Share

الفصل 2

Penulis: كل شيء سراب
استفاقت ريما، فوجدت متدربين يعملون تحت إمرة يوسف يحيطون بها، وكانت رنا بينهم.

نهضت ريما مستندة إلى السرير وقالت: "ماذا تفعلون هنا؟"

قالت متدربة بملامح مطيعة: "الأستاذ يوسف قال إنك ستكونين حالة التعليم لنا، وطلب أن نسبقه إلى هنا…"

دفعتها متدربة أخرى بمرفقها وقالت: "ولم تشرحين لها كل هذا؟ إنها مجرد شخص يسدي المعروف طمعا في المقابل، ولا تستحق أن نحسن إليها."

شحب وجه ريما، لن تشعر بعدم ارتياح بسبب هذا الكلام من قبل، لكنها ترى الآن أن هذا الكلام محق، وهذا سبب بقاء يوسف بجانبها.

"بالضبط! لولاها لكان الأستاذ يوسف يستطيع السعي في حبّه الحقيقي." ثم نظرت إلى رنا الواقفة في الوسط بنظرة ذات إشارة واضحة.

نظرت ريما إلى وجه رنا المحرج قليلا وشعرت بطعنة حادة في قلبها.

صفقت متدربة فجأة وقالت: "هل من الممكن أن أمها فعلت ذلك لتزوّج ابنتها من الأستاذ يوسف؟ لذلك ضحت بنفسها، فبمكانته، لن تصلا إليه مهما حاولتا."

وافق الآخرون وقالوا: "صحيح، الأم وابنتها ليستا طيبتين، والأم أكثر خبثا."

قبضت ريما يدها بقوة، فمهما قالوا عنها، ستتحمل.

لكن ريما تعرف أن أمها تحملت الذنب حينها لأنها كانت ممتنة لخير عائلة التميمي لهما، ولم ترغب في المقابل.

ازدادت كلماتهم قسوة، لن تسمح بتشويه سمعة أمها هكذا، فنهضت ريما ورفعت يدها لتصفع أكثرهن إساءة لأمها.

رأت رنا من طرف عينها أن يوسف سيدخل، فتقدمت ووقفت أمام المتدربة.

سقطت الصفعة على خد رنا بصوت مسموع، فتفاجأت ريما لحظة.

رأى يوسف هذا المشهد فور دخوله، فتقدم بخطوتين وضم رنا في حضنه ودفع ريما بعيدا بقوة.

قال يوسف بغضب: "ريما! ماذا فعلت؟!"

تجمدت ريما من صراخه وحدقت به بعدم تصديق، فلم يسبق له أن خاطبها بهذه الحدة.

تجاهل يوسف نظرات ريما وخرج مع رنا بنظرة الخوف الشديد عليها ليضع الدواء لها.

عاد يوسف بعد عشر دقائق وكان أول جملته هو: "اعتذري لرنا."

أمالت ريما رأسها وصمتت.

قال يوسف بصرامة: "لقد دللتك كثيرا طوال هذه السنين."

تجمد جسد ريما وقالت بعينين دامعتين: "هم من اتهموني قائلين إنني شخص يسدي المعروف طمعا في المقابل أولا! وقالوا إن أمي ضحت من أجل الارتباط بعائلتكم! ولم أرد صفع رنا، هي من وقفت أمامي!"

لم تختف الحدة في عيني يوسف، وزاد برود نبرته: "أليست كلماتهم صحيحة؟"

ضاقت عينا ريما وتوقف نفسها لحظة، وامتلأت عيناها بالصدمة والجرح والشعور بالظلم.

نعم، كان يعتقد هذا دائما، أليس كذلك؟

وإلا لما كان يؤخر الزفاف مرة تلو الأخرى عن طريق إيذائها، ويقول إنها مجرد مسؤولية له.

خفضت ريما رأسها وقالت بابتسامة مرة: "حسنا، سأعتذر."

تبعت ريما يوسف بجسد منهك نحو مكتبه.

فتحت الباب ورأت رنا تجلس وحدها على كرسي المكتب، فتوقفت لحظة وتذكرت الماضي.

كانت ريما تريد اصطحاب يوسف بعد عمله، فقال إنه سيتأخر في الانتهاء من العمل بسبب شغل، لذا قالت إنها ستنتظره في المكتب.

لكن رد يوسف: "في مكتبي ملفات مهمة، ولن أترك أحدا فيه وحده."

لكن رنا تجلس الآن وحدها فيه، فمبادئ الرجال لا تعمل إلا مع من لا يحبون، وليس لهم أي مبدأ مع الفتاة التي يحبونها.

كتمت ريما ألمها واقتربت من رنا وقالت: "آسفة، صفعتك دون قصد للتو."

غطت رنا فمها وقالت بدهشة مصطنع: "سيدة التميمي؟"

وصل يوسف إليها وربت رأسها بعدم الرضا وقال: "لم نتزوج بعد، فلا داعي لهذه التسمية."

عندما يناديها الآخرون بالسيدة التميمي من قبل، لم يصحح يوسف لذك ولا مرة، لكنه صححه أمام رنا.

هل لا يريد أن يسمع هذه المناداة من الفتاة التي يحبها؟ مرت مرارة في عيني ريما.

أومأت رما بطاعة وغيرت المناداة: "لا تقلقي يا آنسة ريما، لقد سامحتك."

موقفها المسامح جعل يوسف يترك ريما أخيرا: "عودي لغرفتك وارتاحي."

غرست ريما أظافرها في كفها وغادرت المكتب، لكنها اصطدمت بالمار بعد خطوات.

سقطت ريما في الأرض بسبب فقدان التوازن، وانتشر الألم في جسدها وعرقها البارد يملأ جبينها.

سمعت صوت يوسف من الداخل يقول لرنا: "هل لا يزال وجهك يؤلمك؟ سأضع لك مزيدا من الدواء."

انهارت دموع ريما أخيرا، وسقطت في الأرض مثل السلسلة، غطت فمها لتمنع صوتها، ولم يظهر وجعها إلا من ارتجاف كتفيها.

في اليوم التالي، ذهب يوسف إلى مستشفى آخر ولم يأخذ سوى متدربة واحدة معهن أي رنا.

طوال أسبوع علاجها في المستشفى، أتى المتدربون إليها مرارا ويقولون إن يوسف اختار رنا لكي يصطحبها للسياحة وذهب بها لأماكن ممتعة وطعام لذيذ، ولم يفعل هذا مع ريما أبدا.

لم ترد ريما بكلمة على هذه الأحاديث، لكن كانت تشعر بأن قلبها على وشك التحطم، ثم ظهر في عينيها أثر للانعتاق.

يوسف، سأمنحك الحرية…

بعد خروجها من المستشفى، ذهبت ريما إلى منزل عائلة التميمي فورا، تريد فسخ خطوبتهما!
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 20

    وأثناء مساعدتها لوالد يوسف في النزول، دخل يوسف بخطوات مترنحة ووقف في الأسفل يحدق بها مذهولا.كان المشهد مألوفا، كم مرة كانت ريما تساند والده في النزول هكذا؟ لوهلة، خُيل له أنها عادت وأن ما حدث لم يكن إلا كابوسا، وما زال لهما مستقبلا بعد.لو كان ذلك في الماضي، لألقت نظرتها فيه فورا وابتسمت له، أما الآن، فقد أصبحت نظراته الحارقة بلا معنى، كأنه هواء بالنسبة لها.كل ما حدث كان حقيقة، لن تعود، ولن يكون هناك مستقبل يجمعهما بعد الآن.أدرك يسوف ذلك، فشعر وكأن خنجرا يغوص في صدره، كل نفس يأخذه ممزوج بالعذاب.على العشاء، جلس يوسف مقابلها، يحدق بها بحرارة، ويمد بيده نحو الأطباق ليقدم لها الطعام الذي تحبه.لكنها لم ترفع رأسها ولا مرة، ظلت تتحدث مع والد يوسف، ونقلت وكل ما وُضع في صحنها إلى طبق القمامة مباشرة.بعد الطعام، جلست ريما مع والد يوسف قليلا ثم استأذنت، بينما بقي يوسف واقفا جانبا بصمت.وما إن نهضت وغادرت، حتى لحق بها فورا.كانت ريما تعلم أنه يتبعها، فواصلت السير حتى وصلت لحديقة الفيلا ثم توقفت.التفتت تعانق كتفيها ونظرت إلى يوسف الذي لحق بها بارتكاب: "إن كان لديك ما تقوله، فقله هنا، ولا تزعج

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 19

    أوصلها سامي إلى المنزل كالعادة، لكنها شعرت بأن هناك ما تغير.عند نزولها، قدم سامي لها علبة هدية: "هدية عيد ميلادك."وفي الطريق من باب المجمع حتى بيتها، أسرعت أكثر من المعتاد شوقا لفتح الهدية.وعندما وصلت لأسفل المبنى ورأت يوسف، توقفت فجأة.وقفت تحدق به من بعيد، كان يحمل كعكة وهدية ويتقدم نحوها.قدم الهدية لها بتوتر وقال بصوت مبحوح: "عيد ميلاد سعيد يا ريما، قلت إنني سأرافقك في كل عيد ميلادك، لحسن الحظ أنني لم أفوت هذه المرة."حقا، لم يغب يوسف يوما عن عيد ميلادها، حتى في أصعب أيام العمليات، كان يجد وقتا للاحتفال بعيد ميلادها، ولو كان الثمن هو سهر ليلة كاملة لإجراء العمليات.لكن ذلك كان في الماضي، أخذت ريما الهدية ورمتها فورا في سلة المهملات قبل أن يظهر يوسف أي فرح في عينيه.شحب وجهه في لحظة، وشعر وكأن يدا خفية تعتصر قلبه وتمنعه من التنفس.قالت ببرود: "لم تعد مضطرا لتحمل هذه المسؤولية عديمة القيمة، ابتعد عني."قال يوسف بمرارة: "لم أفعل هذا بدافع المسؤولية، أنا آسف يا ريم، أدركت خطئي حقا وندمت حقا، أرجوك، أعطني فرصة واحدة فقط، سأكون أفضل…""لماذا؟" قاطعته ببرود.ساد الصمت ثوان، ثم ابتسمت ر

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 18

    بعد أن أوصلت جميلة إلى منزلها، عادت ريما إلى بيتها.وبعد أن انتهت من الاستحمام واستلقت على السرير، تذكرت كلمة "الحب" التي قالها يوسف، فلم تستطع منع نفسها من الضحك.أن يقول يوسف إنه يحبها، كان إهانة لهذه الكلمة.في اليوم التالي، لم يكن هناك عرض، وتم إلغاء التدريب، قرأت ريما إشعار الفرقة، ثم رمت هاتفها ونظرت للسقف، فاكتشفت أنها لا تفعل شيئا سوى التدريب والعروض.وما إن تسلل الفراغ إلى قلبها قليلا، حتى اتصل سامي بها: "لا تدريب لكنم اليوم، صحيح؟ سأمر لآخذك بجولة."وافقت ريما بما أنها لا جد شيئا لفعله، ونهضت ثم رتبت نفسها بتكاسل، وعندما نزلت، كان سامي ينتظر تحت.تفاجأت قليلا ثم أسرعت إليه وجلست بالمقعد الأمامي: "هل انتظرت طويلا؟ كان يجب أن أسرع."شغل سامي السيارة بلا مبالاة: "لدي الكثير من الصبر معك، انزلي متى شئت."اعتادت ريما على حديثه المليء بالتلميحات مؤخرا، فابتسمت: "حسنا، أنزل بعد نوم طويل المرة القادمة."قال سامي دون أن يغضب: "لا مشكلة."قضى سامي اليوم كدليل سياحي، يتجول بها في الأماكن القريبة، رغم أنها عاشت هنا لعام كامل، فلم تتجول فيها بعد.وأخذها إلى مطعم قرب البحر في المساء.وعندم

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 17

    توقفت ريما واستدارت ببرود: "هل أرسلك والدك للبحث عني؟"فلم تستطع تخيل سبب آخر غير ذلك.تجمد يوسف بعد سماع هذا ثم أسرع في الشرح: "لا، أنا جئت إليك بنفسي.""ماذا تريد؟" قالت ريما وتراجعت بخطوة بصوت بارد.عندما رأى موقفها المتحفظ والحذر، فشعر يوسف بالألم الذي يمزق قلبه وازداد مرارة فيه.امتلأت عيناه بالحزن والرجاء: "ريما، عودي معي، أنا…""ما زلت تريد سداد المعروف؟ لا داعي، لقد انتهى كل شيء، ارحل، لم يعد بيننا أي دين." قالتها ريما بنظرة باردة إليه.قالت ذلك وتجاوزته للمغادرة، لكن يده أمسكت بها."ليس لرد المعروف، أريد أن تعودي فقط، كنت غبيا، ولم أفهم مشاعري إلا بعد أن فقدتك!" أمسك بها بارتكاب ويريد إبقاءها بشدة.عقدت ريما حاجبيها بسبب كلامه، وضايقها لمسه، فانتزعت يدها بقوة.شعر يوسف بفراغ في كفه وقلبه، كأن آلاف الإبر تخترقه.خفض يوسف رأسه ليحدق في يده الخالية من شيء وقال بمرارة: "ريما، أحبك، ليس بسبب المعروف، كل ما فعلته لك منذ الطفولة كان بدافع الحب.""لم أفهم هذا من قبل، كنت أهرب من حقيقة مشاعري حتى لا أُقيد، فأسأت إليك كثيرا… آسف، عشت كل يوم بعد رحيلك في ندم، أرجوك، أعطيني فرصة لأعوضك."

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 16

    بسبب كثرة الأشخاص، انقسموا إلى سيارتين.ركبت ريما مع جميلة في سيارة سامي، بينما ركب الآخرون سيارات أجرة.جلست ريما في المقعد الأمامي لأنها تصاب بالدوار في السيارة، بينما جميلة في الخلف وما زالت تنظر للخارج قائلة: "ذلك الشخص كان وسيما جدا! رغم الإرهاق الظاهر عليه، ما زالت وسامته بارزة! أتمنى لو حصلت على رقمه!"لم تقل ريما كلمة، فانتبه سامي لصمتها وقال لأخته في الخلف: "اصمتي أنت! تعتقدين كل من ترينه وسيما! لا أدري كيف تعمل عيناك!"فانشغلت جميلة فورا بالمشاجرة اللفظية مع سامي، ونسيت يوسف تماما.راقبت ريما ظلال الأشجار تتراجع خارج النافذة، وعقلها كله مع تلك الكلمة التي قالها يوسف، صوته لم يحمل ذرة دهشة، وهذا يعني أن لقاءهما ليس صدفة، إذا لماذا جاء إليها؟لقد مر وقت طويل، ومن المفترض أنه لقد تزوج من رنا الآن، فلماذا أتى إليها إذا؟فكرت طوال الطريق دون جدوى، فقررت طرد الأمر من رأسها، فلم يعد يخصها على أي حال.أكلت ريما العشاء شاردة الذهن، وركب السيارة بعده، أوصل سامي جميلة أولا، ثم انطلق باتجاه آخر.حينها لاحظت أنها ليست طريق المنزل، فقالت باستغراب: "إلى أين نحن الآن؟"وضع سامي يدا على المق

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 15

    بعد انتهاء العملية، أقامت ريما عدة أيام في المستشفى ثم خرجت، وقد عاد صوتها كما كان.انضمت ريما إلى فرقة موسيقية بصدفة، وفيها فتاة تُدعى بجميلة، تحب التعلق بها وهي من أقنعتها بالانضمام.ولأن لديها خبرة، نظموا عرضا صغيرا في حانة بسرعة.وبعد عام كامل، عندما وقفت ريما على المسرح مجددا، شعرت أنها استعادت نفسها، وابتسامتها كثرت.وبعد العرض، بقيت ريما كأنها ما زالت في تلك اللحظات خلال العرض، لكن أصوات جميلة ارتفعت فجأة عندما وصلت إلى الكواليس: "أخي؟! لماذا أتيت؟ لم تحضر عروضي أبدا!"كانت ريما تركز على خطواتها دون أن ترفع رأسها، حتى سمعت صوتا مألوفا: "لا تقلقي، لم آت من أجلك."تجمدت لحظة، ثم رفعت رأسها ورأت سامي واقفا في الممر، وبعد كلمته تلك، حول نظراته نحو ريما."أتيت لأرى كيف تعافت مريضتي." قالها وهو يبتسم بخفة.تابعت جميلة نظراته إلى رينا بجانبها: "هل تعرفان بعضكما؟!"لم تتوقع ريما أن جميلة هي شقيقة سامي، وبسبب هذه الصلة، صارت جميلة تدعوها كثيرا للطعام، وتحضر سامي معها أحيانا، وهكذا ازدادوا قربا.وبعد نصف عام، شاركت ريما مع الفرقة بمسابقة وفازوا بالمركز الأول في النهاية، وكان الجائزة سلسلة

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status