Mag-log inفي تلك اللحظة، كانت تقف في إحدى غرف الطابق الثاني، ومن هناك تستطيع أن ترى بوضوح ما يجري خارج أسوار القصر.خارج القصر.تحت ضوء المصباح، كان هناك ظل طويل، يمتد أكثر فأكثر مع وهج الضوء، وعلى الرغم من المسافة، استطاعت فادية أن تتعرف عليه فورا… إنه مالك.ما الذي جاء به إلى هنا؟هل يعني هذا أنه لم يغادر منذ الليلة الماضية، وبقي في الخارج طوال الوقت؟حين أدركت ذلك، شعرت فادية وكأن قلبها قد اصطدم بشيء بقوة، إحساس غريب لا يمكن وصفه بدأ يتسرب إلى أعماقها.وفي غمرة شرودها، هبت نسمة باردة جعلتها ترتجف بلا وعي.وبينما هي كذلك، بدا أن الظل تحت المصباح خارج الأسوار قد انكمش هو الآخر، يضم ذراعيه إلى صدره ليتقي البرد.عقدت فادية حاجبيها.فالريح لم تهدأ، بل ازدادت شدة، تهز أوراق الأشجار بصوت مسموع.وبلمح البصر، أغلقت النافذة ونزلت على عجل.لم يكن في ذهنها سوى ذاك الظل تحت المصباح، وكانت وجهتها خارج قصر عائلة الهاشمي، لكن ما إن خطت إلى أسفل الدرج حتى استوقفها صوت من خلفها."هل تنوين أن تلتقيه؟" جاء الصوت من خلفها.التفتت فادية، فرأت صاحبة الصوت تنهض من على الأريكة وتتقدم نحوها.إنها لم تكن سوى جنى.كان ض
"من قلت؟" صاحت تالة بانفعال وتقدمت تمسك بذراع المساعدة الصغيرة.المساعدة ارتبكت فجأة.من؟الشخص الذي ذكرته قبل قليل، لم يكن سوى واحد فقط..."الـ... الراسني الثالث؟" أهو هو؟وما إن قالت ذلك، حتى رأت بوضوح عيني تالة تلمعان بفرح."الراسني الثالث، الراسني الثالث..." تالة تخلت فورا عن انزعاجها السابق، ثم خطر ببالها شيء فجأة، "رائع! أليست هذه فرصة جاهزة أمامي؟"فهي تستطيع استغلال هذه الفرصة، لتجعل المسؤول الجديد عن المشروع يتولى الأمر.يكفي أن تلتقي بالراسني الثالث... لا، يكفي أن يراها الراسني الثالث، وستكون واثقة تماما أنه سيخضع لها.كانت تالة عازمة على الفوز.ثم أمرت مساعدتها:"استخدمي حسابي على وسائل التواصل وانشري بيانا، قولي فيه إنني أركز فقط على العمل نفسه، ولا علاقة لي بتلك الشائعات، وأخبري الجميع أنني أرى أن البطلة الأولى أنسب لهذا الدور، لذلك قررت الانسحاب من الفيلم وتسليم الدور للممثلة السابقة.""تنسحبين؟" المساعدة لم تستطع إخفاء دهشتها، "لكن هذا العمل بذلت فيه جهدا كبيرا..."بل إنها لم تتردد في تشويه سمعة البطلة السابقة...لكن المساعدة لم تجرؤ على إكمال كلامها.أما تالة فلم تعرها
أجابت تالة بإيجاز، دون أن تجرح ثقتها بنفسها.كانت تالة قد سمعت الكثير من الشائعات عن مالك.يقال إنه بارد مع الجميع.لكن لا بأس، فهي عازمة على أن تجعله يلين أمامها.شعرت في داخلها برغبة في التحدي والفوز، فلم تنتظر أن تبادر ندى بالحديث، بل قالت بلهجة حازمة: "عمتي، شهر واحد... لا، نصف شهر فقط، أحتاج نصف شهر وسأجعل الراسني الثالث لا يستغني عني أبدا!"ثقتها الكبيرة وقعت تماما في ما كانت ندى النجدي تتمنى."جيد، جيد يا توتو، أنت قادرة بالتأكيد. سأنتظر أخبارك السارة." ازدادت ندى حماسا وتوقعا.تبادلت الاثنتان بعض الكلمات الودية قبل أن تنهيا المكالمة.وخلال ذلك كله، كانت المساعدة الصغيرة تقف متوترة للغاية، تفكر في الأخبار المشتعلة على الإنترنت، حتى إنها لم تسمع نداء تالة.وعندما استوعبت الموقف، رفعت نظرها برعب نحو تالة التي كان وجهها ملبدا بالغيوم."فيما تفكرين؟" سألتها تالة بحدة، ثم رمت هاتفها نحوها.المساعدة أمسكت الهاتف بصعوبة، غير آبهة أنه كاد يصيب جبينها.فلا أحد يعرف أن تالة، التي تبدو دائما مهذبة وودودة أمام الناس، هي في الخفاء امرأة حادة الطبع وسريعة الغضب.في تلك اللحظة، كانت عاصفة الري
تالة النجدي، هي فعلا الابنة الكبرى لعائلة النجدي.كلمات ندى هدأت من انفعال جاد.قال بحزم: "معك حق، زواج عائلة النجدي من عائلة الراسني لا بد أن يتم. مالك، سواء رضي أم لم يرض، زوجته الوحيدة لا يمكن أن تكون إلا تالة."تجمع ندى بقايا الأشياء عن الأرض، لم تعر كلامه اهتماما كبيرا."لا يريد؟ لا تستهن بتوتو، فبجاذبيتها، قلة من الرجال يمكن أن يرفضوا الزواج منها." كانت راضية تماما عن ابنة أخيها.ولولا أن تالة سافرت إلى الخارج منذ وقت مبكر، ولم تلتق كثيرا بمالك،لكان ربما أصبح مالك واحدا من معجبيها منذ زمن."دعنا نراهن، بما أنهما الآن في عاصمة الدولة، فأنا أؤكد لك أنه خلال شهر واحد فقط، ستنجح توتو في كسب قلب مالك!" ندى قائلة بثقة.هذا الكلام جعل جاد يتشوق أكثر: "جيد، فلنراهن على شهر، وبعد شهر..."إن تمكنت تالة فعلا من كسب مالك، فخطته ستسير كما يريد.تبادل الزوجان نظرات مليئة بالرضا والاتفاق.تخلص جاد من انزعاجه السابق، وندى لم تبق ساكنة،فهي أيضا لديها دوافعها. لم تكن رغبتها في إتمام زواج عائلة النجدي من عائلة الراسني فقط من أجل طموح جاد، بل لأسباب أخرى أيضا.أمسكت ندى بهاتفها واتصلت بتالة.في قص
أمام براء، لم يرد أن يعترف بأن هذه الكارثة من صنعه.لكن مجرد لحظة تردده كانت كافية لتثير شكوك براء، "إذن كنت أنت! تكلم بسرعة، من هو الذي أغضبته؟"لزم الصحفي الصمت.ازداد براء يقينا، فصرخ: "إن لم ترد أن تهلك، فقل لي فورا من الذي ورطت نفسك معه!"الصحفي بالطبع لم يكن يريد الموت.وبعد لحظة تفكير، تمتم متلعثما: "إنه… الراسني الثالث…"ارتجف قلب براء، وشعر وكأن قواه قد سحبت كلها دفعة واحدة، فانهار جالسا على الأريكة."ماذا… ماذا قلت؟ من؟" تمتم براء متمنيا أن يكون قد سمع خطأ."الراسني… الثالث…"الراسني الثالث…لو كان الأمر مع أي شخص آخر، لكان رفع راية مجموعة الراسني أو استعان بالسيد الثاني، وبذلك يمكنه تسوية أي نزاع.لكن أن يكون الخصم هو الراسني الثالث، الحاكم الفعلي لمجموعة الراسني، فالعواقب لا يمكن تصورها…شعر براء باليأس، وزأر عبر الهاتف: "ما الذي فعلته بحق السماء؟!"فكر أنه لو لم يكن الأمر كبيرا، لطلب تدخل السيد الثاني.وبينما كانت تفكر بذلك، سمعت من الطرف الآخر في الهاتف صوتا منهكا يقول: "لقد… ضربت الراسني الثالث.""ماذا؟!"قفز براء واقفا من شدة الصدمة.ضرب الراسني الثالث؟!"أأنت مجنون؟! م
أجرى رائد اتصالا مع ماهر.بدا ماهر مترددا وقال: "الريادة للإعلام تقف خلفها جماعة الفرع الثاني، أخشى أن الأمر معقد..."لكن رائد لم يعر أي اهتمام لمن يقف وراءها، سواء كانوا شياطين أو وحوش.فالفرع الثاني كان دوما عدو السيد، والآن وهو في مدينة الياقوت، لم يتوقف رجال الفرع الثاني عن محاولات اغتياله. فحتى لو تم تدمير الريادة للإعلام، فما المشكلة؟وفوق ذلك…"ضرب صحفيهم المتطفل السيد، قل لي، هل يستحقون البقاء؟" قال رائد بهدوء.صدم ماهر، ولم يستطع أن ينطق بكلمة.السيد... ضرب من قبل صحفي متطفل؟هل يعقل أن صحفيا متطفلا يتمكن من لمس السيد؟لابد أن هناك سببا وراء ذلك!وقبل أن يسأل، جاء صوت رائد من جديد."هه، كاد أن يؤذي السيدة. فقل لي، هل يجب أن نتركهم؟" لقد عاش رائد طويلا بجوار السيد الثالث، فصار يحمل نفس البرودة القاتلة التي تجعل المرء يقشعر من الغضب الكامن في أعماقه.توقف ماهر قليلا بدهشة: "الآن فهمت."الأمر منطقي، ذلك الصحفي المتطفل كان يستهدف السيدة، لكن السيد تدخل لينقذها...حتى وإن لم يلتق ماهر بالسيدة من قبل، إلا أنه يعرف جيدا من طريقة تعامل السيد معها أنها أغلى عنده من نفسه.فتمتم ماهر: "ه






