Share

الفصل 0501

Author: مو ليان تشينغ
لكن في عينيه ومضت لحظة تردد خفية يكاد لا يدركها أحد.

لاحظت جميلة اضطراب سليم، فارتبكت في قلبها، وبكت بحرقة أشد: "حبيبي، أ أنت أيضا لا تثق بي؟ أ أنت أيضا تظن أنني كاذبة؟"

سارع سليم إلى النفي: "لا، لم أفعل! لم أفعل! فقط… فقط لم أتوقع أن يفعل فارس مثل هذا الأمر."

بكت جميلة حتى انقطع نفسها: "فارس هو… كيف يمكن أن يكون هكذا؟ أليس دائما مطيعا؟ لا بد أنها ورد، لا بد أن ورد هي من ورطتنا!"

عقد سليم حاجبيه بشدة، والاسم "ورد" زاده اضطرابا.

"يكفي، لا تبكي بعد الآن." قال بلهجة قاسية قليلا: "سأتولى هذه المسألة بنفسي، عليك أن تستريحي أولا."

قال ذلك، ونهض سليم وغادر غرفة المستشفى.

نظرت جميلة إلى ظهره المغادر بعينين قاتمتين، فيما غرست أظافرها بقوة في راحتها.

عاد سليم إلى مكتبه، فسارع سكرتير عادل للقائه، وناوله ملفا.

"الرئيس سليم، هذا هو التقرير المالي الأخير لشركة فارس، بالإضافة إلى تفاصيل حركة الأموال."

أخذ سليم الملف، وقلب صفحاته بسرعة، فتبدل وجهه إلى ما هو أشد قتامة.

"كل هذه الأموال… أرسلت إلى الخارج؟" سأل بصوت بارد يختلط فيه الغضب.

أومأ سكرتير عادل برأسه: "نعم، الرئيس سليم، ثم إن حركة الأموال متشعبة
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0549

    رفعت ورد رأسها، وحين رأت أنه سليم، انعقد حاجباها قليلا، وجاء صوتها ببرود."السيد سليم، في هذا الوقت المتأخر، هل لديك أمر آخر؟"ارتسمت على وجه سليم ابتسامة باهتة، وحاول قدر المستطاع أن يجعل نبرته تبدو طبيعية."السيدة ورد، رأيتك ما زلت تعملين في هذا الوقت، إنه حقا مرهق، فقلت في نفسي أن أمر لأرى إن كان بوسعي أن أساعدك في شيء."أطلقت ورد ضحكة ساخرة، وفي عينيها امتلأ الاستهزاء."ما أكرمك يا السيد سليم، لكن أمور مجموعة عائلة أديب لا تحتاج إلى تدخلك أو انشغالك.""إن لم يكن لديك أمر آخر، فرجاء غادر، فما زال أمامي الكثير من العمل."وكأن سليم لم يسمع إشارة الطرد من ورد، إذ تقدم مباشرة نحو مكتبها، وألقى بصره على الأوراق المكدسة فوق الطاولة."السيدة ورد حقا مثابرة، حتى في هذا الوقت ما زلت تدرسين خطط التعاون." قالها سليم وكأنه بلا قصد، ثم تناول ملفا وبدأ يقلب صفحاته.فجأة اسود وجه ورد، وانبعث من صوتها جليد قاتل."سليم، ماذا تظن نفسك فاعلا؟"ارتبك سليم كأنه صدم، فارتجفت يده وكاد الملف يسقط على الأرض.أسرع يضع الملف على الطاولة، وارتسمت على وجهه ملامح بريئة، وراح يبرر بلهجة مرتبكة."السيدة ورد، لقد أ

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0548

    "أما الماضي، فقد انتهى منذ زمن، والأفضل للسيد سليم أن ينظر إلى الأمام."ارتطم سليم بجدار صلب، فاسود وجهه ولم يجد ما يقوله.حملت ورد فنجان قهوتها، وغادرت غرفة الاستراحة بخطوات ثابتة، تاركة سليم واقفا في مكانه بوجه مظلم كالحبر.في المكتب، كانت ورد وجليل يقفان جنبا إلى جنب، ينجزان أكواما من الملفات.تدفقت أشعة الشمس عبر النوافذ الممتدة من الأرض إلى السقف، فغمرتهما بهالة دافئة ناعمة.وكان جليل يلتفت إليها بين الحين والآخر، بعينين مليئتين بالحنان والتركيز.أنهت ورد أحد الملفات، وتمددت قليلا وهي تلتفت إليه، وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة."جليل، لنتناول الغداء معا اليوم، أشتهي مطعم السوشي في الطابق السفلي."لمع السرور في عيني جليل، فأومأ فورا."بكل سرور، ما تشتهينه هو ما نفعله."رتبا أوراقهما، وغادرا المكتب جنبا إلى جنب.في الممر، كان عدد من الموظفين يراقبون المشهد، وترتسم على وجوههم نظرات الإعجاب."السيدة ورد والسيد جليل متكاملان تماما، كأنهما خلقا لبعضهما.""وفوق ذلك، أليس السيد جليل لطيفا أكثر من اللازم مع السيدة ورد؟ فهو يأتي كل يوم إلى الشركة ليبقى معها حتى ساعات العمل المتأخرة."وقد وصلت تل

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0547

    قالت ورد بحزم: "أعلم ذلك، لكن لا بد أن أفعل هذا. من أجل أميرة، ومن أجلي أنا، يجب أن أسحق سليم وجميلة تماما، وأجعلهما يدفعان الثمن الذي يستحقانه!"رأى جليل ذلك العزم في عيني ورد، وأدرك أنه لا يستطيع منعها.تنهد قليلا، ثم اختار في النهاية أن يدعم قرارها: "حبيبتي، أنا معك، أيا كان ما تفعلينه، سأقف بجانبك دائما."نظرت إليه ورد بامتنان، وعيناها مملوءتان بالتأثر: "شكرا لك، حبيبي، أعلم أنك دائما تساندني."ابتسم جليل برفق، ومد يده ليمسد شعرها بحنان: "حبيبتي، وهل بيننا حاجة إلى كلمة شكر؟"في الأيام التالية، بدأ التعاون المبدئي بين مجموعة عائلة عباس ومجموعة عائلة أديب.بدأت فرق العمل التواصل، في أجواء ظاهرها ودية وهادئة، لكن باطنها يعج بالريبة والمناورات.فريق التعاون الذي أرسله سليم جاء تحت ستار مناقشة الشراكة، بينما هدفه الحقيقي كان استقصاء أسرار مجموعة عائلة أديب، وكشف تفاصيل تعاونها مع مجموعة الفخم.أما ورد فقد سبقتهم بخطوة، إذ أوكلت لسكرتيرها مسؤولية التعامل مع فريق مجموعة عائلة عباس. كان ذكيا ماكرا، يتعامل ببراعة مع كل محاولاتهم، دون أن يترك منفذا واحدا.فبدت اللقاءات وكأنها تسير بسلاسة، ل

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0546

    ظل جليل متمسكا بموقف لا يترك ثغرة، وفي شأن التعاون التجاري أبدى فتورا واضحا، فلم يعط سوى ردود مقتضبة، دون أي التزام جوهري.أما بخصوص مشروع مجموعة عائلة عباس الجديد، فقد اكتفى بتعليقات سطحية، لا فيها تأييد ولا رفض، بل موقف غامض تماما.بذل سليم جهدا كبيرا ليقتنص من جليل معلومة ذات قيمة، لكن الأخير كان بارعا في المراوغة، فأفشل كل محاولاته بحنكة.زاد هذا من توتر سليم، وأكد له أن جليل شخصية غامضة وعصية على الاختراق.بدأ يشك في أن محاولته لاختباره اليوم ربما كانت خطأ فادحا.فقد اتضح أن جليل أصعب بكثير مما تخيل.وما إن اقترب الوقت من نهايته، حتى نهض جليل وقال بنبرة ودودة: "السيد سليم، سعدت بالحديث معك اليوم، وسأفكر مليا في مقترح التعاون.""تفكر؟" قطب سليم جبينه، وصوته ينضح بعدم رضا: "ماذا يقصد السيد جليل؟"ابتسم جليل ابتسامة ذات مغزى وقال: "قضايا التعاون تستحق الدراسة بعناية، فهذا يمس مستقبل الشركتين، وأظن أن السيد سليم يتفهم وجهة نظري."بقي سليم عاجزا عن الرد، مدركا أن كلمة "التفكير" لم تكن إلا ذريعة.لقد كان واضحا أن جليل لا ينوي التعاون معه، بل حضر فقط ليواجهه ويحذره من أن يقترب من ورد.قا

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0545

    "تعبير؟" ارتفع آخر صوت جليل قليلا، وبدا على شفتيه ابتسامة غامضة، لكن نظرته الحادة كانت مثبتة على وجه سليم، وكأنه ينتظر ما سيقوله بعد ذلك.اختنق سليم بكلمات جليل التي قلبت الموقف عليه، فتحول وجهه إلى أقصى درجات الكآبة.لم يتوقع أن يكون جليل بهذا الوضوح، لا يترك له أي مساحة لحفظ ماء الوجه، ولم يتوقع أن يجاهر بالدفاع عن ورد حتى وإن أدى الأمر إلى القطيعة معه.قال سليم محاولا الحفاظ على رباطة جأشه: "السيد جليل يبالغ، فما حدث بالأمس في المنتجع لم يكن سوى سوء تفاهم.""سوء تفاهم؟" بدا أن جليل سمع نكتة ساخرة، فارتسمت على شفتيه ابتسامة استهزاء، بينما ازداد بصره برودة: "أتسمي افتراءك العلني على حبيبتي ورد، وإهانتك لكرامتها، سوء تفاهم؟""سوء التفاهم الذي تتحدث عنه يا سيد سليم، ثمنه باهظ جدا." كان صوت جليل لا يزال هادئا، لكن ضغط كلماته كان كجبل يطبق على صدر سليم.ازداد وجه سليم اسودادا، وهو يدرك أن جليل يجبره على الاعتذار. لكن.. هذا هو سيلم!أن يعتذر لورد؟مستحيل!"السيد جليل، تعلم أن مجال الأعمال لا يخلو من الاحتكاكات، فلماذا كل هذا التدقيق؟" حاول سليم تغيير مجرى الحديث، هاربا من الاعتذار.لكن جلي

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0544

    "السيد جليل، وأنت في هذا العمر الصغير، وقد حققت مثل هذه الإنجازات في عالم الأعمال، إنه أمر يدعو للإعجاب حقا.""لا أدري، إلى أي مجال تنتمي عائلة السيد جليل في أعمالها التجارية؟"رفع جليل فنجان الشاي بهدوء، ورشف منه رشفة صغيرة، وبدا مظهره متماسكا."عائلتي مجرد تجار عاديين، ولا نملك مؤسسات ذات حجم يذكر، فلا داعي لأن يضحك السيد سليم من بساطتنا."."أوه؟ حقا؟" رفع سليم حاجبيه متسائلا، ونبرته تحمل لمسة من التفحص" على حد علمي، يبدو أن العلاقة بين السيد جليل ومجموعة الفخم جيدة؟"ابتسم جليل وهو يضع فنجانه جانبا."مجموعة الفخم عملاق تجاري، ومن ذا الذي لا يتمنى أن يحافظ على علاقة طيبة معهم؟""شخصيا، كنت دائما أتابع تطور مجموعة الفخم عن كثب، وأتمنى أن تسنح الفرصة يوما للتعاون معهم."ظل سليم يثبت نظره في عيني جليل، محاولا أن يلتقط من ملامحه أي بادرة ارتباك."هل هو مجرد اهتمام ورغبة في التعاون؟" قال سليم بنبرة تحمل إيحاء خفيا: "سمعت أن لك نفوذا ملحوظا داخل مجموعة الفخم."لكن جليل بقي هادئ الملامح، وصوته لا يشي بأي اضطراب."السيد سليم يمزح لا أكثر، فأنا مجرد رجل أعمال عادي، فأي نفوذ يمكن أن يكون لي؟"

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status