الفصل 0007

من تعبيرات وجه زياد العتيبي، يبدو أنه كان يعلم مسبقا أن هذه الأرض ستباع بسعر مرتفع.

لكن زياد العتيبي تخلى عن شراء هذه الأرض، واختار أن يتركها لستيفن كبادرة لطيفة.

هذا بالفعل يشبه أسلوب زياد العتيبي.

قالت نورا العلي بجدية: "أنا حقا كنت فقط أقدم بعض المجاملات، لقد بالغت في التفكير."

عابسا، بدا زياد العتيبي كما لو كان يفحص مدى صدق كلمات نورا العلي.

لكن في الواقع، كيف يمكن لعقل نورا العلي أن يعرف قيمة تلك الأرض في السنوات القليلة المقبلة.

شعر زياد العتيبي أنه قد بالغ في التفكير.

"من الأفضل أن يكون الأمر كذلك."

لم يكترث زياد العتيبي كثيرا لنورا العلي، بل أخذ ليان السعد لتتعرف على الآخرين.

ألقت ليان السعد نظرة مليئة بالاعتذار على نورا العلي قبل مغادرتها.

على الرغم من أن هذه النظرة كانت مخفية جيدا، إلا أن نورا العلي استطاعت أن ترى ابتسامة النصر الخفية في عيني ليان السعد.

رفعت نورا العلي كأس الشمبانيا وشربته دفعة واحدة.

في عيون الآخرين الآن، لم تكن سوى امرأة فاشلة سلب منها زوجها.

زوجها لم يترك زوجته الحديثة العهد فقط ليرافق امرأة أخرى، بل أخذها أيضا للتعرف على شركائه التجاريين. هل هناك ما هو أكثر سخافة من هذا الموقف؟

نورا العلي تشعر بالإحباط، فقد كانت تخطط للاستفادة من هذه الفرصة للتعرف أكثر على كبار رجال الأعمال، ولكن بمجرد مغادرة زياد العتيبي، من الصعب عليها الاقتراب من هؤلاء الأشخاص.

كيف يمكنها الاقتراب من رجال الأعمال دون أن تبدو متعمدة؟

نظرت نورا العلي حولها، ووقعت عيناها على بيانو قريب.

ارتفعت زاوية فم نورا العلي قليلا بابتسامة خفيفة.

وجدت الحل!

سارت نورا العلي بخطوات أنيقة نحو البيانو، وتبادلت التحية باختصار مع عازف البيانو الأصلي قبل أن تجلس.

كونها ابنة عائلة العلي الثرية منذ الصغر، كان عليها تعلم الكثير من الأشياء، ولم تستفد منها في حياتها السابقة، ولم تكن تتوقع أن تصبح مفيدة الآن.

بعد فترة طويلة من عدم العزف على البيانو، شعرت نورا العلي ببعض الغربة في يديها، لكن العادات يصعب تغييرها.

سرعان ما بدأت مفاتيح البيانو تتحرك صعودا وهبوطا مع حركات نورا العلي، وانتشرت نغمات البيانو الرائعة في الحفلة، متناغمة تماما مع الأجواء الحالية، حيث انغمس الجميع في هذه المعزوفة المفاجئة.

توجه العديد من الأشخاص أيضا نحو هذا الاتجاه، وبعد انتهاء المقطوعة، انطلقت تصفيقات الحضور.

لاحظت ليان السعد أن زياد العتيبي توقف عن الحديث مع التاجر، وكانت عيناه تركزان على نورا العلي، فقالت عمدا: "الأخت نورا ماهرة جدا، حتى تعزف البيانو."

"بعد كل شيء، لقد حصلت على المستوى العاشر في البيانو."

قال زياد العتيبي ببرود.

من بين هؤلاء الأشخاص، ليس من النادر أن يكون هناك من يعزف البيانو، والمستوى العاشر في البيانو شائع جدا، يمكن القول أن جميع الحاضرين يفهمون الموسيقى، وحصولها على هذا القدر من التصفيق يدل على أن نورا العلي لديها إنجاز موسيقي عميق.

المستوى العاشر في البيانو كان بسيطا جدا على لسان زياد العتيبي.

أدركت ليان السعد الفجوة بينها وبين نورا العلي.

كانت تعتقد في الأصل أن نورا العلي محظوظة فحسب، جميلة المظهر ولكن بلا أي ميزة.

ولكن الآن يبدو أنها كانت مخطئة!

وكان خطؤها فادحا!

بعد أن أنهت نورا العلي عزف مقطوعتها، جاءت العديد من سيدات المجتمع الراقي للتحدث معها.

على الرغم من أنه لا يمكن الاتصال مباشرة بكبار رجال الأعمال، إلا أن التواصل مع زوجاتهم يجعل الوصول إليهم أسهل.

"لم أتوقع أن تكون الآنسة نورا ماهرة إلى هذا الحد، عزفت بشكل رائع."

كان يوسف السفياني منزويا في الزاوية متكئا على درابزين الممر.

"إنها جيدة بالفعل."

أعرب أمير الراشد عن موافقته.

"أأنت عديم الموهبة الموسيقية، هل تفهم الموسيقى؟"

"لا أفهم، لكني أحبها."

لم يكن يفهم شيئا عن الموسيقى، لكن البيانو كان مختلفا لأن نورا العلي هي التي كانت تعزف عليه.

في منتصف الطريق، ذهبت نورا العلي إلى الحمام، وعندما وصلت إلى الزاوية، سحبتها يد مباغتة إلى زاوية غير ملحوظة. حاولت نورا العلي أن تستنجد غريزيا، لكن الرجل الذي كان خلفها أغلق فمها بيده.

"لا تتحركي."

خفض الرجل صوته.

شعرت نورا العلي بصدر حارق على ظهرها، فعدلت أنفاسها ثم عضت بقوة في يد الرجل.

آه!

أخذ الرجل نفسا عميقا من الألم.

"كيف يمكنك أن تعضي بهذا القوة؟"

أطلق نورا العلي.

ابتعدت نورا العلي على الفور عن الرجل، وعندما رأت الشخص أمامها، حدقت فيه بذهول: "أمير الراشد؟"

"ومن تظنين أن يكون غيري؟"

"ما الذي تفعله بتسلل هكذا؟"

"تسللت خلسة، كنت أخشى أن يراني أحد."

"إلى أي مزحة تشير؟ الوجيه الراشد هو..."

عندما وصلت الكلمات إلى شفتيها، أغلقت نورا العلي فمها على الفور.

رفع أمير الراشد حاجبيه"من هو؟"

نظرت إلى تعبير وجه أمير الراشد، ثم حولت نورا العلي نظرها بعيدا وهي تشعر بالذنب.

في الحياة السابقة، بعد وفاة الوجيه الراشد، ترك كل ممتلكاته لأمير الراشد، ولم تعلم هي بهذا الأمر إلا لاحقا.

وحتى الآن، لا أحد يعرف أن أمير الراشد هو حفيد الوجيه الراشد.

"أقصد أن الوجيه الراشد شخص لطيف، وأنت على أي حال قائد بارز في الشركات الأجنبية، حتى لو تسللت إلى هنا، لن يجرؤ أحد على قول أي شيء."

"ربما، لكني أحب أن أكون حذرا."

قالت نورا العلي: "لا تخبرني أنك تسللت إلى هنا فقط لتقول لي هذه الكلمات."

هي لا تعتقد أن أمير الراشد سيكون مملا إلى هذا الحد.

"هذا لك."

سلم أمير الراشد العقد إلى نورا العلي.

نظرت نورا العلي إلى الأسفل فرأت عقدا بقيمة ثمانمائة مليون قرض.

"كل هذا من أجله؟"

أومأ أمير الراشد برأسه.

"ممل."

وقعت نورا العلي العقد مباشرة وألقته إلى أمير الراشد.

تسلل خصيصا في منتصف الليل فقط ليوقع لها العقد، وعلى باب حمام النساء!

"بصفتي دائنك، هل لي أن أسألك سؤالا؟"

"اسأل."

"لماذا تشتري تلك الأرض بمليار؟"

كان صوت أمير الراشد منخفضا، دائما ما يحمل نفحة من الإغراء، مما يجعل الناس مضطرين للإجابة على سؤاله.

ضغطت نورا العلي شفتيها.

"لا يمكنني إخبارك الآن."

"وإذا كنت أصر على السماع؟"

يمكنه أن يرى أن نورا العلي اشترت هذه الأرض لديها خطط أخرى.

لكنه لا يستطيع أن يرى ما الذي يجعل هذه الأرض تستحق مليار.

هذه صفقة خاسرة بوضوح، لكن في عيون نورا العلي، تعتقد أن قيمة هذه الأرض في المستقبل ستتجاوز أكثر بكثير من مليار.

"إذا قلت لك أن هذه الأرض ستحقق قيمة كبيرة بعد نصف عام، هل تصدق؟"

"لا أصدق."

على الأقل حتى الآن لا يرى أي بوادر.

"ماذا لو أخبرتك أن المشاريع العقارية الفاخرة حول تلك الأرض القاحلة على وشك الإطلاق؟"

"أي مشاريع عقارية فاخرة؟"

عبس أمير الراشد.

"كيف لم يسمع عن هذا من قبل؟"

"ستعرف قريبا."

ابتسمت نورا العلي ثم تجاوزت أمير الراشد ودخلت الحمام.

ذهب أمير الراشد إلى القاعة وهو عابس، فسأله يوسف السفياني: "هل انتهيت من التوقيع؟"

"نعم."

"لماذا تبدو قلقا؟"

"هل هناك مشاريع سكنية فاخرة حول الأرض القاحلة التي اشترتها نورا العلي؟"

"لا."

"اذهب وتحقق من هو ملك الأراضي المحيطة بتلك الأرض القاحلة، كلما كان ذلك أسرع كان أفضل."

"المنطقة المحيطة بتلك الأرض القاحلة هي منطقة مياه صرف صحي، لا يوجد شيء يستحق التحقيق، ليس فقط مشاريع سكنية فاخرة، حتى لو كان ملعب كرة سلة لن يبني أحد هناك."

توقف أمير الراشد فجأة: "منطقة مياه صرف صحي؟"