Share

الفصل 243

Author: شاهيندا بدوي
قال سمير: "لا يوجد لنور مكان تذهب إليه سوى منزلكِ."

كان في صوته حزم وشيءٌ من البرود.

جلست فجأة.

اكتشفت أن السماء قد أشرقت بالفعل.

سمعت صوت سالي الساخر يقول مرَّة أخرى: "سمير، ألا ترى أن كلامك هذا مثيرٌ للسخرية؟"

لم تكن تحلم، جاء سمير بالفعل.

نزلت من السرير، وخرجت من الغرفة.

رأته واقفًا أمام سالي في غرفة المعيشة، يرتدي قميصًا رماديًّا. كانت سالي، بطول متر وستين سنتيمترًا، تقف أمامه أقصر منه بنصف رأس.

"إن كنت أتيت لتنفيذ ما أفكر فيه، فسأذهب معك." قالت نور ذلك، وهي تشد شفتيها، واقتربت منه خطوة بعد خطوة.

نظر كل من سمير وسالي إليها.

نظر سمير إلى بيجامة نور.

لاحظ أنها ترتدي بيجاما عليها رسمة دورايمون، فاتسعت نظراته فجأة.

لم ترتد مثل هذه الملابس من قبل عندما كانت إلى جواره.

كان شعرها الطويل منسدلًا بشكلٍ طبيعي على جانبي كتفيها، ووجهها بلا مساحيق تجميل، لكنه يحمل لمحة من الكسل والبرود في عينيها.

اقترب منها سمير وقال: "اذهبي وغيري ملابسك، جلبت لكما فطورًا، تناولي الطعام مع سالي ثم عودي معي إلى البيت."

كان صوته ناعما جدًا.

لكن نور علمت أنه يريد إجبارها.

"حسنًا."

لم ترغب في أن تصبح أضحوكة أمام س
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل672

    حين سمع إيهاب نور تناديه باسمه، فقد هدوءه وقال بارتباك: "هل أنتِ إنسانة أم شبح؟"هبّت الرياح، فرفرفت خصلات شعر نور، ووجهها الشاحب زاد المشهد رعبًا حتى اقشعر بدنه.عقد إيهاب حاجبيه، مثقلًا بالضغط والخوف.أما نور فلم تعرف للحظة ما تقول. خافت أن تنطق بكلمة خاطئة. لكنها أيقنت أن في قلبه سرًّا مخيفًا يرهبه.وما لبث إيهاب أن هدأ واستجمع نفسه، مدركًا أنّ تلك المرأة ماتت، ولا يُمكن أن تظهر هنا.لكنه اكتشف شيئًا حين دقّق النظر في ملامح نور، وارتسمت في عينيه لمعة خطيرة وقال مغمغمًا: "لا، غير صحيح، لابد أنكِ نور! تجرؤين على المجيء إلي وحدك؟ ألا تخافين أن أقتلك؟"انكشفت هويتها في لحظة.لكنها تماسكت وسخرت: "لقد كشفتني، نحن لم نلتقِ قط، كيف عرفت اسمي إذًا يا إيهاب؟ هذا دليل على أن بيننا علاقة ما".خاف إيهاب أن تستدرجه بالكلام مرَّة أخرى، فرد بحدة: "علاقة؟ أي علاقة؟"قالت نور: "الغرفة السوداء… أنت من حبسني فيها!"قال إيهاب بدهشة: "أتذكرتِ؟"لم تكن نور متأكدة، إنما قالت ذلك بشكلٍ عشوائي، ولم تتوقع أن يكون الأمر حقيقة.ما صلتها بهم حقًا؟سألته بحيرة: "لماذا استطعتَ الاقتراب مني أصلًا!" كانت لا تزال

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل671

    شعر سمير بارتباك واضح في هذه اللحظة، فسأل: "أين هي نور؟"حتى طارق أصابه الذهول، وأجاب: "مستحيل! لقد كانت السيدة هنا منذ لحظة فقط!"كان سمير يخشى أن تكون نور قد تعرّضت للاختطاف، ولم يعد واثقًا من إحكام خطته هذه المرَّة: "هل دخل أي شخص مشبوه إلى هنا!""هذا مستحيل، كل الرجال هنا تابعون لي!" كان طارق متأكدًا من استحالة أن يختطف أحدٌ نور من هنا.لكن سمير لم يعد يملك رفاهية المخاطرة. حتى لو كان الخطر صادرًا من أتباعه، فقد كان قلقًا من أن يستغل أحدهم نور.صرخ بحدة: "ابحثوا عنها بسرعة..." لكن فجأة دوّى في أذنيه طنين حاد. قطّب حاجبيه لا شعوريًّا، وشعر بصداع أشدّ إيلامًا.في تلك الأثناء، كانت نور تتبع إحساسًا داخليًا مألوفًا قادها نحو الجزء الخلفي من المختبر.سارت مسافة طويلة. وبرغم خطورة الطريق، لكنها أرادت أن تعرف لماذا يسيطر عليها هذا الشعور القوي.كانت الأعشاب الطويلة تعيق خطواتها، وكانت تخشى الزواحف والحشرات، فكانت تخطو كل خطوة بحذر شديد.وفجأة سمعت حركة، فظنّت أنّها تعود لأحد رجال المختبر، فاختبأت غريزيًا وسط الأعشاب، لكنها فوجئت برجل يخرج من جحرٍ في الأرض.من يتمكّن من الخروج من نفقٍ ك

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل670

    كان الموقف الذي وُضع فيه إيهاب أسوأ من الذي وُضع فيه رجل السكين، وشعر بالغضب الشديد، وبالإضافة لذلك عليه مراقبة ما يحدث في الخارج.كانت القوات الخاصة على وشك اقتحام المكان.اضطر إيهاب أن يترك لنفسه منفذًا للهرب.لذا أمر جميع من معه بالتصدِّي للقوات الخاصة، بينما يفتح لنفسه طريقًا للهروب.قبل أن يبني هذا المعمل، كان قد ترك لنفسه مخرجًا احتياطيًا تحسبًا ليوم كهذا.لاحظ سمير نيته في الهروب، فطارده فورًا.نظر إيهاب إليه مبتسمًا بسخرية وقال: "سمير، أتظن أن هذا كل شيء؟ العرض الحقيقي لم يبدأ بعد!"ثم لم يتردد في تفعيل آلية الاختفاء، ودخل، وأغلق الباب خلفه بسرعة، ثم هرب. كان هناك نفق.عندما فتح سمير الباب، كانت الظلمة تملأ المكان بالداخل، ولم ير أثرًا لإيهاب. ولم يعُد في المشهد سوى شهد، تضع يديها على رأسها عاجزة تمامًا."سمير، سمير!"كانت شهد لا زالت مشغولة بالقلق عليه في تلك الأثناء.نظر إليها سمير ببرود، ولم يبادلها أي اهتمام."قائد سمير!" دخل طارق مسرعًا ورآه سالمًا، فتنفس الصعداء وسأل: "أين إيهاب؟ هل هرب؟"نظروا إلى النفق المظلم، كانوا قد توقَّعوا هذا الأمر.قال سمير: "أرسلوا فرقًا لتفتي

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل669

    تقدّم عناصرُ القوات الخاصة إلى الطوابق العُليا، وكلّما ظهر شخصٌ كبّلوه فورًا.لكنهم لا يعرفون ما يجري في الداخل.كان سمير مختبئًا خلف الأريكة في تلك اللحظة، بلا سلاح في يده. يقاتل وحيدًا.الحياة والموت على بعد لحظة واحدة منه. لكنه كان مضطرًا للمجازفة.إن لم يفعل ذلك، لم يكن لينال ثقة إيهاب. ولم يكن ليتمكن من الوصول إلى هنا أبدًا.كان هدفه الوصول إلى وكر إيهاب، والحقنة التي تلقاها من أجل شهد ستجبرها على اصطحابه إليه.إيهاب وحده قادر على فك سمّه. وهذا يعني أن سم نور قد يكون قابلًا للشفاء على يده.إذا كان الأمل موجودًا، كان مستعدًا للمحاولة مهما كان الأمر. حتى لو كلَّفه الأمر حياته.وكان ثمن هذه المُجازفة هو المأزق الذي وُضع فيه الآن.تنفس بعمق، مدركًا أن لا مهرب له، فوقف مجددًا.لكنه رفع يديه الاثنتين. ابتسم، مثبّتًا نظره إلى إيهاب: "لن تستطيعوا الهروب إن قتلتموني".فجأة، أدرك إيهاب الحقيقة، وقال ببرود: "لقد كان هذا فخًا دبرته بعناية!"قال سمير: "لكن ألا يوجد لكلانا مكسبٌ من هذا؟"نظر إيهاب ببرود لسمير، وقال: "لقد خدعتني، جعلتني أعلم بخيانة رجل السكين، وأثرت قلبي لقتله، وأنت كنت مت

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل668

    قال إيهاب: "الترياقات موجودة هنا".وأشار إلى صف آخر من العقاقير.كانت جميع السموم مُرقّمة فقط، وكذلك الترياقات. فلم يكن بالإمكان التمييز بسهولة بين أي قارورة تحتوي على السم وأيها تحتوي على الترياق.نظر إيهاب إلى سمير وقال: "ما رأيك باقتراحي؟"رد سمير بنظرة ثابتة: "هل من الضروري أن نتعاون؟"ابتسم إيهاب قائلًا: "أنت ستتزوج ابنتي، وأنا أعتبرك جزءًا من العائلة، عدم رغبتك في التعاون تعني أنك لا تقدرني".أنهى كلامه، وبدأ رجاله يتهيؤون لسحب أسلحتهم.لكن شهد كانت قلقة، فقالت: "أبي، سمير سيقف إلى جانبي بالتأكيد".وأضافت محاولة نصح سمير: "سمير، فقط اسمع كلام أبي، لقد أنقذك، وما دمت لا تقول شيئًا، فلن يعرف أحد بما تفعله، لا داعي للقلق من أن تُكشف!"كانت أفكارها لا تزال بريئة ومثالية.نظر سمير حوله، وتفحص العقاقير التي كانت محمية بعناية، ووجد أن العقاقير محفوظة ومؤمَّنة جيدًا، ولا ينبغي أن يحدث خلل.قال إيهاب منتظرًا رده: "سمير، لم تجبني بعد".سأل سمير: "أين الترياق؟""أي ترياق؟"رد سمير ببرود: "ترياق نور".تغيّر وجه إيهاب فجأة: "ما زلت متمسكًا بها!"قال سمير ببرود: "ألم أفعل كل هذا منذ البداية م

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل667

    لم يكن إيهاب قلقًا على الإطلاق: "عندما يكتفي بالنوم، سيستيقظ بشكلٍ طبيعي".نظرت شهد إلى والدها، وقالت بقلق: "هذه الأدوية ليس لها آثار جانبية، أليس كذلك؟ هل ستكون هناك أي تبعات لاحقة؟"توقف إيهاب للحظة، وكأنه يفكر في كيف يُجيبها.في تلك اللحظة، بدأ سمير يُظهر بعض الاستجابة أخيرًا، وتحرَّكت أصابعه قليلًا، مما جعل شهد تنبض فرحًا، ووضعت كل انتباهها عليه."سمير."هزَّت شهد جسده بخفة وهي تقول: "هل تشعر بتحسن؟ يجب أن تكون بخير الآن".لم تكن متأكدة. فهي لا تفهم الكثير عن هذه الأدوية.لكنها كانت واثقة من أن والدها سيجد الحل المناسب.أحس سمير بصداعٍ يكاد يشقُّ رأسه، فتح عينيه، وتوقَّف بضع لحظات، مركزًا نظره على وجه شهد."سمير، أنا شهد، أنت بخير الآن، أليس كذلك؟" سألت بقلق.جلس سمير. وما إن تحرك، حتى وُجهت كل الأسلحة نحوه. لم يستطع أحد الاطمئنان له تمامًا بعد.رأت شهد هذا الحذر، فاندفعت للأمام لتدافع عنه: "ماذا تفعلون؟ لماذا توجهون الأسلحة إليه؟ إنه حبيبي، وزوجي المستقبلي، فلتحترموه قليلًا!"كان الجميع من أتباع إيهاب، لذلك كانوا ملتزمين بأوامره.ظل سمير صامتًا بعد استيقاظه، لم ينطق بكلمة واحدة

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status