공유

الفصل 60

작가: ندي عبد الرحمن
عندما رأى كريم مدى غضب يارا، بدأ التوتر يتسلل إليه، وكأنه طفل ارتكب خطأ.

كانت شيماء قلقة من أن يؤثر الغضب على صحة صديقتها، وهمّت لتواسيها، لكن فجأة سمعتا صوتًا من كريم يقول ببرود:

"آنسة شيماء، أعتذر."

"..."

في البداية ظنّت شيماء أنها سمعت خطأ، لكن عندما رفعت رأسها، والتقت بنظراته وهو يعتذر لها، أدركت حينها أن الأمر حقيقي.

ورغم أن نظراته لم تكن تحمل أي شعور بالذنب، إلا أنه من أجل يارا، اعتذر لها، وهذا بحد ذاته أمر نادر الحدوث.

تفاجأت شيماء حتى نسيت أن ترد للحظة، وبعد بضع ثوانٍ، استعادت وعيها، وابتسمت بخفة قائلة: "لا بأس."

وبصفتها صديقة يارا المقربة، فإن عدم التوافق بينها وبين زوجها، يُجعل يارا في موقفٍ محرج بينهما، ولهذا السبب فقط قالت شيماء لابأس.

قال كريم: "آنسة شيماء، ما كنت أعنيه، هو أنني موجود هنا، والوقت متأخر، يمكنكِ العودة للراحة."

كان صوت كريم أكثر هدوءًا بكثير مما كان عليه سابقًا، وهذا هو أكثر ما يميّزه بطبيعته الهادئة والثابتة.

رأت يارا أنه قدّم اعتذارًا، وهي قَبِلَتْهُ، فشعرت بالراحة قليلًا وقالت: "شيماء، ألديكِ دوام غدًا؟عودي لتأخذي قسطًا من الراحة، شكراً لكِ على تعبكِ هذا
이 책을.
QR 코드를 스캔하여 앱을 다운로드하세요
잠긴 챕터

최신 챕터

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل410

    أسندت سهير كِلتا يديها إلى الطاولة، وتشابكت أصابعها العشرة: "إذا كنتَ حقًّا تريد تفادي المشاكل، فكان ينبغي أن تتزوّج خفية، لا أن تدعوني أنا وأباك لحضور الزفاف، ثم تجعل زوجتك السابقة وصيفةً للعروس."كانت سهير في العادة سريعة الغضب، لكن في تلك اللحظة بدت هادئة على غير عادتها، تتحدث مع كريم بصبرٍ استثنائي.ففي بعض الأحيان، يبدو سطح البحر ساكنًا، لكن في أعماقه تضطرب التيارات الخفية وتغلي بشدّة."هي تستطيع أن تختار ألّا تفعل، أنا لم أُجبرها، لقد كنت اقترح فحسب."عندما سمعتِ يارا نبرة كريم الباردة، قبضت يدها، وشعرت أنها لا تطيق البقاء هنا لحظةً واحدة.""أمي، سأسبقكم بالانصراف، تكلّموا على مهل.""انتظري." التفتت سهير وقالت: "سنعود معًا بعد قليل.""لكن يا أمي...""اجلسي." أشارت سهير إلي المقعد المجاور لها.عقدتْ يارا حاجبيها."اجلسي."تنفّست يارا بهدوء وجلست على المقعد المجاور."ولتتفادى النظر إلى كريم، أخرجت هاتفها من جيبها لتتفقد إن كان رامي قد ردّ عليها أم لا، فوجدت رسالته."(يارا، فلنجد وقتًا لنلتقي.)فأجابتْ على الفور، (تعالَ الآن إلى بيتي، سأعود قريبًا، أدخل مباشرة بإدخال الرمز.)وبعد أن

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل409

    لاحظت سهير أن كريم يحدق في يارا بصمتٍ طويل، فبدأ صبرها ينفد، وحدقت فيه بحدة وقالت بصوتٍ صارم: "إن كان عندك ما تقوله فقله فورًا."يا للضجر.ارتجف وائل الجالس بجانبها، وحدق فيها بذهول، ثم فجأه شعر بانفعالٍ غريب يشبه انبهار المعجب وهو ينظر إلى من يعجب به.كم كانت قوية ومهيبة، لقد أعجب بها أكثر.بل شعر برغبةٍ غامضة في أن يخضع لسيطرتها، وأن تتحكم به كما تشاء.لم يكن أحد ليتخيل أن وائل، الرجل ذو المظهر الأنيق والهيبة الظاهرة، يخفي في أعماقه مثل هذه الأفكار الغريبة والمظلمة.فالبشر، في النهاية، كائنات لها رغباتها البدائية، ومهما كبّلهم المجتمع بالقيود، تبقى تلك الرغبات تنتظر اللحظة التي تنفلت فيها.أحيانًا يريد الإنسان أن يَجلد، وأحيانًا يريد أن يُجلد.لاحظت يارا فجأة أن سهير وكريم لم يعودا بحاجة إلى بناء علاقة بينهما، فالعلاقة بينهما كأم وابن بدت طبيعية للغاية.حين توبخه سهير، لا يبدو عليها أثر الذنب الذي تحمله أم قصرت في رعاية ابنها.أما كريم فحين توبخه يُنصت بهدوء، ويخفض بصره قليلًا، فتغطي رموشه الطويلة عينيه المطفأتين.قال بصوتٍ منخفضٍ عميق: "خلال ثلاثة أيام، سأتزوج من رنا، لقد طلبت تجهيز

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل408

    نظرت يارا إليه بصمت.ما الذي يريده هذا الرجل منها؟هل يريدها أن تفقد السيطرة وتصرخ به كالمجنونة؟هل عندما يرى امرأة لا يحبها تفقد عقلها من أجله، سيمنحه ذلك شعورًا برجولته وتفوّقه؟أنزل كريم يديه اللتين كان يسند بهما الحائط، وتراجع بضع خطوات، مباعدًا المسافة بينهما، كانت نظرته يغمرها كآبة عميقة لا يُمكن وصفها بالكلمات.قال بصوت منخفض مبحوح: "تلك الأمور التي لا تريدين أن تخبريني بها، دعيها إذًا تتعفّن في صدرك إلى الأبد. لقد كنتِ على حق، حتى لو أخبرتني بها، النتيجة لن تتغيّر."قبضت يارا على قبضتيها بقوة، والغضب يغلي في عروقها.شعرت وكأنها لعبة بين يديه، يفعل بها ما يشاء، يرفعها إلى السماء ثم يُسقطها في الجحيم، كان يحب العبث بمشاعرها دائمًا ثم يتظاهر بالبراءة.هذا هو كريم ، الرجل الذي أحبّته طوال هذه السنين.دوّى صوت صفعةٍ عالية صفعةٌ وجّهتها بكل قوتها.احمرّ خَدُّ كريم من شدتها، أحس بوخزٍ خفيفٍ على وجهه، فمرّر أصابعه عليه بهدوء، ثم نظر إليها بثبات دون أن يُبدِي أيّ انفعال.كان كفّ يارا ترتجف من شدّة الألم، كأن جلدها يتشقّق.كانت تودّ لو تمزّقه تمزيقًا في تلك اللحظة.استدارت بسرعة وفتحت

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل407

    رخّى كريم قبضتيه اللتين كانتا تشتدّان أكثر فأكثر، فخف ضغطهما عن كتفيها."هل حقًا تريدين أن أقطع علاقتي بها؟""ليست المسألة ما إذا كنتُ أريد أم لا، أنا فقط طرحتُ شرطًا، ستستطيع تنفيذه أم لا هذا يعود إليك."كانت يارا تعلم أن كريم يستحيل أن يفعل ذلك، ولذلك قالت ما قالت لتسدّ عليه الطريق. فهي لا يمكن أن تُطلعه على حقيقة ما في قلبها، ولا على الأمر الذي تخفيه عنه.ولو أنها قالت له الآن، فما الذي سيحدث؟ سيدير ظهره ويعود إلى رنا، وتتحوّل هي إلى مسكينة فقدت حتى آخر أسرارها.خفض كريم جفنيه، وحدّق عميقًا في المرأة القريبة منه حدّ الملامسة، ثم دنَت شفتاه من خدّها، وراح دفء أنفاسه يلامس بشرتها لمسًا خفيفًا، وقال بصوتٍ مبحوح: "إن أنا قطعتُ علاقتي بها، فهل ستعودين إليّ؟"قبضت يارا على طرفي ثوبها بكفّيها.توتّرت قليلًا، وأرادت أن تفلت من أنفاسه الحارّة، فحوّلت وجهها جانبًا."كريم، لا تعبث معي. ولا تسألني أسئلة لا معنى منها.""ولِمَ ترينها بلا معنى؟ أليس شرطكِ أن أقطع علاقتي برنا؟ إذن أخبريني إن وافقتُ على شرطك، هل تعودين إليّ زوجة من جديد؟"ارتجف قلب يارا حين سمعت الجدية في نبرته، واستدارت نحوه تحدّق

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل406

    في ذاكرته، كانت يارا لم تقل يومًا إنها لا تحبه، لكنها أيضًا لم تقل إنها تحبه.لذلك ظل الأمر بالنسبة له لغزًا، لم يكن يعرف، بل كان يُخمِّن فقط، ويظن أن يارا لا تحبه، وأنها لم تكن سعيدة معه.شعرت يارا بوخزة ألم في صدرها، رفعت رأسها بصعوبة ونظرت إليه بصمت، وابتسمت ابتسامة خفيفة تحمل شيئًا من السخرية، وقالت: "ألا ترى أنك مثير للضحك؟ تسألني هذا السؤال الآن؟ ما الذي تريده بالضبط؟"قال كريم وهو يضع كفيه على الجدار خلف أذنيها، محاصرًا إياها داخل ذراعيه واقترب منها قائلًا: "أريد أن أعرف شعورك نحوي، أريد أن أعرف الحقيقة."كان أطول منها بكثير، وحين يتكلم معها، كان ينحني قليلًا، حتى صار وجهه قريبًا جدًا من وجهها، وقال بصوت خافت: "الآن قولي لي، ما هو شعورك الحقيقي تجاهي؟ أريد أن أسمع الحقيقة.""..."في الواقع، لم يكن كريم وحده من لا يفهم يارا، بل يارا أيضًا لم تفهم كريم.لم يفهم أيٌّ منهما الآخر، وكأن بينهما شيئًا ينتظر أن يُكشَف، لكنهما يخافان من كشفه.ظلّا على هذا الحال من الجمود، حتى تراكم بينهما المزيد من سوء الفهم.قالت يارا بهدوء: "هل تريد أن تسمع الحقيقة حقاً؟ إذا قلت لك، هل سيتغير شيء؟"قال

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل405

    "كل الأطباق التي على المائدة مما تحبّه هي، أليس هناك ما أحبّه أنا؟"بدت سهير وكأنّها تشعر ببعض الغيرة.رفع كريم رأسه وقال بهدوء: "أنا لا أعرف ما الذي تحبينه، ولم تخبريني يومًا، فنحن نادرًا ما تناولنا الطعام معًا."نظر إلى والدته دون أن يظهر على وجهه أيّ تعبير.تجمدت ملامح سهير قليلًا.تابع كريم وكأنّه لم يحدث شيء، وواصل وضع الطعام في طبق يارا.التفتت يارا تنظر إلى ملامحه الجانبية الجادّة، فغمرها شعورٌ بالحزن والمرارة.هل يعاني من انفصام في الشخصية؟ يجرحها من جهة، ثم يتعامل معها بلطف من جهة أخرى.قالت وهي تنهض: "عذرًا، سأذهب إلى الحمام." وضعت العيدان جانبًا وغادرت قاعة الطعام.سألت سهير بنبرة ذات مغزى: "كريم، لماذا تتقرب بهذا الشكل من زوجتك السابقة؟"فأجاب بهدوء: "أليست هي مَن ساعدتني؟ أليس من الطبيعي أن أرد الجميل وأضع لها بعض الطعام؟ المعاملة بالمثل.""ساعدتك؟ تقصد تلك الليلة حين سهرت في بيتي وهي تراجع بيانات شركة النهضة؟"رأى كريم ابتسامة غامضة على وجه أمه، فعبس قليلًا وقال: "مجموعة سكاي تفادت خسائر ضخمة بسبب شركة النهضة، وأنا بعت أسهمها في الوقت المناسب وربحت كثيرًا، أليست تلك مساعد

더보기
좋은 소설을 무료로 찾아 읽어보세요
GoodNovel 앱에서 수많은 인기 소설을 무료로 즐기세요! 마음에 드는 책을 다운로드하고, 언제 어디서나 편하게 읽을 수 있습니다
앱에서 책을 무료로 읽어보세요
앱에서 읽으려면 QR 코드를 스캔하세요.
DMCA.com Protection Status