Share

الفصل 2

Penulis: مو نيان
تبعته روحي طافية، حتى وصلتُ إلى المستشفى، إلى غرفة فريدة.

نظرت إلى فريدة،الممددة علي السرير وهي تبدو ضعيفة وبائسة، لم أستطع منع نفسي من التفكير في طفلي... طفلي الذي اكتمل تكوينه، لكنه لم يحظَ حتى بفرصة واحدة لرؤية هذا العالم.

نظرتُ إلى فريدة وماهر ، والغضب يشتعل بداخلي، تمنيتُ في هذه اللحظة أن أصبح شبحًا منتقمًا، لأجعل هذا الرجل والمرأة يدفعان ثمن حياة طفلي.

"أخي، هل تلومني؟ لو لم أكن هنا، لكنت استطعت إنقاذ زوجتك أولًا..."

ربّت على ظهرها بلطف واحتضنها ثم قال بصوت دافئ وحنون: "لا تفكري بهذه الطريقة، صحتها دائمًا جيدة، لقد أرسلتُ أشخاصًا لإنقاذها، لن تموت لمجرد أنها عانت قليلًا."

"لكنها تبقى زوجتك... حتى لو أخطأت..."

"من يخطئ، يستحق العقاب."

كلمات ماهر الباردة جعلت قلبي ينفطر من الألم.

زوجي العزيز... هل تعلم؟

عقابك هذا لم يسلبني حياتي فحسب، بل أخذ روح طفلنا أيضًا.

أنا وماهر لم نكن مجرد زوجين، كنا رفاق الطفولة، كبرنا معًا، حتى أن عائلتينا رتبتا لنا زواجًا منذ الصغر.

أما فريدة فقد جاءت إلى منزلهم عندما كانت في السادسة، على الرغم من أنها ليست سوى أخت بالتبني، إلا أن ماهر كان يعاملها كأخته الحقيقية، بل وأكثر من ذلك.

منذ صغري وأنا أحب ماهر، لكنه كان دائمًا باردًا تجاهي، ورفضني أكثر من مرة.

كنتُ أشك أحيانًا في أنه يحب فريدة، لكنه كان يؤكد لي دائمًا أنها مجرد أخت له.

ثم سافرت فريدة إلى الخارج، وفي تلك الليلة شرب ماهر كثيرًا، ثم دفعني إلى الحائط وقبّلني.

كنتُ مشوشة تمامًا تحت تأثير قبلته، وامتلأ قلبي بسعادة غامرة، وكأنني فزت باليانصيب.

لكن في صباح اليوم التالي، نظر إليّ بوجه متجهم، ورغم ذلك قال لي إنه سيتحمل المسؤولية.

وهكذا تزوجني ماهر،لا طلب زواج، لا صور زفاف، لا شهر عسل، ولا حتى اعتراف صريح بحبه لي.

كنت أعلم أنه لا يحبني، وأنه تزوجني فقط لأنه كان مخمورًا في تلك الليلة، وكان عليه تحمل العواقب.

لكنني لم أستطع منع نفسي من الوقوع في حبه أكثر، كنت أعتقد أنه بعد الزواج في يوم من الأيام، سيحبني كما أحبه.

لكن حتى بعد الزواج، ظل باردًا، وحتى علاقتنا كزوجين كانت تبدو وكأنها مجرد واجب يؤديه، ثلاث مرات في الأسبوع، لا أكثر ولا أقل.

ثم، في العام الثاني من زواجنا، عادت فريدة من الخارج وكانت حاملًا، لكنها رفضت الإفصاح عن هوية والد الطفل.

وفي تلك الفترة، بدأ ماهر يعود إلى المنزل كل يوم، بل كان يدخل المطبخ ليحضر العشاء بنفسه، فقط لتتناول فريدة طعامها بشكل أفضل.

لم أستطع التحكم بنفسي، الغيرة كانت تأكلني من الداخل.

تجادلتُ مع ماهر، فقدتُ أعصابي تمامًا، وفي لحظة غضب، خرجت الكلمات من فمي دون تفكير: "أنت تهتم بها كثيرًا، من يعرف الحقيقة يظنها أختك، ومن لا يعرف قد يعتقد أنها زوجتك!

كل هذا القلق عليها، هل الطفل الذي في بطنها منك؟"

في تلك اللحظة، صفعني ماهر بقوة وكأن كل شيء فيّ قد انفجر.

لم ألحظ وجود فريدة عند باب الغرفة، لم ألحظ سوى دموعي وانفاسي المتقطعة وأنا أصرخ بأنني سأعود إلى منزل عائلتي.

لكن فريدة وقفت أمامي، منعتني من الرحيل

"يا زوجة أخي، لم أكن أعلم أنك ترينني بهذا الشكل المخزي، لا تقلقي، ما زال لدي ما يكفي من الأخلاق، لن أفعل شيئًا كهذا مع أخي، سأغادر غدًا إلى الخارج."

بعدها، دخلتُ وماهر في قطيعة استمرت نصف شهر،في الحقيقة كان هو من قاطعني

أما فريدة، فلم تسافر للخارج.

وحين هدأتُ، بدأ شعور الذنب يتسلل إلى قلبي، فذهبتُ واعتذرتُ لها.

لكن يبدو أنها لم تنسَ، ولم تغفر لي أبدًا.

في ذلك اليوم، أمسكت بيدي ثم فجأة دفعت بنفسها عن قصد من أعلى الدرج.

مما تسبب ذلك في فقدانها للطفل.

Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • لم يعد للحب أثر   الفصل 11

    في يوم جنازتي، اعتنى ماهر بمظهره جيدًا، وارتدى البدلة السوداء التي كنت أحبها كثيرًا، ثم حضر جنازتي.كان سامح، في الأساس، لا يسمح له بالحضور، لكنه في النهاية رضخ لإقناع أمي، التي قالت إن ماهر في النهاية كان زوجي الشرعي.سيحضر الأهل والأصدقاء جميعًا جنازتي. لقد متُّ بالفعل، ولا يمكنني أن أتحمل أن يُقال عني كلام سيئ حتى بعد وفاتي.حضرت حماتي، وكانت تبدو أكثر ضعفًا وهزالًا، وكأنها شاخت عشرات السنين فجأة.ظل ماهر راكعًا أمام قبري طوال الوقت، متوهمًا أنه يكفّر عن ذنوبه، لكن حتى بعد موتي، لا أستطيع إلا أن أشعر بالاشمئزاز منه.بعد انتهاء الجنازة، عاد ماهر إلى تلك الشقة الصغيرة.أما فريدة، فقد كانت على وشك الموت من الجوع بعد ثلاثة أيام من الحرمان، وبمجرد أن رأت ماهر، انتابها الخوف غريزيًا."أخي، أنا أدركت خطئي. لم يكن يجب أن أنتحل شخصية زوجتك، لم يكن يجب أن أعود، لم يكن يجب أن أفرق بينكما، أنا حقًا عرفت خطئي."كان الخوف واضحًا في عينيها؛ كانت تخشى أن يتركها ماهر لتموت جوعًا."أخبريني، كيف مات ذلك الطفل بالضبط؟ هل كانت ليلى هي من دفعتك؟"كانت فريدة مترددة بوضوح، غير متأكدة مما إذا كان عليها قول

  • لم يعد للحب أثر   الفصل 10

    لم أتوقع أن يأتي سامح إلى المستشفى مرة أخرى في اليوم التالي. دخل الغرفة دون أن ينطق بكلمة، ثم أمسك بياقة ماهر وسحبه مباشرةً خارج الغرفة.صرخ ماهر بغضب بعدما جُرَّ خارجًا:"ماذا تفعل؟ هل جننت؟"نظر إليه سامح بوجه متجهم، وقال ببرود:"أنت لا تصدق أن أختي قد ماتت، أليس كذلك؟ اليوم سأجعلك ترى بنفسك إن كانت قد ماتت حقًا أم لا."ثم سحبه بقوة خارج المستشفى.حاول ماهر التملص وهو يقاوم بشدة:"ما هذا الجنون؟ لن أذهب!"سحب سامح ماهر خارج المستشفى بوجهٍ متجهم."ألستُ من لا يصدّق؟! إذن لماذا ترفض؟! تعال وانظر بنفسك أيها الحقير!"ورغم رفض ماهر الشديد، إلا أنه لم يستطع الإفلات من قبضة سامح، الذي جرّه بالقوة إلى المشرحة.عندما وصلا، أوقفه سامح أمام الثلاجة التي تحتضن جثتي، ثم دفعه نحوها بقوة وأجبره على النظر إليّ، إلى جسدي المجمّد.بمجرد أن وقعت عيناه على جثتي، أغمض ماهر عينيه لا إراديًا، وتمتم:"هذه ليست ليلى! لا يمكن أن تكون هي! تلك المرأة كانت أنانية وشريرة للغاية، كيف يمكن أن تموت؟!""ممَّ تخاف؟ افتح عينيك وانظر إلى زوجتك! انظر كيف ماتت! ماتت وهي تحاول بكل قوتها حماية طفلك، بينما كنت أنت مع تلك العاهر

  • لم يعد للحب أثر   الفصل 9

    كنت أراقب هذا المشهد المليء بالود والانسجام بينهما، في تلك اللحظة، شعرت بأن قلبي يتمزّق، وكأن سكينًا حادة مزّقت أوصاله.لو كنتُ ما زلتُ على قيد الحياة، لكنتُ بالتأكيد عقبةً بينهما.لكنني الآن أدركتُ أن التوقف عن حبّ شخصٍ ما لا يحتاج إلى وقت طويل، بل يكفي لحظةٌ واحدةٌ فقط.تلك المشاعر التي كنت أتمسك بها بجنون تجاه ماهر تلاشت تمامًا في طرفةِ عين.كنت أراقبه وهو يواسي فريدة بلطف، يستمع إليها وهي تتحدث عن المستقبل الذي تخطّط له معه، يتخيّلان معًا حياة سعيدة، وكأنهما أسرة صغيرةٌ مثالية.لقد توقّفت عن حبه، لكن لماذا ما زلت أشعر بهذا الألم العميق؟كنت أظن أنه بمجرد أن أتوقّف عن حب ماهر، سأتمكّن من الابتعاد عنه، لكنني ما زلت عالقة بجانبه، لا أستطيع مغادرته.شاهدته وهو يهدّئ فريدة حتى نامت، ثم غادر المستشفى بسيارته. تبعته دون تفكير.توجّه إلى متجر مستلزمات الأطفال، وبدأ بشراء أشياء تخصّ الرضّع.شعرت بوخزة في قلبي،فعندما عرفت بأمر حملي،كنت قد ألححتُ على ماهر ليأتي معي لشراء مستلزمات الطفل ولكنه رفضني ببرود قائلاً إنه مازال مبكرًا جداً وننتظر حتي يولد الطفل.أما الآن، فأراه يقف هناك بكل سعادة، ي

  • لم يعد للحب أثر   الفصل 8

    اتسعت عيناي من الصدمة، غير مصدقة ما سمعته للتو. ماذا قال ماهر!صرخ سامح بغضب، وعروقه تكاد تنفجر:"ما هذا الهراء الذي تتفوه به؟! إنها أختي! حتى لو لم تكن شقيقتي بالدم، فقد اعتنت بي منذ الصغر! كيف تجرؤ على التفوه بهذه القذارة؟!"كانت أمي تنظر إلى ماهر بذهول، وكأنها تراه لأول مرة، ثم قالت بصوت ممتزج بالغضب والألم: "ماهر، ابنتي لم تفعل شيئًا يجعلك تتهمها بهذا الشكل! حتى لو لم يكن سامح شقيقها بالدم، فهذا لا يعطيك الحق في إهانتهما بهذه الطريقة!""أنا لم أختلق شيئًا، هم من يعرفون الحقيقة جيدًا. لقد رأيت سامح بنفسه يخرج من غرفة ليلى في منتصف الليل، وإن لم يكن بينهما شيء مشبوه، فما الذي كان يفعله هناك؟! وبعد شهرٍ واحد فقط، أصبحت ليلى حاملًا! فلتخبروني إذًا، من يكون والد الطفل؟" قال ماهر ببرودة، وهو ينظر إلى سامح.كنت أنظر إلى ماهر، أشعر ببرودة تسري في روحي. لم أتخيل يومًا أنني في نظره مجرد امرأة بلا حياء، لكني أتذكر تلك الليلة جيدًا. كنت أعاني من التهابٍ معديّ حاد، وكان سامح هو من أخذني إلى المستشفى. احتجت إلى البقاء هناك، لذا عاد سامح إلى المنزل ليُحضر لي بعض المستلزمات والملابس.وعندما عاد إل

  • لم يعد للحب أثر   الفصل 7

    عندما وصلوا إلى المستشفى، كان ماهر ممسكًا بوعاء حساء الأرز باللحم المفروم، يطعم فريدة بلطف.وقفت أنظر إليهما، يبدوان وكأنهما عاشقان متناغمان، فشعرت بوخزة خفيفة في صدري، لكن الألم لم يكن كما كان من قبل.ربما لأنني متُّ بالفعل، فلم يعد هناك ما يهم. كل شيء أصبح بلا معنى. الموت جعلني أنظر إلى الأمور ببرود. على الأقل، لم يعد بإمكانهما إزعاجي كما كانا يفعلان عندما كنت على قيد الحياة.لكن الشخص الذي لم يستطع التحمُّل كان سامح.كانت عيناه مشتعِلتين بالغضب وهو يحدّق في ماهر، وعندما رأى ذلك المشهد المقزّز أمامه، شعر بالغضب يتفجَّر داخله. لم يتمالك نفسه، فاندفع نحوه ولكمه بقوة، ليطرحه أرضًا، ثم انهال عليه بالركل والضرب."أيها الوغد! أختي كانت عمياء تمامًا حين أحبتك، أيها الحيوان القذر! لم يمر وقت على وفاتها، وأنت هنا تواسي هذه العاهرة بلا خجل! هل تظن أنها سترقد بسلام بعد كل هذا؟!"كان سامح غارقًا في غضبه، وكأنه يريد قتله في تلك اللحظة.لكن ماهر لم يكن من النوع الذي يسمح لأحدٍ بضربه دون رد، فنهض فورًا وبدأ يقاتله بعنف.كانت المعركة بينهما شديدةً لدرجةٍ أنه كان من المستحيل التفريق بينهما، ولم يتوقف

  • لم يعد للحب أثر   الفصل 6

    تم العثور على جثتي بعد يومين، عندما وُجدت، كان جسدي ووجهي مليئين بالجروح بدرجات متفاوتة، لكن يداي ظلّتا متمسكتين ببطني بشدة حتى بعد الموت.بمجرد اكتشاف جثتي، حاول رجال الإنقاذ التواصل مع زوجي، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليه، فاضطروا إلى الاتصال بأمي وحماتي بدلًا من ذلك.عندما وصلت أمي إلى موقع الحادث ورأت جثتي، انهارت باكية حتى أغمي عليها. ولم تكن حماتي أفضل حالًا، فقد فقدت وعيها في اللحظة نفسها.بعدما استعادتا وعيهما، ذهبتا لإنهاء إجراءات شهادة الوفاة، ثم نُقلت جثتي إلى دار الجنائز.حاولت كلُّ من أمي وحماتي الاتصال بماهر مرارًا، لكنه رفض الرد على مكالماتهما، بل قطع الاتصال بهما دون أدنى اهتمام.عندما وصل سامح إلى المشرحة ورآني ممددة داخل ثلاجة الموتى، لم يستطع التماسك.ذلك الرجل الذي يزيد طوله عن متر وثمانين سنتيمترًا انهار باكيًا كالأطفال."أختي ليلى، كان يجب أن أمنعكِ من الزواج بذلك الوحش منذ البداية!"كان يجب أن أقنعكِ بالطلاق في وقت مبكر، ربما لما كان انتهى بكِ الأمر بهذه الطريقة البشعة!"بكى سامح بحرقة، وأنا كنت أنظر إليه بحزن وأطلقت تنهيدة طويلة.كنت أريد إخباره أنه لا فائدة من

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status