الفصل 0006

كان صوت ليان السعد مرتفعا جدا، فساد الهدوء المكان للحظة.

عندما استوعبت ليان السعد الموقف، كانت جميع الأنظار قد توجهت إليها.

بما في ذلك زياد العتيبي ونورا العلي.

في نظر الجميع في تلك اللحظة، كانت ليان السعد امرأة لاذعة وقاسية تفتقر إلى الأدب.

البستاني العجوز المنحني أمامه ينحني لالتقاط الورود من الأرض، وهو يردد كلمات الاعتذار دون توقف.

لاحظت ليان السعد النظرات من حولها، فساء تعبير وجهها على الفور، وسارعت بتغيير تعبيرها إلى اعتذار قائلة: "آسفة آسفة، لقد كنت مستعجلة جدا، هل أنت بخير يا عم؟"

نورا العلي تشاهد هذا المشهد من مكان غير بعيد.

على الرغم من محاولة ليان السعد التعويض، إلا أن الأمر كان متأخرا، مما جعل تصرفها يبدو مصطنعا.

في هذه اللحظة، لاحظت ليان السعد وجود نورا العلي بجانب زياد العتيبي.

"كيف أتت إلى هنا؟"

عبس زياد العتيبي.

نظرت نورا العلي إلى تعبير وجه زياد العتيبي وكأنه لا يعرف على الإطلاق أن ليان السعد ستأتي.

هل من الممكن أن ليان السعد جاءت بمحض إرادتها؟

ظلت نورا العلي صامتة.

لقد تغيرت أحداث القصة عن الحياة السابقة، كانت تتذكر أن زياد العتيبي في الحياة السابقة أحضر ليان السعد إلى الحفل، وفازت ليان السعد بإعجاب الوجيه الراشد، لذا كان طريق السفر إلى الخارج سلسا للغاية، وبعد التخرج تقدمت بسرعة بفضل دعم زياد العتيبي والوجيه الراشد.

كانت تعتقد أن زياد العتيبي هذه المرة لم يحضر ليان السعد، لذا لن تظهر.

لم تتوقع أن ليان السعد ستأتي بنفسها رغم ذلك.

"سيد العتيبي!"

عندما سمع الحركة داخل النادي، أسرع السكرتير عمر بالدخول.

كان صوت زياد العتيبي غاضبا: "من سمح لها بالدخول؟"

"أنا..."

قال السكرتير عمر وهو ينظر إلى الأرض: "ظننت أن الآنسة ليان يمكنها مساعدتك يا سيدي."

فرك زياد العتيبي جبينه.

لقد كان متسامحا دائما مع ليان السعد في الماضي.

في مثل هذه المناسبة، بما أنه أحضر نورا العلي بالفعل، فلا ينبغي لليان السعد أن تظهر!

"الآنسة ليان غير معتادة على المكان،اذهب لرؤيتها."

شربت نورا العلي الشمبانيا بلا مبالاة.

نظر زياد العتيبي إلى ليان السعد من بعيد وهي تبدو مثل غزال مذعور، وأخيرا لم يستطع تحمل تركها وحدها: "سأذهب إليها قليلا وسأعود قريبا."

لم تتحدث نورا العلي.

كان من المتوقع أن يذهب زياد العتيبي.

لم يكن قادرا على التخلي عن ليان السعد أبدا.

تقدم زياد العتيبي وسأل: "كيف جئت إلى هنا؟"

خفضت ليان السعد رأسها بحزن.

"آسفة... كنت فقط أريد أن آتي لأرى."

ليان السعد تنحني برأسها وتذرف الدموع، زياد العتيبي أيضا لا يجرؤ على قول كلمات قاسية.

بعد كل شيء، هذه الطالبة التي قام بتربيتها بنفسه، لقد رأى جهودها على مر السنين.

"سأطلب من السكرتير عمر أن يأخذك إلى المدرسة."

عندما رأت زياد العتيبي على وشك المغادرة، أمسكت ليان السعد بسرعة بكم قميصه: " سيد العتيبي، هل يمكنني البقاء؟"

عبس زياد العتيبي.

في الماضي، كانت ليان السعد مطيعة جدا وتعرف مكانها جيدا، ولم تكن لتتجرأ على قول كلمات تتجاوز حدودها.

عندما رأت ليان السعد نظرة زياد العتيبي، شعرت على الفور بعدم رضاه: "آسفة، سيد العتيبي... أنا..."

عندما رأى زياد العتيبي تعابير وجه ليان السعد، لم يستطع تحمل قول كلمات قاسية: "ابقي، هذه الحفلة ستساعدك في سفرك للخارج."

عندما سمعت ليان السعد كلمات زياد العتيبي، انفرجت أساريرها بابتسامة حلوة.

"إذن... هل يمكنني البقاء معك؟"

نظر زياد العتيبي إلى الحشد من حوله، ولم يكن مرتاحا لترك ليان السعد تواجه الموقف بمفردها.

"حسنا."

بدت ليان السعد سعيدة كطفلة صغيرة.

لم يتمكن السكرتير عمر من كبح فضوله: " سيد العتيبي، ماذا عن السيدة...؟"

"اذهب لمرافقتها، ولا تتركها تسبب الفوضى كما حدث المرة الماضية."

زياد العتيبي يعرف جيدا أن نورا العلي تحضر الحفلات باستمرار، فشخص مثلها لا يفهم في الشؤون المالية، مجيئها هنا ليس إلا لتمضية الوقت.

"طالما لن تكون هناك تبذير للأموال كما حدث في المرة السابقة، فهذا جيد."

هنا، كانت نورا العلي ترى السكرتير عمر يقترب منها، وكان السكرتير عمر لا يعرف كيف يبدأ الحديث، فقالت نورا العلي: "ذهب لمرافقة ليان السعد؟"

"سيدتي، الآنسة ليان هي موهبة تركز الشركة على تطويرها، لذا..."

"أفهم، بالطبع أتفهم."

يبدو أن نورا العلي لا تهتم بأمر زياد العتيبي وليان السعد.

تنفس السكرتير عمر الصعداء.

لكنه لا يعرف هل هذا مجرد وهم أم أنه يلاحظ أن السيدة أصبحت مختلفة عما كانت عليه في الماضي.

نورا العلي تراقب ليان السعد وهي تتحدث بثقة أمام كبار الشخصيات بجانب زياد العتيبي.

على الرغم من أن ليان السعد لديها نتائج جيدة في المدرسة، إلا أنها ما زالت مجرد طالبة، وما تقوله أمام هؤلاء الثعالب المخضرمين في عالم الأعمال لا يعتبر شيئا يذكر.

هؤلاء الأشخاص كانوا مجرد مجاملة لوجه زياد العتيبي، لذا أشادوا بليان السعد بأنها موهوبة في سن مبكرة.

لكن سرعان ما واجهت ليان السعد صعوبة في التعامل مع رجل أجنبي مسن.

إذا لم تكن نورا العلي مخطئة، يجب أن يكون هذا الشخص هو قطب التمويل من دولة الفجر.

النقطة السيئة الوحيدة هي أن هذا الرجل الكبير يتحدث لغته الأم فقط ولا يتحدث أي لغة أجنبية.

وبالصدفة، كان مترجمه غير موجود في ذلك الوقت.

"سيد العتيبي..."

نظرت ليان السعد إلى زياد العتيبي وهي تعض شفتيها.

كان زياد العتيبي يفكر في كيفية حل الموقف المحرج، عندما جاءت نورا العلي وتحدثت مع الطرف الآخر بلغة دولة الفجر بطلاقة.

بدا أن الطرف الآخر كان راضيا جدا عن كلام نورا العلي، وصافحها على الفور.

حينها فقط لاحظت ليان السعد وجود نورا العلي.

نورا العلي ترتدي فستانا أسودا مماثلا تماما لها.

الفرق هو أن نورا العلي ترتديه بأناقة وجمال، تبدو نبيلة وراقية.

بالمقارنة، بدت هي وكأنها ترتدي شيئا رخيصا من السوق.

ليان السعد تشبثت بقبضتها بغيظ، لكنها ظلت تبتسم على السطح: "أختي نورا رائعة حقا، حتى أنك تعرفين لغة دولة الفجر."

ابتسمت نورا العلي ابتسامة خفيفة لليان السعد دون أن ترد.

زياد العتيبي يتذكر أن نورا العلي تجيد اللغات الأجنبية، لكن لغة دولة الفجر ليست شائعة جدا وليست لغة عالمية، والقليل من الناس يتقنونها، لم يتوقع أن نورا العلي تجيد هذه اللغة أيضا.

"لكن أختي نورا، ماذا قلت للسيد ستيفن للتو؟ يبدو أنه كان سعيدا جدا."

قالت نورا العلي: "قلت له للتو إن قطعة الأرض التي اشتراها في المزاد قبل أيام على حافة المنطقة البحرية الجنوبية الشرقية ستباع بأسعار عالية، لذلك كان سعيدا."

"هل ستباع تلك الأرض بأسعار عالية؟"

ظهرت علامات الحيرة على وجه ليان السعد.

هذه القطعة من الأرض لا تبدو شيئا كبيرا.

"ربما."

تصرفت نورا العلي كما لو كانت تتحدث ببساطة.

لكن في الحياة السابقة، بيعت تلك القطعة من الأرض بالفعل بأسعار جيدة، حيث تم تطوير تلك المنطقة البحرية فجأة كمنطقة جذب سياحي، وجنت أرباحا طائلة من تطوير السياحة هناك.

من المحتمل أن السيد ستيفن كان يعلم مسبقا أن تلك المنطقة البحرية ستخضع للتطوير، ولهذا اشترى تلك القطعة من الأرض.

بينما ليان السعد، بالفعل لم تكن تمتلك تلك البصيرة بعد.

نظر زياد العتيبي إلى نورا العلي لفترة، مما جعلها تشعر بعدم الارتياح تحت هذا النظرة.

"لماذا تنظر إلي؟"

سأل زياد العتيبي كلمة بكلمة: "كيف عرفت أن تلك الأرض ستباع بمبلغ كبير؟"