Share

الفصل الثاني

Author: معكرونة الأرز لا تستطيع الطيران

بعد أن نزلت ليان السعدي من السيارة، تعمّدت التوجّه إلى ياسمين الريّان، وكان على وجهها نظر استفزازية.

"عذرًا، لقد أخذت مكان وقوف سيارتك بالخطأ، لا تمانعين أليس كذلك؟"

قبل أن تتمكن ياسمين الريّان من الرد، تدخّل باسل الرفاعي أولًا وقال، "هذا الموقف ليس حكرًا على أحد، إذا أردتِ الوقوف فيه لن يجرؤ أحد على الاعتراض."

وبعد أن أنهى باسل الرفاعي كلامه، نظر إلى ياسمين الريّان نظرة تحذيرية.

تدخّل إياد الرفاعي أيضًا وقال: "خالتي ليان، لا تهتمي بأمي، فهي تقود دائمًا سيارات الخدم، إذا ركنت هنا سوف أشعر بالإحراج."

عندما سمعت ياسمين الريّان كلمات إياد الرفاعي، لم تستطع منع نفسها من الشعور بالبرد في قلبها، فلقد اهتمّت به بعناية لمدة أربع سنوات.

الآن لم يكتفِ إياد الرفاعي بالدفاع عن ليان السعدي فحسب، بل وجّه إليها كلامًا قاسيًا أيضًا.

وفي تلك اللحظة، أمسك باسل الرفاعي يد ليان السعدي، وأعلن بحماس.

"حسنًا، اذهبي بسرعة لرؤية الغرفة التي جهّزتها لكِ."

وصَرخ إياد الرفاعي أيضًا بسعادة: "رائع، أخيرًا سوف يكون معي أحد يرافقني ويلعب معي، الخالة ليان السعدي تستطيع فعل كل شيء!"

"ليست مثل أمي، إنها مملّة للغاية!"

نظر باسل الرفاعي إلى ياسمين الريّان، وتذكّر فجأة شيئًا كان قد نسيه.

"انتهى عقد إيجار منزل ليان السعدي، لذلك ستقيم في الفيلا هذه الفترة."

بعد أن سمعت ياسمين الريّان، لم تتغيّر تعابير وجهها، واكتفت بقول "هممم" بنبرة باردة.

صُدم باسل الرفاعي من ردّة فعل ياسمين الريّان الباردة، لم يتوقّع منها هذا الهدوء.

أما ليان السعدي، فتظاهرت بالخجل وقالت بادّعاء، "انسَ الأمر، ربما من الأفضل أن أذهب إلى فندق، ففي النهاية السيدة ياسمين هي شريكتك، أنا مجرد شخص غريب."

عندما سمع إياد الرفاعي شعر بالاستياء: "خالة ليان، أنتِ وأبي تعرفان بعضكما أولًا، إذا أردنا أن نتكلم عن الغرباء فلن تكوني أنتِ."

"صحيح، هذه الفيلا كنتُ قد اشتريتها لكِ في الأصل، كيف تكونين غريبة؟"

بعد أن قال ذلك، سحب باسل الرفاعي ليان السعدي وأدخلها إلى الفيلا، وقبل أن يغادرا، لم ينسَ باسل الرفاعي أن يعطيها مفتاح سيارة ليان السعدي.

"افتحي صندوق السيارة وساعدي ليان في إنزال الحقائب."

"هل ليس لديها أيدٍ؟"

نظر باسل الرفاعي إليها بدهشة، فلم يرَ منها هذا الأسلوب من قبل.

وكأنها استسلمت ولم تعد تبالي بشيء، لم تعد تبالي بردّة فعله، هذا البرود غير المتوقع جعله يشعر بقليل من الخوف.

"إذا لا تريدين المساعدة فانسي الأمر، سوف أجعل الخدم…….."

"انسي الأمر، أعطني المفتاح."

أخذت ياسمين الريّان المفاتيح كعادتها، لكن هذه المرّة كانت مختلفة، فلم يبدُ على وجهها أيّ تعابير، حتى المشاعر القليلة التي كانت تظهر على وجهها اختفت تمامًا.

انتظر حتى نقلت الحقائب، كان إياد الرفاعي يرقص فرحًا وهو يستعرض الهدية التي سوف يعطيها إلى ليان السعدي.

كانت أربع قطع من سبائك الذهب، تزن كل واحدة منها خمسة غرامات، وقدّمها أمامها كما لو كان يعرض كنزًا ثمينًا.

اتّسعت عينا ليان السعدي، بينما سُحب لون وجه ياسمين الريّان تمامًا.

لم تكن عائلة الرفاعي تفتقر إلى المال أبدًا، لكن هذه السبائك الذهبية الأربعة جاءت بادّخار ياسمين الريّان المال بحرص لمدة طويلة.

في كل عام من أعياد ميلاد إياد الرفاعي، كانت تعطيه سبيكة ذهبية تزن خمسة غرامات.

فهذه لم تكن هدايا عادية تعطيها إلى إياد الرفاعي فحسب، بل كانت أيضًا تمثّل أمنياتها له.

لم تكن تتوقّع أنه سوف يهديها ببساطة إلى ليان السعدي.

رأى باسل الرفاعي شحوب وجه ياسمين الريّان، فعبس ناظرًا إلى إياد الرفاعي.

"إياد، هذه هي الهدية التي أعطتها لك والدتك، كيف يمكنك أن تعطي مشاعر الآخرين لشخص آخر بهذه البساطة؟"

إياد الرفاعي رد بعناد، "الخالة ليان ليست شخصًا آخر، بل هي الشخص الذي أحبّه، علاوة على ذلك، أليست هذه مجرد بضعة غرامات من الذهب؟ إن عائلة الرفاعي لا ينقصها شيء!"

كان باسل الرفاعي على وشك أن يقول شيئًا، لكن جاء صوت ياسمين الريّان البارد من الخلف.

"إياد معه حق، كم سبيكة ذهب لا تساوي شيئًا، إذا أراد أن يهديها لأحد فليهدهَا."

بعد قول هذا، تجاهلت ياسمين الريّان دهشة الجميع، ودخلت الغرفة بنفسها.

استندت ياسمين الريّان على الباب، وأغمضت عينيها بألم.

بقي القليل فقط، فقط سبعة أيام.

وستتمكّن أخيرًا من المغادرة.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل الواحد و العشرون

    أفلست عائلة الرفاعي، مع ظهور الشركات الجديدة، ضُيِّق عليهم لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على منافسة الشركات الصغيرة حتى، وبالطبع تم بيع ممتلكاتهم.عند سماع ذلك، اتسعت عينا ياسمين الريّان، فهي لم تكن تعرف حقًا، فمنذ تلك الزيارة في المستشفى قد قطعت الاتصال تمامًا مع عائلة الرفاعي.في هذه السنوات، كانت تطور نفسها في الخارج، لذلك لم تكن تعلم بالأحداث الكارثية التي حصلت لعائلة الرفاعي.وأثناء تناول الطعام، قالت يارا الحضري: "أبي، أشعر بتعب شديد، أريد أن أتقيأ."عندما سمع آسر الحضري ذلك، لمس جبهتها، فاكتشف أنها ساخنة للغاية.قال بقلق: "ربما لم تعتد على جو البلاد بعد، فقد أصيبت بالزكام فور وصولنا."عندما سمعت ياسمين الريّان ذلك، نهضت بسرعة واستعدت لركوب سيارة أجرة لتوصيل طفلتها إلى المستشفى.بعد أن وصلت إلى المستشفى، وصف الطبيب لهم دواء خافضًا للحرارة، وبعد تناول الدواء، نامت يارا الحضري في حضن والدتها ياسمين الريّان.وقد بدا منظرها يُلين القلوب.وفي ذلك الوقت، رأت ياسمين الريّان باسل الرفاعي يخرج من عيادة الطب النفسي.بعد مرور ست سنوات، لم يعد باسل الرفاعي كما كان، بدا عليه التعب الشديد، وظهر

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل العشرون

    وما إن انتهت من كلامها، حتى وصلت الشرطة.قيدت الشرطة يد ليان السعدي وقبضت عليها، لكن هذه المرة لم تقاوم، وكان وجهها شاحبًا للغاية كالميت.في هذه اللحظة أمسكت ياسمين الريّان بيد باسل الرفاعي بقلق وارتجاف وقالت له: "باسل، تمسك قليلاً، عربة الإسعاف في الطريق الآن."لكن باسل الرفاعي جمع كل ما بقي له من قوى وتكلم بصعوبة: "ياسمين، آسف، هذا ما أدين لكِ به في هذه الحياة، ويجب أن أعيده إليك."بعد عشر دقائق، تم نقل باسل الرفاعي إلى غرفة الطوارئ.وبعد ساعات من جهود الإنقاذ، عاد قلب باسل لينبض من جديد.بسبب ذلك أجلت ياسمين الريّان العودة إلى أمريكا لعدة أيام، وظلت تعتني به في غرفة المستشفى كما كانت تفعل من قبل.أول ما رآه باسل الرفاعي عندما فتح عينيه كان ياسمين الريّان.أعطته بعض الماء ثم سألته عن حاله.لكن نظر إليها باسل الرفاعي دون أن ينطق بكلمة، ثم سالت دموعه حتى سقطت على الوسادة البيضاء.نظر إليها وقال: "ياسمين، لقد مر وقت طويل منذ أن جلسنا معًا بسلام هكذا."عندما سمعت ياسمين الريّان كلامه، لم تقل أي شيء، بل وقفت استعدادًا لكي تذهب وتحضر الطبيب.نظر باسل الرفاعي إلى ظهر ياسمين الريّان، ونادى:

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل التاسع عشر

    بعد سماع ذلك، تغير لون وجه باسل الرفاعي، فبعد أن رحلت ياسمين الريّان أصبح إياد الرفاعي كل ما يملك.لو لم يكن يملك إياد الرفاعي، فربما لم يكن يرغب حتى في مواصلة الحياة، لكن الآن، حتى إياد قد اختفى!"بعد ما سمعت ياسمين الريّان ما قيل بالهاتف أيضًا نظرت إلى باسل الرفاعي وقالت له: "لا تقلق، اسأل من حولك أولًا إذا ذهب أحد لاستلام الطفل."بعد أن سمع باسل الرفاعي كلامها، أسرع وأخرج الهاتف وبدأ يتصل بالجميع.سأل الجميع، لكن لم يحصل على أي معلومة عن مكانه.حتى تلقى رسالة نصية."الطفل لدي، إذا أردت أن يبقى حيًا لا تخبر الشرطة، أحضر إلي خمسنائة ألف دولار نقدًا."ثم وصل إليه رسالة بها موقع مصنع مهجور.عندما رأى باسل الرفاعي الرسالة، نظر إلى ياسمين الريّان وقال بصوت مرتجف: "إياد، لقد خُطف."عند سماع ذلك، لمعت عينَا ياسمين الريّان بدهشة، لكنها قالت بهدوء: "فلنفعل ما قاله الخاطف، سأذهب معك."ففي النهاية إياد الرفاعي هو ابنها، حتى إذا كانت لا تريد أي علاقة به، فلم تتركه لكي يموت.وفقًا لمعلومات الرسالة، وصلوا المصنع معهم المال.كان المكان نائيًا جدًا، حتى لو اتصلوا بالشرطة، فستستغرق نصف ساعة على الأقل

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل الثامن عشر

    بعد أن أنهت ياسمين الريّان اجتماع عملها، عندما خرجت ياسمين الريّان من الشركة رأت سيارة مايباخ لافتة للانتباه.وكان الشخص المتكئ على السيارة هو باسل الرفاعي.اندهشت ياسمين الريّان، فهي لم تخبر أي أحد عن اجتماع العمل هذا.ومع ذلك وجدها باسل الرفاعي هنا.عندما رآها أسرع إليها."ياسمين، فلنتحدث قليلاً حسنًا؟"ركبت ياسمين الريّان السيارة معه، لأنها شعرت أن هناك الكثير من الأشياء يجب أن توضحها له.التف باسل الرفاعي إليها وهو يقود السيارة وقال: "ياسمين، لقد سمعت أنك أسستِ شركة روايات خاصة بك؟"أومأت ياسمين رأسها ببرود، لكن ظل باسل الرفاعي هادئًا وتابع كلامه: "لماذا لم ألحظ من قبل اهتمامك بالكتابة؟"بعد سماع ذلك، ابتسمت ياسمين الريّان بسخرية: "لأنك لم تكن تهتم بي، لذلك لم تهتم أن تعلم عني أي شيء، من الطبيعي أنك لا تعلم ما أحب."شعر باسل الرفاعي بالإحراج، وعندما كان سيكمل كلامه، كانوا قد وصلوا إلى المقهى بالفعل.نزلوا من السيارة وطلبوا مشروبات.وبعد أن رفعت ياسمين الريّان كوب القهوة وشربت منه رشفة، بدأ باسل الرفاعي في الحديث."ياسمين، خلال هذا العام الذي رحلتِ فيه، أنا وابننا لم نكن بخير."ضحكت

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل السابع عشر

    نظرت ياسمين الريّان إلى إياد الذي أصبح أطول قليلاً والذي يقف أمامها، ولم تستطع إلا أن تهز رأسها.فهي ربّته بيديها، وكانت دائمة صبورة ومليئة بالحب معه.لكن مرارًا وتكرارًا، كان يطعنها بالسكين.شاهدته يكبر من مجرد طفل، ثم تعلّم المشي تدريجيًا، ثم التحق بروضة الأطفال، لكن ما حصلت عليه بالمقابل هو أنه أعطي سبائك الذهب التي كانت تعطيها إليه كل عام كهدية لشخص آخر.بل كان يسيء الظن بياسمين الريّان دائمًا بأسوأ الطرق، بينما كان يرى ليان السعدي بكل حب وتقدير.لذلك كان حبها لإياد الرفاعي حقيقيًا، وكانت خيبة أملها به حقيقية أيضًا.ربما في عالم الأطفال كل شيء سهل، ومجرد الاعتذار ممكن أن يحل كل شيء.لكن للأسف هي شخص بالغ، وفي عالم البالغين الاعتذار لا يحل أي شيء.نظرت إلى إياد الرفاعي وقالت: "إياد الرفاعي، الاعتذار الآن هو أكثر طريقة ليس لها فائدة.""وأيضًا لا تنادني بأمي، فمنذ انتهاء العقد منذ عام، لم يعد بيني وبينك أي علاقة أمومة."رغم أن إياد الرفاعي لم يفهم كل شيء، إلا أن هناك جملة فهمها جيدًا، وهي أن أمه لم تعد تريده بعد الآن.لذلك، وقف بجانب الطريق وبدأ في البكاء بصوتٍ عالٍ.أما عن باسل الرفا

  • لم يأتِ القمرُ إلي ابداً   الفصل السادس عشر

    عندما سمعت ياسمين الريّان ذلك، تجمّد ظهرها، بالفعل كلما حاول الإنسان تجنّب شيء، كلما ظهر أمامه بسهولة.أمسك إياد الرفاعي فخذ ياسمين الريّان بشدّة، رافضًا تركه مهما حاولت.كان هذا الطفل مختلفًا تمامًا عن إياد الرفاعي الذي كان يرفض ياسمين الريّان دائمًا، فقد أصبح شخصًا مختلفًا تمامًا.لكن ياسمين الريّان دفعت إياد الرفاعي بصرامة، وكان وجهها ملئ بالاشمئزاز.نظر إياد الرفاعي بعينين مشوشتين، لم يكن يعلم لماذا أمه التي كانت تحبه كثيرًا، الآن تكرهه كثيرًا.لم يلتقِ بوالدته منذ عام كامل، وعندما التقيا، لم يقابله سوى اشمئزازها وكرهها.نظر باسل الرفاعي إلى ياسمين الريّان وعيناه مليئتان بالدموع وقال."ياسمين، إلى أين ذهبت طوال هذا العام؟ لقد بحثت عنك في كل مكان، لكن لم أستطع العثور عليك أبدًا.""أنا والطفل اشتقنا إليك جدًا، عودي إلينا أرجوكِ، ياسمين."كان صوته يرتجف، وكانت كلماته كفيلة بجعل أي شخص يذرف الدموع.لكن ردّت ياسمين الريّان عليه ببرود: "باسل الرفاعي، لا يمكننا الرجوع إلى ما كنا عليه."عندما سمع باسل الرفاعي ذلك، حاول أن يمسك بيد ياسمين الريّان غير مصدق ما تقوله، لكنها تراجعت للخلف.وقالت

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status