Share

الفصل305

Author: شاهيندا بدوي
خفضت شهد رأسها بخجل وهي تتحدَّث.

وقف سمير إلى جانبها، وحدق إلى الكاميرات بعينين حادتين، وقال: "هذا مؤتمر صحفي، لم يسمِّم أحد أحد، ولم يُلفِّق أحد التهم لأحد، بعض العناوين المضللة يجب أن تتوقف هنا."

تلبدت ملامحه بالسواد، وكأن الهالة المحيطة به تنذر بالخطر.

وقف بقامته الفارعة التي بلغت مترًا وثمانية وثمانين سنتيمترًا، فبدا تحت عدسات الكاميرا مفعمًا بالقوَّة والهيمنة.

تجمَّدت نور مكانها وهي تراقب المشهد.

رأته يقف بلا تردد إلى جانب شهد، ويمنحها شعورًا كاملا بالأمان، بينما لم تعرف منه غير البرود والتجاهل.

وحدها شهد قادرة على الوصول إلى تلك المرحلة معه.

وقبل أن تدير نور ظهرها، ظهرت كلمات على الشاشة.

واقتربت الكاميرا من وجه سمير، وألقى أحد الصحفيين سؤاله: "سيد سمير، وقوفك اليوم هنا للدفاع عن الآنسة شهد هل هو بدافع المصلحة العامة أم لأسباب شخصية؟"

أجاب سمير: "كلاهما."

ظهرت الترجمة في الوقت ذاته، وشعرت نور وكأن صخرة تهبط على صدرها.

فلم تستطع التقاط أنفاسها.

لكن سأل صحفي آخر: "هل صحيح أنك والآنسة شهد على وشك الزواج؟"

وعندما كان سمير يهم بالإجابة، سبقته شهد بالقول: "هذه حياتنا الخاصة، وإن وُجد شي
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter
Comments (1)
goodnovel comment avatar
Amna Ahmedk
الغسل بس على مرته ينجلب
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل324

    قالت إيمان وهي تتجه مباشرة نحو سمير: "لم نتمكن من الحديث جيدًا في المرة الماضية في حفل العمَّة، فقد غادرتَ بسرعة، هذه المرة ستبقى معنا بضعة أيام، أليس كذلك؟"ثم أمسكت بذراعه بعفوية، ودفعت نور إلى الخلف.لم تجرؤ على التصرف هكذا في الحفلة السابقة، فقد كانت تجهل وضع نور الحقيقي.حينها وعدت عمتها بأنها ستحاول التقرب من سمير، فقد كانت طوال السنين تنظر إليه كأخ حقيقي لها، وكانت على استعداد لتقديم المساعدة.لكن الآن بعد أن أصبح سمير متزوجًا، فمن الطبيعي أن تعتبر زوجته بمثابة أختها الكبرى، وتُعاملها بشكلٍ جيد.غير أنها لم تستطع أن تحب نور.فقد سمعت من صديقاتها أن نور امرأة قوية ومذهلة.تستغل منصبها في العمل لتضطهد غيرها، بل وتتمادى في الدلال بسبب حب سمير لها.وقيل أيضًا إن والدة سمير لا تحبها.لم تكن إيمان تعلم بزواج سمير.لكنها الآن تتمنى لو بقيت في جهلها.ففكرة أن تواجه زوجة الأخ الرائعة هذه تُزعجها.سيكون من الأفضل لو يتطلَّق.مدّ سمير يده ودفع إيمان برفق، قائلًا بنبرة تنبيه: "لا أستطيع أن أبقى لوقتٍ طويل، كما أن هناك جمعًا من الناس هنا، انتبهي لتصرفاتك."لكن إيمان عادت تقول: "وماذا في ذلك؟

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل323

    "أختي زوجة سمير، أهدي هذه الكأس نخبكِ."قالها ممدوح وهو يناول نور كأسًا من الكحول.لكن سمير سارع إلى تطويق كتف نور بذراعه، وأخذ الكأس من يد ممدوح بيده الأخرى، وقال بهدوء: "هي تعاني من حساسية تجاه الكحول، سأشرب بدلًا عنها."ثم رفع الكأس وشربها دفعة واحدة دون تردد.بدأ الآخرون يضحكون ويمازحونه قائلين: "انظروا إلى سمير! كان في أيام المعسكر رجلًا حديديًا، يتحمل المشقة، ويواجه الصعاب بشجاعة. أما الآن، أصبح رقيقًا وحنونًا من أجل زوجته الصغيرة!""تمامًا!""سمير، بما أنك عرّفتنا على زوجتك اليوم، فمتى تنوون إقامة حفل زفاف مرَّة أخرى؟ أعتقد أنكما لم تُقيما حفل زواج بعد، سأقدم لكما هدية كبيرة حين تقيمانه، وأنتظر كأسًا من نخبكما!"كانت نور تراقبهم وهم يضحكون، وقد أدركت أن ما كان من عتاب منذ قليل، قد هدأ تمامًا بكلماتٍ من العم عبَّاس.وكان بعضهم بالفعل يُظهر نية طيبة.ظلّت نور محافظةً على ابتسامتها.تحركت شفتا سمير وقال: "حين نُقرر، سنخبركم أولًا."قال له أحدهم: "يجب أن تفعل هذا! الزواج أمر كبير في الحياة، حتى لو كنتم تحبون الخصوصية، فلا يجوز أن تُقصِّر مع الفتاة!"لكن سمير اكتفى بابتسامة دون تعليق

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل322

    كيف لم تسمع منه من قبل عن هذا الأمر؟ربما لأن ما بينهما في الأصل مجرد اتفاق، وأبسط قواعده ألا يتدخل أحدهما في شؤون الآخر.كما أنه لم يكن من نوع الرجال الذين يكشفون كل أوراقهم.سريعًا ما صرفت نور نظرها عنه.وفجأة، جاء صوت أحد الحاضرين يحاول تهدئة الأجواء: "يا عم عبَّاس، نحن فهمنا قصدك تمامًا، ولم نكن ننوي الإكثار من الكلام، لكن ما قيل هو مجرد حقيقة، النائب ممدوح كان فقط يعبر عن استيائه لأجلك، فأنت كبيرنا في نهاية الأمر، ويبدو أنك أيضًا لم تعلم بزواج سمير إلا مؤخرًا، لا يبدو أنه يضعك في الحسبان."استمعت نور إلى ما قيل، وشعرت أن هؤلاء لا يريدون التوقف عن مهاجمة سمير.نظرت إليه مجددًا، فرأته ما زال صامتًا.بحسب ما تعرفه عن طبعه، لم يكن سيسمح لأحد أن يتحدث عنه بهذا الشكل وهو حاضر.لكن يبدو أنه راعى مشاعر العم عبَّاس، فكل هؤلاء من المقربين إليه.لم يكن ممدوح سيرتاح إلا بعد أن يُلقي كلامته اللاذعة، فقال بابتسامة فيها سخرية: "سمير، لا تلمنا على كلامنا، فنحن ركبنا الأهوال وواجهنا المخاطر، وحتى لو كنت شخصًا متحفظًا، فالزواج حدث كبير، وكان من واجبك إخبارنا به، أم أن هذا الزواج تم دون رغبتك؟"رغم

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل321

    لكن رغم ذلك، شعرت نور بشيء غريب، فرغم أن سمير قال عبارته بنبرة خفيفة، إلا أن في صوته بعض البرود، وقليل من اللامبالاة.وربما كانت تبالغ في التفكير.لكنها لم تستطع تغيير هذا الطبع، كانت دائمًا تحلل كلماته لتفهم حالته النفسية.كانت تهتم بمشاعره، بفرحه، بحزنه، وغضبه.لم يكن ينبغي عليها أن تقلق إلى هذا الحد.كان هناك الكثير من الناس بالفعل حين دخلا بيت عائلة عبَّاس.ما يقارب عشرة أو أكثر من الأشخاص.بعضهم ارتدى البدل الرسمية.وبعضهم ارتدى الزي العسكري، وبدوا كلَّهم أصحاب هيبة.ارتدى العم عبَّاس سترة صينية قديمة، ليست جديدة، بل بدت وكأنها من زمن بعيد.كما قال سمير بالضبط، كان العم عبَّاس رجلاً مقتصدًا.كان العم عبَّاس يتحدث ويضحك مع الحاضرين، وحين رأى سمير ونور يقتربان، انفرجت أسارير وجهه، وقال: "آه، سمير أتى، ومعه الصبية نور!"نهض متكئًا على عصاه، وسار لاستقبالهما.أسرعت نور بخطوتها، لا ترغب أن يُتعب العم عبَّاس نفسه، وقالت: "عمَّ عبَّاس!"قال العم عبَّاس وهو ينظر إليها: "يا صبيتي نور، تبدين اليوم في غاية الجمال! يبدو أن هذا الشقي سمير قرر أخيرًا أن يشتري لك فستانًا جميلًا!"كانت كلماته فيه

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل320

    سارت نور نحو الحقيبة، وأخرجت منها الفستان. كان فستانًا أخضرًا داكنًا، بذيل واسع وتصميم من دون أكمام. كانت خامته مريحة للغاية، وكانت قد قرأت مؤخرًا في إحدى المجلات عن الموضة، أنه من تصميم مصممة شهيرة. نسيت اسمها، لكنها كانت تعلم أن تصاميمها كلها تبدأ أسعارها من مئات الآلاف. تذكرت فجأة فستان شهد، الذي اشتراه سمير بمائة ألف. نظرت إليه وسألته: "من المؤكد أنه كلَّفك كثيرًا، صحيح؟" كان المال بالنسبة لسمير مجرد رقم، ما يهمه هو أن يرى نور سعيدة، فقال: "شعرت أنه يليق بك تمامًا حين رأيته."سألته مباشرة، وبدون تفكير: "والفستان اللي اشتريته لشهد، كان يليق بها أيضًا؟"وما إن نطقت، حتى ندمت.لماذا ذكرت هذا الآن؟ ألم تكن تضع نفسها وتضعه في موقف محرج؟أطبقت شفتيها، وتوقعت أن يلومها، أو يتهمها بالغيرة، لكنها فجأة لم تسمع منه أي رد. رفعت عينيها نحوه، وقد شعرت بالريبة. لتجده يبتسم، زاوية فمه مرتفعة. نظرت إليه، فرأت في عينيه شيئًا بين المزاح والجد، فجعل قلبها يخفق قليلًا. قال سمير: "ما زلتِ تذكرين هذا الأمر، من الواضح أنه ظل عالقًا في بالك لفترة طويلة، صحيح؟"لم تُجِب نور. في الحقيقة، لم تكن ترغ

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل319

    يطلب منها هذا الطلب، لكن هل سبق أن طلبه من نفسه؟قطّب سمير حاجبيه وقال: "ماذا عني؟"نظرت إليه نور، لكنها في لحظةٍ لم تعرف إن كان يجب أن تتكلم أم لا.ربما لم يكن لديها الشجاعة لمواجهة الأمر.أحكمت قبضة يدها، وأشاحت بنظرها وهي تقول: "لا شيء."رأى سمير أن تعابير وجهها غير طبيعية، وكأن في قلبها كلامًا لكنها تتردَّد في قوله، فعرف أن هناك ما يشغلها.وحين همّ بأن يسألها، سمع فجأة طرقًا على الباب.نادت الخادمة من الخارج: "سيدي، سيدتي!"ذهب سمير ليفتح الباب.ناول الخادم سمير بطاقة دعوة وقال: "سيدي، هذه دعوة أرسلتها عائلة عبَّاس."وكانت البطاقة تحمل كلمة "العمر المديد"."يمكنكِ الانصراف."فتح سمير بطاقة الدعوة، فإذا بها دعوة للاحتفال بعيد ميلاد العم عبَّاس السبعين.رغم معرفته الطويلة بالعم عبَّاس، إلا أنه قلّما كان يحضر احتفالات عيد ميلاده.فالعلاقة بينهما قائمة على تفاهمٍ ضمني، لا يُكثر أحدهما من إزعاج الآخر.لكن إرسال الدعوة هذه المرة، دليل على أهمية المناسبة للعم عبَّاس.عليه أن يحضر.ثم إن العم عبَّاس رجل مقتصد بطبعه بحكم خدمته السابقة في الجيش، ولا يحب البذخ والمظاهر.فالغالب أن يكون احتفال

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status