All Chapters of إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها: Chapter 781 - Chapter 790

911 Chapters

الفصل781

أومأت نور برأسها وقالت: "حسنًا".عادت إلى الغرفة وهي تقبض على هاتفها، تتوالى في ذهنها وجوه كثيرة.تكدّر خاطرها، فمن أوّل الأمر عجزت عن النوم، ثم لا تدري متى غلبها النعاس.ولمّا فتحت عينيها من جديد، كان الفجر قد طلع.لقد وعدت همَّام أن تبدأ اليوم بتعليم أطفال المدرسة.وفي الصباح، أعدّت والدة صاحب البيت شيئًا من عصيدة الذرة.شربت نور نصف وعاء، ثم خرجت مع الرجل قاصدين المدرسة.تذكّرت خطأ الأطفال في القراءة المرة الماضية، فقررت أن تعلّمهم اليوم مخارج الحروف والأصوات.كانت القاعة بسيطة جدًا، أما السبورة فما هي إلا جدار مطليّ بالأسود. والطباشير قصيرة جدًا.كتبت نور الحروف والمقاطع على السبورة البسيطة، ثم قدّمت نفسها بلغة قبيلة العزبي قائلة: "مرحبًا جميعًا، أنا اسمي نور، ولأن الأستاذ همَّام لديه ما يشغله فسأتولى التدريس بدلًا عنه في هذه الأيام".لم يكن يهمها ما تكون عليه أخلاق همَّام، فهؤلاء الأطفال أبرياء. وهي تريد أن تساعدهم، وفي الوقت نفسه تُظهر صورة حسنة عن نفسها أمام همَّام، فلعلّ ذلك يفتح لها سبيلًا لرؤية فرعون.لكن هؤلاء الأطفال لم يستمعوا إليها.تعمَّدوا الحديث بصوتٍ عالٍ، وكأن لا و
Read more

الفصل782

فتحت نور غرفة همَّام في المدرسة بالمفتاح، كانت الغرفة صغيرة لكنها مرتّبة بعناية.رأت دواءً أحمر للتورّم على النافذة.دهنّت على ظهر الطفلة الصغير بحذرٍ العلامة الحمراء الناتجة عن سقوط الطاولة."سأضع لكِ هذا المحلول في المدرسة، وبعد الدوام خذيّه إلى المنزل، وأخبري أحد الكبار بذلك. وأيضًا، إذا حدث شيء مشابه في المرة القادمة، أخبري المعلم أو الوالدين، لا تكتفي البكاء فقط، ولا تخافي من عبد العزيز، فهمتِ؟" شعرت نور بقلبها يؤلمها حينما رأت وجه الفتاة ممتلئًا بالدموع.هزّت الطفلة رأسها قائلة: "أخاف أن يضربني عبد العزيز...""أنا هنا معكِ، لا تخافي."مسحت نور على رأس الطفلة، وشرحت لها طويلًا، ثم أمسكت بيدها وأخرجتها من غرفة همَّام.لم تَعُد بعد إلى الصف حتى أحاط بها عدد من القرويين.نظرت نور، فإذا بهم نفس الأشخاص الذين أحاطوا بها أمس.وقف رجل منهم وقال: "ما حدث البارحة كان خطأ أبيبا، لا يمكن أن يكون ما حدث اليوم خطأ عبد العزيز أيضًا، أليس كذلك؟"أدركت نور حينها أنّ أبيبا وعبد العزيز أخوان.وسلوك عبد العزيز اليوم كان على الأرجح مزيجًا من ضغائن قديمة وحديثة.سحبت نور ملابس الطفلة، لتنعكس العلامة ا
Read more

الفصل783

"هناك حالة طارئة!""تقدّموا بسرعة للدفاع!""احموا القرويين!"عمّت الفوضى المكان، وما إن اندلعت الحرب حتى غمر المشهد الدماء والدمار.وفي اللحظة نفسها، انطلقت اشتباكات نارية عنيفة.لم يتمكن بعض القرويين من الفرار، فوقعوا في الوسط، يلوذون برؤوسهم ويركضون مذعورين.رصاص كثيف ينهال بلا رحمة، يُسقط الأبرياء أرضًا.صوت المدافع يتعالى، والدخان يعمّ المكان، وتنتشر رائحة الدم الكثيفة."واااء!!!"أُصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاثة بالرعب، ووقفوا عاجزين يبكون باحثين عن أمهاتهم."احموا الأطفال!"هرع جنود القوات الخاصة وحمَلوا الأطفال بين أذرعهم، يختبئون خلف الدروع، ثم ساعدوا في نقلهم إلى مناطق آمنة من خلال أشخاص آخرين.كانت قوات التحالف مستعدة، لكنها واجهت خصمًا عنيدًا. إذ فوجئت بوجود قوات حفظ السلام من دولة العرب.لم تكن أسلحتهم ولا مهاراتهم القتالية تعادل قوات دولة العرب. فأمروا بالانسحاب.تتابعت قوافل التحالف تغادر ساحة المعركة. ولم تتمكن قوات دولة العرب من مطاردتهم.فقد تم توقيع اتفاقيات بين الدول، وقوات حفظ السلام يمكنها فقط حماية المدنيين.وبدون مذكرة توقيف، وفي ظل انسحاب ا
Read more

الفصل784

وحين دقَّقت نور النظر.لاحظت أن البطانيات والأكواب وبعض الأدوات كلها تحمل علم دولة العرب.هل يُعقل..."معلمتي! لقد استيقظتِ أخيرًا!"اندفع عبد العزيز متحمسًا بين ذراعيها.ارتبكت نور للحظة، ونظرت إلى رأسه الصغير، فبدأت تلقائيًا تداعب رأسه."لقد استيقظت!"رفعت نور رأسها. ورأت جنديًا بزي عسكري يدخل من الخارج بعد أن أزاح الستار."آنسة، كيف حالتك؟"اقترب الجندي منها. عند سماعها للغة العربية المألوفة، شعرت نور وكأنها عادت إلى وطنها، وانتابها شعور بالأمان الكامل، وقالت: "أنا بخير، أنتم...أنتم قوات دولة العرب؟""نعم."أجاب الجندي، وهو متحمس قليلًا: "لم أكن أتوقع أن نلتقي بأناس من بلدنا في هذا الفوضى".تذكرت نور على الفور احتمال لقاء سمير، لكنها عند النظر إلى الشخص أمامها، أدركت أنه لم يعرفها، وهي أيضًا لا تعرفهم، فسألت بحذر: "هل تعرفون سمير؟"كان لديها بعض الترقب.تفاجأ الجندي، ولمع وجهه: "آه، أنت تعرفين قائدنا سمير؟"ازداد شعور نور بالحماس، وقالت: "أين هو؟""لم يعد القائد سمير بعد، لا أعلم، ربما لا يزال في مهمة." لاحظ الجندي مشاعرها.شعرت نور بالترقُّب، على الأقل هو على قيد الحياة، فبعد كل
Read more

الفصل785

تلاقت عيونهما، وكأن نظرة واحدة تُعادل ألف عام.كانا يقضيان الصباح والمساء معًا في الماضي، ومع ذلك بدت هذه النظرة الأولى بعد طول الفراق أكثر قيمة من كل اللحظات التي قضياها معًا.احمرّت عينا نور، فمشاهدتها لسمير سالمًا كانت أهم من أي كلمات يمكن أن تُقال.لم تجرؤ على الاقتراب خطوة أخرى، وكبحت مشاعرها التي كادت تنقضّ عليها.كانت تتخيل لقاءهما مرة أخرى قبل قدومها. وكان لقاءٌ واحد كافٍ ليملأ قلبها بالسكينة. مهما كانت ضغائنها القديمة، فهي الآن تبدو ضئيلة أمام سلامته.لم يقتربا من بعضهما. بل أخذا ينظران لبعض من بعيد، نظراتٍ مليئة بالحنين والشوق."يا قائد سمير."عندما توقَّف سمير عن الحركة، صاح به أحد الجنود: "الجميع ينتظر دخولك".سمع سمير الصوت، استدار بهدوء وقال: "حسنًا".دخل دون أي تردد.خرجت نور بعد أن دخل، وبعد أن اختفى ظلّه من أمامها، شعرت بفراغٍ في قلبها. لكنها كانت واعية، تدرك أنهما قد تطلقا بالفعل.لا شيء كان مؤلمًا أكثر من استلامها لشهادة الطلاق التي تعني أنه تخلَّى عن زواجهما.وقفت نور خارجًا، وهدأت نفسها طويلًا، لكنها لم تعد إلى الخيمة، بل لاحظت عن بعد مجموعة من الجنود حول نار ا
Read more

الفصل786

بدت الأطعمة قاسية بعض الشيء، ولم تكن جذابة المظهر."تفضلي."فجأة، شمّت نور رائحة الأرز.رفعت رأسها، لتجد سمير واقفًا أمامها، ينظر إليها بعمق وهدوء.وكان يحمل بيده وعاءً من الأرز الأبيض النظيف.تجمَّدت نور للحظة، مندهشة.رأى سمير أنها لم تتحرك، فوضع وعاء الأرز بجانبها، ثم وضع العصيان على الوعاء وقال: "كلي".أما هو فبدأ يأكل من وعاء الأرز الداكن بعض الشيء.حدّقت نور فيه بلا فكاك، وسألته: "أهذا كل ما تأكلونه؟"جلس سمير بجانبها على الصخرة الصغيرة، وقال: "نعم".أطبقت نور شفتيها، ولاحظت أن سمير قد تغيّر كثيرًا.فسمير الذي كان معتادًا على حياة الترف والرقي، لم يسبق له أن رأى أرزًا بهذه الخشونة.سواء في الحياة أو الطعام، كان كل شيء حوله على أعلى مستوى دائمًا.نظرت نور حولها، ولاحظت أنه مقارنة بحياته السابقة، حتى لو عدنا بمئة عام إلى الوراء، لم تكن ظروفه لتكون بسوء الحياة التي يعيشها الآن.نظرت إلى وعاء الأرز الأبيض وقالت: "لست مدللة، لقد اعتدت على هذه الحياة في قبيلة العزبي، ولا داعي لإعداد الأرز الأبيض خصيصًا من أجلي".ألقى عليها سمير نظرة جانبية، وقال: "الأرز الأبيض قليل، فلا تهدري الطعام".
Read more

الفصل787

"علمنا يا أخ طارق!"كانوا يتحدثون بحماسة لافتة، فدفعه الفضول ليرى بنفسي من تكون هذه الفتاة...لم يعتقد طارق يومًا أن سمير قد يُعجب بفتاة صغيرة، فهو لديه زوجةٌ في بيته، لكنّ فضوله غلبه، فأطلّ برأسه ليرى، ولمح ظهرًا خُيّل إليه أنه مألوفٌ.وحين رأى تلك النظرة في عيني سمير، ازداد يقينًا، فهي كما وصفوها تمامًا، تكاد تفيض بالمشاعر.انتهى الأمر!حدّث نفسه بقلق.ستشتعل النيران في الساحة الخلفية للمنزل!راودته المخاوف، ماذا لو اتخذ هنا زوجة أخرى، ماذا ستفعل الزوجة هناك؟ومن غير سبب، زاد عدد الرؤوس في النقاش، فتساءل أحدهم بفضول: "طارق، ما رأيك أنت؟"فدفعهم بعيدًا عنه متجهّمًا: "لا تناقشوا في مثل هذه الأمور! سمير ليس من هذا النوع من الأشخاص!""حسنًا حسنًا!" أجابوا، وامتثلوا لأمره.لكن قلب طارق كان مضطربًا. أكثر من قلب صاحب الشأن نفسه.فهو يدرك كم يكنّ سمير لنور من حبّ عميق، يستحيل أن يكون له هوى آخر.إلا أن ذلك الظهر... كم يشبه ظهر نور...اللعنة! هل يعقل أن سمير يبحث عن بديل لها!...خرجت نور من الخيمة بعد أن أنهت طعامها، فوجدت حميدي يهرول نحوها، يلهث بشدّة.كان رأسه ملفوفًا بالشاش، وذراعه مشدو
Read more

الفصل788

عند سماع تلك الكلمات، شعرت نور بوخزة مريرة في قلبها.ما يمرون به الآن، لم يكن إلا نسخة حيّة من معاناة أسلافهم في العصور السابقة.وإن لم تعشها هي بنفسها، إلا أنّ كل ما قرأته في الكتب أو رأته عبر وسائل الإعلام كان يجعلها تشعر بآلام الأجداد.فانتابها فخرٌ وتأثرٌ بوطنها، وبسرعة تطوره. لا يجب أن يُنسى أبدًا ما تعرَّض له الوطن من هوان.وبالصدفة، كان سمير قد خرج ورأى المشهد.فتوقف في مكانه، وكأن خطواته قد ثُبّتت بالأرض، ينظر إلى نور وهي تحدّث حميدي. تربّت على ظهره بلطف لتخفف عنه. كانا يبدوان وكأن علاقتهما جيدة.كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن بعيد. وهذا ما جعل ملامح سمير تتجهم أكثر، وجبينه ينقبض بغير رضا.حين رأت حميدي مطأطئ الرأس، خامر نور إحساسٌ وكأنها تنظر إلى شقيقها الصغير.فجلست بجانبه، وأرادته أن يستند على كتفها، ليأخذ منها طاقة إيجابية، ولتدب فيه بعض الأمل.ثم قالت: "كافح من أجل نهضة وطنك".حدّق حميدي في عينيها، وكأنه استمدّ من بريق نظراتها المتفائلة قوةً أيقظت روحه."كح كح كح...."وصل إلى مسامعهما صوت كحة فجائية.انتفض حميدي واقفًا على عجل، موجَّهًا نظره نحو مصدر الصوت، وقد شدّه توتر
Read more

الفصل789

قالت نور وقد تفاجأت قليلًا: "ماذا؟"توجه سمير إليها بنظرة ثابتة، وصوته هادئ: "رأيت ملابسك متسخة، وظننت أنك سترغبين بالاستحمام".نظرت نور إلى نفسها. وتذكرت أنها كانت لا تتنازل عن الاستحمام يوميًا في بيتها. أمّا هنا، في هذه الظروف القاسية والغير يسيرة، كانت قد تخلَّت بالفعل عن فكرة الاستحمام كل يوم.بل صارت تقبل عدم الاستحمام إن لم يكن ذلك متاحًا. لقد خرجت من تحت الأنقاض وقاست ما قاست لوقتٍ طويل، فمن الطبيعي ألا تكون نظيفة. لكن ما لم يخطر ببالها، هو أن سمير سيهتم بها إلى هذا الحد.لم تتحمل، وأخذَّت تشم نفسها وهي تقول: "هل يُعقل أن هناك رائحة تنبعث مني؟"أجابها بنظرة عميقة: "لا... أعرف فقط أنك تحبين النظافة".جعلتها كلماته تتوقف للحظة. نظرت إليه، بدت المسافة بينهما شديدة البعد، وبينهما الآن أوراق الطلاق، ولم يعد هناك ما يلزمه بالاهتمام بها لهذه الدرجة. ومع ذلك، فهو ما زال يهتم بها.أطبقت شفتيها قليلًا، وأشاحت بنظراتها هربًا من هذا الغموض الذي يعصف بينهما."حسنًا."ثم قالت: "إذًا سأعود أنا أولًا"."حسنًا."استدارت نور ورحلت. أما سمير فظل يراقب ظلها حتى غابت عن عينيه، ثم أدار وجهه.
Read more

الفصل790

ارتسم على وجهها تعبير غريب، وأطلقت شهيقًا خفيفًا: "وماذا إن كانت أنا؟" التفتت نور إليها وذراعاها متقاطعتان، وقالت بنظرة متأنية: "لماذا أحضرتِ لي الطعام؟ ألم تحاولي قبل يومين طردي من هنا؟"لم تستطع أبيبا الحفاظ على ماء وجهها، ورفعت رأسها لتلتفت إلى نور: "كنت خائفة أن تجوعي، القرية دُمرت، والكثيرون يأكلون معًا في القدور الكبيرة، ورؤيتك غائبة جعلتني أخشى أن تموتي جوعًا هنا، لم أرد أن يحدث حادث آخر في قريتنا".كان هذا التبرير ضعيفًا بعض الشيء.تذكرت نور حيلها الصغيرة قبل يومين، وإنقاذها لعبد العزيز أخيها الصغير. ربما شعرت بالذنب، فقررت إعداد وجبة لها.دخلت نور وجلست على الكرسي، وألقت نظرة على الطعام الذي أعدته: "وهناك لحم أيضًا، يبدو أنك أحضرتِ أفضل أطباق اللحم لديكم".اعترضت أبيبا وهي تقترب: "مَن قال ذلك! حتى في القدور الكبيرة نأكل هذا، لم أعاملك بطريقة مختلفة!"رأت نور عنادها، فهي في النهاية مجرَّد طفلة، ولا تستطيع إخفاء مشاعرها. فقررت نور عدم كشفها، وأعطتها اعتبارًا، ثم تناولت قطعة صغيرة بالأعواد.ارتسمت على وجه أبيبا ابتسامة تشوُّق: "كيف هو الطعم؟"أومأت نور برأسها: "جيد".فرحت أبيب
Read more
PREV
1
...
7778798081
...
92
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status