LOGINابتسمت لينا ابتسامة خفيفة وهي تنظر إلى ذلك المكان الخالي من الناس."شكرًا لك يا سيد وليد."لقد قال لها من قبل في صغره: "إذا تزوجتِ يومًا من شخص آخر، وأتيت إلى حفل زفافكِ، آمل أن تناديني السيد وليد."في ذلك الوقت، كانت لينا مستندة إلى المكتب، وسألته ببراءة: "لماذا؟"كان وليد يرتدي الزي المدرسي، ونقر أنفها بالقلم قائلاً: "لأنني إذا لم أستطع الزواج منكِ، فدعيني أسمعكِ على الأقل تناديني بهذا لمرة واحدة."ابتسمت لينا وهي تمسح آثار الدموع عن وجهها، ثم تناولت كريم الأساس الموضوع على الطاولة من جديد، لتغطي به العلامات التي خلّفها التأثر والندم.غطتها برفق، كما لو كانت تُخفي ماضيهما. فعلت ذلك بحذر بالغ، وهي تأمل ألا يترك ذلك أثرًا.كانت مريم قد ارتدت بالفعل فستان وصيفة العروس، ووقفت عند الباب وهي تحمل كومة من الوثائق، وتحدق شاردة في لينا.لقد رأت وليد للتو، فتذكرت الملف الذي أعطاه لها في تلك المرة التي غادر فيها المستشفى، وطلب منها أن تعطيه للينا في يوم زفافها.مررت مريم أصابعها على الملف، وترددت لبضع ثوانٍ قبل أن تتقدم وتسلمه إلى لينا."لينا، هذه هدية الزفاف التي تركها وليد من أجلكِ."خفضت لين
كلما كانت تتعرض لينا للتنمر سابقًا في المدرسة، كانت تنكمش على نفسها وتبكي دون أن تستطيع السيطرة على نفسها.في ذلك الوقت، كان وليد يظهر ويجثو أمامها، مهدئًا إياها بتلك النبرة الرقيقة.كل ما كانت تتذكره لينا دائمًا هو معاملة وليد الجيدة لها، ولأنها كانت تتذكر ذلك، أخذت تبكي."هل تبكين هكذا لأنكِ لا تزالين تكنين مشاعرًا لي؟"بدا وليد وكأنه يمزح، فمدّ يده النحيلة نحوها."إذا كان الأمر كذلك، فتعالي معي، ما رأيكِ؟"كانت الابتسامة التي تعلو وجهه تحمل شيئًا من الدعابة.لكن نظرة عينيه كانت تعكس جدية بالغة.لقد أراد أيضًا التخلي عنها والعيش بهدوء وهو يتمنى لها السعادة.لكن خلال هذه الفترة، حتى الحبوب المنومة لم تساعده على نسيانها.الفتاة التي أحبها لسنوات طويلة، كانت محفورة في أعماقه إلى العظم، ولم يستطع حقًا أن يكون متساهلاً.سيموت أنس من دونها، وكذلك هو الحال بالنسبة له، لذا هل يمكن للينا أن تذهب معه؟أمسكت لينا بالفستان بشدة، ودموعها تغمر وجهها بالكامل وهي تنظر إلى وليد."أنا آسفة."لا زالت تعتذر له، يبدو أنه لا يوجد لديها ما تقوله له باستثناء ذلك.شعر وليد فجأة أنه خسر تمامًا، حتى يده الممدو
كانت الفتاة الصغيرة فاتنة، ذات وجه بيضاوي ناصع البياض، وعينان تلمعان كالماء تحت حاجبيها المقوسين.سيحبها كل من يراها، وسيشعر أنها ظريفة جدًا.أخذت مريم الأظرف وخرجت من الفيلا، وما إن رفعت عينيها، حتى رأت سيارة متوقفة بجوار الفيلا.توقفت للحظة، ونظرت بذهول إلى الرجل الجالس على الكرسي المتحرك أمام باب السيارة."وليد..."عندما سمع وليد صوتها المرتجف، استدار ببطء.وارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه النقي ناصع البياض."مريم، سمعت أنها ستتزوج اليوم، فجئت لأراها، لا مانع لديكِ، أليس كذلك؟"نبرته المهذبة المتحفظة جعلت عيني مريم تدمعان تدريجيًا.أرادت أن تخبره أنها لا تمانع، لكنها خشيت أن يُفسد حضوره حفل الزفاف.بالنسبة للينا، فهي لم ترَ وليد أو تذكر أمره منذ وداعهما في المستشفى.كانت على يقين أن لينا قد تجاوزت أمره، لكن شعورها بالذنب تجاهه ظل مدفونًا عميقًا في أعماق قلبها.وخشيت أن رؤية لينا له قد تزيد من شعورها بالذنب، ولكنها شعرت أيضًا أنها ستكون قاسية جدًا تجاهه إن منعته من رؤيتها.لم تتخيل مريم يومًا أنها ستكون محاصرة بين صديقيها، عاجزة عن الاختيار.بدا أن وليد فهم ما يجول بخاطرها، فارتسمت على
أخرجت مصممة الأزياء ذلك الفستان، وأصابتها الدهشة حين لمست القماش والألماس.كان ذلك الفستان المكون من طبقات من التول الرقيق، والمزين بورود من الساتان الناعم ومرصع بالألماس، يتلألأ بلون أبيض كالبلور.كان بسيطًا ومصنوعًا بدقة، وقطع الألماس المتلألئة المرصوصة بإحكام تام، تتوهج بسحر فخم وأنيق يأسر الأبصار.إن لم تكن مخطئة، فهذا الفستان من تصميم مصمم فساتين زفاف مشهور عالميًا، ولا يوجد في العالم سوى هذه القطعة الفريدة من نوعها.في السنوات الماضية، كان ذلك الفستان محفوظًا في قاعة عرض خارج البلاد، لكنها سمعت أن أحدهم اشتراه لاحقًا في مزاد بسعر خيالي.لم تتوقع أن يكون من اشتراه هو رئيس مجموعة الفاروق. لماذا كان سينفق هذا المبلغ إن لم يكن حقًا يحبها؟ثم إن الفستان الآخر في الخزانة أيضًا قيمته ليست زهيدة، فمن الواضح أنه إصدار محدود، وفي الأغلب سيكون أيضًا قطعة فريدة لا يوجد مثلها على الإطلاق في العالم."سيدة لينا، يبدو أن زوجكِ يحبكِ كثيرًا."حين سمعت لينا كلام مصممة الأزياء، أومأت برأسها برفق دون تحفظ.إن ذلك الرجل يحبها حبًا جمًا لدرجة أنه أراد أن يمنحها الأفضل من كل شيء، بل أنه كان مستعدًا أيض
فهمت لينا الأمر وأومأت برأسها، وقالت: "حسنًا، سأفعل كما تقول. والآن، إما أن تصعد إلى الطائرة، أو إلى سيارة الإسعاف."إذا لم يتوقف النزيف، فلن يستطيع التحمّل. عندما رأى أنس القلق يساورها بشأنه، أطاعها، وأمسك بيدها وصعدا إلى الطائرة.في تلك الليلة، بقيت لينا بجانبه، ولم تتنفس الصعداء إلا بعدما أوقف الطبيب النزيف، وخاط الجرح، وبدّل الضماد.مع بزوغ الفجر، شعرت لينا بأن إقامة حفل الزفاف قد لا يكون ممكنًا، فاقترحت قائلة: "ماذا لو أجلناه يومًا واحدًا؟"كان أنس يمسح شعرها برفق بمنشفة، وقال بحزم: "لا يمكن، يجب أن يقام الزفاف اليوم!"كانت لينا قد جلست في الماء الساخن في حوض الاستحمام، وتحمل دواء البرد الدافئ، والتفتت إليه وقالت: "لكن إصابتك..."قال أنس بلا مبالاة: "مهما كانت الإصابة كبيرة، فإنها ليست بأهمية حفل الزفاف."وقبل أن تقول لينا أي شيء، أمسك أنس بمجفف الشعر وبدأ يجفف لها شعرها.ثم قاد السيارة بنفسه وأوصلها إلى فيلا مريم، دون أن يسمح لها بالرفض."سآتي مع أفراد العائلة لأخذكِ في الساعة الحادية عشرة."كان الوقت المحدد سابقًا هو الساعة العاشرة، لكنه عدّل الموعد خوفًا من أن تكون متعبة، وليجع
احتضنها أنس وشعر بحرارة جسدها، فبدأ قلبه الذي خدره الألم يهدأ شيئًا فشيئًا.أفلت لينا من بيد ذراعيه، ورأى جسدها مبتلاً بالكامل، ورآها ترتجف بردًا، فعاوده ألم قلبه بعنف."أنا من ينبغي أن يعتذر، فلم تكوني لتواجهي مثل هذه الأمور لولاي.""ما هذا الهراء الذي تقوله؟ نحن زوجان، ويجب علينا أن نتحمل السراء والضراء معًا."بعد أن أنهت لينا كلامها، خفضت رأسها ونظرت إلى يديها لتجد الدماء تغطيهما بالكامل، فشحب وجهها."لقد انفتح جرح ظهرك مجددًا، اصعد بسرعة إلى سيارة الإسعاف."كانت تظن أنه ماء البحر فقط، لم تتوقع أنه دم. لا بد أن جرح ظهره قد انفتح!أمسكت لينا بيده، متجهة نحو سيارة الإسعاف، لكن أنس سحبها مجددًا."لينا، هذا الجرح ليس بالأمر الجلل."قال هذا، ثم نظر إلى جمانة التي كانت تقف بالقرب منهما."احبسوها، وأخبروا السيد متولي أن يأتي بنفسه ليستردها، وإلا فسأطلق النار عليها!"قال هذا لسامح الذي فهم على الفور، وقال: "حسنًا يا سيدي، سأقوم بذلك فورًا."كانت جمانة تعلم أن السيد فراس لن يتركها وشأنها، لذا لم تُبد أي رد فعل حين رأت سامح يقترب منها.بل إنها تنفست الصعداء في اللحظة التي رأت فيها لينا وجمال.






![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)
