الفصل 5

"عائشة، هل ما زلتِ تذكرين أي شيء حول آداب وعادات قبيلة الذئاب!"

نظر مهدي إلي ببرود، وكأن عيناه الذهبيتان بركانان من الغضب.

التفت نحو شادية، وبحركة لطيفة للغاية، لامس خدها المتورم:

"عائشة، اعتذري"

"الآن، انحني لها واعترفي بخطئك أمام الجميع، وسأعتبر الأمر انتهى، وأفصح عنكِ."

كادت أن تخرج مني ضحكة عالية. ولمت نفسي لأني كنت غبية في الحياة السابقة.

عندما اكتشفت خطة شادية، قمت على الفور بكتابة رسالة سرية إلى مهدي، وشرحت له بالتفصيل كيف تحاول استغلاله، وكيف استخدمت ضعفها المزيف لكسب تعاطف نبلاء القبيلة.

وذكرته قائلة: "شادية ليست كما تعتقد، كل خطواتها للتقرب منك مدروسة بعناية فائقة."

في اليوم التالي، شادية قامت "بالانتحار" من خلال تناول السم.

لكن هذا ليس موتًا ظاهريًا.

لقد ماتت حقاً. انتشر الخبر بسرعة في قبيلة الذئاب، قائلين إنها انتحرت بسبب "ضغط الإشاعات والشعور بالعار."

قام مهدي بإرسال رسالة شفهية: "شكراً لكِ على تذكيري السيدة عائشة، كل خائن لملك الذئاب سوف ينال العقاب الشديد."

وبعد ذلك تم طي الأمر في صفحات النسيان.

طوال تلك السنوات، ظننت أن مهدي قام بمواجهة شادية، وقام بإجبارها على تناول السم.

في النهاية، كان مشهوراً بين قبائل الذئاب بيده الحديدة وانتقامه الشديد.

وقبل أن أموت، فهمت الحقيقة أخيراً.

في النهاية، "الخائن" المقصود الذي تحدث عنه، هو أنا.

"عائشة، هل فهمتِ الآن؟"

"شادية لم تفعل أي شيء خاطئ، أنا من طلبها للزواج."

"أنا مهدي، الذي فسخ خطوبته منكِ."

لم أجاوبه، ورفعت بوجه قليلاً لأرى ملامح وجهه، وخلال ذلك ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهي.

مهدي، الذي اشتهر بقبيلة الذئاب بحكمته البالغة، وحزمه الشديد. والآن، أشعر أنه مثير للسخرية.

التفت لخادمتي وسألتها بهدوء: "هل قادة قبائل الذئاب الأربعة متواجدين في قاعة الاجتماعات العلوية؟"

ترددت أديبة لبرهة، من ثم قامت بهز رأسها بالإيجاب

رفعت فستاني عن الأرض، واتجهت باتجاه المصعد.

تبعني مهدي بسرعة:

"ماذا تريدين أن تفعلي؟"

"هؤلاء الشيوخ جاؤوا بشكل خاص اليوم، لم يعلنوا عن زيارتهم!"

طبعاً كنت أعلم بذلك كيف يمكن لحفلة عيد ميلادي كأميرة ذئاب ثلجية أن تكون حدثاً مهماً لقادة القبائل الأربعة؟ لماذا يا ترى؟

أم بسبب تراكم قرون من العلاقات مع عائلة نجيب؟

ماذا عن أخوي، الذين استولوا مؤخراً على قبائل صغيرة محاذية للحدود.

ووالدي، الذي قام بقيادة قبيلة ذئاب الثلج، وقام باحتلال الغابات الغنية في الشمال.

قبيلة ذئاب الثلج في ذروتها من أقوى القبائل، ولم تتكمن أي قبيلة أخرى من تجاهل التحالف معهم.

لكن مهدي؟ بلا مبالاة، أعلن عن رغبته بالزواج من شادية، وطلب فسخ خطوبته من قبيلة ذئاب الثلج، وفي أقل من ثلاث أيام قام بإعلان ذلك عبر وسائل الإعلام الكبرى.

الملك الكبير للذئاب كان يخشى أن يجرح مشاعر والدي وأخوتي.

كان مهدي لا يزال يتبعني، عندما فتح باب المصعد:

"عائشة، لا تفكري بأنه بسبب عيد ميلادك، أن يكون سبباً لتوسلك أمام شيوخ القبائل!"

"لقد وعدت شادية بالزواج منها، طالما أنكِ ستوافقين على فسخ الخطوبة بإرادتك الشخصية، وسوف أقوم بإعطاء قبيلة ذئاب الثلج أفضل التعويضات!"

توقفت عن المشي، من ثم التفت إليه ونظرت له بنظرات باردة.

لاحظت ومضة من الدهشة في عينيه الذهبيتين، ربما بسبب البرودة التي أظهرتها في نظراتي.

عاش مهدي حياة سهلة نسبياً، فمكانته كوريث للذئاب سهلت أمامه الصعاب وأزلتها من طريقه.

لم يدرك أو يستوعب مدى أهمية اختياره لمكلة الذئاب بالنسبة له.

عندما دخلت قاعة الاحتفالات، كان الملك الكبير يجلس على كرسيه ويسأل بابتسامة:

"أميرتي الصغيرة، دخلتي بسرعة كبيرة، هل هناك خطباً ما؟"

كان قادة القبائل الأربعة يجلسون بأماكنهم، والقاعة ممتلئة بنبلاء الذئاب.

بكل تواضع انحنيت: "أيها الشيوخ الكبار، أعتقد أنكم سمعتم بالأمر."

"مهدي وشادية، قصة حب ملهمة، البطلة قامت بإنقاذ البطل"

"بالطبع لا أريد أن أكون عائقاً أمام فرحتهما، أو أكون مصدر إزعاجِ لهما."

"لذلك، أطلب منكم جميعاً أن تشهدوا،

أنا عائشة،

أعلن عن فسخ خطوبتي من مهدي."

وقفت بكل شموخ واعتزاز.

وساد الصمت في القاعة لدرجة يمكن سماع صوت الإبرة على الأرض.