All Chapters of إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها: Chapter 501 - Chapter 510

534 Chapters

الفصل501

"ما الذي يُميّز هذه الفراولة؟" وإلا لما أولتها كل هذا الاهتمام.حتى إنها تبعتها الطريق كله.وألقت كلمات تعبر فيها عن غيرتها منها.ثبتت المرأة ذات الشعر الأحمر بصرها على نور، حدقت فيها مرتين، وزاد شعورها بأنها مألوفة، وقالت: "إن كان لها ما يميُّزها، فهو أنها زُرعت بيديه، ولا يحق لأحد غيره لمسها، لا أحد على الإطلاق".توقفت نور فجأة عن السير.قالت المرأة: "لديّ أمر، سأذهب الآن." ثم زادت من سرعتها مبتعدة عنها.حدقت نور في الفراولة التي بيدها، واستسلمت للتفكير، ما قاله لها حازم كان إن جيرانها كلهم يملكون مثلها، فهل يُعقل أنها هي الوحيدة التي لديها هذه الفراولة؟لم تدع الشك يطول، وعادت مسرعة إلى الشركة.بعد رحيل أميرة، هي وعائشة قلبتا المعادلة لصالحهما.سُرّت عائشة كثيرًا، إذ لم تعد حبيسة لوحة المفاتيح.وأصبحت تخرج أحيانًا.كانت نور منشغلة بإنهاء مقالها، حين رنّ هاتفها، وكانت المتصلة سوسن."أمي." سألتها الأم بلهجة حانية: "كيف العمل مؤخرًا؟ هل اعتدتِ عليه؟""اعتدت عليه، والأمور جيدة." أجابتها.تابعت الأم: "لم تعودي منذ مدة، عودي غدًا لنتناول الغداء معًا"."أنا مشغولة غدًا، ربما..."لم تدعها
Read more

الفصل502

"موعد زواجٍ مدبَّر؟"تجمّد وجه سمير حين بلغه الخبر، وغشيت برودة حادة ملامحه، حتى صارت عيناه حادتين كالسيف.لم يتطلقا بعد، وهي تفكّر بالذهاب لموعد زواج مدبَّر؟هل يكون ذلك الرجل أفضل منه؟قال ببرودٍ: "سأذهب لأرى...كم يمكن أن يكون هذا الرجل مميزًا!"أخفى اضطراب مشاعره، لكنه أحكم قبضة يده. وكأنّه يريد سحق ذلك اللصَّ الذي يحاول سرقة مكانه.وفي أثناء ذلك، خرج حازم من غرفته.رفع سمير بصره نحوه، والتقت نظراتهما.لم يشح حازم بنظره، بل ثبّت عينيه عليه بنظرة غامضة.وسمير هو الآخر، لم يتراجع.تخطّيا بعضهما، ولم تتجاوز المواجهة حدود العيون، بلا كلمة واحدة.زمّ سمير شفتيه، وتسلل الحذرٌ إلى قلبه.هذا الرجل ليس بسيطًا.وفوق ذلك، يسكن بجوار نور.في تلك اللحظة، كانت نور داخل الغرفة الخاصة، تحاول مجاراة الموقف.نهض الرجل أمامها، وقال وهو يقدّم نفسه إليها: "مرحبًا يا نور، أنا علي، لا أدري إن كنتِ تذكرين، لكننا كنّا نسكن بجواركم حين كنّا صغارًا".بدت نبرته ودودة، وتعلو وجهه ابتسامة، وفي عينيه شيء من الإعجاب.قالت سوسن وهي تبتسم: "إنه علي، ألا تذكرين؟ كنتِ لا تحبين اللعب في طفولتك إلا معه. كم من مرة استيق
Read more

الفصل503

كلّ ما قيل كان بموافقة سوسن.كانت تعرف جيدًا كيف كانت نور تعيش في بيت القزعلي. ما الفائدة من الزواج من ثري على أي حال؟المال كثير، لكن الأيام ثقيلة.وفي النهاية، تبقى الحياة مرهونة بنظرات كبار العائلة، وتحت رحمتهم.لم تكن تريد لابنتها أن تكرر نفس الخطأ.فموقف والدي الطرف الآخر في الزواج مهمٌ للغاية.وهؤلاء يعرفونهم منذ سنين، وحتى وهم في الخارج، لم ينسوا العائلة.وهذا قمّة الإخلاص.كانت تثق بهم، وتقدّر اهتمامهم بنور.ثم إن سفرها للخارج يعني أيضًا انقطاعها عن سمير.هكذا تُقطع آخر خيوط التعلّق.هما لا يعز عليهما الابتعاد عن بعضهما، ولم ينفصلا بعد، لذا شعرت أنها يجب عليها التدخَّل واتخاذ القرار بنفسها.وقد أبلغت الطرف الآخر بكل الظروف. وهم لم يمانعوا، وهذا دليل على أنّهم صادقون في إعجابهم بنور.وصلت الأمور إلى أقصى درجات التسهيل، لكن نور قالت بهدوء: "شكرًا يا عم ويا عمة على لطفكما، لكن لا أستطيع..."لم تكمل كلامها، حتى انفتح باب القاعة.دخل سمير فجأة، وقال بصوت بارد حاد: "نور لم تتطلق بعد، إنها ما زالت زوجتي أنا سمير القزعلي! هل سألتني أولًا قبل أن تأتي إلى موعد زواجٍ مدبَّر؟"رفعت نور ع
Read more

الفصل504

جثا على ركبة واحدة، فجثا الرجال الواقفون خلفه على ركبة واحدة أيضًا.مشهد مهيب، يضغط على قلوب الناس.ارتبكت سوسن، فتراجعت عدَّة خطواتٍ إلى الخلف.حتى نور أصابها الذهول.كان من المفترض أن تظل سوسن قويَّةً في موقفها، لكن أمام هذا الانحناء، خمدت حدّتها قليلًا، وقالت: "سمير، ما الذي تفعله؟ انهض فورًا!"خفض سمير رأسه وقال: "أمي، أرجوكِ سلّميني نور!"كان قاسي الأسلوب مع الآخرين. لكنه ظلّ متأدّبًا لطيفًا مع أهل نور.حتى وإن كانت سوسن قد فقدت الثقة به، وفي زواجهما، فإن رؤية رجل متكبّر مثله يطأطئ رأسه، جعلها تتردد في حكمها، وامتزج الغضب بالحيرة.قالت العمَّة ليان، وهي ترى الموقف لم يُحسم بعد: "سوسن، ألم تتطلق نور بعد؟"أجابتها سوسن وهي تشعر بالحرج: "كانا على وشك الطلاق، من كان يظن أن نجد أنفسنا في مثل هذا الموقف".ابتسمت ليان بتفهُّم، وقالت: "لا بأس، نحن نتفهم، أرى أن هذا الشاب مخلص، وإن كان ثمة فرصة للإصلاح، فلن نكون حجر عثرة. القرار بيد نور، وإن لم يُكتب النصيب، فلن نثقل عليكم".لم يرغبوا في التورط أكثر.فقالوا ما عندهم، ووقفوا يستعدّون للمغادرة.قالت سوسن بأسف: "أتمشون هكذا؟ أنا آسفة حقًا، ل
Read more

الفصل505

ما إن أنهت كلامها، حتى بدا على سمير مزيج من التعقيد والانقباض، وقد اسودّ وجهه.لم تكترث نور لِكون كلماتها جارحة.فهي حين تريد الرحيل، يكون قرارها حاسمًا، لا يثنيها وعد ولا استرضاء عابر.استدارت، وغادرت المطعم بخطوات هادئة. بينما بقي هو في مكانه.بمجرد أن خرجت نور من المطعم، أحست أن الغمامة الثقيلة في صدرها قد انقشعت.الابتعاد عن سمير هو القرار الصائب، صحيح؟قد يقول إنه يحبها، لكن كم من الصدق في كلامه؟وثقتها بحب رجل، لا تعني سوى جرح أعمق في النهاية."سيد سمير، ألن تلحق بها؟"قالها صلاح وهو يرى رئيسه واقفًا كالمذهول، كان أكثر قلقًا منه.أجابه: "ألم ترَ كيف ضاقت باستبقائي لها؟ ألن تكرهني أكثر لو لحقت بها؟"سأله صلاح: "وماذا الآن؟ هل تلبي طلبها، وتتركها تذهب هكذا؟"تغيرت ملامح سمير إلى الجدية وهو يفكِّر في طريقة: "ألم تكن منصة بحر النجوم الإخبارية تريد إجراء مقابلة معي؟""ماذا؟" بدا صلاح مرتبكًا.لكن سمير لم يشرح، بل التفت ليتذكر سوسن في الداخل: "أوصِلوا حماتي إلى البيت أولًا".كان قد استعاد قليلًا من ثقتها للتو، ولن يفرّط بها مجددًا....عادت نور إلى المنزل، وبينما تمر أمام باب حازم، وق
Read more

الفصل506

رأت نور ملابس المرأة الحمراء الشعر المبعثرة، ولم تستطع منع نفسها من التفكير في أمورٍ معيّنة.لكن، حتى لو كان الأمر كذلك، فلا يُعقل أن يصدر كل ذاك الضجيج.شبكت المرأة الحمراء ذراعيها أمام صدرها، وكأنها استوعبت فجأة الأمر، وقالت: "آه، فهمت الآن، إذن أنتِ في الشقة المجاورة".سألتها نور بدهشة: "ماذا يحدث؟" ثم أضافت سؤالًا آخر: "أنتم...أنتم بخير، أليس كذلك؟"ردّت المرأة: "أكان الضجيج عاليًا جدًا؟""قليلًا.""آسفة إن أزعجناكِ." ابتسمت المرأة ابتسامة خفيفة، ثم تابعت: "لكن لا تقلقي، انتهى الأمر الآن، يمكنك أن تنامي بسلام".قالت ذلك ونظرتها تنطوي على معنى غامض، ثم مضت بخطوات هادئة.تأكدت نور أن الشقة المجاورة قد هدأت، فأغلقت بابها.جرح في يد حازم نهارًا، ثم قدوم هذه المرأة ليلًا، وكل هذا الضجيج، يبدو أن المسألة ليست بهذه البساطة.لكن، في النهاية، هو أمر يخصهما، فلماذا تقلق هي؟عادت مسرعة إلى سريرها ونامت.في صباح اليوم التالي، تلقّت نور مهمةً من رئيسة التحرير بإجراء مقابلة شخصية.وهو عمل عادةً ما يُكلَّف به الصحفيون الميدانيون.كانت مريم قد حضرت إلى القسم باكرًا خصيصًا لتنتظرها، وما إن دخلت نور
Read more

الفصل507

ذلك الهدف... لم يخطر ببالها يومًا حقًّا.ربما كانت عائشة تحمل حُلمًا نقيًا في قلبها، وتريد أن تلمع وتحقق المجد في مجال الصحافة.أما هي، فقد كان الأمر بالنسبة لها مجرد شغف، رغبة في أن تكون صوتًا لعدد أكبر من الناس.أما عن تحقيق إنجازات كبيرة، فلم تكن تملك تلك الطموحات الجارفة.نظرت إلى ملامح عائشة المحتارة، وابتسمت قائلة: "لم أفكر في الأمر بعد، أنا لست مثلك"."صحيح، أنتِ لستِ مثلي. أنتِ حققتِ إنجازاتك مسبقًا، كنتِ السكرتيرة الخاصة لسمير، وهذا يعني أنكِ كنتِ ثالث أهم شخص في مجموعة القزعلي. ومع ذلك تركتِ هذا العمل، لا بد أن طموحك أبعد بكثير من طموحي." كانت عائشة تحترمها في هذا الجانب.فنور كانت متميزة في أي عمل تخوضه، وقادرة على دفعها للتطور معها.وهي قدرة لم تكن عائشة تملكها.ولهذا، كانت عازمة على التعلم منها.قالت نور: "لست سوى إنسانة عادية، فلا ترفعي قدري هكذا. لقد عملتُ لسنوات، أما أنتِ فما زلتِ في بداياتك، حين كنتُ في عمرك، كنتُ مثلك تمامًا. وعندما تنضجين وتكتسبين الخبرة، ستصبحين أفضل مني بكثير"."أنتِ فقط متواضعة." ابتسمت عائشة قائلة: "بصراحة، العمل معكِ حظ كبير بالنسبة لي، حتى أنني
Read more

الفصل508

لماذا هناك مسبحٌ هنا؟ كانت نور ما تزال في حيرة، حين دوّى من داخل المسبح صوت حركة، تبعها ارتطام أجوف، ثم تطايرت المياه في كل اتجاه.وبما أنها كانت واقفة بالقرب، لم تسعفها اللحظة لتتراجع، فاكتفت برفع يدها لتغطي وجهها من رذاذ الماء.وحين هدأ المشهد، أنزلت يدها، لتقع عيناها على رجل يسبح داخل المسبح، كانت الأمواج الخفيفة تعكس هيئة جسده؛ طويل القامة، قوي البنية، متناسق العضلات، من الواضح أن التمرين جزء ثابت من حياته.لكن أليس رئيس مجموعة العصر الذهبي قد تجاوز الخمسين من عمره؟كيف يمكن أن يمتلك جسدًا شابًا كهذا؟كان عقلها يعمل بسرعة محاولًا فهم ما يجري، حتى بدأ هذا الجسد يبدو مألوفًا أكثر فأكثر.إلى أن اقترب الرجل، وشق سطح الماء، فخرجت ملامحه أمامها، وجعلتها تصعق."لماذا أنت هنا؟"مسح الماء عن وجهه بيده، ورفع رأسه نحوها، وفي عينيه بريق ثقة حتمية.قال: "ولمَ لا أكون أنا؟"ألقت نور نظرة سريعة حول المكان، ثم تجمدت ملامحها وهي تقول: "وأين رئيس مجموعة العصر الذهبي؟"لقد جاءت هنا لإجراء مقابلة عمل، لا لتشاركه لعبة ما.ابتسم سمير بخفة، وأدار ظهره إليها، مستندًا بعرض كتفيه على حافة المسبح، ثم التقط
Read more

الفصل509

لم يكن سمير يرتدي شيئًا، وكان شعره المبلل يقطر بالماء، وعيناه العميقتان تحملان نظرة غامضة، فيما تتوزع ملامحه الحادة على وجه كأنما نُحت بإتقان، انزلقت قطرات الماء من على حافة ذقنه، مرورًا بعنقه، لتختفي عند صدره العريض.ورغم أنها قضت معه سبع سنوات، منها ثلاث كزوجين، فإن هذه الصورة ما زالت تربكها وتجعلها تشعر بالحرج.حافظت على برود ملامحها، لكنها لم تجرؤ على النظر نحوه مباشرة، وقالت: "لا يوجد هناك ما يُسمى "لو أُخبرت"، تلك المهمة اختطفها أحدهم، كيف لي أن أخالف تعليمات رئيسة التحرير؟"لم يواصل الجدال معها، وسأل بدلًا من ذلك: "وماذا عن هذه المرة؟""بما أنني وصلت إلى هنا، فهذا يعني أنك تعرف أنني جئت بنية صادقة." قالتها نور وهي تذكّر نفسها بأنهما لم يعودا زوجين.لا، في الواقع، هما لم يكونا زوجين بحق منذ البداية، كانت هناك ورقة زواج، لكن بلا أي طعم للسعادة أو الدفء.قال بهدوء: "إذًا، لنبدأ".لكنه ما زال في المسبح، وجسده عاري، ما جعلها تتردد في بدء المقابلة على هذا النحو.قالت نور: "ألا ترى يا سيد سمير أن الخروج من المسبح وارتداء الملابس سيكون أنسب لإجراء الحديث؟"رفع حاجبيه يسألها: "أيعني هذا
Read more

الفصل510

شعرت بالذعر، وكادت تصرخ، لكنها لم تسقط بالكامل في الماء.فسمير كان قد أمسك بها؛ يد تسند أسفل ظهرها ويد أخرى عند وركها، محافظًا على رأسها فوق السطح كي لا يبتلعها الماء، لكنها باتت مبللة من رأسها حتى قدميها.كانت مياه المسبح دافئة وليست باردة. لكن الغضب والخجل جعلا الدم يغلي في عروقها، وأخذت عيناها الجميلتان تحدقان فيه بغضب.وبحركة غريزية حتى لا تسقط، طوقت كتفيه بذراعيها."ماذا تظن نفسك فاعلًا؟" قالتها بنبرة حادة.أسندها على حافة المسبح، بينما يداه لا تزالان ممسكتين بوركيها، بحيث أصبحت على مستوى ناظريه، وقال: "لو لم أفعل ذلك، هل كنتِ ستقتربين أصلًا؟"دفعت صدره بيديها، لكن جسده كان صلبًا كالجدار، لا يتحرك قيد أنملة، وقالت: "ألم تقل قبل قليل إننا سنبدأ العمل؟ ما الذي تفعله الآن؟ هل تنوي إنهاء المقابلة فورًا؟ أرى أن تفكيرك غير منصبٍّ على الأمور الجدية، وإن لم تكن جادًا، فأنا لست مستعدة لإضاعة وقتي معك!"حاولت الإفلات منه. لكنه أمسك بيدها وقال: "العمل سيجري كما هو، لكن الصحفية نور التي تنغمس كليًا في العمل، تحتاج أحيانًا أن ترفّه عن نفسها قليلًا".ابتسمت بسخرية وهي تقول: "وهل سحبي إلى المس
Read more
PREV
1
...
495051525354
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status