Share

الفصل209

Author: ندي عبد الرحمن
زوج يارا حقيرًا إلى درجة أنّهم حتى هم لا يرغبون في ذكره، يبدو أنّه فعلاً حقير.

"وأيضًا." قال رامي محذّرًا: "لا تذهبي إليها لتنهالي عليها بالأسئلة، إذا أغضبتها، فلن أسامحك."

لم يكتفِ رامي بالتحذير بالنظر والنبرة، بل كان يحمل الملعقة مشيرًا بها إليها، كأنه يقول إن حاولتِ العصيان، فسأضربك بها.

تراجعت سوزان خطوات أخرى، وبرزت شفتاها بغيظ قائلة: "لا أسأل، حسنًا، إذًا لا أسأل، لماذا أنت غاضب هكذا؟ أرى أنّك مبسوط جدًا."

"ماذا قلتِ؟"صمت رامي فجأة حين سمع كلامها الغريب، واشتدّ وجهه.

"أقول فقط أنّها ستطلّق من زوجها، وأنت سعيد جدًا."

"سوزان، هل أنت بحاجة إلى تأديب؟" قال رامي بجدية: "إذا كنتِ بحاجة، فقولي لي، لن أتحفظ معك."

"أنا أقول الحقيقة أيضًا." قالت سوزان مبتسمة: "لا تظن أنّي لم ألاحظ، أنت من الداخل سعيد جدًا."

شعر رامي بالإحراج لأنّ سوزان كشفته، هل هو واضح لهذه الدرجة؟

لم يستطع إنكار ذلك، لكنه لم يكن مبسوطًا سرًّا، فرؤية يارا حزينة جدًا جعل قلبه أيضًا يثقل.

رمى رامي نظرة باردة إليها، ثم تجاهلها، واستدار نحو الموقد ليحرك الملعقة في الحساء.

كانت سوزان منذ صغرها شقية ومشاكسه، وخصوصًا الآن، وهي ت
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل422

    مدّت يسرا يدها وقالت: "حسناً، أعطني."وضع الرجل كيساً ورقياً مطوياً في كفّ يسرا.اتّسعت عينا يارا بدهشة.ما هذا الشيء؟ما إن فتحت يسرا ذلك الكيس الأبيض الصغير، حتى ظهر داخله مسحوق ناعم يشبه الدقيق الأبيض.أخذت يسرا قطعة معدنية غائرة قدّمها لها منسّقُ السهرات، حرّكتها على سطح المسحوق ثم قرّبتها من أنفها، واستنشقته بقوة من الأسفل.بعدها فتحت فمها، ورفعت رأسها للوراء، وعلى وجهها ملامح ارتياح، وقالت بإعجاب: "بالفعل شيء ممتاز."شعرت يارا بوخز في فروة رأسها، واستدارت راكضة.يا إلهي، إنها تتعاطى هذا الشيء بكل جرأة!"يارا، هل أنت بخير؟" كانت سوزان قد علّقت مع بعض الفتيات، ولم تتمكن من التخلّص منهن إلا بعد جهد، وأسرعت تبحث عن يارا.اهتزّ شعور يارا بالذعر، وقالت: "أريد أن أغادر هذا المكان.""حسناً حسناً، سنغادر حالاً."عرفت سوزان أنّ يارا فتاة ملتزمة، ولا تتحمّل مشهداً صادماً كهذا، فأسرعت تُخرجها.بعد أن خرجتا من الجناح الخاص، ما زال الفزع يسكن يارا، واحمرّ وجهها كلّه."سوزان، هل رأيتِ ذلك؟ كانت تتعاطى..."ارتجفت يد يارا، وأخرجت هاتفها من جيبها، وقالت: "يجب أن أتصل بالشرطة.""يارا."أوقفتها سوزان

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل421

    قالت يسرا ذلك، بينما تمد يدها، في تلك اللحظة، ناولها الشاب الوسيم منسّقُ السهرات سيجارة من تلقاءِ نفسه، ثمّ أشعلها لها بولاّعة.سحبت يسرا نفساً من السيجارة بمهارة، ونفثت الدخان.شعرت يارا بالانقباض والضيق، فقد كانتروائح الدخان والخمر تُثير نفورها بشدّة، لكن هي التي جاءت بنفسها، فلا يمكنها أن تمنعهم من التدخين أو الشرب، فبالنهاية هذا مكانهم الذي يمضون وقتهم فيه، ولا يمكنها أن تقول لهم شيئاً."بما أنك لا تستطيعين الشرب، أو التدخين، أتريدين أن تذهبي للعب القمار؟ يمكنني أن أقدّم لك شيبس القمار"كان في نبرة يسرا إيحاء خفي بطابع النساء المتسلطات في المجتمع. "لا حاجة." قالت يارا: "أنا لا ألعب القمار، أنا فقط جئت برفقة سوزان، وسأغادر حالاً."وفي تلك اللحظة، جاءت امرأة جميلة تحمل كأس من الخمر تتمايل في مشيتها، ولمّا رأت يارا، أضاءت عيناها، وتقدّمت لتعانقها، "عزيزتي، هل أنت وحدك؟ تبدين غير مألوفة"حرّكت يارا جسدها بعدم ارتياح، وقالت: "عذراً، أنا... أُـمـ..."لم تكمل كلامها، إذ شعرت كأن صاعقة ضربتها من السماء."ما الذي تفعلينه؟""ما الذي أفعله؟" وكان في وجه المرأة تعبيرَ: "وهل يحتاج هذا إلى سؤال

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل420

    أحسّت يارا فورًا بأن المشهد يلهب عينيها، ولم تعد تحتمل تلك الصور الفاضحة، فمالت برأسها جانبًا وقالت:"سوزان، هل يمكنني أن أخرج قليلًا"قالت سوزان وهي معتادة على الأمر: "هذا فقط ليس سوى مقبلات.""هذا الوسط فوضويّ للغاية، يفعلون ما لا يخطر ببالك. انظري إلى تلك المرأة هناك، تلك هي التي سيتزوّجها أخي."اتبعت يارا اتجاه نظر سوزان، فرأت امرأة ترتدي فستانًا فضّيًا قصيرًا مكشوف الصدر، ممشوقة القامة، ذات حضور طاغٍ، تمسك بالميكروفون وتهز جسدها بلا تحفّظ، ثم تتناول كأسًا قدّمها لها أحد مضيفي النادي.بعد أن شربت يسرى الكأس حتى آخره، خطفت ذلك المضيف إلى صدرها، وقفزت على جسده، وتعلّقت به كالأخطبوط.اقتربت أنفاسهما حتى كادت تختلط.عندما رأت هذا المشهد، تملّك يارا القلق: هل ستواصل يسرا هذا اللهو حتى بعد زواجها من راميفبصفته زوجًا، ألن يُوضع رامي في موقف الرجل الذي تخونه زوجته؟ويبدو أن يسرى انتبهت إلى من يحدّق بها، فنزلت عن المضيف، وتقدّمت بكعبَيها العاليين حتى وقفت أمامهما.كانت طويلة القامة، مكياجها صارخ، فاتنة الجمال، ومن الواضح أنها ستبقى جميلة حتى دون مساحيق.قالت يسرى مبتسمة: "سوزان، أهلًا بك، ه

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل419

    هل هذه هي زيجة المصلحة التجارية التي يفتخر بها عاصم؟الزوجان لا يمكنهما الاستمرار طويلًا إلا بدافع المصلحة، لكن أي معنى يبقى لمثل هذا الاستمرار؟ حتى أطفالهما، الذين يحملون دماءهما، يُعامَلون ببرود كأنهم غرباء.لو استمر البشر في التناسل بهذه الطريقة جيلًا بعد جيل، فلا أحد يدري إلى أي شكل ستتحول الإنسانية في النهاية."يارا، ما بكِ؟ لماذا لا تتكلمين؟" لاحظت سوزان أن يارا شاردة الذهن.استعادت يارا تركيزها وقالت: "فقط لا أعرف ماذا أقول، أنا قلقة على رامي، قال إنه سيوافق على الزواج.""نعم، لقد عاد إلى المنزل اليوم، والفتاة التي سيتزوجها، لم يراها سوى مرة أو مرتين في طفولته، لا يعرفها تقريبًا، فهي تعد شخص غريب تمامًا.""هل تعرفين شيئًا عن تلك الفتاة؟" سألتها يارا."في الحقيقة، سمعت بعض الشائعات عنها.""أي شائعات؟" سألتها يارا بسرعة.قالت سوزان: "اسمعي، أنا أعرف أين ستكون الليلة، سأأخذكِ لنراها بأعيننا، ما رأيك؟ فالرؤية أصدق من السماع دائمًا .""نذهب نحن الاثنتين لرؤيتها؟" ترددت يارا قليلًا، "سوزان، هل أنتِ متأكدة من أنه يناسب أن أذهب أنا أيضًا؟""ماذا؟ ألا تريدين الذهاب؟ ألا يثير فضولكِ أن تر

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل418

    قالت يارا بدهشة: "ماذا؟ ماذا حدث؟"أطرق رامي رأسه، وعيناه ممتلئتان بالحزن، ثم قصّ عليها ما حدث له في صغره.بعد أن أنهى حديثه، خيم الصمت على يارا، وتبدلت نظراتها إلى دهشة يكسوها الأسى.لماذا يجب أن يكون والده قاسيًا إلى هذا الحد؟"الآن فهمتِ، أليس كذلك؟" كم من المآسي يمكن لأسرةٍ تعيسة أن تورثها لمن بعدها. لذلك غيّرت رأيي، سأقبل بالزواج كما يريد، لقد قلت كل ما لدي، سأغادر الآن."ثم استدار ليغادر.نهضت يارا بسرعة وأمسكت بكمّه قائلة: "رامي، هل ستقبل ترتيب والدك فقط لأنك تخاف من أن يؤذيني؟"استدار رامي وابتسم لها بلطف وقال: "يارا، لا تحمّلي نفسك أي عبء، هذا قدري، وأنا سأستسلم للقدر. أعلم أنكِ سترحلين قريبًا، لذا أريدك أن تبتعدي قدر الإمكان، من الأفضل ألا نلتقي مجددًا، فربما تكون هذه آخر مرة نرى فيها بعضنا."خفق قلب يارا بعنف، وكأن بعض المشاعر انفجرت في عقلها.قالت بانفعال: "لا، لن تكون هذه آخر مرة نلتقي فيها، لا تكن متشائمًا هكذا."حين رأى رامي دموعها تتلألأ، مد يده برفق يمسحها وقال بصوت متهدّج: "أرجوكِ، لا تبكي... لا أطيق رؤيتك هكذا، لقد بكيتِ كثيرًا من أجل الآخرين، لا أريد أن تبكي من أجل

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل417

    قالت يارا: "حسنًا، أعدك، تكلّم بسرعة."كانت فضول يارا يزداد أكثر فأكثر.فكر رامي قليلًا، ثم قال: "ألم يظن والدي من قبل أننا على علاقة؟ فلو أنّ...""رامي!" قاطعته يارا فجأة، ونادت اسمه بصوت مرتفع.حين سمعت ذلك، قد فهمت تمامًا ما كان يحاول قوله."لا تقل لي إنك تريد أن نتزوج؟!"رأى رامي ردّ فعلها الكبير، فتوقّف في منتصف الجملة، وابتلع ما كان سيقوله.قال بخفوت: "لقد وعدتِ ألا تغضبي مني، فاعتبري أنكِ لم تسمعي شيئًا."نظر إليها برجاء صادق، كطفلٍ جائعٍ يفتقد الدفء، يثير الشفقة.حين رأت يارا رامي بهاتين العينين اللامعتين، رق قلبها علي الفور.تنهّدت يارا، وقالت برقة: "رامي، لست غاضبة، لكن كيف فكرت في طريقة كهذه؟ إنها متهوّرة جدًا، نحن صديقان فقط.""أعرف، كنت أفكر في زواجٍ صوري بيننا، لكني خفت أن ترفضي، ولذلك كنت مترددًا، وربما ما كان عليّ أن أقول ذلك، أعتذر، ما كان ينبغي أن أفكر في هذه الطريقة، اعتبري أنني لم أقل شيئًا."حين رأت يارا ملامحه المفعمة بالأسى، أدركت كم هو مضطرب في تلك اللحظة. فرفعت يدها وربتت على كتفه برفق قائلة: "سنفكر في حل آخر معًا."كانت فكرة الزواج من رامي لا تُصدَّق بالنسبة

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status