Share

بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي
بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي
Author: زهرة الورداني

الفصل 1

Author: زهرة الورداني
ذهبت روان الشمري إلى إحدى الحفلات لتصطحب فهد العدلي، لكنها توقفت عندما سمعت أصوات الحديث في الداخل.

قال أحدهم: "يا فهد، عادت سلوى إلى البلاد، فماذا ستفعل مع روان؟"

أجاب فهد بصوت هادئ: "ماذا تعني بماذا سأفعل؟"

"ألست مرتبطًا بروان منذ ثلاث سنوات؟ كيف ستختار بينهما بعد عودة سلوى؟"

ومن خلال فتحة الباب، رأت روان فهد يشعل سيجارة.

وسط ضباب الدخان، صمتَ لوهلة، ثم قال بصوت خافت: "لا أعلم، لا أريد إيذاء روان، لكني في نفس الوقت لا أستطيع نسيان سلوى."

تنهد أحد الأصدقاء وهو يقول: "سلوى هي حبك الأول الذي لا تستطيع نسيانه، قصَّة حبكما في الماضي كانت خيالية، ومن الطبيعي ألا تنساها."

تدخل صديق آخر وقال: "لكنك على علاقة بروان منذ ثلاث سنوات، وهي جميلة جدًا، ألا تزال غير قادر على نسيان سلوى؟"

فرك فهد صدغيه، وقال بتعب: "إن روان حقًا فتاة جميلة جدًا، لكني تقربت منها في البداية فقط لأنها تشبه سلوى إلى حد ما، وطوال تلك السنين كنت أبحث فيها عن أي أثر لسلوى."

فقال صديقه: "إذن هي مجرد بديل بالنسبة لك؟" ثم تنهد وقال: "أشعر بالأسف عليها."

فسأله صديق آخر: "ومتى تنوي أن تنفصل عنها؟"

نفض فهد رماد السيجارة وقال: "ليس الآن، روان فتاة مطيعة وعقلانية، ويصعب عَلَيَّ التخلي عنها."

ربت أحد الأصدقاء على كتفه قائلًا: "يا فهد، لا يمكنك الحصول على كلتاهما، عليك أن تحسم أمرك."

قال أحدهم بلا مبالاة: "وما المشكلة في ذلك؟ ليواعد الاثنتين معًا، إن كنت تشعر بالذنب تجاه روان، اشترِ لها بعض الهدايا لإرضائها، فلا شيء أسهل من إرضاء النساء."

ضحك فهد بسخرية: "أتظن أن جميع الناس مثلك يواعدون ثلاث أو أربع فتيات في وقت واحد؟ أنا لست بهذا الانحلال."

خارج الباب، ابتسمت روان بسخرية، واستدارت بهدوء لتغادر.

خرجت من المطعم، وسارت بمحاذاة النهر، تسترجع ذكرياتها مع فهد خلال هذه السنوات.

ثلاث سنوات من المواعدة، كانت تظن أن الحب بينهما متبادل.

لكن اتضح أنها لم تكن سوى بديل لحبه الأول.

وقفت روان على ضفة النهر، على يسارها شارعٌ مزدحم، وعلى يمينها نهر جاري.

نزلت دمعة من طرف عينها.

والريح القوية القادمة من النهر تطاير شعرها.

اتخذت روان قرارًا في تلك اللحظة.

أخرجت هاتفها واتصلت برقم ما.

"مرحبًا، أبي...أوافق على العودة للمنزل والزواج من أجل مصلحة العائلة."

زاد ظلام الليل من خفوت ضوء المصابيح، وبدأت الحشرات تحوم حولها.

وقفت روان تحت المصباح تتأمل سماء الليل الشاسعة، وقالت بصوت خافت: "لا شيء يا أبي، لقد اكتفيت من اللهو، وأريد أن أستقر وأتزوج."

"كنت مخطئة حينها، كان هذا جهلًا مني، لم يكن علي أن أتشاجر معكم وأهرب من المنزل، الآن فهمت كل شيء."

"سأعود إلى مدينة سرابيوم بعد أن أنهي أموري هنا."

...

مشت روان طويلًا بمفردها، وكان الوقت قد تجاوز العاشرة ليلًا عندما عادت إلى فيلا مجمع السكينة.

رأتها الخادمة سميرة، وسلمتها وعاءً به عصيدة مغذيَّة.

"آنسة روان، مرحبًا بعودتكِ، هذه العصيدة حضَّرتها للسيد، صحيح؟ لقد بردت، فأعدت تسخينها، كنت على وشك أن أصعد لأعطيه إياها، لكن بما إنكِ هنا، هل تفضلين أن تأخذيها له بنفسكِ؟"

لم تقل روان شيئًا، أخذت العصيدة وصعدت بها إلى غرفة النوم.

عندما فتحت باب الغرفة، كان المكتب خاليًا، وشاشة الكمبيوتر مضاءة، لكن فهد لم يكن هناك.

هناك صوت ماء يأتي من الحمام، والأنوار بداخله مضاءة.

هل يستحم مبكرًا اليوم؟

وضعت العصيدة جانبًا.

لفت انتباهها صوت إشعارات رسائل الواتساب التي لا تتوقف من الكمبيوتر.

حركت الفأرة وفتحت الرسائل.

كانت من سلوى.

"يا فهد، لقد عدت، وسأصل إلى مطار المرسى في الساعة الحادية عشرة والنصف الليلة، هل يمكنك أن تأتِ لاستقبالي؟"

هذه الرسالة أُرسلت قبل عشر دقائق.

إذًا فهو يستحم ليذهب لاستقبال حبيبته السابقة.

"فهد، لقد افتقدتك كثيرًا ولم أستطع نسيانك خلال هذه السنوات، أشعر بالندم لأنني تركتك من أجل مستقبلي الوظيفي."

"كنا عنيدين، كلانا لم نعرف كيف نقدم التنازلات، أنا أعلم أنك لا تزال تكن لي بعض المشاعر، أليس كذلك؟"

"يا فهد، لقد واعدت عدة رجال في السنوات الماضية، لكنني انفصلت عنهم جميعًا بعد فترات قصيرة، شعرت دائمًا أن شيئًا ما ينقص العلاقة، وأدركت متأخرةً أن قلبي لا يزال يحبك "

"لم أكن أجرؤ على العودة إلى مدينة المرسى، خوفًا من ألا ترغب في رؤيتي، وخوفًا من وجود امرأة أخرى في حياتك، أو أنك لم تعد تحبني."

"كنت أنا المخطئة حينها يا فهد، فهل يمكنك أن تسامحني؟"

كانت روان تقرأ بصمت، وقد ضاق بها صدرها.

كانت على وشك إغلاق المحادثة ومغادرة الغرفة، لكنها رأت أن فهد قد رد على رسائلها.

"سلوى، أريد أن أسألكِ سؤالًا واحدًا فقط، هل لا زلت تحبينني؟"

كان يرد من هاتفه أثناء الاستحمام رغم أن حاسوبه متصل.

اهتز قلب روان قليلًا.

كان مشغولًا دائمًا بعمله، ونادرًا ما يرد على رسائلها.

اعتادت ذلك، وتجنبت إرسال الرسائل كثيرًا كي لا تزعجه.

لكنه يرد الآن على رسائل سلوى حتى وهو في الحمام.

هناك فرقٌ واضح بين من يحب ومن لا يحب.

ردت سلوى في نفس اللحظة.

"نعم أحبك، وأحبك أنت فقط."

"إذًا سأذهب لإستقبالكِ."

في تلك اللحظة، شعرت أن علاقتها العاطفية طيلة ثلاث سنوات كانت مجرد مزحة.

أغلقت روان المحادثة بصمت وأعادت الفأرة لمكانها، وكأن شيئًا لم يحدث.

نزلت إلى المطبخ، وغرفت لنفسها أيضًا وعاء من العصيدة، وأخذت تأكل منها ملعقة تلو الأخرى.

كانت معدة فهد ضعيفة، لذا تعلمت إعداد هذه العصيدة المغذية للمعدة خصيصًا له، كانت تنقع زهور الزنبق والشعير الصيني والفاصوليا الحمراء في الماء المغلي، ثم تضيف حبوب الدخن، وتضيف أيضًا البطاطا الصينية الطازجة المقطعة قبل أن تنضج.

كانت هذه العصيدة تستغرق وقتًا وجهدًا كبيرًا، لكنها داومت على إعدادها له سنتين كاملتين؛ فقط لأنه قال ذات مرة إنه يحبها.

أنهت وعاء العصيدة، ونزل فهد من الأعلى.

كان قد استحم بالفعل، وجفَّف شعره، وارتدى ملابس نظيفة ومنعشة.

سألها: "أين ذهبت؟ لم أرك عندما عدت."

أجابت روان بصوت خافت: "خرجت لأتمشى قليلًا."

توجه نحو الباب وقال: "عندي أمر مهم لذا سأخرج، إن شعرتِ بالنعاس، نامي ولا تنتظريني."

خفضت طرفها، وقالت بصوتٍ خافت: "حسنًا."

سألته روان: "هل ستعود الليلة؟"

توقف لثوانٍ وهو يلبس حذاءه، ثم قال: " هناك أمرٌ طارئ في الشركة، وإن انتهيت منه في وقتٍ متأخر، فلن أعود."

فقالت بدون أن تحدث ضجة: "حسنًا."

لطالما كانت روان فتاة عاقلة.

لم يفكر فهد كثيرًا، وخرج دون أن يلتفت.

صعدت روان إلى الأعلى، وفتحت غرفة فهد، ورأت أن وعاء العصيدة بجانب الكمبيوتر لم يُمس.

وصلتها رسالة على الواتساب من خطيبها حمدي الذي دبَّرته لها عائلتها.

حمدي: "يا رورو، متى تنوين العودة إلى سرابيوم؟"

كان في نظرها الأخ الكبير اللطيف الذي يسكن بجوارهم، لم تعتبر مناداته لها بـ"رورو" اسمًا حميميًا يناديه الخطيب لخطيبته، بل مثل نداء الأخ لأخته الصغيرة.

"عندما أنهي أموري هنا."

حمدي: "حسنًا، أخبريني إن احتجتِ شيئًا."

"شكرًا لك أخي حمدي."

حمدي: "نامي مبكِّرًا، تصبحين على خير."

في تلك الليلة، لم يعد فهد إلى المنزل.

في صباح اليوم التالي، كان رنين الهاتف هو من أيقظها.

"مرحبًا؟"

"يا روان، عيد ميلادي بعد غد، تذكري أن تحضري الحفلة!"

نظرت إلى الاسم على الهاتف وقد غلبها النوم.

إنها ليلى، إحدى معارف فهد، كانت علاقتها بها جيدة.

"حسنًا، أرسلي لي الموقع."

أغلقت الهاتف، ونهضت من السرير وتجهَّزت، ثم غادرت إلى مركز التسوق لتختار لها هديَّة.

اختارت عقدًا جديدًا من ماركة مشهورة يتناسب مع ذوق ليلى.

...

في يوم الحفلة، حضرت روان مبكرًا.

قدَّمت لها الهديَّة قائلة: "عيد ميلادٍ سعيد يا ليلى."

أخذت ليلى الهديَّة، وشكرتها بأدب.

وبينما كانتا تتحدثان، دخل فهد متأخرًا ممسكًا بيد امرأة غريبة.

وحين تلاقت نظراتهما، تجمد مكانه وقال بدهشة: "روان، لماذا أنتِ هنا؟"
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Comments (10)
goodnovel comment avatar
Hanen
وين التكملة
goodnovel comment avatar
Um
الحساب مهكر
goodnovel comment avatar
Jihane Khattat
اين اجد التممه؟!
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل486

    اعترف أخيرًا بأنها قد هزمته.في تلك اللحظة، سقطت كل مبادئه وانمحَت بالكامل؛ لقد خسر… خسر تمامًا.طرق حمدي بخفة على حاجز العزل.فأدرك السائق قصده، فانعطف بالسيارة إلى طريق جانبي ضيق، وبعد دقائق قليلة توقفت الـ"كولينان" على حافة مساحة خضراء مهجورة لا أحد فيها.وبمجرد أن توقفت السيارة، فتح السائق الباب ونزل مبتعدًا بسرعة، وكأن الأمر إجراء معتاد.تحوّل صمت المقصورة إلى مساحة لا تضمّ إلا شخصين فقط… هما.وهذه المرّة، كان حمدي هو من بادر.قبّلها بعنف، قبلة عميقة ومشبعة بالرغبة، وارتفعت حرارة السيارة بسرعة جنونية.تمدّدت اللذة في الهواء، واشتعلت الأنفاس بحرارة متصاعدة.فتحت روان ساقيها وجثت على فخذَي حمدي، واندمج جسداهما حتى تلامسا بالكامل، كلاهما حارّ كالجمر.أحاط حمدي خصرها بإحدى يديه، فيما امتدت يده الأخرى تصعد بنعومة على جانب فخذها الناعم الدقيق.كانت في كفه حرارة تحرق الجلد.ارتفع صدر روان مع أنفاسها المضطربة، وخرج من شفتيها لهاث خافت لا تستطيع كتمه.أمالت عنقها الأبيض الرفيع إلى الخلف، فطبع حمدي قبلاته على بشرتها الرقيقة، متنقّلًا على مواضع ضعفها عند حنجرتها.شهقت روان وهي تشدّ بقوة على

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل485

    خفض حمدي جفنيه، وقال بصوت منخفض يحمل نبرة إغواء: "هل ترغبين في قبلة؟"أدارت روان رأسها لتنظر إلى السائق، وضمّت شفتيها قليلًا قبل أن تقول: "لا أرغب."مدّ حمدي يده بلطف، ومسح بأنامله طرف أنفها، وما زال صوته المغناطيسي يلاطفها: "قولي إنكِ تريدين… كوني مطيعة."رفعت روان عينيها نحوه، وكانت عيناها الواسعتان تلمعان بضوء صافٍ.ظلت تحدق فيه دون أن ترمش، ثم ضحكت بخفة وقالت: "يا حمدي… أنت جميل جداً."سألها الرجل وهو يحدق مباشرة في عينيها، وصوته ينخفض أكثر: "إذًا… هل ترغبين بالقبلة؟"عيناها الضبابيتان، والممتلئتان ببريق السُكر، كانتا تشبهان دوّامة تغرقُ فيها.ضحكت روان ضحكة طفولية صغيرة، ثم أومأت: "أرغب."قال حمدي بصوت أجش وقد ارتخى على المقعد واتكأ للخلف قليلًا، رافعًا وجهه في انتظارها: "إذن… تعالي وقبّليني."لم تتردد روان، فمالت نحوه وقدمت شفتيها مباشرة.التصقت الشفتان.كانت قبلاتها فوضوية، بلا أي نظام.مهارتها في التقبيل لم تتحسن على الإطلاق.أجابها حمدي ببطء، وعلى شفتيه ابتسامة خفيفة، وقلبه يغمره حلاوة كأنه غارق في العسل.بعد قليل، بقيت روان تمنحه قبلاً سطحية… نقية جدًا، لا تحمل أي شهوة، فقط ح

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل484

    كانت روان قد فقدت وعيها تمامًا من شدّة السكر، لكنها مع ذلك حرّكت رأسها غريزيًا داخل حضن حمدي، تتمتم بصوت واهن: "مم… مريح."رفعها حمدي بين ذراعيه، فأسندت رأسها إلى صدره دون بكاء أو ضجيج، وتوقّفت تَمْتَمَتُها، وباتت هادئة تمامًا.وكانت نظرات حمدي رقيقة كشلال ماء في الربيع، وصوته منخفضًا يحمل تلك البحة المغناطيسية: "مطيعة جدًا."حملها كما يُحمَل الطفل، بيد واحدة تقريبًا، وخرج بها من الحانة، بينما تبعهم الحراس بصمتٍ من خلفه.اقترب لمعي وسأل سلافة: "هل تعرفين أين تقيم صديقتا الآنسة روان؟"هزّت سلافة رأسها نفيًا.قال لمعي: "يجب إيصال صديقتي الآنسة روان بسلام إلى منزليهما، لكن بما أننا لا نعرف عنوانهما، فسنأخذهما إلى أحد فنادق مجموعة درويش الليلة. آنسة سلافة، أحتاج مساعدتك."كان من غير الملائم لرجل مثل لمعي أن يصطحب امرأتين مخمورتين ويفتح لهما غرفًا في فندق.نظرت سلافة إلى الاتجاه الذي غادر منه حمدي وهو يحمل روان، وظهر الامتعاض الخفيف على تقاسيم وجهها.قال لمعي بلطف: "لا تقلقي يا آنسة سلافة. وجود رئيسنا يكفي لضمان سلامة الآنسة روان، ثم إن معه عددًا كبيرًا من الحرس."كانت سلافة ترغب في اللحاق

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل483

    لاحقًا، وبعد صدور نتائج التحقيقات من الشرطة، سردت روان لجود وشمس الخطوط العريضة لما حدث.ولهذا كانت لديهما فكرة عامّة عن قضية الابن غير الشرعي لعائلة درويش، وإن لم تَعرفا التفاصيل الدقيقة.وعندما سألتها جود ذلك السؤال، أومأت روان وقالت: "نعم، ذلك الابن غير الشرعي لعائلة درويش كان يحظى بدعم رئيس وزراء في دولة ألف، وكانت له قوة ونفوذ كبيران. وعندما كنت مع حمدي، تعرّضتُ أنا وعائلتي كلّها للمتاعب بسببه، ولذلك كان لأبي اعتراض شديد."قالت جود: "هذا أمر يمكن تفهّمه."شربت روان جرعتين أخريين من الكأس، وقد احمرّ وجهها قليلًا.وأضافت بصوت منخفض:"لكن الآن، ذلك الابن غير الشرعي قد سُجن، وبعد انتهاء الإجراءات القضائية سيتم تنفيذ حكم الإعدام بحقه. وتلك الابنة بالتبنّي حُكم عليها بالسجن المؤبّد. لم يعد هناك أي عائق بيني وبين حمدي. ثم إن لدي الآن حارسة شخصية لصيقة بي، ولن يستطيع أحد إيذائي بسببه بعد اليوم. فلماذا لا يمكنني العودة إليه؟"شربت شمس رشفة من كأسها وقالت: "من الناحية الموضوعية، كلامك صحيح. لكن من ناحية المشاعر… ما مرّ به العمّ محمود صعب، ومن الطبيعي ألّا يتقبّل الأمر بسهولة. هذا من طبائع ا

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل482

    حتى بعد مرور كل هذه السنوات، ما زال محمود يشعر بالألم كلما ذُكرت عبير.خفض عينيه، وتحول التعبير على وجهه من الغضب إلى الحزن.لم تقل روان شيئًا آخر، واستدارت لتغادر.وقف محمود في مكانه صامتًا لوقتٍ قصير، ثم استدار وصعد إلى الطابق العلوي.كانت روان ستعود الليلة لتناول العشاء في بيت عائلة الشمري، وقد أعدّت حبيبة بنفسها مائدة مليئة بالأطباق التي تحبها روان.لكن بسبب ما حدث بين الأب وابنته، انتهى الأمر بأن كليهما لم يأكل شيئًا.خرجت حبيبة من المطبخ، ونظرت إلى المائدة المليئة بالطعام، ثم أطلقت تنهيدة طويلة.……خرجت روان من بيت عائلة الشمري وهي مكتئبة، وتوجهت مباشرة إلى الحانة.واتصلت بنيرمين."نيرمين، أين أنتِ؟ اخرجي واشربي معي قليلًا، مزاجي سيئ اليوم."وعلى الهاتف، لم تستطع نيرمين إخفاء أنفاسها المتسارعة.وفهمت روان فورًا.نيرمين كانت… مشغولة.كانت روان ستغلق الخط مباشرة، لكن ما إن سمعت نيرمين أن روان ليست بخير، حتى كتمت أنفاسها سريعًا وسألت بقلق: "روان، ماذا حدث؟""تشاجرت مع أبي." عضّت روان على شفتيها وقالت، "لا بأس، تابعي ما تفعلينه، سأجلس وحدي قليلًا."أبعدت نيرمين يد عباس العابثة عنها ب

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل481

    تنهدت حبيبة وقالت: "حسنًا، بعد قليل اجلسي مع والدك وتحدثي معه جيدًا. هو يحبك، وإذا حدثتِه بهدوء سيلين لك.""نعم." أطلقت روان نفسًا طويلًا، ورفعت قدمها تسير نحو البيت، "أعرف، شكرًا يا خالتي حبيبة."دخلت البيت، إلى صالة الدور الأول.وكما قالت حبيبة، كان محمود جالسًا على الأريكة بوجه متجهم.ما إن دخلت روان حتى نادت: "أبي."رفع محمود نظره إليها بوجه بارد، وقال بنبرة غير لطيفة: "هل ما زلتِ تعترفين أني أبوك؟"لم يظهر على وجه روان أي تعبير، "طبعًا، لماذا لا أعترف؟"اقتربت وجلست على كرسي منفرد.قال محمود ببرود: "متى تصالحتِ مع حمدي؟ ولماذا لم تخبريني؟"رفعت روان فنجان الشاي بهدوء وشربت رشفة: "ألست هكذا أخبرك الآن؟"ضحك محمود بغيظ: "ولو أني لم أسأل، هل كنت ستقولين؟"ابتسمت روان قليلًا: "لو لم تسأل، فبمَ سأبدأ؟"قال محمود غاضبًا: "لا تلعبي بالألفاظ معي! بنتي تتحدث مع أحد في علاقة حب، وأنا أبوك، ومع ذلك أسمع الخبر من أفواه الناس!"ردت روان بنبرة لا تتأثر: "هذا شيء طبيعي. الناس في الخارج كثر، ولو رآنا أحد، ليس لدي الحق أن أمنعه من النظر، أليس كذلك؟"أطلق محمود همهمة غاضبة من أنفه، وبدت ملامحه سيئة

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status