الفصل 0004

ساد الصمت لبرهة، ثم قال أمير الراشد بابتسامة غير مكتملة: "سيدة العتيبي، لا تظلمي البريء."

"بالفعل، نحن جميعا رجال أعمال محترمون!"

قال يوسف السفياني بجدية لنورا العلي.

"أما كونكم رجال أعمال محترمين، فهذا ليس لي أن أحكم، لكني أعتقد أن زياد العتيبي سيهتم بذلك."

قالت نورا العلي بهدوء: "أنا مجرد فتاة غنية لا تعرف شيئا، لكن زياد العتيبي ليس كذلك. إذا أخبرته بما قلته، لا أعرف إن كان سيهتم."

"يا لهذه المرأة الماكرة!"

لم يتمالك يوسف السفياني أعصابه.

نظرت نورا العلي إلى أمير الراشد بجدية: "لن أطيل الحديث، أقرضني ثمانمائة مليون، وسأردها لك مع الفوائد بعد ثلاث سنوات."

اتسعت عينا يوسف السفياني: "هل تمزحين؟ ثمانمائة مليون، هل تعرفين كم ستكون الفائدة بعد ثلاث سنوات؟ إذا لم تستطيعي السداد، سنخسر ثمانمائة مليون. أنت زوجة زياد العتيبي، من يستطيع فعل شيء بحقك؟"

"أعرف كم الفائدة، يمكنني توقيع عقد معكم. إذا لم أستطع السداد، سأعطيكم المنزل والأسهم التي أملكها في عائلة العلي، وسأعمل لكم طوال حياتي دون تذمر."

ترددت نورا العلي قليلا: "على أي حال، زواجي من زياد العتيبي لن يدوم ثلاث سنوات. حتى لو بقيت زوجته، لن يحميني."

عند سماع ذلك، رفع أمير الراشد عينيه ونظر إلى نورا العلي لبعض الوقت.

انتبه يوسف السفياني فجأة.

بدا وكأنه شم رائحة الإشاعات.

لكنه استعاد تركيزه سريعا: "لا، هذا غير مقبول! أنا أعترض بشدة!"

قبل أن ينتهي كلامه، سمع صوتا هادئا: "حسنا، سأقرضك."

"ماذا؟!" قفز يوسف السفياني من على الكرسي: "أنت أيضا أصبت بالجنون!"

"سأطلب من قسم المالية تحويل المبلغ، وسنعد العقد لاحقا."

"أمير الراشد! يا لك من متهور!"

ثار غضب يوسف السفياني.

"شكرا لك سيد أمير."

وقفت نورا العلي: "إذن سأنتظر رسالتك، أتمنى أن يكون تعاوننا ممتعا."

ابتسمت نورا العلي بمكر وغادرت مكتب الرئيس.

بعد مغادرتها، قال يوسف السفياني بغضب: "غادرت بسهولة، ثمانمائة مليون! هل فقدت عقلك؟ إنها زوجة زياد العتيبي، لماذا أقرضتها؟"

ابتسم أمير الراشد بخفة: "إنها جميلة."

"يا إلهي! لماذا تتعرف على الفتيات وأنا من يدفع؟"

وقف أمير الراشد ووضع بطاقة بنكية على صدر يوسف السفياني: "المرأة التي أعجب بها، سأكون أنا من يقدم المهر."

"ماذا؟ مهر؟ إنها زوجة زياد العتيبي، أي مهر هذا؟"

تجاهل أمير الراشد يوسف السفياني وخرج من المكتب.

"جميعكم مرضى بلا شك!"

هنا، بمجرد أن دخلت نورا العلي منزل العتيبي، رأت زياد العتيبي جالسا في غرفة المعيشة.

قطبت نورا العلي حاجبيها.

في حياتها السابقة، كان زياد العتيبي نادرا ما يدخل المنزل.

"متى أصبح مولعا بالمنزل؟"

ظنت نورا العلي أنه عاد للراحة فحسب، فاستدارت لتذهب إلى الطابق العلوي.

فجأة، قال زياد العتيبي بصوت بارد: "نورا العلي!"

توقفت نورا العلي.

"هل هناك شيء؟"

أزعجه برود نورا العلي في اليومين الماضيين، فقال بضجر: "ممثلو المزاد جاءوا للمطالبة بالمال."

"أنا أعرف."

تنهد زياد العتيبي: "إذا لم يكن لديك المال الكافي، يمكنك إخباري."

قالت نورا العلي ببرود: "لا داعي، لقد حلت الأمر."

"من أين حصلت على المال؟"

مليار ليس مبلغا صغيرا، وهو يعرف ممتلكات عائلة العلي القليلة التي يمكنها التصرف بها.

من المستحيل توفير هذا المبلغ الكبير بهذه السرعة.

"هذا شأني الخاص، لا داعي لأن تتدخل."

"نورا العلي، لا تنسي أنني زوجك."

ضحكت نورا العلي بسخرية.

زوج؟

كان زياد العتيبي دائما ما يعتبر هذا عارا، فمتى تذكر أنه زوجها؟

"استعجالك هذا ليس إلا خوفا من خسارة المليار وإلحاق الضرر بعائلة العتيبي."

صمت زياد العتيبي.

عندما رأت رد فعل زياد العتيبي، أدركت نورا العلي أنها أصابت.

قالت نورا العلي بهدوء: "اطمئن، لن ألحق الضرر بعائلة العتيبي. أعرف أن زواجنا تجاري، ومصيرنا مرتبط. الآن لا داعي لأن تزور المنزل ثلاث مرات يوميا."

بقي زياد العتيبي صامتا.

في السابق، كان يعتقد ذلك حقا، لذا بعد الزواج كان باردا جدا تجاه نورا العلي، ولم يلمسها أبدا.

لكن عندما سمع هذه الكلمات من نورا العلي، أدرك فجأة أنه كان قاسيا.

كان زياد العتيبي على وشك قول شيء، عندما وصلت رسالة تحويل أموال إلى هاتف نورا العلي.

لم تتوقع أن يكون أمير الراشد سريعا إلى هذا الحد.

في ساعة واحدة فقط، وصلت ثمانمائة مليون.

حلت المشكلة، وظهرت ابتسامة على وجه نورا العلي.

ضغط زياد العتيبي على شفتيه، وتذكر فجأة أن نورا العلي كانت تتبعه دائما بابتسامة كهذه، لكنه لم يكترث.

"هناك حفلة مسائية، تعالي معي."

"أنا؟"

قطبت نورا العلي حاجبيها وهي تستعد للصعود.

رد زياد العتيبي: "ألا تريدين؟"

"لماذا لا تصطحب ليان السعد إلى الحفل؟"

تساءلت نورا العلي.

تذكرت أنه في حياتها السابقة، كان زياد العتيبي دائما ما يصطحب ليان السعد إلى الحفلات.

إذا كانت تتذكر جيدا، فهذه المرة كانت حفلة دولية. في حياتها السابقة، كانت تتشاجر لتذهب، لكنه أخذ ليان السعد، مما مهد الطريق لعودتها بعد الدراسة.

"في مناسبة مهمة كهذه، كيف تذكر فجأة أن يأخذني؟"

"أنت سيدة العتيبي، من الطبيعي أن آخذك في مثل هذه المناسبات."

لم تصدق نورا العلي هذا الكلام، وظنت أن ليان السعد كانت مشغولة فجأة.

لا بأس، عليها أن تذهب إلى مثل هذه المناسبات أكثر، فبعد كل شيء إذا أرادت بدء مشروعها الخاص، عليها توسيع شبكة معارفها.

"حسنا، سأستعد."

عندما وافقت نورا العلي، تنفس زياد العتيبي الصعداء.

على الأقل، ما زالت نورا العلي مستعدة لتكون سيدة العتيبي اسميا.

ربما لم تخيب أمله تماما بعد.

في الوقت نفسه، كانت ليان السعد في غرفتها تفحص الفستان الذي أرسله زياد العتيبي عبر سكرتيره.

نظرت زميلتها إليها بحسد.

"ليان، حبيبك يعاملك بلطف، أهداك فستانا جميلا مرة أخرى."

احمر وجه ليان السعد خجلا.

"ليان، متى ستأخذينا لمقابلة حبيبك؟"

"نعم! حبيبك ثري ويأخذك دائما إلى الحفلات، نحن فضوليون للغاية!"]

هزت ليان السعد رأسها: "شركته مشغولة جدا، في المرة القادمة سأقدمكم إليه."

في هذه اللحظة، رن هاتف ليان السعد.

عندما رأت أن المتصل هو سكرتير زياد العتيبي، أجابت المكالمة بسعادة.

"السكرتير عمر، هل أرسلك رئيس العتيبي لاصطحابي؟ سأنزل الآن."

"آنسة ليان، يقول رئيس العتيبي إنه ليس عليك الحضور اليوم."