Share

الفصل 4 لم أعد كنة عائلة العلي

Author: أميرة الثلوج البيضاء
جرّدته لارا من قميصه، وأخذت تقبل جسده بينما احمرّت أذنيها من الحب واللهفة.

قالت بصوتٍ مبحوحٍ بدون أن تتوقف عما تفعل: "ألم تسألني يا سيد حازم كيف أصبحت كنة عائلة العلي؟ ها أنا كنت على وشك نسيان مهمتي الأولى، وهي أن أنجب لك أطفالًا...أنا أقوم بعملي فحسب"

"كيف تجرؤين؟"

برزت عضلات بطنه بوضوحٍ مع اشتعال غضبه.

"رششت بعض المنشطات في الغرفة، تحمّل قليلًا ولن يطول الأمر. لا أريد سوى... سوى أن أنجب طفلًا..."

ازدادت جرأتها وتجاوزها لكل الحدود، وتخلّت تمامًا عن الصورة اللطيفة المطيعة التي كانت تظهرها أمامه فيما مضى.

تثاقلت أنفاس حازم كرد فعلٍ غريزي تجاه إغرائها له.

وقمع بالقوة جميع ردود الفعل التي أثارها الدواء به، وأمسك أصابعها الطائشة بقوةٍ صارخًا: "كم تثيرين اشمئزازي يا لارا!"

أطفئت كلماته لهيب الشوق المتأجج بعينيها.

ورفعت عينيها الدامعتين متشبثةً بآخر خيط مشاعر بداخلها، وقالت: "هل قيامك بهذا الأمر معي يثير اشمئزازك لتلك الدرجة؟"

"نعم!"

كان حازم يحدِّق بها، ومجرد قوله تلك الكلمة بلا تردد جعلت قلبها يعتصر من الألم.

وفي اللحظة التالية، دفعها بعيدًا عنه في اشمئزاز.

لم يهتم حازم حتى بقول أي شيءٍ لها، بل التقط ملابسه من على الأرض وارتداها دون تأخير.

حتى أنه ترك أزرار القميص مفتوحة، وابتعد عنها مباشرةً.

وما إن أُغلق الباب بقوة، حتى خيم الصمت على الغرفة بأكملها.

تهاوت لارا على الأرض، وأظافرها منغرسة براحة يدها، بينما امتلأت عينيها بمزيجٍ من البرودة والتهكم.

وفي تلك اللحظة، كان عليها أن تفقد الأمل.

في صباح اليوم التالي، نزلت لارا من الطابق العلوي وهي تجرّ أمتعتها، وكان الخدم حينها يجهزون الطعام على المائدة، أما الجدة حكمت، فكانت تذهب للصلاة في ذلك الوقت، ولذا لم تكن موجودة بطبيعة الحال.

"يارا! نجوت للتو من الموت، إلى أين تأخذين تلك الحقيبة؟ هل ستذهبين في رحلة؟" كانت رنا العلي من قالت هذا، وهي أخت حازم الصغرى التي تدرس الآن في السنة الثانية بجامعة مدينة الساحل.

لطالما لم تحب لارا، لذا قالت بتهكم: "إذا كنت ستخرجين، أسرعي بتمشيط شعري أولًا، ثم اصطحبيني للجامعة"

كانت لارا ذات مهارة عالية، وكانت ضفائرها تحظى بإعجاب زملاء رنا في الجامعة.

لكن لارا تجاهلتها تمامًا اليوم، وسحبت حقيبتها مباشرةً إلى الطابق الأول حيث قابلت حماتها السيدة ثريا التي كانت قد أكملت زينتها بالفعل وبدت كسيدة نبيلة.

كانت السيدة ثريا الزوجة الثانية للرئيس مراد العلي، وهي الأم البيولوجية لكلًّا من حازم ورنا.

ولم يرقها وضع عائلة لارا الاجتماعي، لذا لطالما عاملتها بوقاحة. قالت للارا: "لم تحملين حقيبتك في الصباح الباكر؟ أسرعي وساعدي الخادمة فتحية في تنظيف غرفة النوم، فسيصل ضيوف جدد إلى المنزل عمّا قريب"

اتّسعت عينا يارا، وانتابها شعورٌ بشيءٍ سيءٍ على وشك الحدوث، حينها سمعت رنا تسأل بفضول: "ضيوف جدد؟ من هم؟"

"ومن سواها؟ إنها ميار"

"ماذا؟ هل عادت ميار من خارج البلاد؟"

"ليس هذا فقط، بل إنها حامل بطفل أخيك! لمنزلنا طالعٌ سعيد، لذا قررت البقاء هنا للراحة بدلًا من العودة لعائلة الهاشمي"

أثناء حديثها، كانت ثريا تتوجه بنظرها تجاه لارا، وذلك لأنها اعتقدت أن ميار هي الزوجة المثالية لابنها، ولولا تلك الحادثة، لكانت هي من تزوجته.

رفعت ذقنها بتكبرٍ، وقالت للارا: "لم ما زلت هنا؟ اذهبي وافعلي ما طلبته منك!"

لو كان الأمر كما مضى، لامتدحتها لارا بحذرٍ شديد.

لكن اليوم بعد سماعها لتلك الكلمات، لم يعد بعينيها ما كان فيهما من تملقٍ في الماضي.

وبرغم ذلك الألم الذي كان يعتصر قلبها، إلا أنها حاولت التظاهر بالهدوء، وقالت: "من الآن فصاعدًا، لن يكون بيني وبين حازم أي علاقة، فلتطلبي تلك الأمور التافهة من شخصٍ آخر"

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 100 فلنمهلها وقتها لتتعرف علي جيدًا

    كان الجد وائل الفقي جالسًا في غرفة المعيشة مع أبنائه الثلاثة ينتظرون منذ وقت طويل.وجميعهم قد قرأوا ذلك الخبر، ففي البداية شعروا بالارتياح لأن لؤلؤة العائلة بخير، لكن ما إن فكروا مجددًا، حتى شعروا أن هناك أمرًا غير صحيح، فكيف أصبح الاثنان حديث الإنترنت كثنائي؟كان رائد نادمًا أشد الندم، فما كان يجب عليه أن يسافر على رحلة مختلفة عن لارا لرؤية أصدقائه، ويترك شقيقته وحدها في مطار مدينة البرج.أما العم شاكر، فحين رأى ابنه وزوجته يخرجان لتلطيف الأجواء، شعر وكأنه أُنقِذ للتو."فؤاد، قم بتحية جدك وائل بسرعة!"تقدّم فؤاد، وانحنى بأدب قائلًا: "مرحبًا يا جدي وائل.""أهلًا."كان الجد وائل يرتدي زيًّا تقليديًا بلون أزرق، ورغم أن شعره شاب، إلا أن روحه كانت نابضة بالحياة.تبادل ليث وفؤاد نظرة سريعة كتحية، فهما بالأصل زميلا دراسة تجمعهما علاقة طيبة.أما قاسم، فكان يحدق في فؤاد بعين محلل بيانات، ويفكر في أنه عليه اختراق حاسوبه لاحقًا ليتحقق من شخصيته.وقف رائد عاقدًا ذراعيه بعدائية، فكان يشعر وكأن أحدهم يريد انتزاع صغيرته لارا منه، وإن أراد ذلك فعليه تجاوزه أولًا.قال رائد بهدوء: "لارا الصغ

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 99 لقد وصلت

    في حادثة الطائرة الأولى، كانت لارا قد أدركت حقيقة حازم، واكتشفت كذلك حقيقة زواجهما، واستيقظت من ذاك الحلم الذي ظنت فيه أن عطائها سيكافأ بالحب.ولكن ماذا عن هذه الحادثة؟وبعد كل هذا الدوران والتقلب؟ما زالت وحيدة لا رفيق لها.أخفضت لارا عينيها للنظر إلى شاشة هاتفها المهشم، وقد غمرها شعور بخيبة الأمل، واغرورقت عينيها بالدموع.في تلك اللحظة، كانت الرياح العاتية تهب في الخارج، فهبط طائرة مروحية ببطء، ثم ترجل منها رجل طويل القامة يرتدي بدلة رسمية وربطة عنق، وله هيبة طاغية. كان وجهه حاد القسمات، وما إن وقعت عيناه الحادتان على الجموع حتى بدا وكأنه قد تعرّف على من جاء من أجلها، فاتخذ طريقه نحوها بخطى واسعة.كان الضجيج الذي أحدثته المروحية قد جذب أنظار جميع من تم إنقاذهم، فراحوا يرمقونه بفضول، فمن هي تلك المحظوظة التي جاء هذا الرجل لأجلها؟"إنه وسيم جدًا، من هي تلك الأميرة المصابة التي جاء ليأخذها؟"لم تكن لارا في مزاج يسمح لها بالنظر لما يتحدثون عنه، لكنها حين سمعت هذه الجملة، انهمرت الدموع من عينيها ولم تستطع كبحها.كل شخص بالعالم لديه من يأتي لأجله، أما هي، فليس لها أحد.وأصبح ا

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 98 وقوع حادث طائرة مرةً أخرى

    قال رائد بهدوء لجون عبر الهاتف: "ليحافظوا على مستواهم، ولن تقل المكافآت عن ذلك."ثم أنهى الاتصال."متى استثمرت في فريق ألعاب إلكترونية، يا رائد؟" سألت بفضول وهي ترتشف من مشروبها."حينما كنتُ لاعبًا فاشلًا، كنت دائمًا أُهزم ويشكو زملائي مني، فغضبت ودفعت مائتي مليون لتأسيس فريق، وأثبت لنفسي أن المال يصنع النجوم!"ثم مال على كرسي الألعاب ضاحكًا: "من الآن فصاعدًا، الفريق كله بين يديكِ، أقدّمه لك كهدية!"غمزت لارا قائلةً: "شكرًا جزيلًا."رنّ هاتفها وكان المتصل رقم غريب، فرفضت المكالمة دون تردد، إلا أن الرقم نفسه اتصل مجددًا."مرحبًا.""لارا، الآن وقد عرفتِ مدى قوتي، فلتعيدي خاتم اليشم لي، واعتذري لميار الهاشمي." قال شناوي بغطرسة، أضاف: "ما شعورك والجميع يسبونك على الإنترنت؟"رفعت لارا حاجبيها بسخرية، وقالت بلا مبالاة: "هل هذا أقصى ما يمكنك فعله؟"وأكملت ببطء: "ظننتُك عملاقًا تجاريًا بفضل سنوات خبرتك في مجال الأعمال، لكن حيلك كلها مجرد حيل رخيصة.""أنت مجرد بلطجي ببدلة رسمية لا يعرف سوى الغش، التهديد، ونشر الشائعات… فأي شرف بقي لك لتتفاخر به؟"زمجر شناوي بغضبٍ قائلًا: "قد لا ت

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 97 سأقتل التنين الكبير

    أجرى رائد مكالمة دولية."أيقظوا الجميع فورًا، كل الفريق يجب أن يتصل بالإنترنت الآن من أجل أختي الصغيرة."ثم قدّم للارا مشروبًا أعدّه خبير مختص، وقال: "انتظري لبضع دقائق، وسينضمون للّعبة."كانت لارا متكئة تضُمّ ساقيها على كرسي الألعاب، فأومأت برأسها بتكاسل.كان الوقت فجرًا بالفعل في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية في ألمانيا.استيقظ جون رئيس نادي EDF للرياضات الإلكترونية فور تلقيه الاتصال، وركض إلى غرف اللاعبين مرتديًا خفه المنزلي وأخذ يقرع الأبواب بجنون.وبعد ثلاث دقائق، خرج أعضاء الفريق واحدًا تلو الآخر يتثاءبون وهم ملفوفون بالبطانيات."جون، إنها الرابعة صباحًا! لسنا معتادين على تدريبات في هذا الوقت!"وكانت عينا جون محمرتان من السهر كذلك، لكنه أجبر نفسه على التماسك."استمعوا جيدًا! لقد تلقينا الآن اتصالًا من رئيسنا الذي خلف الكواليس!"استعاد الجميع نشاطهم فور أن سمعوا ذلك.وكان الرئيس الغامض الذي لم يره أحد قط معروف بكونه ثري قليل الكلام، لكنه سخي، وكان يمنح الفريق كل ربع سنة مكافأة قدرها 30 مليون، وفي حالة الفوز ببطولات كبيرة، ترتفع القيمة.مؤخرًا، فاز فريق EDF بلقب بطولة ا

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 96 لماذا ازداد اهتمامه بها؟

    ابتسمت لارا بهدوء، وقالت: "نعم، أنا من يهاجمه الجميع."كان حسام أول من نفدَ صبره، فصرخ: "كيف يجرؤون على قول ذلك عنك؟ سأذهب وأردّ عليهم!""وأنا أيضًا!""وكذلك أنا!""لا حاجة لذلك، فالبريء سيظل بريئًا مهما قالوا." ابتسمت لارا حين رأت دفاعهم عنها، وقالت: "لا يهم ما دام من يهمني أمرهم لا يرونني بتلك الطريقة."ثم سألتهم عن احتياجاتهم الدراسية بعد القبول، وطمأنتهم بأنها قد أودعت المال في حساباتهم لتغطية نفقاتهم، طالبةً منهم ألا يرهقوا أنفسهم بالقلق.كما أوصتهم بألا يكشفوا عن هويتها كالقطة المرقطة، ثم رتّبت لهم مرافقة أمنية لمغادرة المبنى عبر المرآب.ما إن غادر الأطفال، حتى رنّ هاتفها، وكان المتصل مروان السالمي.كان يكثر من السفر في الآونة الأخيرة بناءً على تعليماتها، وكان راضيًا تمامًا بذلك بدافع تأنيب الضمير.في المكالمة، بدأ أولًا بشتم الإعلام الظالم، ثم طمأن لارا بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأعرب عن رغبته في العودة إلى الوطن.ضحكت "لارا" بخفة، ثم وافقته على عودته.فليعد بعد إنهاء عمله في أمريكا ليحضر عيد ميلاد جدّهم بعد أيام.أنهى مروان المكالمة بسعادة غامرة.دخل "ليث" الغ

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 95 أختنا القطة المرقطة

    "أختي القطة المرقطة، هل يمكننا أن نلتقي عند بوابة جامعة الساحل؟"عندها فقط تذكّرت لارا أن الوقت ليس مناسبًا لخروجها هذه الأيام."أين أنتم الآن؟ سأرسل من يصطحبكم."بعد ساعة.كان الصحفيون لا يزالون متجمهرين أسفل مبنى الإمبراطور، وقد ترددوا في المغادرة، فكانوا بانتظار ظهور لارا لالتقاط مجموعة صور جديدة.في تلك اللحظة، توقفت سيارة فاخرة، ونزل منها ثلاثة أطفال بملامح نقية وعيون مشرقة.سرعان ما تعرف أحد الصحفيين على الفتاة التي تتقدمهم، وهي جوهرة، الحاصلة على المركز الأول في امتحانات الثانوية العامة لهذا العام في مدينة الساحة.أما الفتيان اللذان كانا خلفها، فهما عمر صاحب أعلى درجة في المواد العلمية، وحسام الفائز بجائزة التأليف الإبداعي.كان لدى الثلاثة ندوب خفيفة أعلى شفاههم، وهي آثار جراحة أُجريت لهم لعلاج الشفة الأرنبية.ونظرًا لأن يونيو هو وقت إعلان نتائج القبول الجامعي، فقد أصبح هذا الموضوع محط اهتمام كبير على الإنترنت، ولا يقل أهمية عن أخبار المشاهير وفضائحهم.تقدّم الصحفيون نحوهم بالمذياع والكاميرات."بدايةً، نبارك لكم يا جوهرة وعمر وحسام على نجاحكم اللافت في الالتحاق بجام

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status