Share

الفصل الثالث

Author: الوقت بطيء
قبل أن أدخل مكتب مروان الشامي، ترددتُ للحظة.

ليس ترددًا ناتجًا عن عدم القرار.

بل لأنني لم أفكر بعد كيف سأجعله يوقّع مباشرة.

بعد تطبيق لوائح شؤون الموظفين في الشركة، حتى أنا اضطررتُ لتوقيع عقد العمل من جديد.

إضافة إلى ذلك، أن منصب مدير التصميم حساس، وأعمال عائلتي لها علاقة به، لذلك إذا لم أنتهِ من أوراق استقالتي بشكل كامل، سوف تُسبب لي المتاعب عند العودة إلى مدينة النخبة.

دفعتُ الباب ودخلتُ، ولم أكن قد نطقتُ بالكلمات التي حضرتُها بعناية، ثم رأيتُ رقية شوقي جالسة أمام مروان الشامي.

لقد كنتُ أتساءل لماذا كان المكتب الذي عند الباب فارغًا.

اتضح أنها انتقلت إلى هنا.

رأتني رقية شوقي أولًا، فربّتت على رأس مروان الشامي برقة وقالت بدلال، "مروان الشامي!"

أجابها مروان الشامي بحنان، "حسنًا، توقفي عن العبث، سوف أنهي هذه الاتفاقية أولًا."

"لا، أنا لا أعبث….."

نظرتْ رقية شوقي إليّ نظرة استفزازية، ثم قالت، "لقد جاءت الأخت تمارا."

رجع مروان الشامي إلى الوراء فجأة، مبتعدًا عنها، ثم رفع رأسه ونظر إليّ بارتباك، والتقت عيناه بعيني.

تجاهلتُ الشعور الخانق في صدري، وقلتُ بهدوء: "مروان الشامي، هناك بعض الأوراق تحتاج إلى توقيعك."

أعطيتُه الملف مع الأوراق.

عندما لاحظ أنني لم أُعلّق على تصرفاته الحميمة مع رقية شوقي، تنفّس الصعداء وقال: "حسنًا."

"مروان، بما أنك مشغول، سوف أخرج الآن."

غادرتْ رقية شوقي بنفسها.

عندما كان مروان الشامي يفتح الملف، كنتُ على وشك أن أشرح السبب الذي جهزتُه مسبقًا، لكن رقية شوقي لوت كاحلها فجأة، وصرخت، "آه، مؤلم للغاية."

"رقية!"

فقد مروان الشامي اهتمامه بالعمل، ثم وقف وهرع نحوها.

لكنني أوقفته، "وقّع أولًا، لن يأخذ الأمر أكثر من بضع ثوانٍ."

عبس وقال، "تمارا، متى أصبحتِ عديمة المشاعر هكذا؟ هل هذه الأوراق مهمة إلى هذه الدرجة؟"

"مروان….."

كانت رقية شوقي تجلس على الأرض، ممسكة بقدمها وتبكي.

انشغل مروان الشامي بها تمامًا، ولم يُرِدْ الجدال معي، فوقع باسمه في المكان الذي أشرتُ له دون أن ينظر إلى محتوى الملف حتى.

هذا ما كنتُ أريده تمامًا.

كل ما كنتُ أريده هو إنهاء إجراءات الاستقالة بسلاسة، ثم أغادر المدينة.

وأعود إلى حياتي الطبيعية.

حمل مروان الشامي رقية شوقي إلى الأريكة، وأمسك قدمها وفحصها بعناية، "لا بأس، ليس هناك تورم، لكن إذا كانت تؤلمك بشدة، فسوف آخذك إلى المستشفى لفحصها."

"ليست بتلك الخطورة…."

سحبتْ رقية شوقي قدمها بخجل، ثم نظرتْ إليّ بنظرة خجولة.

غادرتُ دون أن أُظهر أي تعبير على وجهي.

وقبل أن أركب السيارة، أوقفني مروان الشامي الذي لحق بي، "تمارا، لا تسيئي الفهم، ليس هناك أي شيء بيني وبينها، أنا فقط أهتم بها لأننا كبرنا سويًا كأصدقاء."

"همم."

أومأتُ برأسي، ونظرتُ إلى يده التي تمسك بباب السيارة، مشيرةً إليه أن يتركه: "لديّ أمور أخرى."

تجمّد للحظة، "ألستِ غاضبة؟"

ابتسمتُ وقلت، "هل ينبغي أن أغضب؟"

"في الماضي، إذا فعلتِ مثل هذه الأشياء، بالطبع سوف تغضبين……"

"لكنك فعلتَه بالرغم من ذلك، أليس صحيحًا؟"

رفعتُ رأسي ونظرتُ إلى عينيه المليئتين بالقلق، "حسنًا، لقد كنتُ أمزح معك، عدْ للمنزل اليوم وتناولْ معي العشاء، حسنًا؟"

"أنا….."

كبَتَ شعوره بالذنب وأمسك بيدي، "لديّ موعد الليلة، لكني سوف أعود بالتأكيد."

أردتُ أن أضحك، لكن لم أستطع.

لماذا أشعر أن مجرد عودته إلى المنزل أصبحت مثل الإحسان.

تناولتُ الطعام في الخارج، وعندما عدتُ إلى المنزل أكملتُ ترتيب أغراضي.

وفي تلك اللحظة أدركتُ، عندما تصل خيبة الأمل لدى الإنسان إلى درجةٍ معينة، لا يرغب حتى في ترك أثرٍ له.

قمتُ بكل جدية بمحو أيّ أثرٍ أنني كنتُ في يومٍ من الأيام جزءًا من هذا المنزل.

ودخلتُ أيضًا غرفة مروان الشامي.

لكنني تخلصتُ فقط من الأشياء التي كنتُ قد اشتريتها كأغراض زوجية.

فرشاة الأسنان، كوب المياه، النعال، ملابس النوم…..

لم أنتهِ بعد، وعندما كنتُ في استراحة قصيرة، وصلتني رسالة من رقية شوقي على الواتساب.

[تمارا خطاب، انظري، بعد كل هذه السنوات، ما زال مروان الشامي يتذكّر أنني أحب الورود الوردية، لقد أصبح أكثر اهتمامًا من قبل.]

[شكرًا لكِ على تربية هذا الرجل الرائع من أجلي.]

[الأشجار التي زرعها الآخرون تكون دائمًا أروع.]

وقد أرفقتْ معها صورة.

كان صندوق سيارة البورش التي اخترتُها مملوءًا بالزهور ومزيّنًا بعناية بشرائط ضوئية.

في هذه اللحظة أدركتُ بوضوح.

كل مشاعر الصدق التي شعرتُ بها على مرّ السنين، كانت ملكًا لشخصٍ آخر.
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • هنالك دائمًا شخص يحبك كما في البداية   الفصل التاسع عشر

    أدركتُ النقطة الأساسية، "متى كان موعد لقائكم الجامعي؟""في بداية هذا الشهر، أعتقد كان في اليوم السادس.""…….."جدي هو من اقترح أن أتزوج من عائلة المنصوري.وكان ذلك في اليوم الثامن من هذا الشهر.الفرق بين الموعدين بسيط جدًا.مصادفة عجيبة.عندما رأتني شاردة، هزّت ندى الراسي ذراعي وسألتني، "ماذا هناك؟ بماذا تفكرين؟""ندى، هل تقصدين أن…….."قلت غير مصدقة، "فارس المنصوري كان يحبني منذ وقت طويل، لذلك سألَك عن أخباري؟""وإلا؟ هل هو مجنون؟""……."طوال اليوم، كان قلبي ينبض بشدة دون توقف.تذكّرت، منذ أيام، عندما كنا في السيارة، حين اعترف فارس المنصوري بهدوء أنه لديه فتاة يحبها.بدأت عواطفي تزداد أكثر فأكثر.شعرت بالدهشة، والاستغراب، والحيرة، والتردد، وقليلٍ من الامتنان.امتنان لأن زوجي المستقبلي يحبني، ويحبني بهذا القدر الكبير.ظللت أتقلّب في السرير حتى الفجر.فجأة وصلتني رسالة على الهاتف:فارس المنصوري: [لا تستطيعين النوم؟]جلستُ فجأة، وكتبت بسرعة، [كيف عرفت؟][في منتصف الليل، وما زالت خطواتك تزيد على تطبيق رياضة الواتساب، معناها فقط أنكِ ما زلتِ تلعبين على الهاتف.][فارس المنصوري….]كنت خائفة

  • هنالك دائمًا شخص يحبك كما في البداية   الفصل الثامن عشر

    لو كان شخصًا آخر، ربما كان سيشوّه سمعة تمارا خطاب باستمرار.لكن رقية شوقي لن تفعل ذلك.فهي تعرف مروان الشامي جيدًا.ما تريده هو تذكير مروان الشامي مرارًا وتكرارًا باسم "تمارا خطاب"، لكي تغرز تلك الشوكة في قلبه أعمق.لكي تجعل مروان الشامي يعيش طوال حياته في الندم.بهذه الطريقة فقط يمكن لمروان الشامي……أن يفقد رغبته في تغيير النساء.وعندها فقط تستطيع الحصول على كل ما تريده.قبل يومين من زفاف تمارا خطاب، طلبت هند التميمي إجازة شخصية، وسافرت مباشرةً إلى مدينة النخبة.وكان مروان الشامي هو من وافق على طلب الإجازة.ظل يحدّق طويلاً في سبب الإجازة المكتوب من هند التميمي بذهول:"السفر لمدينة أخرى لحضور زفاف صديقة مقرّبة."في الأصل…..كانت هند التميمي من المفترض أن تستخدم هذه الإجازة لحضور حفل زفافه هو وتمارا خطاب.لكن الآن…المرأة التي عاش معها ست سنوات، ستقف غدًا بجانب رجلٍ آخر.استند مروان الشامي على المكتب ونهض، وسار ببطء نحو قسم التصميم.وصل مدير قسم التصميم الجديد،لكن ظل مكتب تمارا خطاب خاليًا.رغم أنها أفرغت المنزل، إلا أن مكتبها ما زال يحتفظ ببعض آثارها.كانت تحب استخدام المعطّرات في الم

  • هنالك دائمًا شخص يحبك كما في البداية   الفصل السابع عشر

    لم تُصدق رقية شوقي الأمر."هي ستتزوج من رجل آخر، وأنت تُهديها شيئًا ثمينًا كهذا؟ هذه الشقة سعرها الحالي في السوق...…..""هي تستحق."قال مروان الشامي هاتين الكلمتين فقط وغادر.لحقت رقية شوقي به وقالت، "إلى أين أنت ذاهب؟""لدي موعد، عودي بنفسك.""….."ترك رقية شوقي خلفه.وبسبب ألمها الجسدي، لم تستطع اللحاق به أبدًا.وفي النهاية، لم يكن أمامها سوى العودة إلى المنزل بسيارة أجرة.لكنها لم تكن تملك صبر تمارا خطاب، فقبل حتى أن تُكمل الساعة التاسعة، بدأت تتصل بمروان الشامي مكالمة تلو الأخرى.لكن لم يرد مروان الشامي.استمرت بالاتصال.وأرسلت رسائل على الواتساب.تمارا خطاب يسهل خداعها، أما هي فلا.فالرجل إن لم تتم مراقبته، فلا أحد يعرف أبدًا أي امرأة سينتهي به المطاف معها.لم تستطع أن تفهم ما هو السحر الذي أعطته تمارا خطاب لمروان الشامي،مع أنه سابقًا لم يكن يظهر عليه أي حب عميق تجاهها.أما الآن، فيتصرف وكأنه غارق في الحب بها.ظلّت هكذا حتى الثانية فجرًا، وصدر صوت أخيرًا من هاتفها.لكن الصوت لم يكن صوت مروان الشامي.كان أحد أصدقائه."رقية، مروان شرب كثيرًا، ولا يتوقف عن قول إنه يريد العودة إلى ال

  • هنالك دائمًا شخص يحبك كما في البداية   الفصل السادس عشر

    عاد مروان الشامي إلى مدينة الياسمين في نفس الليلة.كان أشبه بهروبٍ مذعور.كل كلمة وحرف في لقطات الشاشة هذه، جعله لا يستطيع حتى أن يرفع عينه في وجه تمارا خطاب.بعد أن نزل من الطائرة، توجه مباشرةً إلى بيت رقية شوقي!عندما سمعت رقية شوقي الضجيج، خرجت من غرفتها وهي نصف نائمة، وعندما رأت مروان الشامي، غمرتها السعادة.بالطبع، مروان الشامي بينها هي وتمارا خطاب، اختارها هي.حاولت أن ترتمي في حضن مروان الشامي، لكنه أمسكها من عنقها ودفعها بقوة نحو الأريكة!هذا الاختناق القاتل جعلها تستفيق بالكامل.نظرت إلى مروان الشامي بذعر وهي تكافح بشدة، "مروان، هل جُننت؟ هل تريد قتلي؟!""من سمح لكِ بإرسال لقطات الشاشة هذه إلى تمارا؟"صرخ مروان الشامي دون أن يُخفف قبضته، وعيناه تحدّقان بها، "الآن، لقد أساءت فهم علاقتنا، هل أنتِ راضية؟""لا، لم أفعل….."أجهدت رقية شوقي نفسها لاختراع الأكاذيب، "ليست أنا حقًا من أرسلتها! نعم صحيح، لقد تذكرت، لقد تذكرت! في يوم من الأيام، قالت لي الأخت تمارا إنك تبحث عني، فدخلتُ مكتبك، وتركتُ هاتفي بالخارج.""هل يمكن أن يكون ذلك الوقت… تجسّستْ عليّ الأخت تمارا…..""تمارا ليست من هذ

  • هنالك دائمًا شخص يحبك كما في البداية   الفصل الخامس عشر

    كان وجهه يزداد شحوبًا مع كل صورة.كانت كل لقطة شاشة بمثابة صفعة، تُصفعه بلا رحمة على وجهه.لم يستطع أن يتكلم.كانت عيناه فقط تزدادان احمرارًا.لكنني لم أقم بأي تعبير، مددتُ يدي له فقط، بدون تعابير على وجهي، "هل أحضرت قلادة اليشم؟ أخبرتني هند التميمي أنك رفضت إعطاءها لها."ثم سددت عليه طريق تهرّبه، "إذا لم تحضرها، فأرسلها لي عبر الشحن السريع حين تعود إلى مدينة الياسمين.""تمارا….."كان صوته أجشًا، ينظر إليّ بتوسل، "ألا يمكنك منحي فرصة أخرى؟ مرة واحدة فقط.""مروان الشامي."رمشتُ بعيني، "هناك فرصة واحدة فقط بين الناس."فرصة واحدة فقط لكي نثق بالناس ثقةً كاملة.فإذا انكسرت الثقة، مهما حاولتَ جاهدًا إعادة بنائها، لن يتبقى سوى الشك وسوء الفهم.ومع مرور الوقت، سنجد بعضنا البعض أكثر فأكثر بُغضًا.وأيام مثل هذه، لم تكن ضمن اختياراتي لحياتي أبدًا.ارتجفت أطراف أصابع مروان الشامي، وبعد صمت طويل، سلّمني القلادة أخيرًا.أخذتُها مباشرة دون تردد.في اللحظة التي أخذتُها فيها، بدا وكأنه فقد كل قوته، انهار وهو جالس على الأريكة يحدق بي…..خفضتُ رموشي وقلت، "مروان الشامي، لا تتواصل معي بعد الآن.""لا أريد

  • هنالك دائمًا شخص يحبك كما في البداية   الفصل الرابع عشر

    "علي راحتك."بعد أن أغلقت الهاتف، أعطاني فارس المنصوري فجأة عصا من حلوى الفواكه المغطاة بالسكر القوي.كانت هذه الحلوى المفضلة لدي في مرحلة الإعدادية.كنت أشتري واحدة كل يوم بعد المدرسة، وأتناولها في طريقي للمنزل.في السنوات الماضية، حاولت جاهدًا أن أكون راشدة، فلم أعد أشتري مثل هذه الأشياء الطفولية، ولم يشتريها لي أحد أيضًا.شكرتُه، وقبل أن أبدأ بأخذ قضمة، سمعت فارس المنصوري ينبهني، "فاكهة الزعرور حامضة، معدتك ليست بخير، خذي بضع لقيمات فقط لتذوق الطعم."تجمدت للحظة ثم سألته، "كيف علمت أن معدتي ليست بخير؟"حتى أمي لم تعرف إلا بالأمس فقط.قال فارس المنصوري بهدوء، "الدواء الذي تشربين مكون بالكامل من أعشاب مغذية للمعدة.""……."شعرت بقليل من الدهشة.في العشاء، عندما كنا نتناول الطعام، بدا وكأنه مشغول بالأكل فقط.لم أتخيل أنه لاحظ ذلك.أكلت قضمة من الحلوى وقلت، "أنت دقيق الملاحظة للغاية.""لست سيئًا."أومأ فارس المنصوري رأسه بتواضع.كنت خائفة أن يسألني عن المكالمة التي حدثت للتو، لكن لحسن الحظ لم يسألني عليها طوال المساء حتى بعد أن أوصلني للمنزل.لم أكن خائفة فعلًا، فقط لم أعرف كيف أشرح له ب

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status