يفكر أو يعترف بالحقيقة، متمسكًا بفكرة أنها فقط تغضب منه. لكن كل شيء تغير قبل شهر، عندما انتشر خبر زواج حازم، ذلك الرجل سيء السمعة.

قال صديق جاسم "لا توجد أي فتاة في المجتمع تريد الزواج به. إنه فاسق، ويُشاع أنه مريض ويتعاطى الأدوية".

رد جاسم ساخرًا "إذن من هي تلك الرخيصه التي ستتولى مهمة إعادة تدوير القمامة نيابة عن الآخرين؟"

أجاب الصديق: "امرأة من خارج المجتمع. هي تريد المال، وهو يريد وريثًا. إنها صفقة مثالية. ويبدو أنها خريجة جامعة مرموقة، وحاصلة على منحة دراسية. على الأقل ستحسن جينات عائلة آل حازم"

شعر جاسم بقلبه يتوقف للحظة.

"ما اسم زوجته؟ هل تزوجا رسميًا؟"

"نعم، تزوجا البارحة. اسمها نورا يبدو الاسم مألوفًا بعض الشيء."

سقط الكوب من يد جاسم وتحطم إلى قطع صغيرة.

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • إغواء العقاب   الفصل100

    "أنا..." ارتعش صوت نورا من الذعر، "كيف أصبحتَ أنت هنا؟""ولماذا لا أكون هنا؟" توهج الغضب في عيني جاسم الوسيمتين، "أن تستيقظي وتنادي اسم صديقي المقرب، ما هذا؟ هل حقاً حدث شيء بينكِ وبين وسيم؟" قبل أن تتمكن من الرد، أمسك بوجهها بين يديه، "لماذا كان اسم وسيم على شفتيكِ؟" "ظننتُ أنه كان معي..." "وإذا كان هو؟ هل كنتِ ستستسلمين له أيضاً؟" بلغ الغضب ذروته في جاسم، حتى أنه نسي تفسير سبب حضوره بدلاً من وسيم، كل ما يشغله الآن هو أنها نادت اسم غيره. "نورا، هل تجرأتي على السماح لآخر بلمسكِ؟" "أنت مجنون!" دفعتْه بعيداً بعينين محمرتين، "لقد تم تخديري البارحة، وسيم هو من أحضرني، ظننتُ أنه..." توقفت فجأة، "انتظر، هل قبضوا على من فعل هذا؟" نظر إليها جاسم بتفحص. ضحكت نورا بسخرية، "الجماع معكِ مقزز أكثر من وسيم، لو كان الخيار بينكما، لاخترته." "كرري ذلك!" اشتعل غضب جاسم. بعد ليلة من الصراخ والبكاء، تستيقظ لتقول إنه أسوأ من وسيم! يكاد يريد أن يقتلها! "أتحب أن تسمعها؟ يمكنني أن أقولها كل يوم، وأغير الأسماء، اليوم وسيم، غداً ياسر، وبعد غد قائد." إنها تعرف كيف تُغضبه! مجرد سماع

  • إغواء العقاب   الفصل99

    "وماذا أفعل إذًا؟" صرخت نورا وهي تحاول نزع فستانها، "أشعر بالاختناق، يا وسيم، أنا..."أمسك وسيم يديها بقوة، وعندما التقت أطرافهما، ارتعشت نورا وقال: "هل تعرف من فعل هذا؟"قال وسيم دون تفكير: "أليست سارة؟""مستحيل." نفت نورا بينما تواصل خلع ملابسها، انفصل عقلها الواعي عن جسدها المسكون بالدواء."لا يمكن أن تكون هي...""ولماذا لا؟ توقفي عن لمسي، هل تعرفين كيف تفكين ربطة العنق؟" سعل وسيم، وظهرت تفاحة آدم في عنقه بوضوح، "لا تخنقيني.""بالطبع أعرف." بكت نورا، "جاسم علمني."غضب وسيم ودفعها على السرير: "جاسم مجدداً، دائماً جاسم."أصبحت رؤية نورا ضبابية، أشعل الدواء جسدها حتى كادت تفقد القدرة على الكلام، عيناها تفيضان بالدموع.لا تعرف إن كانت من تأثير الدواء أم بكائها.قالت: "لا يمكنك استغلالي هكذا، رغم أنك تساعدني الآن، يجب أن...""أعطيكِ مقابلاً، أعرف..." قال وسيم وهو يحاول فك حزامه بغضب، "أنتِ امرأة..."انتظرت نورا أن يكمل."غير منطقية!" صرخ، "لم أرَ في حياتي امرأة غير منطقية مثلكِ، لقد تم تخديركِ، أحدهم يحاول إيذائكِ!"لم تعد نورا تسمع شيئاً، شعرت بجسد وسيم الثقيل يعلوها، أنفاسها تتصاعد.صو

  • إغواء العقاب   الفصل98

    قال وسيم: "لكنكِ كنتِ حبيبة جاسم من قبل.""نعم، لذلك كنتُ غبية." بدت عينا نورا تفقدان التركيز مجدداً، "كنت ضحية في سلسلة الغذاء، كان عليّ أن أعرف أنه لا يوجد غداء مجاني، كان الأفضل أن أطلب المنفعة المباشرة مثلك."طلب الحب كان الطلب الأكثر كلفة.في اللحظة التي همّ فيها وسيم بالرد، لاحظ احمراراً غريباً في أذنيها، فانتفض: "نورا، هل أنتِ..."لكنها أغلقت عينيها وضغطت خدها على كفه البارد، "إنه منعش."انقطعت أعصاب وسيم فجأة.كيف لهذا أن يحدث؟ حاول إبعادها عن السرير، لكنها سقطت في حضنه بلا قوة، كالقطّة الصغيرة، تتمايل بين ذراعيه وتتمتم: "وسيم، أشعر بالحرارة، هل أصبت بالحمى؟""أنتِ..." تحركت تفاحة آدم في عنقه، بينما كانت الأفكار تتسارع في رأسه. عندما حاول رفعها، انزلق جسدها الناعم بين ذراعيه، وبدأت تفرك رأسها بصدره.يا نورا، لماذا تظهرين هذا الجانب الآن؟ أهذه دعوة واضحة؟عندما لمس صدرها الملتهب، شعر بقطرات عرق باردة تسري على ظهره.هذا ليس طبيعياً، هناك خطب ما.بصوت متغير، سحبها بعيداً: "هل شعرتِ بشيء غريب في الشمبانيا؟"قالت وهي تترنح: "متى أتيح لي شرب الشمبانيا؟ في الحفلات، كنتُ أحفظ بقايا الط

  • إغواء العقاب   الفصل97

    ظلت نورا منبطحة على السرير بلا حراك. وسيم الذي اعتاد رؤيتها بهيبتها وبرودها، وجد الموقف مسلياً. تلك المرأة التي طالما بدت أنيقة لا تُمس، ها هي الآن مثل طفلة صغيرة. "هل يمكنكِ الالتفاف؟" سألها وسيم بعد أن مسح دموعها. أجابت متلعثمة: "ساعدني." انفجر وسيم ضاحكاً، قلبها كأنه يقلب بيضة في المقلاة، ثم وضع يده على كتفها كصديق قديم: "أتشعرين بضغطي؟" "كادت أصابعك تخترق كتفي." "آسف، أنا أقوى مما أبدو." حدق في وجهها المحمر، "سأغادر حالما تتحسنين." "تبني لنفسك صورة الرجل النبيل." قالت بصوت أجش، "لو كنت حقاً لا تريد إزعاجي، ما كنتَ اختارتني مرافقةً وأنت تعلم أن جاسم سيأتي." يا لها من ذكيَّة."بالضبط." أغمض وسيم عينيه مبتسماً، "أردت إثارة غضبه." كان يعلم أن جاسم سيأتي.فقد صرخ حمود في المجموعة أن "الأخ جاسم فقد صوابه وسيحجز طائرة خاصة إلى دبي". كانت خطته محكمة: 1- جمال نورا سيضفي عليه هيبة. 2- يختبر مدى تعلق جاسم بها. "أنتِ ذكية جداً." "شكراً." كانت عيناها لا تزالان رطبتين، "هذا صحيح." "هل أمدح صدقكِ أم غروركِ؟" تنهد وسيم: "آسف لاستخدامكِ كأداة." "إذن ادفع لي." كانت

  • إغواء العقاب   الفصل96

    عندما التفت جاسم مجدداً نحو نورا، وجدها ترتجف وهي تتجه نحو وسيم، تمد ذراعها المرتعشة: "أعطني... كأساً."قال وسيم بقلق: "هل تستطيعين الشرب؟""يجب أن أشرب لأهدأ." عيناها محمرتان وهي تهز رأسها، "لا أريد أن أكون هكذا، أشعر بالخجل هذا ليس أنا الحقيقية..."تنهد وسيم وأعطاها كأس الشمبانيا، وقال مازحاً: "هل تريدين قصبة لشربه؟""أنت وغد." ارتعش صوتها، فهي تعاني من فرط التنفس عند التوتر. من لا يفهم حالتها قد يظن الأمر مضحكاً، لكن فقط من يعانون يعرفون مدى الألم.راقب جاسم المشهد بعينين معقدتين، حاجباه معقودان.شربت نورا الشمبانيا دفعة واحدة، ثم طلبت كأساً آخر، وأخذت حتى كأس وسيم.كانت الكحول تخدر أعصابها المتوترة.وسيم الذي أراد يوماً رؤيتها خارج السيطرة، ها هو يحقق أمنيته.لكن الثمن كان رؤيتها تتألم بسبب جاسم.قال وسيم بمكر: "لابد أن القهوة الصباحية على معدة فارغة سببت هذا، انظري كيف ترتعش يديكِ، حساسية من الكافيين."قهوة الصباح تتسبب بهذا في المساء؟ لكن من الواضح أنه كان يحاول صرف انتباهها لمساعدتها على تخطي النوبة.كانت بالكاد تمسك الكأس الرقيق بيديها المرتعشتين، وقالت: "أريد العودة للحفل.""

  • إغواء العقاب   الفصل95

    كيف لم يُعاملها كحبيبته؟ أراد جاسم أن يجيبها، لكن الكلمات علقت في حلقه. طوال تلك السنوات، هل عاملها حقاً كحبيبة؟ أم أنها كانت مجرد دمية متعة له؟ كانت نورا مجرد وجهها الأبيض الناعم، ساقيها الطويلتين، خصرها النحيل، ومتعة في سريره... كانت هذه الأفكار الدنيئة قد خطرت له من قبل، بينما كانت عيناها تنظران إليه بحب. "زواجي من حازم خطأ؟ أن أكون سيدة حازم أفضل ألف مرة من أن أكون لعبتك." "تجرؤين على مقارنتي به؟" قال جاسم بفظاظة: "هل الحياة مع ذلك الفاشل ممتعة لهذا الحد؟ هو لا يستطيع حتى إسعادك في السرير، أما أنتِ فتتمسكين به ككلبة جائعة، فقط لأجل المال." وقفت نورا تحدق فيه بعينين واسعتين، ثم تراجعت خطوة للوراء، كأن قلبها تجمد فجأة. "لا تطمعي في أكثر مما تستحقين." كان صوته قارساً، "أستطيع أن ألعب بكِ حتى الموت. لا تظني أنكِ صرتِ جزءًا من عالمنا فجأة، وتستطيعين التلاعب بالرجال كيفما تشائين." "هل لديكِ حتى مقعد على الطاولة؟" اخترقت كلماته روحها. كل هذا الكفاح، كل هذا التسلق، لم يكن في عينيه سوى نكتة. "ليست لديك سوى هذه الحياة لتجازفي بها، ولا تكفي إلا لمرة واحدة، أتظنين أن

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status