Share

الفصل 11

Author: لانغ تيان بو يون
كان نادرا ما يتحدث بلهجة متواضعة، لكنه اضطر إلى ذلك من أجل هالة طارق. ولحسن الحظ، بعد أن تأكد الطرف الآخر من أن زوجته قد اختفت بالفعل، قرر تقديم بعض التنازلات.

حصل كمال أخيرا على حساب هالة طارق على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت صورة ملفها الشخصي عبارة عن إحدى لوحاتها، تماما مثلها وكاسم حسابها، تحمل هالة من الهدوء والرصانة التي لا توصف.

لم تكن هالة طارق شخصا كثير الكلام في حياتها اليومية، لكن المفاجئ أنها وثقت حياتها على الإنترنت لسنوات عديدة.

كانت من أوائل المستخدمين لهذه المنصة الاجتماعية، وأقدم منشور لها كان عندما بدأوا للتو علاقتهم العاطفية.

"لقد أصبحنا معا "

كانت تلك الرموز التعبيرية شائعة في ذلك الوقت، لكنها تبدو الآن قديمة الطراز. ومع ذلك، لم يستطع كمال منع نفسه من الابتسام عندما رآها، فقد شعر من جديد بفرحة الحب التي كانت هالة طارق تشعر بها آنذاك.

لطالما أحبت مشاركة حياتها على هذا الحساب، من رسوماتها التي كانت تتدرب عليها في وقت فراغها، إلى الهدايا التي قدمها لها أثناء علاقتهما، وصولا إلى باقة زفافها والحديقة التي اعتنت بها بعد الزواج…

أخذ كمال يطالع المنشورات واحدة تلو الأخرى، و
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 20

    عقله كان قد انهار تماما تحت وطأة اليأس، ولم يستفق إلا عندما أعطاه المتصل عنوانا غامضا داخل البلاد. ضحك بمرارة، ثم أغلق الهاتف.لم يكن الأمر مفاجئا، فقد كان كاذبا آخر يحاول الاحتيال عليه.لكنه لم يكلف نفسه عناء التحقق أو المواجهة، فقد استنزفت قواه تماما.منذ ذلك اليوم، لم تتوقف المكالمات المشابهة.كل شخص يدعي أنه رأى هالة في مكان ما، ثم يطلب مبلغا من المال مقابل المعلومة.رغم أنه كان يعلم أن معظمهم مجرد محتالين، إلا أنه كان يدفع لهم المال بلا تردد.متعلقا ولو بأمل ضئيل في العثور عليها.ذهبت كل تلك الأموال هباء، ولم يحصل على أي أثر لهالة. حتى عندما طلب البعض لقاءه شخصيا، كان يذهب بلا تردد.في خضم هذه الفوضى، بعض النساء بدأن بالاقتراب منه، كل واحدة منهن متأنقة بإفراط، وكلهن يحملن نوايا خفية. إحداهن لم تتردد في القول مباشرة: "سيد كمال، لدي العديد من الصديقات، وإذا كنت تشعر بالوحدة، يمكننا أن نبقى بجانبك."لقد أصبح محط أنظار بائعات الهوى.لم يعرهن أي اهتمام، وكان رده الوحيد كلمة واحدة: "اخرجن". وبمرور الوقت، حتى المحتالون توقفوا عن الاتصال به. صار هاتفه صامتا، أكثر هدوءا من صاحبه نفسه.مر ش

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 19

    كانت الأوراق المتناثرة على الأرض من نفس نوعية الورق الذي استخدمته هالة في رسائلها إليه. أحضر دفاترها غير المكتملة من مكتبة المنزل إلى غرفته، ثم راح يكتب فيها لعدة أيام دون توقف.في هذه اللحظات، فقد الزمن معناه.أجهشت والدته بالبكاء قائلة: "هالة لا تريد رؤيتك أبدا، فما الفائدة من ملء غرفة كاملة برسائل الاعتذار؟!يجب أن تقول لها هذه الكلمات بنفسك!"توقف كمال لحظة، بدا وكأنه يفكر في كلمات والدته، ثم أدرك منطقيتها، لكنه كان غارقا في دوامة هوسه، غير قادر على التراجع. رفع عينيه المتورمتين من قلة النوم، وأصر قائلا: "ستعلم بذلك، ستعرف كم ندمت... وحين أنهي هذه الكلمات كلها، ستسامحني، نعم، يجب أن أكتب بصدق..."كان صوته مبحوحا، لكن نبرته حملت حدة غير طبيعية، وعيناه تشعان بجنون غير مألوف. توقف للحظة فقط، ثم انقض على دفتره كمن يخشى أن ينتزع منه، وراح يكتب بيد مرتعشة، يتمتم بصوت خافت، وكأنه في عالم آخر:"يا هالة، لقد أخطأت... ستسامحينني، أليس كذلك؟ إن أكملت كتابة هذه الدفاتر، ستعودين، ستغفرين لي... أنا آسف..."ظل كمال يردد هذه الكلمات بلا كلل أو ملل.نظرت والدته إليه وبدا وكأنه فقد عقله، فانهارت بالب

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 18

    كان مشتعلا بالقلق، لكن التأشيرة وتذكرة السفر لم يكونا شيئا يمكن ترتيبه على الفور.عندما وطأت قدماه أرض مملكة نوفان، ثم تمكن عبر السفارة والشرطة المحلية من العثور على مكان هالة، كان قد مر بالفعل ثلاثة أيام.طرق كمال أمير باب الشقة، ونادى باسم "هالة" وهو يهم بالدخول، لكنه توقف فجأة عندما اعترضه المالك الذي كان ينظف المكان، وسأله بحذر: "من أنت؟""أنا أبحث عن هالة." قال ذلك، لكنه تذكر أنها تستخدم اسما إنجليزيا هنا، فاستدرك سريعا، "إنها زوجتي، وقع بيننا سوء تفاهم، وأريد أن أوضحه لها."أشار المالك بيده نافيا: "الشخص الذي تبحث عنه ليس هنا.""اسمها هالة، وإنه نفس الاسم بالحروف الإنجليزية."لكن المالك بقي على موقفه: "المستأجرة هنا تدعى رحيل، وليس الشخص الذي تتحدث عنه، يبدو أنك أخطأت العنوان."رحيل؟تجمد كمال في مكانه، غارقا في الحيرة."هل أنت متأكد من أنك لم تخطئ؟"بدت ملامح المالك غير راضية: "إذا كنت لا تصدقني، فهذا شأنك."ثم هم بإغلاق الباب.لكن كمال لم يكن مستعدا للتخلي عن الخيط الوحيد الذي بين يديه، فأخرج مبلغا من المال وقال: "اعتبر هذا مكافأة مني، فقط أخبرني متى استأجرت المكان؟ وهل تواصلت

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 17

    تقدمت سيدة انفصلت مؤخرا عن زوجها الخائن، غاضبة بسبب كرهها للخيانات، واعترضت طريقها وهي تصرخ: "أنت شابة صغيرة، ألا يوجد شيء آخر تفعلينه غير تدمير بيوت الآخرين؟ تبا لك، أيتها الثعلبة المخادعة!"عندما رأت مايا هادي أن هذه السيدة الغريبة تهاجمها أيضا، لم تبق صامتة بل ردت بسخرية: "يا خالة، بمظهرك هذا، حتى لو أردت أن تكوني ثعلبة مخادعة، لما استطعت! هل تهاجمينني لأنك لم تستطيعي الاحتفاظ بزوجك وتم التخلي عنك؟""تبا لك! هذا أفضل من أن تطردي شبه عارية من منزل رجل لا يريدك!" صرخت السيدة غاضبة وهي تحاول الإمساك بها.تحول المشهد إلى فوضى عارمة في لحظة.كانت هذه السيدة تسكن في الحي، ولم يمض وقت طويل حتى استدعت مجموعة من جاراتها، وبدأن جميعا في توبيخ مايا هادي ووصفها بأنها امرأة بلا خجل. أما المارة الذين كانوا يتابعون المشهد، فبدأوا بدورهم في استدعاء الآخرين لمشاهدة هذه الفضيحة، وسرعان ما تجمع عدد كبير من الناس.كان الصخب عاليا لدرجة أن من في الفيلا يمكنهم سماعه، لكن كمال أمير تجاهل كل شيء تماما، غارقا في أفكاره، ولم يبد أي نية للخروج.مهما كانت بارعة في الصراخ والجدال، لم تستطع مايا هادي مواجهة هذا

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 16

    "أنت لا تملكين الحق في تقييم هالة طارق، ثم إن فضح الأمر كان حلمك الذي طالما سعيت إليه، أليس كذلك؟ لقد التقطت لي صورا واضحة جدا، بينما كنت حريصة على ألا تظهري في أي منها. لا تظني أنني لا أعلم، لقد خططت منذ زمن لاستخدام هذه الطريقة لإجباري على قبولك."الآن أصبح في غاية الوضوح، لكنه تأخر كثيرا.حاولت مايا هادي أن تنكر مجددا، لكنه كان يمقتها بشدة ولم يشأ أن يمنحها أي فرصة. رفع هاتفه على الفور واتصل بحراس الأمن في الفيلا، وأمرهم: "خذوا من لا ينبغي أن تكون هنا بعيدا."كان أفراد الأمن في حالة تأهب على مدار الساعة، وبمجرد تلقيهم الأوامر، هرعوا إلى المكان.رفضت مايا هادي المغادرة واستمرت في المقاومة بشدة: "كمال، أنت من دعاني إلى هنا، إذا كنت تريدني أن أرحل الآن، فسأرحل فورا، لكن لا يمكنك معاملتي بهذه الطريقة..."أدار كمال أمير ظهره لها وتوجه نحو المنزل دون أن يلتفت، تاركا خلفه عبارة واحدة: "لا تدعيني أراك مجددا.""كمال——"تم جر مايا هادي إلى خارج بوابة الفيلا، وشاهدت بعينيها الباب الحديدي المزخرف يغلق أمامها، وكأن حياة الثراء والرفاهية تبتعد عنها. بدأت تصرخ بصوت باك:"كمال، حتى من دوني، ستنفصل

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 15

    أساءت مايا هادي فهم قصده تماما، وارتمت في أحضانه وهي تضحك بمكر قائلة: "أليس هذا أكثر إثارة؟ كمال، نحن... آه! ماذا تفعل!"لم تكمل جملتها، حتى انتزع كمال أمير ثوب النوم عنها بغضب لا يمكن كبحه.لم يعر كمال أمير أي اهتمام لصراخها الحاد، ولم يتوقف حتى ألقى بثوب النوم على الأرض. طوال الوقت، لم يوجه إليها حتى نظرة واحدة.أما الخدم، فكانوا يعملون فقط لكسب رواتبهم، ولم يكن أي منهم يرغب في رؤية مثل هذا المشهد، لذا فروا جميعا بأسرع ما يمكن متجهين إلى الحديقة.شحب وجه مايا هادي في البداية، لكنها سرعان ما لاحظت أن لا أحد غيرهما في المكان، فضحكت بميوعة قائلة: "آه، وكأنني لا أفهم ما تريده! لماذا أنت عنيف هكذا؟"وبينما تتحدث، اقتربت منه أكثر، محاولة الارتماء في أحضانه دون أدنى محاولة لإخفاء نواياها.لطالما كانت علاقتهما قائمة على الرغبة فقط، بلا أي مشاعر حقيقية، لذا لم يكن هناك مجال للخجل أو الحياء. بالنسبة لها، ما يهم هو إرضاؤه، لأن ذلك يعني المزيد من المال.لم يكن يهمها إن كان يعتبرها مجرد لعبة أم عشيقة، طالما أنها ستحصل على لقب زوجة كمال وثروته.كانت مايا لا تزال غارقة في حلمها بالزواج من رجل ثري،

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status