جميع فصول : الفصل -الفصل 140

150 فصول

الفصل 131

كانت سوسن لا تزال قلقة بشأن حالة محمود الصحية، وسمعت فجأة من حولها يعلِّقون عنه تعليقات سيئة، فقالت بعدم رضا: "يمكنك أن تقولي عن محمود ما تشائين يا نيرمين، لكن لا يحق لك أن تقولي إنه لم يهتم بخالد. هل أهمله مرة طوال هذه السنوات؟ هل هناك مرة لم يتحمّل فيها تبعات مشاكله؟ لكن لا يمكنكم كلما وقعتم في ورطة أن تأتوا إليه وتطلبوا منه أن يجد حلًا. ماذا تفعل عائلتكم أنتم إذًا؟"قالت نيرمين: "أنا الآن في طريق مسدود، لو كان بإمكاني إيجاد حل بنفسي، لما جئت لأطلب المساعدة من أخيه الكبير ومنكم." ثم بدأت تبكي وهي تتكلَّم.قالت ابنتها تواسيها: "لا تبكي يا أمي، سيكون هناك حل بالتأكيد."انزعجت سوسن لأن نيرمين بكت قبلها.لم تتوقف عائلتهم كل هذه السنوات عن التسبب لهم بالمشاكل، يأتون إليهم كلما وقعوا في ورطة، ولا يتذكرونهم أبدًا في الأمور السارة، لكنها لم تتذمَّر منهم كثيرًا بسبب القرابة بينهم.كان في قلب سوسن الكثير من الاستياء تجاههم، لكنها لم تنطق به، لأنها تعرف أن محمود عاطفي جدًا، كيف يمكنه ألا يهتم بأخيه الأصغر الذي كبر معه منذ الطفولة؟هي أيضًا تفهمه.لكنهم أشبه بمصاصي الدماء؛ ما دام لا يبخل عليهم
اقرأ المزيد

الفصل 132

قالت سوسن وقد ضاقت ذرعًا بطباعها: "تحدثي بأدب يا نيرمين، متى قلت له شيئًا كهذا؟ أخوكِ أصبح بهذا الحال بسببكم، ماذا تريدين أكثر من ذلك؟"قالت نيرمين بحدة: "حسنًا، إذًا سأقول الكلام الصعب منذ البداية، من الذي سدد المليون في المرة السابقة؟ قلتم حينها أيضًا إنه لا يوجد مال، وقلنا إننا سنفكر جميعًا في حل، كان خالد في ذلك الوقت يحاول بكل وسعه تدبير المال، حتى أنه كاد يبيع كليته، لكن في النهاية تم حل الأمر، لأنكم قلتم إن الدين سُدّد، ولا حاجة لأن نقلق بعد الآن."كانوا ظاهريًّا لا يُبدون شيئًا، لكنهم كانوا مرتابين بشأن تسديدهم للدين بهذه السهولة.ظنوا أن عائلتهم لا تزال تملك المال.قالت نيرمين بصراحة: "أخي، من أين أتيت بكل هذا المال؟ هل أموال حماتي وحماي كلها في يدك؟ هل استوليت عليها كلها؟"هذا ما كانت تحمله في قلبها كل تلك المدة.اتهمتهم بأنهم أخذوا أموال الوالدين، ولم يُعلموهم بشيء.وأنهم لم يقتسموا معهم إلا القليل فقط.هذه الكلمات أغضبت محمود لدرجة أنه بدأ بالسعال، وأشار إليها قائلًا: "أنتِ... أليس لديكِ أي ذرَّة ضمير؟ أتشككين بي؟"لقد قدّم لعائلتهم الكثير، لكن كل ذلك لم يشفع لهم أمام اتهام
اقرأ المزيد

الفصل 133

سألت نور: "من أي تصنيف جامعي أنت؟"أجابت عبير: "درجة أولى."رفضتها نور بلا تردد: "شركتنا لا توظف إلا خريجي الجامعات المرموقة، والدرجة الأولى لا تكفي."تغير وجه عبير، لكنها حاولت أن تبتسم وقالت: "ألست أنت في صفي يا ابنة عمي؟ بوجودك لن يهم من أين تخرجت."ردت نور ببرود مرَّة أخرى وقالت: "الشركة الجيدة تحترم القواعد، إن كانت تعتمد على الوساطات فستنهار خلال بضع سنوات، ولن يكون لك مكان فيها."شعرت عبير بالضيق وقالت: "يا ابنة عمي، أنت فقط لا تريدين مساعدتي، لهذا تقولين هذا.""جيد أنك فهمت، أنت تعتمدين على الآخرين لمساعدتك دائمًا، وإن لم يساعدك أحد، لن تكوني أفضل من متسولة." كان كلام نور حادًا."لا بأس إن لم تريدي مساعدتي، لكن لا تهينيني! أمي، انظري ماذا قالت لي!" لم تتحمل نيرمين كلامها المُهين، فغضبت حتى احمرَّت عيناها.لم ترد أن ترى ابنتها تتعرَّض للظلم، فعاتبت نور قائلة: "كيف تتحدثين مع ابنة عمك الصغيرة هكذا؟ في النهاية هي ابنة عمك، عليكِ أن تحترميها قليلًا، لكن أنتِ لا تحترمينها أبدا، ما المانع إن ساعدتها قليلًا؟ ألم يفعل والدكِ نفس الشيء مع عمك؟ نحن عائلة واحدة، ويجب أن نكون متحابين، لا ت
اقرأ المزيد

الفصل 134

وقف سمير عند باب الغرفة، لطالما كره الضوضاء، خصوصًا أنها تحدث أمام سرير والد زوجته.توقفت الأم وابنتها عن البكاء بمجرد أن سمعا صوته، والتفتتا تنظران إلى سمير.رفعت نور رأسها، وتفاجأت قليلًا عندما رأت سمير، فهي لم تُطلعه على ما حدث، سألته: "لماذا أنت هنا؟"أجابها وهو ينظر إليها: "اتصل بي مدير المستشفى، قال إن والدك مريض، فتركت الشركة وجئت فورًا."ثم نادى: "أبي، أمي."، وعندما رأى الجبس على يد محمود، سأله: "كيف حالك؟"أجابته نور: "كسر في عظم اليد، يحتاج إلى بضعة أيام من الراحة."نظر سمير إلى الزحام في الغرفة، فقطّب حاجبيه وقال: "المكان هنا صاخب جدًا، سيؤثر على راحة أبي، سأنقله إلى الجناح الخاص.""لا داعي، أنا لست بذلك القدر من الأهمية، لا تتعب نفسك يا سمير!"ثم نظر إلى سمير، ورغم أنه لم يكن راضيًا تمامًا عنه، إلا أن سمير كان يهتم به، فلم يستطع توجيه اللوم له، اكتفى بضم شفتيه قائلًا: "إنه مجرد كسر بسيط، لا داعي لحضوركما، عودوا إلى منزلكما، وجود والدتكما بجانبي يكفيني."قالت نور بقلق: "نحن نعرف ما نفعل، زيارتنا لك لا تعطِّلنا."بالرغم من أن سمير أراد له أن يكون في أفضل بيئة، لكنه احترم رغبت
اقرأ المزيد

الفصل 135

"زوج أختي."رأت عبير أن توسُّلها من نور لن يُجدي نفعًا بقدر ما يُجدي توسلها إلى سمير، فهو صاحب الكلمة الفصل، فقالت: "يا زوج أختي، علي أن أتدرب بعد شهر، هل يمكنني الانضمام إلى شركتك للتدريب؟ ليس لدي مكان أذهب إليه، أريد فقط شهادة التدريب، ولن أؤخركم عن أي شيء."أكمل نيرمين عنها: "نحن عائلة نور، أنا زوجة عمها، وهذه ابنة عمها، نرجوك ساعدها لتجد وظيفة جيدة في المستقبل."عقدت نور حاجبيها.هذا استغلال واضح لمكانة سمير كزوجها.في الماضي كانوا يستغلون عائلتها، والآن جاء دور سمير.نظرت إليه بلا وعي، خشيت أن يأخذ عن عائلتها انطباعًا سيئًا، خاصة أنها المرة الأولى التي يلتقيهم فيها، وقد تركوا انطباعًا سيئًا من أول لقاء. بالإضافة إلى أن علاقته بها ليست عميقة إلى درجة أن يتحمل أعباء كل أفراد عائلتها.هذا سيثقل كاهله أيضًا.كانت تدرك جيدًا أنها لا تستطيع أن تسمح لعائلتها بالتصرف بهذا الشكل، فإذا كان هناك مرة أولى، فسيكون هناك مرَّة ثانية، قالت بأدب: "يا زوجة عمي، ليس صحيحًا ما تفعلينه، ما يملكه سمير هو ملكه وحده، ولا يحمل أي التزام تجاهكم، اعرفوا متى تتوقَّفون ولا تضغطوا عليه!"نظرت نيريمن إليها وقا
اقرأ المزيد

الفصل 136

كادت سوسن تُجن من تصرفات نيرمين، لكنها سرعان ما شعرت بالارتياح عندما رأت أن العلاقة بين ابنتها وزوجها جيدة، فما دامت ابنتها بخير، فلا يوجد في الدنيا ما يستعصي عليها.أرادت أن تحافظ على علاقتهما أيضًا، فقالت: "يا نور، إن سمير يساعدهم فقط لأنه يحترمك، ويقدّر مكانتك إنه يعاملك بلطف، وأنت عامليه بلطف أيضًا."سمعت نور كلماتها، فألقت نظرة على سمير.متى تمكّن من كسب والدتها بهذا الشكل؟كان سمير مستمتعًا بدوره، وقال لأمها: "أمي، أنتِ دائمًا تتحدثين عني بالخير."ضحكت سوسن وقالت: "طبعًا، فأنا لست ساذجة، وأرى معروفك جيدًا."ثم نظرت إلى محمود.كان يراقبهم بعينين فيهما فرح وقلق.فرح لأنه اطمأن أن ابنته لم تُظلم بعد الزواج.وقلق لأنه لا يعلم كم ستستمر هذه السعادة، وهل ابنته حقًا سعيدة أم لا.بقوا فترة في المستشفى، وأكملوا كل الإجراءات اللازمة الخاصة بمحمود.كان على محمود أن يمكث أسبوعًا فقط في المستشفى ثم يعود إلى البيت، لم تكن حالته خطرة.تحادثوا قليلًا، ثم غادروا.لم يُرد محمود أن يشغلهم أو يثقل عليهم، فكان يلح عليهم بالخروج.كانت نور ما تزال تشعر بقليلٍ من الحزن عند خروجها من المستشفى، وقالت: "أب
اقرأ المزيد

الفصل 137

لم تكن أدوارها في التمثيل متنوعة في البداية.نفى سمير علنًا علاقته بها في احتفال عائلة القزعلي، مما أصابها ذلك بإحراج شديد.وعالم الترفيه مليء بالمكائد، فلم تسلم من السخرية بسبب ما حدث.لكن شهد كانت ذكية، وعرفت أن سمير سيحميها، وسيصبح أقوى داعم لها، لذلك ذهبت إليه وتحدثت معه، ومنذ ذلك الحين بدأت تحصل على الكثير من الموارد.لكنها انشغلت بالتصوير، ولم يعد لديها وقت لتتشاكل مع نور.وهدأت نور كثيرًا أيضًا.هي لم تكن تريد أن تهتم بهذه الأمور التافهة أصلًا.وكلما فكرت فيها زاد انزعاجها، لذلك رأت أن الأفضل ألا تعيرها اهتمامًا.لكن تالين كانت بجانبها، نظرت حولها ثم قالت بصوت منخفض: "يا أخت نور، لقد أخطأت هذه المرة، لا تغضبي مني، لن أنشر شائعات عنك أنت والسيد سمير بعد الآن."نظرت إليها نور وسألت: "لماذا تقولين هذا؟"عبست تالين وقالت: "السيد سمير ذلك لديه زوجة بالفعل، ومع ذلك يحتفظ بعشيقة في الخفاء، هذا يعني أنه غير مخلص، كنت أظن أنه يحبك، لكن إن كان سلوكه بهذه الطريقة، فأنا بكلامي هذا أدفعك إلى علاقة مؤذية، مع أنه رجل رائع إلا أن تصرفاته في العلاقات غير مقبولة."ثم هزت رأسها بأسف وكأنها تتمنى ل
اقرأ المزيد

الفصل 138

رأتها موظفة الاستقبال لعدة أيام متتالية، وقد أدركت مدى إصرارها، فقالت لها: "سأتصل وأسأله، انتظري قليلًا."كانت روزالين كلها رجاء ما دام هناك أمل، قالت: "حسنًا، شكرًا لك."اتصلت موظفة الاستقبال، وبعد أن حصلت على إجابة، ردت بأدب على روزالين: "يا آنسة، السيد سمير غير موجود في الشركة، يمكنك المجيء في وقت آخر."كل مرة يقال لها إنه غير موجود، لا يمكن أن يكون هذا محض صدفة.لم تكن روزالين هذه المرة هادئة كعادتها، بل أصرت وقالت: "هل يمكنك الاتصال به شخصيًا؟ فقط قولي له إن روزالين أعدت له بعض الأطباق التي تجيد إعدادها، وتود منه أن يتذوقها، وبعدها سأرحل مباشرة."رأت الموظفة كثيرًا من النساء اللاتي يحاولن التقرب من سمير، ولم تكن هي سوى واحدة منهن، لذا أرادت أن تجعلها تنصرف، فقالت: "السيد سمير مشغول، ولا يستقبل الغرباء.""أنا لست غريبة، أنا..."كادت روزالين تبكي من شدة الانفعال، لكنها عندما حاولت أن تفصح عن هويتها بالنسبة لسمير، لم تستطع إكمال الجملة.قالت لها موظفة الاستقبال مرَّة أخرى: "من فضلك لا تعيقي عملي يا آنسة."كانت روزالين قد انتظرت العديد من الأيام، ولم تعد قادرة على البقاء بهدوء في الفي
اقرأ المزيد

الفصل 139

ازدادت دهشة نور كلما استمعت أكثر، وقالت: "أنتِ تفكرين كثيرًا، كل ما قلته كان صادقًا."نظرت روزالين إلى عينيها وسألتها: "هل تجرئين على القول إنك لا تحبين السيد سمير؟"كانت نور تقول الحقيقة في كل ما سبق، إلا أنها توقفت عند هذه الجملة ولم تجب."إن صمتك يعني أنك تعترفين بأن ما قلته صحيح."كانت تثق بحدسها كامرأة تمامًا، إن نور تحب سمير بالفعل.ورغم كل السنين التي قضتها مع سمير، إلا أنه لم يحبها، مما يعني أن لا أمل بينهما.لكن نور لا تسمح لأي امرأة أخرى بأن تحب سمير.لا عجب أن شائعات علاقاته العاطفية قليلة، لأن نور على الأرجح تضع العراقيل أمامه.قالت روزالين: "آنسة نور، لنكن عادلين في التنافس، فلو خسرتُ عندها، سأتقبل الأمر برضا، إذا لم يحبني سمير، فسوف أنسحب ولن ألاحقه بعد الآن."ظنَّت نور أنها مضحكة، قالت: "وهل تظنين أنني أراكِ خصمًا؟"أجابت روزالين: "أعرف أنك بقيت سنوات إلى جوار سمير، وأنه يملك مشاعر تجاهك، لكنها ليست مشاعر حب بين رجل وامرأة، بل هي مودة بين رئيس ومرؤوسته، أنا أفهمك، لذا أتمنى أن تفهميني."كانت كلماتها الكثيرة هذه لا تؤذي نور، لكن قولها إن مشاعر سمير كل تلك السنين مجرد عطف
اقرأ المزيد

الفصل 140

غادرت السيارة مسرعةً من أمام المبنى.نظرت نور إلى ظل السيارة وهي تغادر، وأحكمت قبضة يدها دون وعي.قالت موظفة الاستقبال وقد بدأت تشك بالأمر: "يبدو أن هذه الآنسة لم تكن تكذب، هي فعلا على علاقة بالسيد سمير."أجابتها أخرى: "لقد حملها بنفسه وغادر، لا بد أن العلاقة بينهما جيدة، إن غضب السيد سمير، فنحن من سيعاقب."عند سماع هذا، شعرت نور بشيء من الحزن، لقد رأت بنفسها قسوة سمير تجاه بعض النساء، كما رأت أيضا حنانه مع بعضهن.الأمر ببساطة يعتمد على إن كان يحب أو لا.أحب شهد، فقلق عليها من جرح بسيط، وأخذها للمستشفى.وخاف على روزالين أن تُصاب لأنها وقعت، فأخذها بسيارته مسرعًا إلى المشفى.شعرت موظفة الاستقبال بالقلق أيضًا، وخشيت أن تصرّفهن تسبب في اصطدام روزالين بالسيارة، فقالت برجاء: "يا أخت نور، لو غضب الرئيس بسببنا، عليك أن تدافعي عنا."استعادت نور رباطة جأشها، وقالت: "ما حدث اليوم كان حادثًا، ولا داعي لتأنبن أنفسكن، وإن لامكم السيد سمير، سأتكلم أنا معه.""شكرا لك أخت نور." اطمأننن هن أيضًا لدى سماعهم لكلامها.أومأت لهن، ثم عادت إلى مكتبها.لم تمر عشر دقائق على مغادرة سمير مع روزالين، حتى انتشر ا
اقرأ المزيد
السابق
1
...
101112131415
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status