الفصل 6

انتشر الخبر في جميع أرجاء القبيلة كالنار في الهشيم.

الزواج بين عائلتي ملك الذئاب وقبيلة ذئاب الثلج على وشك الانهيار.

أحدث خبر رغبة زواج مهدي من منقذته ضجةً كبيرةً

اليوم، قامت عائشة أميرة قبيلة ذئاب الثلج المعروفة بحكمتها الدامغة، وخلال حفلة عيد ميلادها، بإعلان فسخ خطوبتها أمام جميع شيوخ القبائل.

يقال، أنه خلال ذلك الوقت تعابير وجه مهدي كانت لا تفسر أبداً

وكان الملك الكبير للذئاب غاضباً للغاية، وقام بصفع وجه مهدي بقوة.

"هذا جنون!"

وقفت في المكتبة، أشاهد وجه والدي الشاحب، دون أن أشعر أي رجفة في قلبي.

كان صوت والدي يرتجف من الغضب قائلاً: "هل تعلمين ماذا يعني هذا؟"

"كيف تقومي بالتصرف هكذا أمام جميع شيوخ القبائل!"

وقفت بثبات لا مثيل له، دون أن يرمش لي جفن.

"هذه ثمرة سنوات من العمل الشاق بين القبيلتين، هل تعتقدين أنه يمكنكِ إلغاء ذلك بهذه السهولة؟"

"اذهبي بسرعة واعتذري من الملك الكبير، وقولي أنه كان تصرفاً غير حكيماً ومتسرع؟"

"لن أذهب" قاطعته قائلة.

"إن لم تذهبي، فماذا ستفعلين؟"

"القرار نهائي ولن أتراجع عنه"

تنفس والدي بعمق، وقال بصوتِ خافت:" هل فكرتي بعواقب الأمور؟ هل تعتقدين أن أحدهم سيتقدم إليكِ والزواج منك؟

ابتسمت بخفة: "هذا ليس حتمياً."

"أنتِ" أشار والدي إلي بيده وقال: "أنت فقدتي عقلكِ!"

خرج وأغلق الباب خلفه بقوة.

نعم، لقد فقد عقلي.

لو لم أعش حياتي السابقة، لما قمت باتخاذ هذا القرار اليوم.

منذ صغري نشأت على الطاعة والالتزام بالقواعد، ولن أقوم بمواجهة مهدي علناً، ناهيك عن القيام بذلك أمام شيوخ القبائل في قاعة الاحتفالات.

كما أن الالتزام بالطاعة والقواعد لم تثمر بنتائج جيدة.

تشتهر قبيلة ذئاب الثلج بتواجدها في المناطق الحدودية، ولم يكونوا أبداً بنفس قوة قبيلة الملك الكبير

كان والدي وإخوتي وأعمامي دائمًا ما يلتزمون بمعاهدة التحالف بين القبيلتين، ففي عالم الذئاب، قد يتوقف مصير القبيلة على قرار واحد.

لذلك، في حياتي السابقة، بمجرد أن أشار مهدي، سارعوا لتقديم التنازلات والتوقيع على معاهدة تحالف غير عادلة.

وقام مهدي باستغلال الفرصة لابتلاعهم بسهولة.

أثبتت الأحداث بأن عدم اليقظة الكافية اتجاه أطماع الآخرين، تؤدي لمشاكل وعواقب جمة.

في الماضي كان مهدي يقوم بإرسال رسائل صوتية، مليئة بالكلام المعسول.

هذه المرة كانت الرسالة قصيرة: "كفى عن هذا."

ضحكت ساخرةً، وألقيت الجوال جانباً.

"سيدتي!" كانت أديبة قلقة، "سيدتي، إذا كان الأمير مهدي يريد التفاوض، فربما يمكنكِ التراجع خطوة."

قاطعتها قائلة: "هل وصلت هدايا عيد الميلاد اليوم؟"

توقفت أديبة للحظة: "نعم وصلت."

ثم قدمت لي سلسلة من الياقوت الأحمر المرصع بالماس:

"هل هذه من الأمير مهدي؟"

لمعت عيناي، ووضعت السلسلة، من ثم ارتديت فستاناً جميلاً وقصيراً، وكان تصميم الفستان يجعل نهدي يبدوا بارزاً للأمام.

"سيدتي، ما بكِ هذه الأيام؟ هل ستخرجي بهذا الوقت المتأخر؟ انتظريني"

"أديبة، ابقي هنا."

أغلقت باب الغرفة، واستدرت وبدأت بالمشي.

أنا الآن، بالتأكيد لست كما كنت في الماضي.

عائشة المطيعة والهادئة لم تعد موجودة.