Share

الفصل 0002

Author: فنغ يو تشينغ تشينغ
أمسكت ورد بملاءة السرير بشدة، تاركة وراء أصابعها تجاعيد مشوشة متناثرة.

وفي مثل هذه اللحظة، لا تزال تفكر: هل عجزت تلك المرأة في الخارج عن إرضاء سهيل؟ فاليوم لم يتجه مباشرة إلى الهدف، بل منح نفسه وقتا ليقبلها.

لكن ورد لم تشعر بأي تأثر.

لم يكن هناك سوى الاشمئزاز، لم تحس بشيء آخر.

فاستسلمت تماما، مستلقية كسمكة ميتة، تترك سهيل يفعل ما يشاء، فهي تعرف أنه مهما فعل، لن يأتي منها طفل.

في البداية، استثار جسدها الذي بدا وكأنه يكشف ويخفي بعضه البعض مشاعر سهيل، لكن الآن وهي ترقد كقطعة خشب...

فأي رجل سيجد الأمر مملا.

شعور محبط.

تعرق طرف شعر سهيل الأسود، واحمر وجهه، وصوته خرج أجشا ومنخفضا: "ماذا؟ ألست راغبة الآن؟"

رغم قلة علاقتهما الحميمة، إلا أن سهيل كان يحرص على أن يحدث ذلك مرات قليلة كل شهر، فقط ليزرع بذوره في بطنها.

كانت ورد مستلقية على الوسادة البيضاء، تنظر للأعلى إليه، إلى الرجل الذي طاردته أربع سنوات——

لقد تعبت، أنهكت، وأرادت أن تعيش لأجل نفسها هذه المرة.

لكن سهيل لم يكن يعلم، لا يزال يسأل لماذا ترفض الحياة الزوجية، لماذا لا تتعاون لإنجاب وريث شرعي له، يواصل صراعه على السلطة.

مدت ورد يدها، تمسح خده برفق، وهمست بصوت منخفض: "سهيل، دعنا نطلق."

تغير لون وجه سهيل قليلا، لكنه كتم غضبه وقال: "فقط من أجل جميلة؟ قلت لك إنها ابنة أحد الأقارب، وإن لم تعجبك إقامتها هناك، فقد نقلتها بالفعل إلى مكان آخر.

ضحكت ورد بسخرية: ابنة أحد الأقارب وتربى وحدها في فيلا؟ ويحملها بذراعيه كلما مشت؟

لكنها لم تقل تلك الكلمات، بتلك الكلمات كان سيسقط من قيمتها وهيبتها.

فتحت درج السرير، وسلمت عقد الطلاق لسهيل، وقالت ببرود: "بالإضافة إلى الودائع والعقارات، أريد نصف أسهم مجموعة عائلة عباس."

قطب سهيل حاجبيه: "نصف أسهم مجموعة عائلة عباس؟ طموحك مفرط يا ورد."

كلامه كان ساخرا، بنفس نبرته المعتادة في المفاوضات التجارية.

تجمد قلب ورد.

لن يعلم سهيل أبدا، أنها بسبب تلك الركلة التي تلقتها بدلا عنه، أصبحت فرصها في الإنجاب شبه معدومة، لكنها لم تقل هذه الكلمات الرخوة.

الحب والكره، ورد لم تندم أبدا، فهي تعرف كيف تعطي وكيف ترحل!

أسندت ظهرها إلى السرير، وجهها الأبيض المشرق يعكس لطفا داخليا، وراحت تفكر من وجهة نظره: "بعد الطلاق، يمكنك أن تمنح حبيبتك اسما شرعيا. وأنا آخذ نصيبي من الأسهم وأرحل، هكذا نكون ربحنا كلانا."

كانت جديتها واضحة في ملامحها.

أدرك سهيل أخيرا، أنها لا تفتعل الشجار، بل هذا قرار مخطط له منذ زمن.

نظر إليها، وعيناه السوداوان العميقتان بدتا وكأنهما تريدان ابتلاعها بالكامل.

وبعد برهة، قال سهيل بصوت بارد حازم: "من الأفضل أن تتخلي عن هذه الفكرة من الآن! ورد، لن نتطلق أبدا، نحن شريكان في المصالح، ويجب أن تكوني مدركة لذلك تماما."

نعم، كانت تدرك!

لكن الآن، لم تعد تريد أن تلعب هذا الدور.

ترددت ورد في الرد، مما أغضب سهيل، فنهض، وسحب رداء الحمام ليبيت في غرفة الضيوف، ظنا أن ورد تحتاج لبعض الوقت لتفكر. وبعد هذه الليلة، ستتذكر كم هو جميل أن تكون زوجته، وأن تكون ثاني أقوى شخصية في مجموعة عائلة عباس.

ضحك سهيل بسخرية: ورد كانت دائما هكذا.

لكن من خلفه، جاء صوتها كهمس، يشبه تماما ورد الخجولة قبل أربع سنوات: "سهيل، دعنا ننفصل بسلام! لم أعد أريد الاستمرار معك."

تجمد جسد سهيل.

وبعد وقت طويل، عاد إلى جانب السرير، وصوته خافت جدا: "ورد. عندما تزوجت بي، كنت تعرفين أن لا حب في عائلة عباس. أنا لا أملك حبا، وأنت من الأفضل ألا تحلمي به... لأنه لن يجلب لك الراحة."

ثم لوح بيده.

فتناثرت أوراق عقد الطلاق على الأرض كرقائق الثلج.

في تمام الثامنة صباحا.

نزل سهيل بخطى واثقة وهو يرتدي بدلة كلاسيكية بالأبيض والأسود، وكان قص القماش المثالي ينساب على جسده الطويل بأناقة ترضي العين.

كان في مزاج جيد، لكن حين رأى غرفة الطعام خالية تماما، انخفض مزاجه فجأة.

رفع فنجان القهوة وارتشف رشفة، ثم كأنه يسأل عرضا الخادمة بجانبه: "أين السيدة؟"

الجميع في المنزل كانوا يعلمون بما حصل من شجار كبير الليلة الماضية. أجابت الخادمة بحذر: "السيدة ذهبت إلى الشركة باكرا."

وضع سهيل فنجان القهوة بقوة على الطاولة.

فقد شهيته تماما لتناول الفطور.

بعد نصف ساعة، وصل بسيارته إلى مجموعة عائلة عباس، وكان سكرتير ياسمين في انتظاره بالفعل في موقف السيارات.

توقفت سيارة البنتلي السوداء، وفتح سكرتير ياسمين الباب، وبدأ بإبلاغ سهيل بملخص اجتماع اليوم. سار سهيل وهو يغلق أزرار سترته بخطوات واثقة، يفيض بكل حركة جاذبية رجولية، فاسترقت الكثيرات من الموظفات النظرات نحوه في خجل.

دخل الاثنان المصعد المخصص لكبار الشخصيات.

توقف سكرتير ياسمين عن الحديث، ثم قال بصوت منخفض: "في مشروع الجسر، قامت المديرة ورد فجأة بتعيين شخص من طرفها."

رفع سهيل رأسه ينظر إلى الأرقام الحمراء ترتفع.

وبعد لحظة، أطلق ضحكة خفيفة: "لقد أصبحت تجيد اللعب."

وخلال الاجتماع، نشب خلاف حاد بين سهيل وورد.

فهما زوجان، وقد علمها سهيل بنفسه كيف تدير المعارك في سوق الأعمال، والآن وهما يتقاتلان أمام الإدارة العليا كان مشهدا يستحق المشاهدة.

انتهى الاجتماع مع اقتراب الغروب.

عادت ورد إلى مكتبها، وألقت بنفسها على الأريكة الجلدية، تدلك جبهتها بخفة.

كان رأسها يؤلمها، فتخلت عن رفع شعرها وتركته يتدلى بانسياب......

دخلت سكرتيرة ليلي تحمل كوب ماء، وضعته على الطاولة أمامها، وهمست: "اتصل المحامي الخاص بسهيل، يود مقابلتك في مقهى الطابق الأول، هل ترغبين برؤيته؟"

رفعت ورد حاجبيها: "سليمان؟"

سليمان، من أبرز المحامين في البلاد.

ومكتبه، مكتب حبر المحاماة، يعد من الأفضل في المجال. وبالطبع، لسليمان صفة أخرى مهمة: اليد الخفية لسهيل، فهو من يتولى الأمور التي لا يليق بسهيل الظهور فيها.

علاقتهما عميقة، ومصالحهما متشابكة.

لا مبالغة في القول إن سهيل قد يطلق ورد، لكنه لن يقطع علاقته بسليمان أبدا.

وها هو الآن يرسل سليمان، على الأغلب لأنه لا يريد للطلاق أن يصبح حديث الجميع.

فكرت ورد للحظة، ثم وافقت.

وبعد عشر دقائق، نزلت بالمصعد الخاص إلى مقهى الطابق الأول.

كان سليمان يجلس عند النافذة.

يرتدي بدلة إنجليزية بثلاث قطع، يغلف بها جسده الممشوق، وملامحه الحادة الجذابة كانت تحمل قسوة معتادة.

حين سمع خطواتها، التفت سليمان نحوها.

وفي عينيه السوداوين، التي نادرا ما تظهر شيئا، بدت لمحة دهشة.

لم ير سليمان ورد بهذه الهيئة من قبل.

في ذاكرته، كانت ورد دائما ترتدي أطقما فاخرة، تقف بثقة لا تشوبها شائبة بجانب سهيل، تخوض معه معارك السوق. لكن الجميع في دوائرهم يعرفون أن سهيل لا يحب ورد، فقلبه مع امرأة أخرى.

لكن ورد اليوم بدت ورد مختلفة تماما.

كانت ترتدي سترة خفيفة مريحة، تلائم جسدها، وشعرها الأسود المستقيم بدا مموجا قليلا ومتدليا على كتفيها، يضفي لمسة ناعمة......

وبينما كان سليمان يسرح للحظة، جلست ورد أمامه، وقالت بهدوء: "سهيل هو من أرسلك؟"

استعاد سليمان هدوءه المعتاد.

وأخرج من حقيبته ملفا، دفعه برفق نحوها: "وفقا لاتفاقية ما قبل الزواج، إذا كنت مصرة على الطلاق، فلن تحصلي على شيء يذكر."

تناولت ورد الملف، وبدأت تقلب صفحاته.

وحين وصلت إلى الصفحة الأخيرة، تجمدت قليلا—

فقد احتاط سهيل قبل أربع سنوات.

تأملت ورد في الملف طويلا، ثم قالت بهدوء: "حتى لو لم أحصل على شيء، فسأطلق. سليمان، من الآن فصاعدا لا تنادني بسيدة عباس... نادني ورد."

وبصفته محاميا خبيرا في قضايا الطلاق بين المشاهير، أصبح قلب سليمان قاسيا مثل الحجر.

رفع فنجان القهوة وارتشف منه: "ولم الطلاق فجأة؟ ألم تكوني تحبين سهيل؟ في عالمنا، أمور الرجال والنساء أمر معتاد."

أدارت ورد وجهها، وابتسمت بمرارة.

العالم كله يعلم كم تحب سهيل، إلا سهيل نفسه. وربما هو يعلم، لكنه لا يهتم.

وفي تلك اللحظة، بدت ورد بضعف جميل، ومن وجهة نظر سليمان، كانت أجمل من جميلة، وتثير رغبة التملك في قلب أي رجل.

وبينما هو غارق في أفكاره، فتح باب المقهى، واقترب منهم شخص ذو قامة طويلة...

لم يكن سوى سهيل نفسه.

وما إن دخل، حتى رأى سليمان يحدق في زوجته شاردا.

فجأة، شعر سهيل بانزعاج لا يفسر...

Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App
Mga Comments (1)
goodnovel comment avatar
عاصم ضامر عيسى يحيى فضايل
سلام عليكم
Tignan lahat ng Komento

Pinakabagong kabanata

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0200

    كان صغيرا جدا… لا يتجاوز حجم كف ضئيلة، ومع ذلك، ألقى العقاب كله على عاتق سهيل وحده. ومهما كان المصير— حتى لو سقط في جحيم لا انتهاء له، وحتى لو تفتتت عظامه وتحول رمادا— فهو لا يتردد… ولا يتراجع!"يا إله السماء كلها… أرجوكم امنحوا طفلي أيمن مأوى يأوي إليه."…بعد عودته من المعبد، مرض سهيل مرضا شديدا.عجز الأطباء عن علاجه، ولم يتحسن قليلا إلا مع حلول عطلة مناسبة خاصة.وفي المساء، انتشرت سحب بنفسجية داكنة في السماء.دخلت عربة سوداء فاخرة ببطء إلى قصر البلاتين. نزل السائق أولا، ثم فتح الباب. نزلت السيدة بديعة بثياب فاخرة وأناقة لافتة، تحمل صندوق طعام جميلا… وفيه كرات الأرز اللزج صنعتها بيديها من الفاصوليا الحمراء.اقتربت الخادمة تستقبلها: "سيدتي."سلمت السيدة بديعة صندوق الطعام للخادمة، وصعدت الدرج وهي تسأل: "هل تحسن سهيل؟ قلت لسكرتيرة ياسمين ألا ترسل ملفات هذه الأيام! هو ما زال محموما، ومع ذلك يصر على قراءة الوثائق… أولئك المساهمون يريدون قتله من التعب!"أجابت الخادمة بحذر: "اليوم عطلة خاصة… سكرتيرة ياسمين في إجازة."تنهدت السيدة بديعة بارتياح.طرقت الخادمة الباب لها، ثم انسحبت بهدوء تارك

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0199

    خرج سهيل من المبنى، وما زالت في الممر خلفه أصداء صرخات حسناء الحادة تتردد.كان السكون مخيفا من حوله، وكأن عددا لا يحصى من الأشباح والوحوش يختبئ في العتمة.سهيل لا يؤمن بإله، لكنه شعر أن تلك الأشباح قد تحولت منذ زمن إلى طمع وغضب وجهل، وتغلغلت في عظامه ودمه… وما وصل إليه اليوم، لم يكن إلا ثمرة شياطينه الداخلية.لو لم يكن مهووسا بالسلطة يوما، لكان قد اكتشف مشاعره نحو ورد منذ وقت مبكر… ولما ترك امرأة تحبه حبا صادقا تتعذب أربع سنوات، وتنتهي بخسارة جدتها… وطفلها الذي لم يولد.كان المعلم نجيب قد قال له يوما: إن هالته مظلمة، وقد تؤذي من حوله… ولن يحظى أحد بالقرب منه بخاتمة طيبة.هبت رياح الليل العاتية، ترفع أطراف شعره… وتدخل برودة قاسية إلى جسده كله.وأطالت أعمدة الإنارة ظله على الأرض.جلس داخل السيارة الباردة، وبدأت صور السنوات الماضية تتتابع في ذهنه، مرة بعد مرة… لا يعرف كيف يواجه ورد، ولا كيف يواجه نفسه.يا للسخرية… المرأة التي وضعها يوما على عرش قلبه لم تكن سوى خدعة.حين كان يسافر إلى مدينة النورين ليرافق حسناء—كانت ورد تبكي… وتتألم!جلس فترة طويلة، يفكر في الاتصال بورد. لكن… رقمه كان محظ

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0198

    اشتدت العاصفة كأمواج هائجة.فجأة رأت حسناء سهيل.كان واقفا عند الباب، ينظر إليها وكأنه هادئ، لكن في عينيه مشاعر لا يعرفها أحد؛ كان فيهما احتقار، وكراهية، وشيء آخر لم تستطع فهمه.ارتبكت حسناء بشدة، فدفعت الرجل عن جسدها، ونزلت عن السرير وثيابها بالكاد تسترها، وركضت نحو سهيل ترجوه بيأس: "سهيل، لا تفهم الأمر خطأ… هو من دس لي الدواء، هو من أجبرني!"أما ذلك الطبيب المسمى أندرو، فقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة.ارتدى ثيابه ببطء، ثم غادر الغرفة، وعندما مر بجانب سهيل، ابتسم وقال: "أنا لست سوى واحد من ألعابها الصغيرة!"لم يتحرك سهيل؛ الشيء الوحيد الذي أراد معرفته الآن هو: هل كانت نار تلك الليلة فعلا من تدبير حسناء؟ وهل كان مرضها كل تلك السنين حقيقيا؟كان وجهه باردا، خاليا من أي دفء.وفهمت حسناء أنه أصبح يشك فيها.فضحكت.ضحكت حتى ترقبت الدموع عينيها، ونظرت إلى حبيبها السابق، بصوت خافت كأنه صوت شبح—"لقد رأيت كل شيء… ولن أخفي شيئا بعد الآن.""نعم، كما رأيت… لم أعد تلك حسناء البريئة! لدي رجال… ليس رجلا واحدا، بل أكثر. أستمتع بالإثارة التي يمنحونني إياها… أستمتع باللذة، تلك اللذة التي كنت ترفض من

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0197

    كانت ورد ضعيفة للغاية، فساعدتها أمها على الجلوس داخل السيارة.حدقت مذهولة في ورقة فحص السونار بيدها؛ كان يظهر أنها تحمل طفلين، ففي الفحص السابق كان أحد الطفلين مختبئا خلف الآخر، فلم يظهر.كانت ورد حاملا بتوأم: طفل ذكر… وطفلة أنثى.نعم… طفلها ما زال حيا. لكنها لا تريد أن تخبر سهيل.وحين تنتهي من إجراءات إدراج الشركة في البورصة… ستغادر إلى مدينة السحاب، ولن تعود بعدها إلا نادرا. سيكبر طفلاها هناك… وسيحملان اسمها— هما طفلا ورد وحدها.ظلت ورد تحدق في التقرير طويلا.أمسكت السيدة بسمة يدها برفق، وقالت لها بلين: "حاولي أن تأكلي قليلا… الطفلان يحتاجان إلى الغذاء كي ينموا جيدا."أومأت ورد إيماءة خفيفة.التفتت برأسها تنظر خارج السيارة؛ كانت الشمس مشرقة، وفي البعيد كان سهيل واقفا—وحين يلتقيان مجددا… سيكونان غريبين.ابتسمت ورد ابتسامة باهتة، لكنها لم تستطع تجاوز الأمر.فالزواج بسهيل لم يترك لها سوى الجراح في قلبها، وإصابة مزمنة بطنين الأذن؛ لقد استعادت سمعها، لكن في ساعات الليل الهادئة يهاجمها الطنين من جديد، ولم تنفع جلسات العلاج الكثيرة.…مع حلول المساء، عاد سهيل إلى القصر الكبير لعائلة عباس.

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0196

    أجهضت ورد.لم تسترح، بل عادت مباشرة إلى مجلس عزاء الجدة. جلست بثياب الحداد، راكعة إلى جانب الجدة، تحرق النقود الورقية لها.هبت نسمة ليلية مفاجئة… باردة حد الوحشة.تطاير رماد النقود، وتبعثر في ظلمة الليل.أرخت ورد جفنيها، وسقطت دموعها قطرة بعد أخرى: "يا جدتي… خذي هذا وأنفقيه. لا تبخلي على نفسك هناك. في كل يوم مهم… سأرسل لك نقودا."كانت الأقمشة البيضاء للحداد تصطفق بصوت حاد تحت الريح…تشبه تماما صوت الجدة وهي تشعل النار لصنع الأرغفة.[ورد، بعد ساعتين فقط… ستأكلين الأرغفة.][العجين هذا العام… تخمر بطريقة ممتازة.]انقبض قلب ورد حتى ضاق نفسها، هذه الأصوات… لن تعود تسمعها أبدا.رفعت رأسها نحو السماء، تنادي الجدة باسمها بصوت ممزق الروح.لكن الجدة… لن تعود.صورتها وابتسامتها… حبستا إلى الأبد داخل صورة بالأبيض والأسود، وفي ذاكرة ورد وحدها.…جنازة الجدة.بذل ياسر وزوجته كل ما يستطيعان، وجاءت جدة عائلة نور من مسافة بعيدة للمشاركة في الجنازة.رفضت عائلة نور حضور أي فرد من عائلة عباس. لا نادر و ناصر ولا زوجتيهما ولا حتى سهيل سمح لهم بإلقاء النظرة الأخيرة. رغم أن العائلتين شريكان في التجارة… إلا أن

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0195

    صرخت سيدة مريم: "الدم! لقد أجهضت!"ارتجف قلب سهيل.خفض رأسه، ورأى بقع الدم تنتشر على ثياب الحداد التي ترتديها ورد، منظر يقطع النفس. تقدم بسرعة ليحملها: "ورد… سأوصلك إلى المستشفى."لكن ورد رفضت.هي لا تريده. لا تريد سهيل هذا الرجل.تراجعت خطوة، ووجهها شاحب كالثلج: "لا تقترب مني! سهيل… هذا الطفل، حيا كان أو ميتا… لا علاقة لك به بعد الآن."ظلت ورد تتراجع، إلى أن أمسك ياسر بها.ساقاها بالكاد تحملانها، والدم ينزل بلا توقف، لكنها أصرت أن تمشي وحدها، وأن تبتعد… تبتعد عن المكان الذي فيه سهيل.تحت الضوء الأبيض الساطع، أمسكت بإطار الباب، وظهرها منحن من شدة الألم.هي… ليست لا تحب هذا الطفل.لكنها فقدت للتو جدتها، فقدت أقرب من أحبها في هذا العالم. وليس بوسعها أن تحسن التفكير الآن؛ فما في قلبها لم يعد سوى الغضب واليأس.كان الليل غارقا في العتمة، وتلك الحمرة القانية… أصبحت جرحا عميقا في قلب سهيل.…أدخلت ورد إلى غرفة الطوارئ.كان ياسر هو من حملها إلى الداخل.حينها كانت ورد شبه فاقدة الوعي. لم يبق موضع في جسدها إلا وفيه كدمة أو خدش، أما راحة يدها… فكانت لحما ممزقا.قال الأطباء إن صمود امرأة حامل حتى

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status