Share

الفصل 3

Penulis: كل شيء سراب
قالت ريما بحزم وهي واقفة في غرفة الجلوس: "يا عم التميمي، أريد فسخ خطوبتي."

تجمد والد يوسف قليلا وقال: "لماذا فجأة… أليست حفلة الزفاف على وشك أن تُقام؟"

أخفضت ريما عينيها تخفي مرارة في داخلها: "لا نحب أنا ويوسف بعضنا، ولا نريد أن نعطل الآخر، وسيتم إطلاق سراح أمي قريبا، أريد أخذها للرحيل وأصحبها جيدا."

ولما رأى إصرارها، وافق والد يوسف مضطرا: "حسنا، سأرتب لك كل شيء مثل تذكرة الطائرة، عندما تخرج والدتك من السجن بعد نصف شهر، يمكنك المغادرة…"

وفجأة سُمع صوت يوسف من الخلف: "من الذي سيغادر؟"

تصلب جسد ريما فورا، وسبقت والد يوسف بالكلام: "لا أحد، لماذا عدت؟"

لم يسأل يوسف المزيد: "سمعت أنك عدت، فجئت لأصطحبك."

ثم دعاهما والد يوسف لتناول الطعام قبل الرحيل.

وأثناء العشاء، اعتاد يوسف أن يضع الطعام في طبقها، لم يخطئ يوما في هذه التفاصيل مثل اصطحابها إلى المنزل ووضع الطعام لها، ولذلك ظنت أنه يحبها فعلا بخطأ.

وفي منتصف الأكل، ذكر يوسف شأن الزفاف: "أبي، الزفاف سيقام بعد نصف شهر كما هو مخطط، تذكر أن تبلغ الضيوف."

تفاجأ والد يوسف ونظر إليهما: "ألم تخبرك ريما؟ إنها تريد فسخ الخطوبة."

لكن صوته غرق في رنين الهاتف. أجاب يوسف المكالمة، وكانت ريما بجانبه، فسمعت كل شيء بسهولة.

"أستاذ، تصاب رنا بالحمى وترفض مغادرة العمل، تعال لإقناعها بسرعة!"

شد يوسف على الهاتف بقلق: "ابق معها، سآتي فورا."

ولما أنهى المكالمة، سأل أباه: "أبي، ماذا قلت؟"

ثم تابع دون انتظار رد: "سنتحدث لاحقا، عندي أمر طارئ."

ثم نهض بسرعة حتى نسي الأدب الذي تعلمه وترك الكرسي يصرخ بصوت حاد، وسار بخطوات واسعة نحو الباب.

راقبته ريما وهو يبتعد، وشعرت كأن قلبها يُسحق بيدين قاسيتين، وجاء منه ألم خفي.

بعد مغادرتها منزل عائلة التميمي، ذهبت ريما إلى السجن.

كانت تمسك هاتف الزيارة وتنظر إلى وجه أمها الشاحب خلف الزجاج، فاحمرت عيناها لكنها تماسكت.

نظرت أم ريما إليها بعينين دامعتين وضغطت الهاتف على أذنها: "ريما، هل عاملتك عائلة التميمي ويوسف جيدا خلال هذه السنوات؟"

سحبت ريما كمها لتخفي الجرح وابتسمت: "نعم، إنهم طيبون جدا معي يا أمي، لا تقلقي."

اطمأنت أم ريما: "أليس زفافكما قريبا؟ للأسف أني لا أستطيع حضوره."

قالت ريما بخفة مصطنعة: "لن نتزوج، إنه لا يحبني. عندما تخرجين، سنغادر هذا المكان، ممكن يا أمي؟ وسأكون بجانبك دائما فيما بعد، فقط أنا وأنت."

تألم قلب أم ريما لما رأته من الحزن في وجه ريما، وامتلأت عيناها بالدموع: "حسنا، كما تريدين، كله كما تريدين."

وحين عادت إلى منزلها الخالي الذي لم تكن فيه إلا قبل شهر ونصف، نظرت ريما إلى المكان المألوف وكل شيء فيه لم يعد لها.

صعدت وجمعت أغراضها، وتركت كل ما قدمه يوسف وعائلة التميمي لها. تلك الأشياء لم تكن ملكها يوما، ولم يكن لها حق فيها.

لم يعد يوسف إلى المنزل تلك الليلة. وعاد بعد ظهر اليوم التالي.

جاء مع مصمم أزياء وخبيرة تجميل: "هناك حفل طبي الليلة، سأصطحبك لتتعرفي على الناس."

لم يتردد يوسف يوما في الاعتراف بها كزوجة ابن عائلة التميمي أمام الآخرين، لأنها مسؤولية بالنسبة له فقط ولا شيء آخر.

وبعد أن انتهت من التجهيز، وصلت ريما إلى السيارة وحاولت فتح باب المقعد الأمامي، فلم يُفتح.

قال يوسف حينها: "سنمر لأخذ رنا، هي تعاني من الدوار في السيارة، فاجلسي خلفا."

اشتدت أصابع ريما حول المقبض، هل نسي أنها هي تعاني من الدوار في السيارة أيضا؟

خفضت رأسها بابتسامة ساخرة، وفتحت باب المقعد الخلفي بصمت.

وبعد أن صعدت رنا، قالت فورا: "شكرا لك لأنك بقيت بجانبي طول ليلة أمس يا أستاذ، لولاك لما تعافيت بسرعة."

ابتسم يوسف لها ومسح رأسها بلطف: "أهم شيء هو أنك بخير الآن، صحتك ضعيفة، اعتني بنفسك دائما."

طعن المشهد قلب ريما بعمق. وتظاهرت رنا دهشتها مرة أخرى: "هل آنسة ريما هنا؟ فكيف يمكنني الجلوس هنا؟ سأجلس خلفا إذن."

شغل يوسف السيارة: "لا بأس، اجلسي هنا."

بدأ الدوار يشتد على ريما، وكادت تتقيأ في منتصف الطريق. ولحسن الحظ أنها وصلت قبل أن تتقيأ حقا.

دخلت ريما ممسكة بذراع يوسف، بينما كانت رنا تلتصق به من الجهة الأخرى.

لقد عرفها بالكثير من الناس في الحفلة لصناعة الطب فعلا، لكن الأمر لا يتجاوز عن تعريفها بهم فقط، ثم ركز على تعريف رنا بخبراء في صناعة الطب، تحولت ريما إلى ظل باهت طوال الحفل.

ما زلت ريما تشعر بالدوار بسبب ركوب السيارة، لم تحتمل البقاء أكثر، فاستأذنت من يوسف وذهبت إلى دورة المياه.

جلست خارجا نصف ساعة، ثم تنفست بعمق وعادت إلى القاعة.

لكنها توقفت عند الباب حين رأت يوسف يحمل رنا التي تبدو تعبانة بين ذراعيه للصعود إلى الطابق العلوي. وكان وجه رنا محمرا وأنفاسها متسارعة بشكل غير طبيعي.

قال يوسف بصوت مبحوح كأنه يحاول كبح نفسه: "اصبري يا رنا، سنصل حالا."

ارتجف قلب ريما، فتبعتهما. وصلت خلفهما إلى الطابق العلوي حيث الغرف ورأت أنهما دخلا نفس الغرفة بأم عينها.
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 20

    وأثناء مساعدتها لوالد يوسف في النزول، دخل يوسف بخطوات مترنحة ووقف في الأسفل يحدق بها مذهولا.كان المشهد مألوفا، كم مرة كانت ريما تساند والده في النزول هكذا؟ لوهلة، خُيل له أنها عادت وأن ما حدث لم يكن إلا كابوسا، وما زال لهما مستقبلا بعد.لو كان ذلك في الماضي، لألقت نظرتها فيه فورا وابتسمت له، أما الآن، فقد أصبحت نظراته الحارقة بلا معنى، كأنه هواء بالنسبة لها.كل ما حدث كان حقيقة، لن تعود، ولن يكون هناك مستقبل يجمعهما بعد الآن.أدرك يسوف ذلك، فشعر وكأن خنجرا يغوص في صدره، كل نفس يأخذه ممزوج بالعذاب.على العشاء، جلس يوسف مقابلها، يحدق بها بحرارة، ويمد بيده نحو الأطباق ليقدم لها الطعام الذي تحبه.لكنها لم ترفع رأسها ولا مرة، ظلت تتحدث مع والد يوسف، ونقلت وكل ما وُضع في صحنها إلى طبق القمامة مباشرة.بعد الطعام، جلست ريما مع والد يوسف قليلا ثم استأذنت، بينما بقي يوسف واقفا جانبا بصمت.وما إن نهضت وغادرت، حتى لحق بها فورا.كانت ريما تعلم أنه يتبعها، فواصلت السير حتى وصلت لحديقة الفيلا ثم توقفت.التفتت تعانق كتفيها ونظرت إلى يوسف الذي لحق بها بارتكاب: "إن كان لديك ما تقوله، فقله هنا، ولا تزعج

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 19

    أوصلها سامي إلى المنزل كالعادة، لكنها شعرت بأن هناك ما تغير.عند نزولها، قدم سامي لها علبة هدية: "هدية عيد ميلادك."وفي الطريق من باب المجمع حتى بيتها، أسرعت أكثر من المعتاد شوقا لفتح الهدية.وعندما وصلت لأسفل المبنى ورأت يوسف، توقفت فجأة.وقفت تحدق به من بعيد، كان يحمل كعكة وهدية ويتقدم نحوها.قدم الهدية لها بتوتر وقال بصوت مبحوح: "عيد ميلاد سعيد يا ريما، قلت إنني سأرافقك في كل عيد ميلادك، لحسن الحظ أنني لم أفوت هذه المرة."حقا، لم يغب يوسف يوما عن عيد ميلادها، حتى في أصعب أيام العمليات، كان يجد وقتا للاحتفال بعيد ميلادها، ولو كان الثمن هو سهر ليلة كاملة لإجراء العمليات.لكن ذلك كان في الماضي، أخذت ريما الهدية ورمتها فورا في سلة المهملات قبل أن يظهر يوسف أي فرح في عينيه.شحب وجهه في لحظة، وشعر وكأن يدا خفية تعتصر قلبه وتمنعه من التنفس.قالت ببرود: "لم تعد مضطرا لتحمل هذه المسؤولية عديمة القيمة، ابتعد عني."قال يوسف بمرارة: "لم أفعل هذا بدافع المسؤولية، أنا آسف يا ريم، أدركت خطئي حقا وندمت حقا، أرجوك، أعطني فرصة واحدة فقط، سأكون أفضل…""لماذا؟" قاطعته ببرود.ساد الصمت ثوان، ثم ابتسمت ر

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 18

    بعد أن أوصلت جميلة إلى منزلها، عادت ريما إلى بيتها.وبعد أن انتهت من الاستحمام واستلقت على السرير، تذكرت كلمة "الحب" التي قالها يوسف، فلم تستطع منع نفسها من الضحك.أن يقول يوسف إنه يحبها، كان إهانة لهذه الكلمة.في اليوم التالي، لم يكن هناك عرض، وتم إلغاء التدريب، قرأت ريما إشعار الفرقة، ثم رمت هاتفها ونظرت للسقف، فاكتشفت أنها لا تفعل شيئا سوى التدريب والعروض.وما إن تسلل الفراغ إلى قلبها قليلا، حتى اتصل سامي بها: "لا تدريب لكنم اليوم، صحيح؟ سأمر لآخذك بجولة."وافقت ريما بما أنها لا جد شيئا لفعله، ونهضت ثم رتبت نفسها بتكاسل، وعندما نزلت، كان سامي ينتظر تحت.تفاجأت قليلا ثم أسرعت إليه وجلست بالمقعد الأمامي: "هل انتظرت طويلا؟ كان يجب أن أسرع."شغل سامي السيارة بلا مبالاة: "لدي الكثير من الصبر معك، انزلي متى شئت."اعتادت ريما على حديثه المليء بالتلميحات مؤخرا، فابتسمت: "حسنا، أنزل بعد نوم طويل المرة القادمة."قال سامي دون أن يغضب: "لا مشكلة."قضى سامي اليوم كدليل سياحي، يتجول بها في الأماكن القريبة، رغم أنها عاشت هنا لعام كامل، فلم تتجول فيها بعد.وأخذها إلى مطعم قرب البحر في المساء.وعندم

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 17

    توقفت ريما واستدارت ببرود: "هل أرسلك والدك للبحث عني؟"فلم تستطع تخيل سبب آخر غير ذلك.تجمد يوسف بعد سماع هذا ثم أسرع في الشرح: "لا، أنا جئت إليك بنفسي.""ماذا تريد؟" قالت ريما وتراجعت بخطوة بصوت بارد.عندما رأى موقفها المتحفظ والحذر، فشعر يوسف بالألم الذي يمزق قلبه وازداد مرارة فيه.امتلأت عيناه بالحزن والرجاء: "ريما، عودي معي، أنا…""ما زلت تريد سداد المعروف؟ لا داعي، لقد انتهى كل شيء، ارحل، لم يعد بيننا أي دين." قالتها ريما بنظرة باردة إليه.قالت ذلك وتجاوزته للمغادرة، لكن يده أمسكت بها."ليس لرد المعروف، أريد أن تعودي فقط، كنت غبيا، ولم أفهم مشاعري إلا بعد أن فقدتك!" أمسك بها بارتكاب ويريد إبقاءها بشدة.عقدت ريما حاجبيها بسبب كلامه، وضايقها لمسه، فانتزعت يدها بقوة.شعر يوسف بفراغ في كفه وقلبه، كأن آلاف الإبر تخترقه.خفض يوسف رأسه ليحدق في يده الخالية من شيء وقال بمرارة: "ريما، أحبك، ليس بسبب المعروف، كل ما فعلته لك منذ الطفولة كان بدافع الحب.""لم أفهم هذا من قبل، كنت أهرب من حقيقة مشاعري حتى لا أُقيد، فأسأت إليك كثيرا… آسف، عشت كل يوم بعد رحيلك في ندم، أرجوك، أعطيني فرصة لأعوضك."

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 16

    بسبب كثرة الأشخاص، انقسموا إلى سيارتين.ركبت ريما مع جميلة في سيارة سامي، بينما ركب الآخرون سيارات أجرة.جلست ريما في المقعد الأمامي لأنها تصاب بالدوار في السيارة، بينما جميلة في الخلف وما زالت تنظر للخارج قائلة: "ذلك الشخص كان وسيما جدا! رغم الإرهاق الظاهر عليه، ما زالت وسامته بارزة! أتمنى لو حصلت على رقمه!"لم تقل ريما كلمة، فانتبه سامي لصمتها وقال لأخته في الخلف: "اصمتي أنت! تعتقدين كل من ترينه وسيما! لا أدري كيف تعمل عيناك!"فانشغلت جميلة فورا بالمشاجرة اللفظية مع سامي، ونسيت يوسف تماما.راقبت ريما ظلال الأشجار تتراجع خارج النافذة، وعقلها كله مع تلك الكلمة التي قالها يوسف، صوته لم يحمل ذرة دهشة، وهذا يعني أن لقاءهما ليس صدفة، إذا لماذا جاء إليها؟لقد مر وقت طويل، ومن المفترض أنه لقد تزوج من رنا الآن، فلماذا أتى إليها إذا؟فكرت طوال الطريق دون جدوى، فقررت طرد الأمر من رأسها، فلم يعد يخصها على أي حال.أكلت ريما العشاء شاردة الذهن، وركب السيارة بعده، أوصل سامي جميلة أولا، ثم انطلق باتجاه آخر.حينها لاحظت أنها ليست طريق المنزل، فقالت باستغراب: "إلى أين نحن الآن؟"وضع سامي يدا على المق

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 15

    بعد انتهاء العملية، أقامت ريما عدة أيام في المستشفى ثم خرجت، وقد عاد صوتها كما كان.انضمت ريما إلى فرقة موسيقية بصدفة، وفيها فتاة تُدعى بجميلة، تحب التعلق بها وهي من أقنعتها بالانضمام.ولأن لديها خبرة، نظموا عرضا صغيرا في حانة بسرعة.وبعد عام كامل، عندما وقفت ريما على المسرح مجددا، شعرت أنها استعادت نفسها، وابتسامتها كثرت.وبعد العرض، بقيت ريما كأنها ما زالت في تلك اللحظات خلال العرض، لكن أصوات جميلة ارتفعت فجأة عندما وصلت إلى الكواليس: "أخي؟! لماذا أتيت؟ لم تحضر عروضي أبدا!"كانت ريما تركز على خطواتها دون أن ترفع رأسها، حتى سمعت صوتا مألوفا: "لا تقلقي، لم آت من أجلك."تجمدت لحظة، ثم رفعت رأسها ورأت سامي واقفا في الممر، وبعد كلمته تلك، حول نظراته نحو ريما."أتيت لأرى كيف تعافت مريضتي." قالها وهو يبتسم بخفة.تابعت جميلة نظراته إلى رينا بجانبها: "هل تعرفان بعضكما؟!"لم تتوقع ريما أن جميلة هي شقيقة سامي، وبسبب هذه الصلة، صارت جميلة تدعوها كثيرا للطعام، وتحضر سامي معها أحيانا، وهكذا ازدادوا قربا.وبعد نصف عام، شاركت ريما مع الفرقة بمسابقة وفازوا بالمركز الأول في النهاية، وكان الجائزة سلسلة

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status