Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 651 - Bab 660

712 Bab

الفصل 651

لو استطاع أحمد أن يعرف من كلام الجد أي خبر عن مصير السيدة شادية لكان ذلك أفضل ما يكون، إذ سيوفر عليه عناء البحث هنا وهناك كما لو أنه يبحث عن إبرة في كومة قش.انتفخ أوداج الجد وحدّق بعينيه وهو ينفخ لحيته قائلًا: "من هي السيدة شادية التي تتحدث عنها؟ أنا لا أعرف إلا جدتكَ تلك السيدة العظيمة، إياك أن تفترِ عليّ يا هذا، لو سمعتني أتكلم عن فتاة أخرى، لقامت الليلة من نعشها لتصفّي الحساب معي."قال أحمد: "جدي، أنا لا أمزح معك، لقد أمسكتَ للتو بيد سارة وصرختَ شادية، ها تلك السيدة شادية."أطلق الجد شخيرًا ساخرًا وقال: "أما زلتَ كلما كبرتَ رجعتَ إلى الوراء؟ وتصدّق كلام رجل كبير مختل الذهن! إن قلتُ لك إني رأيتُ البطل ألترامان الخارق، هل ستصدق ذلك أيضًا؟"ساد صمت قصير جعل أحمد يبتلع أنفاسه.كان الجد في شيخوخته أكثر مرحًا بكثير مما كان عليه في شبابه، يتحدث ويفعل الأمور وكأنه عجوز مُتصابي، حتى أن أحمد وجد صعوبة في مجاراته.سرعان ما ملّ الجد من مجادلة حفيده، فمدّ يده وأمسك بكف سارة.ثم قال: "سبق أن قلتُ لكما أن تعودا إلى هنا، فما الذي يعجبكما في مدينة الشمال؟ انظري إلى جبالنا وهوائنا وبحرنا، هنا الزهور
Baca selengkapnya

الفصل 652

حين رأى سارة وأحمد أن كليهما لا يُبديان رغبة في إنجاب الأطفال، شعر بالعجلة في داخله، غير أنّه أدرك أنّ هذه أمور لا يمكن فرضها بالقوة، فإن لم يكن لدى صاحبيها رغبة حقيقية فلن يجدي الضغط نفعًا.فاختار أن يُغيّر الموضوع بطريقة حكيمة.قال مبتسمًا: "حسنًا، لا تُنجبان إن لم تريدا ذلك، لكن إذا حسبنا الوقت فموعد ميلادي قد اقترب، ومنذ رحيل جدتكم لم أحتفل بعيد ميلادي قط، وهذا العام أنتم جميعًا هنا، فليكن احتفالًا بهيجًا، وستتكفل سارة بتنظيمه هذه المرة."تسارعت أنفاس سارة وهزّت رأسها بسرعة وقالت معتذرة: "هذا لا يصح أبدًا، فالسيدة ناريمان موجودة، ولا يجوز أن أضع نفسي مكانها وأتجاوز دورها بصفتها صاحبة الدار، ثم إنني وافدة جديدة ولا أفهم الكثير في هذه الأمور، ولن أُحسن القيام بها."كان الجد وجدي يرغب في إقامة احتفال كبير بعيد ميلاده، ولم يكن الأمر مجرد دعوة لعشاء عائلي بسيط، بل يتطلب التحضير من دعوة الضيوف إلى ترتيب كل التفاصيل الدقيقة، وهذا ما يجعله أمرًا بالغ الصعوبة. فعائلة أحمد عائلة مرموقة وكبيرة، وأي خلل ولو بسيط قد يُثير سخرية الناس.قطّب أحمد حاجبيه وقال: "جدي، هل من الضروري إقامة حفل عيد ال
Baca selengkapnya

الفصل 653

قال الجد وجدي وهو يقترب بخطواته الهادئة كأنّه خرج من العدم: "أنظرا إليكما، ما إن أغيب لحظة حتى أراكما غارقين في هذا الدلال."احمرّ وجه سارة خجلًا، فقفزت مبتعدة قليلًا، محافظة على مسافةٍ بينها وبين أحمد، بدت كطالبة مراهقة ضُبطت وهي تعيش حبّها الأوّل.ابتسم الجد وهو يلوّح بيده: "حسنًا حسنًا، لقد مضى على زواجكما زمن طويل، فلماذا ما زلتِ تتصرّفين كفتاة صغيرة خجولة؟ لن أُحرجكما بعد الآن، لقد اطمأن قلبي حين رأيت انسجامكما، ولو أنّ جدتكما علمت بذلك وهي ترقد في تربتها، فلا شكّ أنّها سترتاح، هيا أيها الفتى، تعال واجلس معي لألعب معك بعض جولات الشطرنج."قال أحمد بخضوع: "حسنًا يا جدي."انفصل الاثنان، وتبع أحمد جده بخطوات ثابتة، وما إن ابتعدا عن أعين الآخرين حتى تغيّرت ملامح الجد، وألقى عليه بنظرة حادّة قائلاً: "أخبرني بصراحة، ما الذي يحدث بينك وبين سارة؟"قال أحمد: "لا شيء."رد الجد قائلًا: "لا شيء؟! قد يخونني عقلي أحيانًا، لكن بصري ما زال نافذًا، لماذا حين أذكر بعض الأمور لا تُبدي أي رد فعل؟ ولماذا لم تُرزقا بطفل طوال هذا الوقت؟ لقد كانت منذ ثلاث سنوات تتلهّف لأن تنجب لك، فكيف بعد هذه السنوات ترا
Baca selengkapnya

الفصل 654

هذا الاحتمال لم يكن غائبًا عن ذهن أحمد، ففي أعماق قلبه كان يخشى أكثر ما يخشاه أن يحدث ذلك بالفعل.قال بصوت بارد: "مفعول هذا الدواء ثابت، ولن أترك لها أي فرصة كي تستعيد ذاكرتها".ردّ الجد وجدي بهدوء: "في هذه الدنيا لا يوجد شيء مطلق، على كل حال، عليك أولًا أن تُنهي مسألة صفاء، فلا تدعها تخرج لتثير المتاعب، وبما أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد فلا بد من تقليل الخسائر قدر الإمكان، ثم عليك أن تُسارع بجعل سارة تحمل بطفل".انعقدت حواجب أحمد وهو يقول: "سارة أنجبت مرتين بولادة مبكرة، وقد أضر ذلك بجسدها، واحتمال أن تحمل مجددًا ضعيف للغاية".قال الجد بنبرة حاسمة: "إن كان جسدها ضعيفًا فعليكم معالجته، فالنساء بطبيعتهن كائنات عاطفية، ألم تفكر ماذا سيحدث لو أنها استرجعت يومًا ما كل ما فعلته أنت بها؟".غاص أحمد في التفكير، وهو يتذكر أن سارة، رغم فقدانها الذاكرة، لا تزال تُبدي حذرًا منه، فما بالك إن استعادت كل شيء؟قال بمرارة: "إنها ستختار الرحيل بلا تردد".أومأ الجد وجدي قائلاً: "بالضبط، ستغادر، في قلبها، فارس هو الطفل الذي وُلد بعد خيانتك مع صفاء، ولهذا السبب تحتاجان إلى طفل يخصكما وحدكما، طفلكما الشرعي
Baca selengkapnya

الفصل 655

كلمات سارة ما إن خرجت من فمها حتى تغيّر وجه فيفي في الحال، فالتفتت بتذمّر إلى السيدة ناريمان تتدلّل قائلة: "خالة ناريمان، أنظري إليها! كيف يمكنها أن تكون بلا تهذيب هكذا؟ أنا كنتُ فقط حسنة النية..."كانت السيدة ناريمان منذ البداية تراقب الموقف وكأنها تستمتع بصراع النمور من بعيد، ولم يخطر ببالها أنّ النار ستلتهمها هي أيضًا.قالت باستهزاء وهي تضع عيدان الطعام جانبًا وتمسح شفتيها برشاقة: "حسنة النية؟" ثم أكملت قائلة: "لم أرَ شيئًا من حُسن نيتكِ، كل ما فعلتِه هو التحدُث عن عائلة شخصٍ آخر."توسّعت عينا فيفي من الذهول، لم تتوقّع أنّ السيدة ناريمان، التي رافقتها بخضوع طوال هذه الفترة، ستقف الآن في صفّ سارة.قالت فيفي في غصّة: "خالة ناريمان، إنني فقط أدافع عنكِ، كيف يمكن وهي ككنّة أن لا تخدمكِ حقّ الخدمة، تنام حتى وقت متأخّر وكأنّكِ غير موجودة أصلًا؟"خفضت السيدة ناريمان عينيها وقالت ببرود: "إن لم تضعني في عين الاعتبار، فمَن سيفعل إذًا؟"احمرّ وجه فيفي وأخذت تتردّد بخجل: "خالة ناريمان، أنتِ تعرفين أنّ قلبي معلق بأحمد منذ زمن..."ضحكت السيدة ناريمان بخفّة، ثم مدّت يدها المزدانة بأظافر قرمزية ور
Baca selengkapnya

الفصل 656

يدًا؟!تجمدت فيفي مندهشة، حتى ظنت أنّ أذنيها توهمتا ما سمعتاه، كيف يمكن أن تصدر مثل هذه الكلمة عن امرأة كبيرة في السن؟قالت بصوت مرتجف والدموع تتساقط من عينيها: "خالة ناريمان، هل تكرهينني إلى هذا الحد؟ لكنكِ في العامين الماضيين كنتِ تعاملينني بلطف ظاهر، بل بدوتِ وكأنكِ تحبينني."كانت دموعها الكبيرة المتساقطة على وجنتيها تشبه تمامًا دموع الحسنوات في الروايات القديمة.لكنها لم تكن تدري أنّ ذلك التصرف زاد من استفزاز السيدة ناريمان، التي تجمد وجهها ببرود وقالت بنبرة قاسية: "لا تمثلي أمامي هذا المشهد، لستُ رجلًا ساذجًا، وأكثر ما أكرهه في هذه الدنيا هو ألاعيبكِ الرخيصة."ازدادت دهشة فيفي، فقد كانت تظن أنّ كل ما قدمته من اهتمام وسؤال دائم عن حال السيدة ناريمان في العامين الماضيين قد لامس قلبها.لكنها الآن اكتشفت أنّ ما اعتقدته لم يكن سوى أوهام وأكاذيب تواسي بها نفسها."خالة ناريمان، إن كنتِ تكرهينني إلى هذا الحد، فلن أعود لإزعاجكِ بعد اليوم، فقط أرجوكِ أن تتذكري تناول دواءكِ في مواعيده..."تمتمت محاولة التراجع لاستدرار تعاطفها.لكن السيدة ناريمان ما إن رأت مظهرها الباكي المتذلل حتى تذكرت ف
Baca selengkapnya

الفصل 657

كان في الأمر شيء دافئ غريب، سارة ولأول مرة في حياتها تتسوق مع حماتها، ذلك الإحساس المرهف الذي لم تجربه من قبل جعلها مترددةً بين الارتباك والبهجة. وما إن بدأت الجولة حتى أدركت سارة معنى كلمة الثراء، فبينما ما تزال خزائنها تمتلئ بثياب لم تزل بطاقاتها معلقة، رفعت السيدة يدها في لحظة وابتاعت المزيد دون أن يرف لها جفن، كأن المال لم يكن في حساباتها يومًا.أما سارة فقد شعرت بوخزةٍ في قلبها كلما رأت الأرقام على الملصقات، لم تعلم إن كانت قد أسرفت في حياتها الماضية، لكنها في حاضرها هذا لم تعد قادرة على التغاضي عن ثِقَل تلك الأثمان.التفتت إليها السيدة بابتسامة هادئة وقالت: "اصرفي يا ابنتي، وإن لم تصرفيه بنفسكِ فهل تتركينه للعشيقات لينفقنه؟ لا تقلقي، فأكثر ما لا ينقص عائلة أحمد هو المال."ابتسمت سارة ابتسامةً محرجة، غير أن السيدة لم تمهلها حتى أضافت: "وحتى عائلتي لا ينقصها شيء."كانت سارة قد سمعت شيئًا من قبل عن بيت عائلة ناريمان صابر، عرفت أنها كانت في شبابها، قد تحدّت العائلة بأسرها لأجل رجل يُدعى السيد سامر، تركت لأجله رفيق طفولتها وكسرت قلب والدها العجوز الذي لم يسامحها يومًا.حاولت عائلة صا
Baca selengkapnya

الفصل 658

كان أمام سارة وجهٌ غريب لفتاة لم ترها من قبل، ملامحها دقيقة وعينيها ناعمتان، لكنها لم تحمل أي شعور مألوف، فمن الواضح أنها لم تكن تعرفها.غير أنّ الطرف الآخر حين وقعت عيناها عليها أبدت تعبيرًا يوحي وكأنها تعرفها منذ زمن.قالت سارة مبادرة: "هل تعرفينني؟"عاد الهدوء إلى ملامح الفتاة، وارتسمت على وجهها ابتسامة رقيقة وقالت: "يمكن القول إنني أعرفكِ". ثم نهضت بخطوات واثقة ومدّت يدها إليها قائلة: "تشرفت بلقائكِ، اسمي سالي رشيد".هذا الاسم... جعل سارة تتساءل في دهشة: "أأنتِ من عائلة سيف رشيد؟"بطاقـة الأعمال التي أعطاها إياها سيف رشيد ما زالت في حقيبتها، ولم تتوقع أنه خلال وقت قصير ستصادف شخصًا آخر من هذه العائلة.ابتسمت سالي وأجابت: "نعم، أخي ذكرنا بكِ ذات مرة، وقال إنه لولاكِ لما تمكنّا أبدًا من العثور على جثمان أختي، وقد كنتُ دائمًا أود أن أزوركِ وأشكركِ، لم أتوقع أن ألتقيكِ هنا بالصدفة، والحقيقة أن مظهركِ أجمل بكثير مما رأيته على الإنترنت".ابتسمت سالي بخفة، وكانت في وجنتها اليسرى غمازة صغيرة تضفي على ابتسامتها دفئًا كنسيم الربيع.كانت سارة قد سألت أحمد من قبل عن تلك الحكاية، فأوضح لها ال
Baca selengkapnya

الفصل 659

شعرت سارة بوضوح أنّ ثمة أمرًا غير طبيعي، غير أنّ برود حماتها وعدم رغبتها في مجرّد الردّ جعلها تكبح فضولها وتكتفي بأن أومأت بأدب قائلة: "لو سمحتِ، أيمكنكِ أن تفسحي لي الطريق؟"غير أنّ المرأة أمسكت يدها بحميمية وقالت مبتسمة: "أنتِ لا بدّ أن تكوني سارة، لقد تابعت أخباركما في الداخل، حقًا أنتِ وأحمد ثنائي رائع، تقفان معًا كأنكما مثال للكمال."ولمّا رأت نظرات الشك في عيني سارة بادرت بتعريف نفسها: "انظري إليّ من فرط سعادتي نسيت أن أُقدّم نفسي، أنتِ لا تعرفينني بعد، أنا عمّة أحمد، يمكنكِ مناداتي بالعمة شهيرة."بمجرد أن عرّفت نفسها أدركت سارة من تكون، إنّها شهيرة، المرأة التي كان للسيد سامر حبّ أعمى لها، والتي شكّلت بداية تعاسة عائلة أحمد، السيدة التي يقال إنّها أصل كل خبث متستّر بالرقة، ولم تتوقع سارة أن تراها اليوم وجهًا لوجه.عندها فقط فهمت سارة سبب موقف السيدة ناريمان البارد، فمجاملة شهيرة المفرطة محاولةٌ منها لاستمالتها، لكنّ وجودها يثير في المقابل نفور السيدة ناريمان وحنقها.كانت شهيرة بلا شك أعلى حيلةً من فيفي، بابتسامة ودودة توحي بالقرب، ولو لم يكن المرء يعرف ماضيها وأفعالها لكان من ال
Baca selengkapnya

الفصل 660

شعرت سارة بقلقٍ بالغ أن تتأثر حالة السيدة ناريمان مجددًا بعد أن بدأت بالكاد تتحسن، لذا تابعت ملامح الثلاثة بترقّبٍ شديد.عندها فقط لاحظ السيد سامر وجود السيدة ناريمان، فتوقّف بصره عليها لحظة قبل أن يحوّله بعيدًا.كانت نظراته معقدة، يصعب وصفها بمجرّد شعورٍ واحد.أما السيدة ناريمان فلم تلقِ عليه نظرة، بل تمتمت ببرودٍ: "يا للغثيان".لم تكن نبرتها عالية ولا منخفضة، لكنها كانت واضحة بما يكفي ليسمعها الجميع.ثم لوّحت بيدها نحو موظفة المعرض قائلة: "هذه القطع التي جرّبتها، لفّيها كلّها".ترددت الموظفة قليلًا وقالت: "ذلك... أقراط الأذن كانت قد حجزتها حرم السيد سامر منذ الصباح، ولا يتوافر منها مخزون لدينا الآن، لقد أخرجتها فقط لتجربتها مع العقد".حرم السيد سامر.كم كانت هذه الكلمات الثلاث تحمل سخريةً جارحة.تقدّمت شهيرة على الفور قائلة: "لا بأس يا أختي ناريمان، فنحن في النهاية عائلة واحدة، إذا أعجبتكِ الأقراط فخذيها، وسيتكفّل بها سامر، اعتبريها لفتة بسيطة منّا تجاه الأصغر منّا، صحيح، يا سامر، هذه زوجة أحمد، أظنّك لم تقابلها من قبل".يا للروعة، كم بدت متفهّمة وعاقلة! حينها أدركت سارة فجأة السرّ ا
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
6465666768
...
72
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status