الفصل 0005

تجمدت ابتسامة ليان السعد على وجهها للحظة.

"ولماذا؟"

"رئيس العتيبي سيصحب زوجته الليلة، لذا آنستي ليان، حضورك غير مناسب."

أجبرت ليان السعد نفسها على الابتسام: "آه، سيصحب زوجته... هذا رائع، لم أكن أرغب في الذهاب أصلا."

"هذا جيد."

ليان السعد تمسك بالهاتف الذي انتهت المكالمة به، وعضت شفتيها.

تطلع رفاقها في الغرفة إلى بعضهم في حيرة.

"ليان، هل ألغى حبيبك موعدك؟"

"سمعت أن هذه الحفلة دولية، ألم تقولي أن حبيبك نظمها خصيصا ليأخذك للتعرف على رجال الأعمال الأجانب؟"

رؤية النظرات المشكوكة خلفها، ابتسمت ليان السعد بضعف: "لديه عميل مهم سيصحبه، لا أريد إزعاجه."

نظرت ليان السعد إلى الفستان الذي تحمله، وبدا عليها الحزن.

زياد العتيبي لم يكن معجبا بنورا العلي أبدا، فكيف فجأة...

شددت ليان السعد قبضتها على الفستان.

لقد انتظرت حفل الليلة بفارغ الصبر، ولا يمكنها التخلي عنه بهذه السهولة.

.

عند الغروب، أمر زياد العتيبي السكرتير عمر بإحضار فستان أسود فرنسي أنيق إلى نورا العلي.

انتظر زياد العتيبي في الطابق الأرضي، ورأى نورا العلي تنزل ببطء من الدرج.

رغم أنه رأى نورا العلي بفستان أحمر داكن من قبل، إلا أن رؤيتها بهذا الزي أثارت إعجابه.

لم يلاحظ من قبل أن نورا العلي بهذا الجمال.

"أنا مستعدة."

رفعت نورا العلي رأسها، وضغط زياد العتيبي شفتيه: "سأطلب من السكرتير إحضار السيارة."

لم تهتم نورا العلي كثيرا، وعندما فتحت الباب رأت السكرتير عمر ينتظر.

اندهش السكرتير عمر عندما رأى نورا العلي بفستان أنيق.

"السيدة العتيبي تبدو رائعة بهذا الفستان، أجمل من الآنسة ليان."

عندما ذكرت ليان السعد، ألقى زياد العتيبي نظرة حادة عليه.

أدرك السكرتير عمر خطأه، فأغلق فمه سريعا.

"لا بأس."

لم تهتم نورا العلي بالأمر، وصعدت إلى السيارة.

نظر زياد العتيبي إلى السكرتير عمر غاضبا: "لن تحصل على مكافأة هذا الشهر!"

شعر السكرتير عمر بالإحباط، لكنه لم يجرؤ على الكلام.

من يجعله يتحدث أكثر من اللازم؟

عند الوصول، ساعد زياد العتيبي نورا العلي على النزول.

ألقت الحشود نظرات إعجاب نحو الاثنين.

"من هذه المرأة التي ترافق رئيس العتيبي؟"

"يبدو أنها السيدة العتيبي."

"لم نر رئيس العتيبي وزوجته معا من قبل، إنهما رجل موهوب وامرأة جميلة."

......

قام زياد العتيبي بتشبيك يده بيد نورا العلي.

أرادت نورا العلي سحب يدها، لكنها اضطرت للتعاون بسبب الحضور.

نظرت نورا العلي حولها ورأت وجوها مألوفة.

يتمتع زياد العتيبي بمكانة مرموقة في عالم الأعمال، ويستطيع حضور حفلات دولية رفيعة المستوى. جميع المشاركين من رواد الأعمال، أو المحسنين، أو أقطاب العقارات في هذا القطاع.

في الماضي، تعلمت نورا العلي التمويل لإرضاء زياد، لكنها لم تستفد.

لفت صوت تحطم زجاج انتباه الجميع.

كسر بستاني عجوز مزهرية الورود، فانتهره المدير.

قال المدير بفظاظة: "من أين أتى هذا العجوز؟ أخرجوه!"

"انتظر لحظة."

تقدمت نورا العلي إلى الأمام والتقطت ورود الورد من على الأرض، لاحظت أن جميعها قد نزعت أشواكها بعناية، وأن نوعيتها نادرة جدا.

"السيدة العتيبي، هذا العجوز أتلف الزهور وأزعج الجميع، سأطرده."

"بما أنه كسرها عن غير قصد، فليحضر إناء جديدا."

قالت نورا العلي: "بما أن هذه الورود أحضرها الوجيه الراشد خصيصا، فمن العار تركها للجميع ليعجبوا بها. من الأفضل أن تطلب كل سيدة هنا أن تأخذ وردة وتمسكها بيديها، لتشعر بلطف الوجيه الراشد."

أومأ الجميع، وأشار المدير للبستاني بالرحيل.

همس زياد العتيبي: "لم أتوقع أنك ستثيرين الحماس."

ردت نورا العلي بلا مبالاة: "هذا لإرضاء الوجيه الراشد."

خرجت ليان السعد من التاكسي بفستان أسود.

شعرت بنظرات غريبة حالما نزلت.

ركزت ليان السعد على دخول النادي.

نظر حارس الأمن على الباب إلى ليان السعد من أعلى إلى أسفل، ثم ألقى نظرة على سيارة الأجرة التي غادرت للتو، وقال: "هل تمتلكين دعوة يا آنسة؟"

توقفت ليان السعد فجأة.

لم تعرف عن الدعوة.

في السابق، كانت تدخل مع زياد بحرية، هذه أول مرة توقفها الحارس.

"عذرا، لا يمكنك الدخول دون دعوة."

"أنا أبحث عن رئيس العتيبي، أنا مرافقته."

"رئيس العتيبي دخل مع زوجته، من أنت؟"

احمر وجه ليان السعد خجلا.

رأى السكرتير عمر الزهراني، الذي كان خارج النادي، ليان السعد، فتقدم على الفور قائلا: "اعذرونا، هذه موظفة في شركتنا."

أومأ الحارس وسمح لها بالدخول.

قال السكرتير عمر بجدية: "آنستي ليان، كيف أتيت؟"

قالت ليان: "أريد التعلم، رئيس العتيبي يقول إنني جبانة، سأسافر قريبا، أريد تجربة هذا بنفسي، هل يمكنك مساعدتي؟"

تردد السكرتير عمر.

"أريد أيضا العودة إلى الوطن في أقرب وقت ممكن بعد إكمال دراستي لأتمكن من مساعدة رئيس العتيبي. في المرة الأخيرة التي أنفقت فيها سيدة العتيبي مليار على تلك القطعة من الأرض، لا بد أنها خسرت الكثير من المال. أنا متأكد من أن سيدة العتيبي لا تفهم في الأمور المالية. لكن هذه المرة، العديد من قادة القطاع المالي موجودون هنا، وأخشى ألا تتمكن سيدة العتيبي من إدارة الأمور في وجود رئيس العتيبي."

تحدثت ليان السعد بصدق.

وافق السكرتير عمر في النهاية.

لم يكن نورا العلي خبيرا في الشؤون المالية، لذا كان ليان السعد دائما إلى جانب زياد العتيبي. كان يكن لليان السعد احتراما كبيرا. كانت ليان السعد موهوبة جدا في هذا المجال.

دخلت ليان السعد النادي بسعادة، ورأت زياد العتيبي يتحدث مع أجنبي.

رفعت ليان السعد تنورتها وركضت، لكنها اصطدمت بعجوز.

انسكب الماء من المزهرية على طرف فستان ليان السعد.

صرخت ليان السعد دون وعي، وعندما نظرت إلى أسفل ورأت حافة تنورتها المتسخة، تغيرت تعبيرها فجأة: "ما بك؟ ألا تنظر إلى الطريق؟"