الفصل2

لم يتوقع حسين أنني قد انتهيت من تعبئة حقيبتي، فاندفع نحوي ليمنعني.

وفي تلك اللحظة، سُمِع صوت فتح القفل عن طريق البصمة من الخارج.

وفي اللحظة التالية، دخلت سهيلة وهي ممسكة بيد ابنتها، نرمين.

لم أكن أتوقع أن يكون قفل الباب في منزلنا يحتوي على بصمة سهيلة.

لكنني كنت قد أخبرت حسين سابقاً أنني لا أرغب في رؤية سهيلة في هذا المنزل.

لقد افترت عليّ، وسلبت مني كل شيء، فأنا أبغضها.

لكن يبدو أن حسين لم يأخذ كلماتي على محمل الجد.

عندما رأتني سهيلة، تغيرت ملامح وجهها قليلاً، وظهرت وكأنها في حاجة إلى الشفقة وقالت:

"جيهان..."

وفي تلك اللحظة، اختبأت نرمين خلفها وكأنني الوحش الذي سيهاجمها، وبدأت تبكي وتقول:

"عمة جيهان، لا تضربي أمي!"

نظرت إليها ببرود، كانت تبدو بريئة للغاية وهي لم تتجاوز العشر سنوات.

لكن هذه الطفلة هي نفسها التي افترت عليّ في عيد القمر في منزل والدي، عندما ادعت أنني ضربت سهيلة.

كان ذلك هو العيد الذي كنت أنتظره لسنوات طويلة، وكان أول عيد منذ الحادثة التي كانت فيها عائلتي مستعدة أخيرًا لقبولي في منزلهم للاحتفال.

كنت أحاول أن أستعيد حب والديّ، لكن سهيلة جاذبتني من الدرج في الطابق العلوي وسقطتُ للأسفل.

كسرت ساقي، ولم يسألني أحد عن حالتي.

الجميع ركضوا نحو سهيلة، كانوا يتجمعون حولها يسألون عن حالتها، بينما كنت أصرخ قائلة: "هي من دفعتني!"

لكن سهيلة لم تدافع عن نفسها، بل قالت بعيون حمراء: "إذا كانت الأخت تقول هكذا، فلتكن الأمور كما تقول."

ثم بدأت نرمين تبكي فجأة، وهي تنزل من السلم وتقول:

"عمة، لماذا دفعتِ أمي؟"

"أمي لم تكن تريد إزعاجكم، لكن جدتي وجدي هما من طلبا منا الحضور."

"إذا لم تحبي وجودنا هنا، يمكننا المغادرة."

"لكن، لماذا دفعتِ أمي؟"

عند سماعها ذلك، صعدت أمي فجأة وضربتني صفعة على وجهي.

نظرت إليّ باحتقار وقالت: "كنت أعتقد أنك نادمة حقًا على ما فعلته، لكنك أكثر شرًّا من قبل!"

في تلك اللحظة، انهمرت دموعي بشدة، وكأنها سيل عارم.

بكيت قائلة إنني لم أدفع سهيلة، لكن لم يصدقني أحد.

نظر والدي إليّ بخيبة أمل وقال: "هل يمكن لطفلة صغيرة مثل نرمين أن تكذب؟"

قبض حسين على قبضته وقال ببرود: "جيهان، أنتِ لا أمل فيكِ."

اقترب أحمد مني، وضربني علي ساقي المكسورة بقوة، مما جعلني أصرخ من الألم.

لكن لم يهتم بي أحد، الجميع نظروا إليّ وأنا في ألم، كأنهم تنفسوا الصعداء.

لم يتحدث أحد، لكن وجوههم كانت مكتظة بمشاعر "أنتِ تستحقين ذلك."

قال أحمد: "أم سيئة، أكرهكِ!"

…

في ذلك اليوم، غادرت المنزل وأنا أبكي وأعرج.

لا أزال أتذكر الألم العميق الذي شعرت به تلك الليلة.

في ذلك الوقت، كنت أفكر في الطلاق من حسين.

لكن كان هو من مزق اتفاقية الطلاق بهدوء وقال:

"جيهان، هل لم تفهمي بعد؟ لم يعد أحد يحبكِ سوى أنا."

تجمدت في مكاني وأنا أفكر: هل يحبني حقًا؟

فهم أفكاري وسخر قائلاً:

"لو لم أكن أحبك، ألن أتحمل تصرفاتك الشريرة؟

"جيهان، والديك لم يعودوا يريدونك، قرروا تبني سهيلة.

"إذن، ابقي معي، واعتذري لسهيلة عن كل شيء، هل يمكنكِ فعل ذلك؟"

في تلك الليلة، لم أستطع مقاومة كلماته.

كنت خائفة، خائفة من أن لا يحبني أحد في هذا العالم، خائفة من أنني سأكون بلا مأوى بعد أن أترك هذا المنزل، مثل اليتيمة.

لم أرد أن أكون مثل العشب الذي لا يريده أحد.

لذلك، تعلمت أن أتراجع، وأن أتحمل.

لم أعد أدافع عن نفسي، وسمحت لهم بأن يميزوا بيني وبين سهيلة وطفلتها بحجة التكفير.

لكن تراجعي لم يثمر عن شيء جيد.

لا أستطيع أن أتحمل العودة إلى تلك الذكريات الموجعة، ولكن تفاجأت أحمد الذي دفعني بقوة وركض نحو نرمين

أمسك بيدها وطمأنها قائلا:

"نرمين لا تخافي، أبي وأنا هنا، لا أحد يمكنه إيذاءك أو إيذاء سهيلة."

ثم نظر إليّ، وقال مهددًا:

"إذا تجرأت على إيذائهما، فلن أعتبرك أمي بعد الآن."

قالت نريمن بابتسامة بريئة: "أحمد، لا تكن قاسيًا جدًا على العمة."

ثم نظرت إليّ مبتسمة وقالت: "عمة، أنا أعلم أنكِ لا تحبينني ولا تحبين أمي، لكننا لا نملك شيئًا، هل يمكن أن تتركي لنا البقاء هنا؟"

حقًا، إنه ابن نقي جدًا، ملامحه تؤكد ذلك.

ابتسمت له ابتسامة: "كيف تقول إنه ليس لديكم شيء؟ هذا المنزل سيكون لكم من الآن فصاعدًا."