لو استطاع أحمد أن يعرف من كلام الجد أي خبر عن مصير السيدة شادية لكان ذلك أفضل ما يكون، إذ سيوفر عليه عناء البحث هنا وهناك كما لو أنه يبحث عن إبرة في كومة قش.انتفخ أوداج الجد وحدّق بعينيه وهو ينفخ لحيته قائلًا: "من هي السيدة شادية التي تتحدث عنها؟ أنا لا أعرف إلا جدتكَ تلك السيدة العظيمة، إياك أن تفترِ عليّ يا هذا، لو سمعتني أتكلم عن فتاة أخرى، لقامت الليلة من نعشها لتصفّي الحساب معي."قال أحمد: "جدي، أنا لا أمزح معك، لقد أمسكتَ للتو بيد سارة وصرختَ شادية، ها تلك السيدة شادية."أطلق الجد شخيرًا ساخرًا وقال: "أما زلتَ كلما كبرتَ رجعتَ إلى الوراء؟ وتصدّق كلام رجل كبير مختل الذهن! إن قلتُ لك إني رأيتُ البطل ألترامان الخارق، هل ستصدق ذلك أيضًا؟"ساد صمت قصير جعل أحمد يبتلع أنفاسه.كان الجد في شيخوخته أكثر مرحًا بكثير مما كان عليه في شبابه، يتحدث ويفعل الأمور وكأنه عجوز مُتصابي، حتى أن أحمد وجد صعوبة في مجاراته.سرعان ما ملّ الجد من مجادلة حفيده، فمدّ يده وأمسك بكف سارة.ثم قال: "سبق أن قلتُ لكما أن تعودا إلى هنا، فما الذي يعجبكما في مدينة الشمال؟ انظري إلى جبالنا وهوائنا وبحرنا، هنا الزهور
Baca selengkapnya