جميع فصول : الفصل -الفصل 810

911 فصول

الفصل801

لا تستطيع نور التحكم في ما يظنه سمير.وما تقوله هو الحقيقة على أي حال.ستصبح علاقتها بسمير كغرباء في المستقبل، فعليها ألا تعلق حياتها على شخص واحد فقط.يجب أن يعرف هو أيضًا أنها ليست متعقلة به لدرجة أنها لا تستطيع الاستغناء عنه. لم تهتم نور بنظرة سمير إليها، وسارت جانبًا ممسكة بذراع أبيبا.كانت أبيبا ترى أن هذه فرصة جيدة لهما. لكنَّها توقَّعت هذه النتيجة....برجٌ قديمٌ مبنيٌّ من الخيزران والخشب.تحيط به الجبال والمياه، وغابة من الخيزران.يتمتع المكان كله بجمال الطبيعة ولمسة عبق الماضي.البرج كبير، يغطي مساحة عدة مئات من الأمتار المربعة، وتحفّ جدرانه الخارجية نقوش خشبية رائعة.سُمع بعد فترة ليست بطويلة صوت امرأة يتسلَّل إلى الداخل تقول: "أخي".كان الرجل حاليَّا في المكتب.كان المكتب كبيرًا أيضًا، وتُغطي رفوف الكتب كل جدرانه، والتي يصل ارتفاعها إلى سبعة أو ثمانية أمتار، وتملأها الكتب من كل الأنواع والأشكال.لم يظهر على وجهه أي تعبير عند سماع صوت المرأة، بل كان مركِّزًا على الكتاب بين يديه.دخلت المرأة، ورأته، وقالت بحماس: "كيف تعود ولا تخبرني؟ جعلتني أنتظرك طويلًا".رفع رأسه وقال بهدو
اقرأ المزيد

الفصل802

سألته آيلين مرة أخرى: "هل يتصرف هكذا مع الآخرين أيضًا؟"أجابها أحمد: "نادرًا ما أتعامل من السيد الشاب، لكنه عادة يكون على هذه الحال، لا يهتم بأي شيء كثيرًا".هدَّأ هذا من مشاعر آيلين قليلًا، وسألت: "إلى أين يذهب في الأيام التي لا يكون فيها هنا؟"قال أحمد: "يحب السيد الشاب أن يتجول في القرى المجاورة".تساءلت آيلين بدهشة: "ألديه هذا الوقت الفارغ؟ وما الممتع في هذه الجوالات؟""أفكاره تختلف عن الآخرين"."ألا يهتم والدنا به؟"تمنّت أن يتدخل والدها قليلًا ليضبطه. فمن ذا الذي يجرؤ على معاملتها بهذه الطريقة؟أجاب أحمد: "لا يهتم".زاد الفضول لدى آيلين، فما الذي قد يجعله يخرج ويتجوَّل بهذه الطريقة؟هي أيضًا تريد أن ترى...."لماذا تبدو علاقتكِ بالقائد سمير غريبةً ومتوترةً هكذا؟"رأت أبيبا أن نور أضاعت فرصة جيدة، فقالت: "يبدو أنكما تعرفان بعضكما منذ زمن، لا تبدوان كمن تعرَّفا على بعضهما البعض للتو".أجابت نور: "تخمينك صحيح".صُدمت أبيبا: "ماذا؟"لم يكن تفكير نور منصبًا على سمير.إذ بقيت نور في هذا القرية فترة طويلة، لكنها لم تكتشف أي أخبار أخرى عن فرعون: "ألم تقولوا سابقًا إنكم تحت حماية فرعون؟
اقرأ المزيد

الفصل803

نظرت نور إلى ريتاج، لكن لماذا تشعر أنها لم تفهم كلامها؟كان هذا تلميحًا لها.فقالت نور تجاريها في كلامها: "هل تريدين أن تصنعيها لسمير؟"ابتسمت ريتاج، وقالت: "نعم، عاملني القائد سمير أنا وطفلي بشكل جيد، أشعر بالامتنان له، لقد قال إنه سيعيدنا إلى وطننا، وسبق أن أصيب أثناء إنقاذنا، أنا مدينة له بحياتي، ولا أعرف كيف أرد له هذا الفضل".وأضافت ريتاج: "أرى القائد سمير دائمًا وحيد، هو أعزب، أليس كذلك؟"قالت نور: "يمكنك أن تسأليه بنفسك".قالت ريتاج على استحياء: "كيف لي أن أسأله عن هذا مباشرة؟ لذلك جئت لأسألك أنتِ، أراكِ تتحدثين معه كثيرًا، يجب أن تعرفي..."قالت نور مباشرة: "ألا يجب أن تعرفي أنتِ بما أنكِ تتعاملين معه منذ فترة طويلة؟ لماذا تحتاجين لسؤالي؟ أم أنك تعتقدين أنني سأعيق تطور علاقتك معه؟"ردت ريتاج وهي تُظهر الضعف: "ليس هذا ما أعنيه، آنسة نور، أعلم أن القائد سمير لا يضمر لكِ شيئًا، لقد أسأتِ فهمي، أنا لا أحوال إهانتكِ، فاعذريني..."لم تُرد نور أن تتفوَّه بما هو جارح، فابتسمت ابتسامة ساخرة، وقالت: "إذا لم يكن هذا قصدك، فهذا لم يكن قصدي أيضًا، إذا رغبتِ في تعلم الطبخ، ابحثي عن شخص آخر، أ
اقرأ المزيد

الفصل804

ظنت نور أن سمير لم يعد.وانها ستضع الحزام هنا ثم تغادر.لكنها صُدمت برؤية المشهد أمامها.تجمد وجهها على الفور، شعرت وكأنها أتت في وقت غير مناسب.خرّبت عليهما جوهما السعيد.رأت ريتاج دخول نور، فرأت أن هذا أفضل وقت، فبادرت إلى الاعتراف لسمير: "طالما أنك لا تمانع... يمكنني أن أكون امرأتك، حتى لو كانت مجرد علاقة عابرة هنا، أنا مستعدة..."تذلَّلت هكذا، فقط لتجد من يحميها.لم يعد لديها أو لدى طفلها سند.رأت أن سمير يمكنه حمايتها. فهو أفضل خيار لها.وهي لا تدري متى تفقد حياتها في هذه المنطقة الممزقة بالحروب.إذا استطاع سمير أن يعيدها إلى دولة العرب، فستكون هي وطفلها بأمان.لذا يمكنها أن تكتفي فقط بالخيار الثاني، مجرد علاقة عابرة بينها وبينه في قبيلة العزبي ستكون كافية لها.سيرسل بلا شك أشخاصًا لحمايتها.قبيلة العزبي ليست قوية، ولكن بوجود سند، لن تكون من العامة العاديين.العامة المدنيون هم من يُعانون دائمًا عند حدوث الاضطرابات الداخلية.تفاجأ سمير للحظة عند رؤية نور، لم يتوقع أنها ستأتي في مثل هذا الوقت.سحب يد ريتاج تلقائيًا.رأت نور أنه لا داعي للبقاء، فلم تدخل، وقالت ببرود: "آسفة، جئت لأوص
اقرأ المزيد

الفصل805

عقد سمير حاجبيه قليلًا، لكنه فسر: "ليس هناك أي شيء بيني وبين ريتاج، هي مجرد امرأة وطفل أنقذتهما في طريقي".سمعت نور كلامه، فضحكت بسخرية باردة: "أجل، أعلم ذلك، سمعت منذ زمن، توجد الكثير من النساء هنا ضللن طريقهن، لكنك أنقذتِها هي بالذات، أليس لأنها جميلة؟ لكنها تحمل طفلًا، وإذا حدث بينكما أي شيء فعلًا، فسيكون عليك أن تضحِّي بنفسك لتصبح زوج أمه فقط، لكنك بالطبع لن تُمانع إن كنت تحبها!"قال سمير: "لم أكن أعلم أنها ستدخل خيمتي، لكن الأمر ليس كما تتصورين، أنقذتها لأن زوجها كان عربيًا وساعدنا، ولا شيء آخر".وصل غضب نور ذروته، فحرّرت يدها من يده بصعوبة، وقالت ببرود: "لماذا تفسِّر لي؟ لقد تطلَّقنا، لا تهمني أمورك!"أصبحت يد سمير معلَّقةً في الهواء في النهاية.في لحظة الاضطراب، نسي أنهما قد تطلّقا، وكاد يترك كثيرًا من المبادئ التي كان ينبغي التمسك بها ليتبع قلبه.لم يرد أن تفهمه خطأ.اقترب منها بلا وعي. لكن بعدما هدأ، اضطر لكبح تلك الرغبة.قال سمير بهدوء: "آسف، لقد تجاوزت الحد!"أطبقت نور على شفتيها، واندفع الغضب إلى رأسها.لم تفهم شيئًا.لم تفهم أي شيء.ما الذي يخاف منه؟هي وحدها تحمل هذا الغ
اقرأ المزيد

الفصل806

اتسعت عينا نور في تلك اللحظة على مصراعيهما.بدا كل شيءٍ وكأنه حلم.نسيت كيف تتصرف.اقتحم سمير فمها، وسلب أنفاسها وحلاوة رحيقها.ثم احتضن خصرها، وأحكم قبضته عليها، كما لو كان يخشى أن يخسرها مرَّة أخرى، وأعلن بهذه الطريقة شوقه واشتياقه.اشتاق لها بشدة.كان يشتاق لها ويريدها في كل لحظة.حين وجد نفسه في خطر، كانت هي من أضاء له أمل البقاء على قيد الحياة.بدا أن نور شعرت بحرارة اشتياقه، فلم ترفضه، واحتضنت ظهره العريض بكل قوتها لتبادله الشعور.أغلقت عينيها، ولم تعرف السبب، لكن غمرت دموعها عينيها، ولم تستطع مقاومة الرغبة في البكاء.سقطت دمعة واحدة.مسح سمير دمعتها بأطراف أصابعه، وقبلها بحرارة.لم تكن هناك حاجة للكلام.أثبتت أفعاله حبه لها.نسيت نور كيف وصلت إلى خيمته، وعندما استعادت وعيها، كان سمير يحتضنها، واضعًا إياها على السرير.احتضنت رأسه بكلتا يديها، وحدقت في عينيه المحمرتين، تتنفس بعمق.أُزيلت الوجبة التي جلبتها ريتاج منذ زمن.لم يبقَ سواهما هما الاثنان.فقدت نور عقلانيتها، بعد كل ما مرّت به، وفي ظل بلد يغرق في الحروب، شعرت بأنها يجب أن تقدر اللحظات التي يمكنهما اللقاء فيها.لم تكن تعرف
اقرأ المزيد

الفصل807

ابتسم سمير قائلًا: "ألست أعيش جيدًا الآن؟ مقارنة بمعاناتهم، أنا أعيش حياةَ رائعة".شعرت نور بوخز في أنفها، وسالت الدموع الدافئة من عينيها مرة أخرى.رفعت رأسها، لم ترد أن تبكي أكثر.أكثر ما تخافه هو هذه المشاعر التي تؤثر عليها، وتجعلها تفقد السيطرة على نفسها."إذن دعني أسألك، كيف تم علاج سمِّي؟ من أين حصلت على الترياق؟"لم تستطع نور أن تفهم، فبينما بذل البعض كل جهدهم للعثور على الترياق ولم ينجحوا، فجأة وجد سمير الترياق وأنقذ حياتها.كان هذا غريبًا جدًا.صمت سمير لبرهة، ثم قال: "طلبت الترياق بنفسي".سألت نور: "ممَّن طلبته؟""أبي."تجمدت نور مجددًا: "أبوك؟"أوضح سمير ببرود: "ليس إبراهيم القزعلي، بل والدي البيولوجي".شعرت نور بالمفاجأة: "وجدت والدك البيولوجي؟"أجاب سمير: "هو من وجدني".لم تتوقع نور هذا، لكن من نبرة سمير، شعرت أنه لم يرغب بأن يجده والده البيولوجي.فهما لم يلتقيا من قبل، لم يكن هناك أي مشاعر بينهما.واعترافه بوالده، كان فقط للحصول على الترياق لإنقاذها.هذا جعل قلب نور ممتلئًا بمشاعر مختلطة؛ شعرت بأنها حملت سمير على اتخاذ قرار لا يريده، وبالتالي شعر بأنه مقيَّد."لقد أرهقتك م
اقرأ المزيد

الفصل808

"هل يمكننا فعلها؟" سأل سمير بصوت أجش: "ألن تشعري بالندم؟"كان يطلب رأي نور.لا يريد أن تكون تصرفاتها مجرَّد لحظة اندفاع."لن أندم." قالت وهي تنظر إليه: "بعد كل هذه السنوات من الزواج، لنكن زوجين حقًا مرة واحدة على الأقل".لم تكن تطلب منه الكثير.فبعد كل هذا الحب، كيف يمكن أن ترضى أن يكونا مجرد زوجين بالاسم فقط؟على الرغم من أنه كان لديهما طفل. إلا أن نور شعرت بالعديد من الندم، وأنه لا ينبغي أن ينتهي كل شيء هكذا."حسنًا".انحنى نحو نور وقبل شفتيها.كانت حركته لطيفة، كأنه يتعامل معها كأفضل هدية منحها له القدر.استمتعت نور بلمساته، كان كل جزء من جسدها يمر سمير عليه منتشيًا باللذة، شعر جسدها كله بالوخز، ولم تعد تفرق بين الواقع والحلم.شعرت نور أن جسدها رقيقٌ كالماء.وفي أحيانٍ معينة، يكون الأمر كالصدمات الكهربائية تشعل جسدها، وتجعلها غير قادرة على كبح صوتها.تنفس سمير بصعوبة، وتقطَّّرت قطرات العرق من جبينه، كان يحاول التحكم بنفسه لئلا يؤذيها. لكن دماءه كانت تشتعل، وصعدت الحرارة إلى رأسه.كانت عيناه حمراء، وبدأ يفقد صوابه تدريجيًّا، أمسك ذراعي نور، وعلى الرغم من عدم استخدامه للقوة، إلا أن
اقرأ المزيد

الفصل809

تم استدعاؤهم للخروج في الصباح الباكر.وهذا أعطى نور مساحة للخروج أيضًا.كلمات طارق جعلت نور تتذكر ما حدث الليلة الماضية، فاحمر وجهها، لكنها أجابت بهدوء: "نمت جيدًا، استمروا في عملكم"."حسنًا." لم يلحظ طارق أي شيءٍ غريب.على الرغم من أن الليلة الماضية لم تكن حلمًا، إلا أن عدم رؤيتها لسمير جعل نور تشعر وكأنها تعيش في حلم.وغيابه عنهم جعلها أكثر حيرة.لكنها لم تحاول التعمق في الأمر.سيخبرونها بالتأكيد عندما يعود سمير.ذهبت نور لتبحث عن النسوة، لتساعدهن في تجفيف الأعشاب الطبية.وعندما اقتربت، سمعت أبيبا تصرخ بحماس: "نور، لماذا تأخرتِ في الخروج؟ هل سهرِتِ كثيرًا الليلة الماضية؟ لقد عاد الأستاذ همام!"كان الحماس يملأ أبيبا في أي شيء يتعلَّق بهمَّام، وأرادت رؤيته، فقالت: "ذهب الجميع ليروا ما الذي أحضره الاستاذ همام من كنوز غريبة، هيا بنا نحن أيضًا!"شعرت نور بالراحة في قلبها لدى سماعها خبر عودة همام.على الأقل هو بأمان.فبعد مغادرته، غزتهم قوات التحالف، لذا كانت قلقة على سلامته.تتبعت نور أبيبا، وسألتها: "هل الأستاذ همام يجلب لكم الهدايا كل مرة؟"قالت أبيبا مبتسمة: "نعم! الأستاذ همام كريم جدً
اقرأ المزيد

الفصل810

شعرن بعض القلق على همام.لكن همام قال: "لا داعي للقلق عليّ".نظرت نور إلى همام، ولم يظهر عليه أي شعور تجاه ما حدث من مذبحة للقرويين على يد قوات التحالف.يبدو أنه كان على علم بالأمر مسبقًا.نظر همام إلى نور وقال: "كيف حالك هنا؟ هل اعتدتِ على المكان؟"قالت نور: "نعم، اعتدت عليه، وأصبحت منسجمة مع الجميع"."هذا جيد."ثم تغيرت عينا همام قليلًا، وسأل: "القائد سمير الذي ذُكر للتو من دولتكم، رأيتهم وهم يساعدون في بناء المدرسة".ثم أردف: "الجنود من دولتكم متعاونون جدًا، يساعدون القرويين دون أي شروط أو مقابل".كانت كلماته تحمل نوعًا من الاستفهام العكسي، ما يوحي بأنه لا يصدّق وجود جيش من هذا النوع حقًا. لكنه فتح أيضًا وعي الآخرين تجاه الأمر.وساعدت نور في قول جملة أيضًا: "في بلدنا، الجيش ليس موجودًا للقتل أو لاغتصاب الممتلكات، بل لحماية الشعب، ففقط هكذا يمكن بناء دولة متماسكة ومتناغمة!"قالت هذه الكلمات بثقة تامة.عندما رأت الفوضى هنا، أدركت كم أن وطنها جميل حقًا.ربما كان همام مندهشًا من كلامها، فتوقف للحظة، ثم ابتسم ابتسامة خفيفة، وقال: "هذا رائع حقًا، لابد أنكم جميعًا سعداء".من المفترض أن مس
اقرأ المزيد
السابق
1
...
7980818283
...
92
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status