الفصل 4

صحيح.

شادية كانت تمثل.

صمتها كان تمثيلاً، مظهرها كزهرة بيضاء بريئة كانت مجرد تمثيل، وحتى انتحارها المزيف في حياتي السابقة كان تمثيلًا.

لقد رأيت وجهها الحقيقي ذات مرة - في اجتماع سري، صادفتها بالصدفة وهي تتحدث مع صيدلاني متخصص في سموم الذئاب:

"أيها الصيدلاني، أنا مجرد فتاة ذئب منفية، إذا أردت البقاء على قيد الحياة، كيف يمكنني دخول قصر الأمير مهدي دون استخدام بعض الحيل؟" "أرجوك! أعطني جرعة يمكنها أن تجعلني أبدو وكأنني ميتة لفترة قصيرة! مرة واحدة فقط."

"أنا أحب الأمير مهدي بصدق. وبخلفيتي المتواضعة، حتى لو أصبحت خادمة له، سأعتبر ذلك شرفاً لي." "لكن الأمير مهدي وعد بالزواج مني، يجب أن أستخدم هذه الخطة الأخيرة لكي يظل يشعر بالذنب تجاهي."

"أرجوك، ساعدني!"

"فقط مرة واحدة، وسيتذكر مهدي طوال حياته أنه مدين لي!"

يا لها من خطة ذكية.

لقد خدعت مهدي، وخدعتني، وحتى خدعت مجموعة كبيرة من نبلاء الذئاب الحاضرين.

ذات مرة، سألت مهدي: لماذا أنت تردي شادية بهذا الشكل؟

أجابني: "منذ أن كنت طفلاً، كنت الوريث الوحيد لعشيرة الذئاب، الجميع كانوا يتملقونني ويدورون حولي." "كانوا يحترمونني ويخضعون لي فقط بسبب نسبي ومكانتي."

"حتى أنتِ، عائشة، إذا لم أكن وارث عرش الذئاب، هل كنتِ ستحبينني؟"

هذه الكلمات أصابتني بالحيرة في ذلك الوقت.

إذا لم يكن مهدي وريث مملكة الذئاب، ولم يكن لديه تلك القوة الفطرية، لما كانت هناك خطوبة بيننا، ولما كبرنا معاً، فكيف يمكن الحديث عن الحب من الأساس؟

"فقط شادية، هي التي كانت على استعداد للتضحية بحياتها من أجلي دون أن تعرف هويتي الحقيقية." "في مواجهة حب نقي كهذا، كيف يمكن ألا أتأثر؟"

كدت أن أقتنع بكلامه.

بصفتي أميرة ذئاب الثلج، فإن كبرياء الذئاب الأصيل جزء مني، وكل خطوة أتخذها تحتاج إلى تخطيط دقيق. أنا أهتم بوالديّ، وبمصالح القبيلة، وبالتأكيد لن أضحي بحياتي بسهولة من أجل شخص ما.

لكننا تجاهلنا احتمالًا آخر.

حتى لو كان مهدي مصاباً بجروح خطيرة وفاقداً للوعي في الأراضي البرية، فإن علامات الذئاب على جسده، وطاقة القوة الفطرية التي يمتلكها، بالإضافة إلى عباءة الحرب المنسوجة من ضوء القمر، كلها كانت تشير إلى هويته النبيلة.

سواء كان وريث مملكة الذئاب أو أحد النخبة في القبيلة،

شادية كانت تعرف منذ البداية أنه الطريق الوحيد لتحقيق المجد والمكانة.

"كفى!" صاح مهدي غاضباً.

ساد الصمت أرجاء القاعة.

ارتجفت شادية، ورفعت رأسها بحذر، تنظر بنظرة مليئة بالحزن والأسى.

وكانت رسالتها واضحة كوضوح الشمس.

قامت بتدمير خطوبتي، وجعلتني أضحوكة أما القبائل، والآن تظهر بمظهر النادمين. إنها تلعب لعبة لتضغط علي، ومنحها فرصة للتراجع.

ممتاز.

لتستمر في مسرحيتها ولعبتها هذه.

رفعت حاجبي بسلاسة، واحتسيت جرعة من الماء.

شادية لاحظت برود أعصابي، وقضمت شفتيها بقوة، ومن ثم انحنت واستمرت في صفع خديها.

تقدم مهدي بخطوة كبيرة مفاجئة.

وضرب الكأس من يدي بقوة.

"عائشة، أرجوك لا تبالغي!"