كانت سوسن لا تزال قلقة بشأن حالة محمود الصحية، وسمعت فجأة من حولها يعلِّقون عنه تعليقات سيئة، فقالت بعدم رضا: "يمكنك أن تقولي عن محمود ما تشائين يا نيرمين، لكن لا يحق لك أن تقولي إنه لم يهتم بخالد. هل أهمله مرة طوال هذه السنوات؟ هل هناك مرة لم يتحمّل فيها تبعات مشاكله؟ لكن لا يمكنكم كلما وقعتم في ورطة أن تأتوا إليه وتطلبوا منه أن يجد حلًا. ماذا تفعل عائلتكم أنتم إذًا؟"قالت نيرمين: "أنا الآن في طريق مسدود، لو كان بإمكاني إيجاد حل بنفسي، لما جئت لأطلب المساعدة من أخيه الكبير ومنكم." ثم بدأت تبكي وهي تتكلَّم.قالت ابنتها تواسيها: "لا تبكي يا أمي، سيكون هناك حل بالتأكيد."انزعجت سوسن لأن نيرمين بكت قبلها.لم تتوقف عائلتهم كل هذه السنوات عن التسبب لهم بالمشاكل، يأتون إليهم كلما وقعوا في ورطة، ولا يتذكرونهم أبدًا في الأمور السارة، لكنها لم تتذمَّر منهم كثيرًا بسبب القرابة بينهم.كان في قلب سوسن الكثير من الاستياء تجاههم، لكنها لم تنطق به، لأنها تعرف أن محمود عاطفي جدًا، كيف يمكنه ألا يهتم بأخيه الأصغر الذي كبر معه منذ الطفولة؟هي أيضًا تفهمه.لكنهم أشبه بمصاصي الدماء؛ ما دام لا يبخل عليهم
اقرأ المزيد