على الرغم من أن المنشور لم يذكر اسم الشخص صراحة، إلا أنه من المدهش أن العديد من زملائي في المدرسة الثانوية بدأوا يعلقون تحته.وسرعان ما تم الكشف عن كل الأفعال القذرة التي ارتكبتها سهيلة.لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تأثر حسين ووالداي أيضًا.في الأيام القليلة التالية، كاد هاتفي ينفجر من كثرة الاتصالات.وفي هذه اللحظة، نظرتُ إلى الجاني الرئيسي الجالس أمامي، وقلتُ له بلهجة يائسة: "أيها الوغد، من سمح لك بالتدخل؟"ابتسم علي بمرح ووضع لي قطعة لحم بقر ساخنة في وعائي: "لا تغضبي يا جيهان، أنا أعرف أنكِ لا ترغبين في استغلال جراحكِ لجعل الآخرين يشعرون بالذنب.""لكنني أرى أن من تعرض للظلم له الحق في أن يتكلم! إن لم يعرفوا حجم معاناتك، فكل ما سيشعرون به هو مجرد ندم بسيط.""وهذا لا يكفي لتعويضكِ عن الأذى الذي سببوه لكِ، كما أنه لن يساعدكِ على تجاوز هذا الجراح.""لذلك، أردتُ أن أجعلهم يعيشون العذاب نفسه الذي عشتهِ أنتِ طوال هذه السنوات.""ومن الآن فصاعدًا، كلما شعرتِ بالحزن، فقط تذكري أنهم أكثر تعاسة منكِ، وستشعرين براحة أكبر."نظرتُ إليه بدهشة، وشعرت بشيء غريب في داخلي.كان محقًا... لم
سمعت سهيلة أنني سأقدم لها هدية، فامتلأت عيناها بالحذر.يبدو أنها كانت على دراية بنفسها، وتعلم كم أكرهها، فكيف يمكن أن أُحضِّر لها هدية؟لكن قبل أن ترفض، خرج رجل ذو شعر قصير جدا من بين حشد المتجمع.عندما رأت ذلك الرجل، تغير وجه سهيلة فجأة، وتراجعت بضع خطوات إلى الخلف بخوف، ثم نطقت باسمه لا إراديًا:"مصطفي!"نفث مصطفي دخان سيجارته، وعيناه تتجولان بلا مبالاة على وجه سهيلة:"حبيبتي السابقة، لم أركِ منذ زمن طويل؛ يبدو أنكِ تعيشين حياة جيدة، هل لا يزال وعدكِ قائمًا بأنكِ ستتزوجينني بعد حصولكِ على ثروة عائلة جيهان؟"اتسعت عينا والديّ في دهشة، ونظرا إلى سهيلة بصدمة.هزت سهيلة رأسها بسرعة محاولة التوضيح: "أبي، أمي، لا تصدقاه! إنه... إنه أحد أولئك الأوغاد من الماضي!"وبعد أن نطقت بهذه الكلمات، التفتت إليّ بغضب: "أنتِ! أنتِ من أحضرت هذا المغتصب إلى هنا؟""لماذا؟ لقد عانيتُ بما فيه الكفاية، لماذا لا تزالين تلاحقينني بهذا الشكل؟"ثم انفجرت بالبكاء.تقدم حسين لمساعدتها، ونظر إليّ بخيبة أمل قائلاً:"كيف يمكنكِ أن تكوني قاسية بهذا الشكل؟"أما أبي، فصرخ بغضب: "يا لكِ من وحش! أنتِ حقًا بلا
قبل ثلاثة أشهر، أُطلق سراح ذلك الوغد الذي اغتصب سهيلة بعد أن أنهى مدة عقوبته.في اليوم الأول من خروجه، التقيت به.ما زلت أتذكر ما قالته سهيلة : "على ذلك الطريق، هناك صديق ينتظرني."إن كان هذا الشخص موجودًا حقًا، فربما يكون الوحيد القادر على إثبات براءتي.بحثت في شبكة علاقات سهيلة ، لكنني لم أجد شيئًا. لذا، خمّنت أن ذلك الصديق قد يكون واحدًا من هؤلاء الأوغاد.وفي النهاية، لم أكتشف فقط هوية الصديق الحقيقية، بل عرفت أيضًا الحقيقة كاملة.وغدًا، سأحمل هذه الحقيقة وأوجه الضربة القاتلة لسهيلة وسأمنح حسين مراسم طلاق لا تُنسى.بعد أن رتبت كل شيء، استغرقت في النوم من جديد.وفي الحلم، بدا لي أن هناك من يسألني: "إن كنتِ لا تكترثين حقًا، فلماذا تحتاجين إلى أدوية مضادة للاكتئاب؟"...في اليوم التالي، وبعد إنهاء إجراءات خروجي من المستشفى، أصرّ علي على إيصالي إلى إدارة الشؤون المدنية.لم أرفض، فجسدي لم يكن قد تعافى تمامًا بعد.عند وصولي، ودعته ثم دخلت المكتب.بعد ساعة، خرجت أنا و حسين بعد توقيع أوراق الطلاق، ولم يتبقَّ سوى شهر واحد لاستلام الشهادة الرسمية.لكن فور خروجي، اندفع والدي نح
لا بد أن أعترف، مهارة علي في التمييز بين الحقيقي والمزيف تفوق حسين بكثير.تناولت التفاحة التي أعاد تقشيرها لي، وسخرت: "عجبًا، يبدوعلى الأرجح أنها تُعاني من انتكاسة في اكتئابها الحاد."توقف علي للحظة، ثم شدد على كلماته: "اكتئاب حاد جدًا."انفجر علي ضاحكًا: "هذا ليس اكتئابًا حادًا، بل انفصام في الشخصية! أنصح بإرسالها إلى مستشفى الأمراض العقلية، فالعلاج المناسب هناك سيكون أسرع!"ضحكت أنا أيضًا بصوت مسموع.نظر حسين إليّ بصدمة. لم يتخيل يومًا أنني قد أكون باردة القلب إلى هذه الدرجة، أسخر من مرض سهيلة مع شخص آخر.لكن ما لم يستطع تحمله أكثر، هو أنني أمامه كنت باردة كالجليد، بينما كنت أبتسم لهذا الرجل الآخر.اشتعلت نيران الغيرة في قلبه، فصرخ بغضب:"كفى يا جيهان! كيف أصبحتِ هكذا؟ لا عجب أن والديكِ خاب أملهما بكِ، ولا عجب أن ابننا لا يحبكِ!أنتِ امرأة شريرة، بلا قلب! كنتِ على حق، أندم على أنني لم أوافق على الطلاق منكِ من قبل.كان يجب أن أتخلص منكِ منذ وقت طويل، حتى يرى الجميع كيف سيكون مصير امرأة خبيثة مثلكِ!"في حضنه، بدت سهيلة منتشية، لكنها استمرت في التظاهر بالحكمة واللطف: "حسين،
عندما ناديتُه بـطليقي، عبس حسين وجه .ظننت أنه سيبدأ كالعادة في توجيه اللوم لي ويتهمني بالمراوغة.لكن على غير المتوقع تنهد فقط، ثم مد يده ليمسح قمة رأسي وقال بهدوء:"هل لا زلتِ غاضبة مني؟ يا حبيبتي، أنا اعترف أنني تجاهلتكِ في السابق، وسأهتم بك أكثر في المستقبل.""لا تغضبي بعد الآن، حسناً؟""أين ستذهبين إن انفصلتِ عني؟"على الرغم من أنني لم أفهم لماذا تغير، إلا أنني شعرت بشيء من الاستياء عندما سمعت آخر جملة منه:"العالم واسع، كيف لي أن أكون بلا مكان؟"حسين: "أنتِ تعلمين جيداً أنني لم أقصد ذلك."كنت متعبة من الحديث وأردت الصمت.على ما يبدو، هو لا يريد أن يقسم الثروة وإلا فلا أستطيع أن أفهم سبب عدم رغبته في الطلاق.في تلك اللحظة، لاحظت في زاوية عيني سهيلة، فحولت اهتمامي إليها:"يا أنتِ، هل يمكنكِ الخروج من غرفتي؟"تحولت وجه سهيلة إلى اللون الأحمر فجأة، وبدت وكأنها ستبكي، وقالت بحذر:"آسفة يا جيهان، أردت فقط البقاء هنا لأعتني بك."كانت تنظر إلى حسين، متأملة أن يتدخل ويوقفني عن الانتقاد، كما كان يفعل سابقاً.لكن حسين، مع ذلك، لم يوبخني بسببها، بل قال: "سهيلة، يمكنكِ العودة الآن،
كانت صدمة كلمات علي كفيلة بأن تجعلني أكاد أقفز من السرير.وعلى الطرف الآخر من الهاتف، ارتفع صوت حسين بغضبٍ مفاجيء: "ماذا قلت؟ من أنت؟"لكن علي أغلق المكالمة على الفور، ثم أطفأ الهاتف تمامًا.نظرتُ إليه بدهشة، فابتسم لي بابتسامة محرجة وقال: "لم أقصد حقًا أن أقول إنكِ متوفاة، لكن زوجكِ هذا غريب جدًا.""زوجته تعرضت لحادث، وبقيت في المستشفى ليومين، ولم يتمكن أحد من الوصول إليه؛ وعندما قرر أخيرًا الاتصال بكِ، لم يقل حتى كلمة واحدة للاطمئنان عليكِ."ثم تابع وهو يهز رأسه بأسف: "بصراحة، أختي... لديكِ ذوق سيء جدًا في اختيار الرجال."ابتسمتُ بمرارة وهمستُ: "ليس فقط الرجال، حتى في اختيار والديّ وصديقتي المقربة وحتى في ابني، فشلتُ في كل شيء."أبعدتُ عن ذهني تلك الأفكار، ثم قلت: "هل يمكنك طلب بعض الطعام لي؟"لم آكل شيئًا منذ الليلة الماضية، وبدأت أشعر بالجوع.أخرج علي هاتفه فورًا وسألني عمّا أرغب في تناوله. لم أشعر برغبة كبيرة في الطعام، فطلبتُ منه أن يحضر لي حساءً خفيفًا. لكنه لم يوافق وقال بحزم: "الطبيب قال إنكِ تعانين من سوء تغذية، كيف تكتفينِ بالحساء فقط؟"ثم أضاف بنبرة حاسمة: "لا