أومأت نور برأسها وقالت: "حسنًا".عادت إلى الغرفة وهي تقبض على هاتفها، تتوالى في ذهنها وجوه كثيرة.تكدّر خاطرها، فمن أوّل الأمر عجزت عن النوم، ثم لا تدري متى غلبها النعاس.ولمّا فتحت عينيها من جديد، كان الفجر قد طلع.لقد وعدت همَّام أن تبدأ اليوم بتعليم أطفال المدرسة.وفي الصباح، أعدّت والدة صاحب البيت شيئًا من عصيدة الذرة.شربت نور نصف وعاء، ثم خرجت مع الرجل قاصدين المدرسة.تذكّرت خطأ الأطفال في القراءة المرة الماضية، فقررت أن تعلّمهم اليوم مخارج الحروف والأصوات.كانت القاعة بسيطة جدًا، أما السبورة فما هي إلا جدار مطليّ بالأسود. والطباشير قصيرة جدًا.كتبت نور الحروف والمقاطع على السبورة البسيطة، ثم قدّمت نفسها بلغة قبيلة العزبي قائلة: "مرحبًا جميعًا، أنا اسمي نور، ولأن الأستاذ همَّام لديه ما يشغله فسأتولى التدريس بدلًا عنه في هذه الأيام".لم يكن يهمها ما تكون عليه أخلاق همَّام، فهؤلاء الأطفال أبرياء. وهي تريد أن تساعدهم، وفي الوقت نفسه تُظهر صورة حسنة عن نفسها أمام همَّام، فلعلّ ذلك يفتح لها سبيلًا لرؤية فرعون.لكن هؤلاء الأطفال لم يستمعوا إليها.تعمَّدوا الحديث بصوتٍ عالٍ، وكأن لا و
Read more