لم تستطع سارة أن تقرأ أي تغير في ملامح عينيه، لكن حين تذكّرت أسلوب تلك المرأة المتعجرف قبل قليل، أيقنت أن هذه المدعوة "فيفي" لم تأتِ بخير.كان أحمد، الذي نادرًا ما كان يشرح مواقفه في السابق، يبدو وكأنه يخشى أن تسيء فهم الأمر، فانحنى قليلًا حتى أصبح أطول منها وهو جالس، وأخذ يدها برفق ووضعها في كفه الدافئ.ظل في تلك الوضعية، نصف جاثٍ أمامها، وجسده الطويل يبدو أقصر قليلًا من جلستها.لكنه لم يبدُ عابئًا بذلك، ثم رفع ذقنه، وعيناه تحملان الجدية الكاملة وهو يقول: "حبيبتي سارة، لقد عشتُ في بيت خالتي فترةً من طفولتي، وكانت فيفي وعائلة أبو عوف على علاقة قديمة بنا، لعبنا معًا مرات قليلة في حفلات الطفولة، وهذا كل شيء."شعرت سارة بالحرج من مدى جديته، وقالت بابتسامة خفيفة: "لم أشكك بك أصلًا."أمسك أحمد بيدها بإصرار: "أنا لا أريدك أن تشعري بأي انزعاج بسبب أشخاص لا علاقة لهم بحياتنا، وإن حدث، يجب أن تخبريني فورًا."كان شعور الأمان الذي منحها إياه كفيلًا بجعل النساء اللواتي يراقبن من بعيد يذُبن إعجابًا، فما هذا الرجل الذي يجمع بين الوسامة والرعاية المطلقة؟دفعت سارة كتفه بخجل، فخرج من الغرفة وهو يبتسم.
Read more