All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 591 - Chapter 600

878 Chapters

الفصل 591

لم تستطع سارة أن تقرأ أي تغير في ملامح عينيه، لكن حين تذكّرت أسلوب تلك المرأة المتعجرف قبل قليل، أيقنت أن هذه المدعوة "فيفي" لم تأتِ بخير.كان أحمد، الذي نادرًا ما كان يشرح مواقفه في السابق، يبدو وكأنه يخشى أن تسيء فهم الأمر، فانحنى قليلًا حتى أصبح أطول منها وهو جالس، وأخذ يدها برفق ووضعها في كفه الدافئ.ظل في تلك الوضعية، نصف جاثٍ أمامها، وجسده الطويل يبدو أقصر قليلًا من جلستها.لكنه لم يبدُ عابئًا بذلك، ثم رفع ذقنه، وعيناه تحملان الجدية الكاملة وهو يقول: "حبيبتي سارة، لقد عشتُ في بيت خالتي فترةً من طفولتي، وكانت فيفي وعائلة أبو عوف على علاقة قديمة بنا، لعبنا معًا مرات قليلة في حفلات الطفولة، وهذا كل شيء."شعرت سارة بالحرج من مدى جديته، وقالت بابتسامة خفيفة: "لم أشكك بك أصلًا."أمسك أحمد بيدها بإصرار: "أنا لا أريدك أن تشعري بأي انزعاج بسبب أشخاص لا علاقة لهم بحياتنا، وإن حدث، يجب أن تخبريني فورًا."كان شعور الأمان الذي منحها إياه كفيلًا بجعل النساء اللواتي يراقبن من بعيد يذُبن إعجابًا، فما هذا الرجل الذي يجمع بين الوسامة والرعاية المطلقة؟دفعت سارة كتفه بخجل، فخرج من الغرفة وهو يبتسم.
Read more

الفصل 592

سارة لم تكن غبية، كل ما في الأمر أنها فقدت ذاكرتها، وكانت تدرك جيدًا أن هذا الممر قد جرى تنظيفه مسبقًا، فكيف يمكن أن يظهر فيه الصحفيون فجأة؟ثم إن تلك المرأة الأنيقة، ذات الماكياج المتقن وفستان السهرة الباذخ، كيف يمكن أن تتعثر بكعبها العالي بهذه البساطة؟من الواضح أن الأمر مدبّر، وأنها أرسلت مَن يترصّد في المكان قبل وصولهم.هذه الخطة تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها شديدة الفعالية.لكن ما لم تفهمه سارة أن أحمد ينتمي بالفعل لعائلة ذات شأن، لكنه في النهاية ليس سوى موظف رفيع المكانة، فهل يستحق الأمر اللجوء إلى هذه الأساليب الرخيصة؟والسؤال الأهم... كيف سيتصرف أمام هذا الإغراء العلني؟الغريب أنها لم تشعر بالضيق كما كانت تتوقع، بل جلست تتابع المشهد ببرود، وكأنها تترقب النتيجة بهدوء.المرأة ذات الصوت الناعم تعثّرت، وبالنسبة لأي شخص، بل حتى للنساء أحيانًا، فإن رد الفعل الطبيعي سيكون مدّ اليد للإمساك بها.كان أحمد في البداية ممسكًا بهاتفه، يقف شامخًا وقد ألقى الضوء بظلال طويلة على قامته المستقيمة.لم يتغيّر تعبير وجهه البارد منذ البداية، حتى حين أوشكت المرأة على السقوط بين ذراعيه، تراجع بخطوة إلى ا
Read more

الفصل 593

كان هناك كفّ بيضاء اللون مبسوطة أمام فيفي، لكن راحة اليد هذه لم تكن بتلك النعومة التي تليق بامرأة، فقد بدت عليها آثار السنين واضحة للعين.يقال إن اليد هي الوجه الثاني للمرأة.ومن هذه اليد وحدها يمكن إدراك أن أحمد لم يعاملها كشيء ثمين، فهي يد امتلأت بالمسامير والخشونة، وكأن صاحبتها اعتادت على القيام بالأعمال الشاقة.مدّت فيفي يدها هي الأخرى، وهي التي نشأت مدللة منذ نعومة أظافرها، تحرص على العناية بجسدها أسبوعيًا.كانت يدها مثالًا للرقة والجمال، مفاصلها متناسقة، أصابعها طويلة، راحة كفها بيضاء وناعمة، حتى أظافرها لم يشبها أدنى خلل.والمناكير اللامع على أطرافها كان يتلألأ كقطعة من الحلي الثمينة في واجهة عرض فاخرة.بمقارنة اليدين، شعرت فيفي بموجة عارمة من التفوق تملأ قلبها.وكأن النصر محسوم لها في هذه الجولة.قالت بابتسامة وهي تضع يدها على يد سارة: "شكرًا"، متعمدة ألّا ترفض مبادرتها، بل أرادت أن تُريها الفارق بينهما.فهي ابنة عائلة أرستقراطية عريقة تمتد أصولها لقرون، لا يمكن لابنة عائلة أفلست وسقطت مثل سارة أن تقارن نفسها بها.لكن في اللحظة التي تلامست فيها اليدان، شعرت فيفي بوجود جسم صلب.
Read more

الفصل 594

ساد جوّ من الحرج، فتقدّمت فيفي بخطوة وهي تتنفس بعمق قائلة: "كنتَ قد قلتَ يومًا أنك ستتزوجني، ولم أتوقع أن تلتفت فتجد نفسك قد تزوجتَ أخرى، متى تزوجت؟ ولماذا لم تخبرني؟"كانت كلماتها كالسهم، فالتفتت سارة نحو أحمد تبحث في عينيه عن أي تفسير.غير أن نظرات أحمد اكتست ببرودة قاسية، وحدّق في فيفي قائلًا ببرود: "أنا والآنسة فيفي لا نحن أصدقاء ولا أقارب، ولا أرى سببًا يلزمني بإخبارك، أما ما تقولينه عن أنني كنتُ سأزوجكِ، فهو مجرد لعب أطفال كنتم تجرّونني إليه، وعندما رفضتُ، هرعتِ إلى أهلكِ لتخبريهم بأنكِ مجبرة على ذلك؟"كلماته القاطعة أحرقت ماء وجهها، ولم تكن تتوقع أن أحمد، الذي لم تره منذ سنوات، أصبح بهذه الحدة والجفاء.لكنها ما لبثت أن تذكرت ما قالته لها نادية بأن أحمد يعاملها هي أيضًا ببرود، فوجدت عزاءً سريعًا لنفسها.يبدو أنه يتصرّف هكذا مع الجميع، وإلا لما ظلّ يخفي هوية سارة كل هذه السنوات.ابتسمت ابتسامة مصطنعة وقالت: "أعتذر حقًا، كنت أظن أن أحمد عزيزي في الصغر كان يلهو معي كما كنت ألهو معه، فقد أحببته منذ أن كنت صغيرة، ولم أتوقع أنني تركتُ له ذكريات مزعجة."ثم التفتت إلى سارة بملامح تفيض با
Read more

الفصل 595

ما إن أنهى أحمد كلامه حتى أمسك بيد سارة وغادرا بخطوات واثقة، تاركًا خلفه فيفي وملامح الغيظ تكاد تلتهم وجهها.هذا الرجل، مقارنةً ببروده وجفائه حين كان صغيرًا، أصبح أكثر جفاءً وبعدًا عن فهم المشاعر، كصخرة صلبة عتيقة، لا يلين لها قلب ولا تؤثر فيها الكلمات، كأنه جدار مغلق لا تنفذه مشاعر ولا تطرق بابه العواصف.فيفي كانت تتابع مشهد مغادرتهما متشابكي الأيدي، وقد اشتدت قبضتها حتى أوشكت أسنانها على الانكسار من شدة الضغط.بينما ارتسمت على فمها ابتسامة باردة ماكرة، كأفعى تتربص في الظل، تتلألأ عيناها بوميض أخضر مخيف، ولسانها يتلوى كخيط من جليد سام.سارة التفتت بجسدها قليلًا لتنظر إلى أحمد، فالتقط أحمد نظرتها سريعًا، وخفض عينيه نحوها قائلًا: "ما الأمر؟ إن كان لديكِ سؤال فاسأليه مباشرة، ولا تجعلي أفكاركِ تهيم في ظنونك."رفعت سارة حاجبها قليلًا وقالت: "في الحقيقة لدي سؤال... هل فكرتَ فعلًا في قتل أسرتها بالكامل؟"أجاب أحمد بلا أدنى تردد: "نعم، فكرت."ثم أردف بصوت هادئ لكنه مشوب بظل من الألم: "أمي لم تكن بحالة نفسية جيدة، ومنذ طفولتي كانت نادرًا ما تهتم بي، وفي ذلك العام، استغلت خالتي حجة توطيد الصلة
Read more

الفصل 596

كان الممر خاليًا إلا من سارة وأحمد، وقد بدأت تسمع خلف الستار البعيد ضجيج الموسيقى الصاخبة وصوت المذيع، ليتضح أن هذا المكان أحد مواقع إقامة حدثٍ ما.لم تستوعب سارة السبب في أن أحمد، طالما قرر اصطحابها إلى فعالية، يحيط الأمر بكل هذا الغموض. التفتت نحوه وقالت بصوتٍ منخفض: "ما هذا الحدث بالضبط؟ على الأقل أخبرني مسبقًا لأتهيأ نفسيًّا."فوق رأسيهما، أضاء مصباحٌ واحد، انعكس نوره على ملامح أحمد الحادة، وكأن الضوء محا كل صلابته وهيبته.ثم قال: "نوع الحدث لا يهم، المهم أن أشاركك الحضور فيه."من الخارج، جاء صوت المذيع، ومعه موجة تصفيقٍ وهتافات، فاستطاعت سارة أن تدرك أن ما يجري هو الحفل الختامي لمهرجانٍ سينمائي.زاد ذلك من فضولها حول هوية أحمد، فهي لم تكن تراه إلا كمسؤول عن مشروعٍ كبير في موقعٍ ما، فكيف صار حضوره لمثل هذه المناسبات أمرًا عاديًّا؟لو أنها، منذ أن أفاقت قبل أيام، كلفت نفسها عناء البحث عن اسمه على الإنترنت، لاكتشفت هويته بسهولة، لكن من كان يتصور أن زوجها ينتمي إلى كبرى العائلات المالية في البلاد؟إلى أن دوّى صوت المذيع عبر القاعة: "نشعر اليوم ببالغ الشرف لاستضافة الرئيس التنفيذي لمج
Read more

الفصل 597

ارتبكت سارة قليلًا، وخفق قلبها بسرعة.وكأن هذا المشهد الذي تراه الآن هو ما كانت تنتظره منذ زمن بعيد.لم تنطق بكلمة، وظلت تنظر إلى أحمد، ذاك الرجل الذي كان في هذه اللحظة محط أنظار الجميع، يسطع من بين الحشد وكأن هالة من النور تحيط به.وفي عينيه، حين التقتا بعينيها، كان هناك بريق يشبه مجرة ممتدة بلا نهاية. "في الماضي، كنتُ أحب زوجتي إلى حدٍّ جعلني عنيدًا في إخفائها عن العالم، حتى حجبتُ عنها كل نور يمكن أن يلمع حولها، أما الآن، فأريد أن أعيد إليها كل ذلك النور الذي كان يخصها."لقد بذل أحمد كل ما في وسعه ليخفيها ويحميها، لكن في النهاية، كان أكثر من جرحها كان هو نفسه.ولهذا قرر أن يغيّر طريقته، سواء كان ذلك تعويضًا أو دلالًا.فإن كان هذا ما تريده سارة، فهو على استعداد لتقديمه مهما كلّف الأمر.لن يخفيها بعد اليوم، بل سيقول أمام الجميع وبأعلى صوته إن سارة هي زوجة أحمد.حمل الميكروفون صوته ليصل إلى كل ركن في القاعة، بينما كان قلب سارة يخفق بقوة تكاد تصم أذنيها.وفي لحظة ارتباكها، شد أحمد على يدها برفق وقال: "اليوم دُعينا نحن الزوجين لتسليم الجوائز للأساتذة، وهذا حقًا شرف كبير لنا."لكن أي شرف
Read more

الفصل 598

بعد انتهاء مراسم تسليم الجائزة، أمسك أحمد بيد سارة وقادها إلى المقعدين المخصصين لهما، ولمّا خيّم الظلام على القاعة، همست في أذنه بنبرة عتابٍ خافتة: "لماذا لم تخبرني مسبقًا؟ كنتُ أحتاج إلى قليلٍ من الاستعداد النفسي، لقد كنتُ على المنصّة أبدو كالبلهاء تمامًا".ارتسمت على شفتي أحمد ابتسامة دافئة تنضح بالمحبة، وقال: "أردتُ أن أُفاجئكِ"."بل أفزعتني، راحة يدي تعرّقت بالكامل… سأذهب إلى دورة المياه قليلًا".أجاب بهدوء: "حسنًا".وما إن نهضت، حتى أرسل أحمد نظرةً خاطفة إلى محمود، الذي تحرّك فورًا مع رجاله ليتبعها عن بُعد، محافظًا على مسافة تكفل حمايتها دون لفت الانتباه.أما أحمد، فأسند ظهره إلى الكرسي باسترخاء وهو يلهو بخاتم زواجه بين أصابعه، في حين لمعت عيناه ببرودٍ خفي.كان هاتفه في جيبه يهتز دون توقف، ورغم أنه أنهى المكالمة مرارًا، فإن الطرف الآخر لم يكلّ عن المحاولة، فاضطر أخيرًا إلى النهوض والابتعاد قليلًا ليجيب.أما سارة، فكانت لا تزال تشعر وكأن قدميها تسيران فوق غيمة، مزيجٌ من الانبهار والارتباك يتملّكها.كان بداخلها شعور بالرضا لأنها حققت ما أرادته، لكن شيئًا آخر ظلّ يعتمل في صدرها… شيء
Read more

الفصل 599

عندما رأت فيفي ملامحها تتغير، كانت سارة تمسح يديها بهدوء بمنديل ورقي، ثم أخذت تدهن كفيها بكريم العناية ببطء متعمّد.قالت بنبرة ثابتة: "آنسة فيفي، لستُ أدري ما الذي تحاولين إثباته أمامي بالضبط، أهو لعبكِ الطفولي الذي لا يتجاوز عمره الثلاث أو الخمس سنوات، أم نسبكِ الذي تفخرين به؟ ما أعلمه أنّه في عالم الحب، الطرف الذي لا يُحبّ هو الخاسر، فضلًا عن أن مشاعر أحمد تجاهكِ... بل دعيني أكون صريحة، أظن أنّه حتى بائع البطاطا المشوية عند ناصية الشارع يحظى عنده بعاطفة أعمق منكِ".وضعت سارة علبة الكريم جانبًا وأضافت: "لو كنتُ مكانكِ لشعرتُ من فرط الإحراج أنني أختفي عن الأنظار، بدلًا من أن أهرع إلى الواجهة كي أُثير الانتباه".ردّت فيفي بحدة: "سارة، سنرى في النهاية من ستكون الخاسرة، وسنلتقي قريبًا مجددًا".كانت تنوي إطلاق تهديدها بثقة، لكن كلمات سارة باغتتها وجعلتها تتلعثم.أجل، ما كانت تفخر به لم يكن شيئًا سوى حبّ أحمد لها.من دون أحمد، لا تساوي شيئًا.لكن بوجوده، تمتلك سارة العالم بأسره.في الحقيقة، لم تكن سارة ترى في تهديدها شيئًا مؤثرًا، فهي تعرف أن الرجل إن أحبّكِ، لن يقدر أيّة امرأة أخرى على انت
Read more

الفصل 600

بدأ الحاضرون يتبادلون الهمسات والتعليقات.قال أحدهم باستهجان: "لم أكن أتوقع أن تكون زوجة أحمد بهذا القدر من التعاطف المفرط، أهي تعتقد أنه لمجرد أن عامل النظافة من الفئة الضعيفة فإن ارتكابه خطأ يعفيه من العقاب؟! بهذا المنطق، إذا خرجتُ غدًا إلى الشارع وصدمتُ سيارة رولز رويس ثم قلت إنني لا أملك المال، فهل سيُعفى عني؟"وأضاف آخر: "طالما أن زوجة أحمد ثرية لهذه الدرجة، فخمسون ألفًا مبلغ تافه بالنسبة لها، كان بإمكانها دفعه وحل الأمر بدلًا من إحراج ممثلة صغيرة هنا باسم الأخلاق!"وتابع ثالث بسخرية: "بالضبط، في السابق على المسرح كنت أظنها وأحمد مثالًا للتناسق والكمال، لكنني الآن أرى أنها لا تختلف عن غيرها، نحن كفنانين لا نحصل على أموالنا من الهواء، مثل هذه الفساتين نادرًا ما تُعطى للإعارة، والآن بعد أن تبللت أصبحت تالفة تمامًا، التعويض المادي أمرٌ واحد، لكن الضرر الأكبر أننا سنوضع على القائمة السوداء ولن نستطيع استعارتها ثانية، وهذا ليس أمرًا يُمحى بكلمة."وأضاف آخر: "لا تقل خمسين ألفًا، حتى لو كان التعويض مليونًا فلن يكفي، فالممثلة ماهيتاب حددت مبلغًا يعتبره الكثيرون رحيمًا."عند سماع هذه التعل
Read more
PREV
1
...
5859606162
...
88
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status