الفصل 3

كأن هذا المشهد قد حدث من قبل.

حتى تلك الدموع التي في زاوية عينيها، كانت مطابقة تماماً لما حدث في حياتي السابقة.

في حياتي الماضية، انخدعت بمظهرها الضعيف والعاجز.

عندما ركعت أمامي، شعرت حقاً بالشفقة، وساعدتها أنا ومهدي في تحقيق "حبهم الحقيقي".

كنت أميرة قبيلة ذئاب الثلج، ومهيئة لتحمل مسؤوليات القبيلة في المستقبل، ولم يكن مهدي خياري الوحيد. رغم أن ظهور شادية جعلني أشعر بالألم، إلا أنني لن أفقد رباطة جأشي.

عندما أعلن مهدي فسخ الخطوبة، لم أصرخ أو أثرثر، بل نظراً لسنوات الصداقة بيننا، قدمت له بعض النصائح الصادقة:

"شادية تنتمي لقبيلة ذئاب أدنى، ولديها إعاقة في النطق، صحيح قامت بإنقاذك"، "حتى ولو قمت بإقناع الجميع، إلا أن منصب الملكة يجب أن يوافق عليه الملك الكبير، وهذا قد يجل لها المتاعب."

"مهدي، لماذا لا تفكر قليلاً بالأمر، وتدعها تعيش في الأراضي كخادمة، وفي المستقبل"

بين سطور المعاني: "أليس المستقبل كله وفقاً لرغباتك؟"

بهذه النصائح، قمت بتخفيف حدة الأمر التي قد تواجهها، لكني جلبت المصاعب لنفسي.

صفع! صفع! صفع!

صدح في أرجاء القاعة أصوات الصفع.

في حياتي السابقة، عندما ركعت شادية، قمت على الفور بمساعدتها.

هذه المرة كنت أراقبها ببرود شديد، وإذا بها تصفع خديها بدون توقف وبقوة.

صفعة تلو الأخرى، بصوت عاليً.

قامت أديبة بشد لباسي بلطف، وهمست تقول: "سيدتي اليوم هو عيد ميلادك، والضيوف كثيرون، إذا استمر الأمر هكذا..."

كان القاعة ممتلئة بالضيوف، والعديد قام بإخراج هاتفه لتصوير المشهد الذي يجري أمامهم.

أرادت أديبة أن توقفها.

أمسكت بيدها.

"لماذا العجلة؟"

"شادية!" وكان الغضب واضحاً جلياً على وجه مهدي.

خلال ثوان، أصبحت وجنتا شادية محمرتين ومنتفختين.

الاحمرار مع الدموع في بعينيها، بدا المشهد مأساوياً جداً.

قامت بالنظر لمهدي، من ثم النظر إلي، من ثم عضت على شفتها السفلى، واستمرت بإيذاء نفسها.

قمت برشف من العصير.

شعرت برغبة مفاجئة في اكتشاف، مدى قدرتها على التمثيل؟