جميع فصول : الفصل -الفصل 820

911 فصول

الفصل811

"ليس بالضرورة أن تكون هذه الحميمية حقيقية." قال أحمد وهو يحاول مواساتها دون تفكير.كانت عينا آيلين باردة وهي تقول: "وماذا لو كانت حقيقية؟ حتى أن والدي بنفسه اعترف بي، وهو لم يعترف بي؟ هل نسي كم كانت علاقتنا رائعة عندما كنا صغارًا؟ لماذا تغير كل شيء عندما كبرنا!""ربما ما زال السيد الشاب لم يتسوعب امر عودتكِ." واصل أحمد يحاول أن يقول عنه كلامًا حسنًا: "لقد كان يبحث عنك طوال هذه السنوات".ضحكت آيلين بسخرية: "أرى أنه لا يعتبرني أخته!"حاول أحمد التوضيح: "ليس هذا...""هو ليس لطيفًا فقط مع تلك المرأة، بل أهدى لها هدية كذلك، ولم يهدني حتى أي شيء، لكنه يهديها هي!" قالت آيلين بوجه مظلم، وبصوت بارد: "لماذا؟ أريد أن أرى كيف سيعاملها بلطف بعد أن أقتلها، ما لا أستطيع الحصول عليه، لن يحلم غيري بالحصول عليه أيضًا!""حاضر!"شدّت آيلين قبضتيها بإحكام وهي تنظر إليهما، وامتلأت عيونها بالحقد، وكأنها أفعى سامة تنتظر الفرصة لتهاجم.أما همام، فلديه أموره الخاصة.قبلت نور هدية همام، وجلست لمراقبة الأطفال يلعبون. أحبها الأطفال أيضًا، وقبلوها، وأخذوا يسألونها من وقتٍ لآخر، كأن لديهم عشرات الآلاف من الأسئلة.ر
اقرأ المزيد

الفصل812

استقر السهم بثبات في الشجرة.لكن الرعب تمكَّن من نور.ولم تكن قادرة على استجماع نفسها لوقت طويل.عبس همام ونظر نحو أعماق الغابة، أما الشخص المختبئ هناك، فعندما علم بفشل خطته، بدأ على الفور بالانسحاب دون تردد.خاف أن يكتشفه همام."هل أنت بخير؟"لم يهتم همام به، بل سأل نور بقلق.فتحت نور عينيها على اتساعهما، فذلك السهم أُطلق نحو رأسها، مما يعني أنه من أطلقه يريد قتلها.وجود كل هؤلاء الناس في القرية يكفي لضمان الأمان.لكن هناك من غامر بحياته فقط ليأخذ حياتها.من أغضبت نور يا تُرى؟ يبدو أنها أصبحت قذىً في عين أحدهم."نور." ناداها همام مرة أخرى عندما لم ترد.استعادت نور وعيها، ونظرت نحو المكان الذي أُطلق منه السهم. كان مظلمًا جدًا، لم تر أي شيء، وحتى لو كان هناك أحد، فلابد أنه هرب بالفعل.قالت نور: "أنا بخير".أفلت همام حينها نور من يده.نظرت نور إلى الشجرة، وسارت نحوها والتقطت السهم.كان سهمًا عاديًا جدًا. ولم يكن يمكن تمييز شيء خاص فيه.سألت نور همام: "هل شعرت بشيء غريب للتو؟" وكلماتُه السابقة كانت تلميحًا ضمنيًا بعدم تذكيره لها مرة أخرى.أجاب همام: "شعرت أن هناك شيئًا مريبًا، لكن لحسن
اقرأ المزيد

الفصل813

أدرك ذلك منذ اللحظة التي شعر فيها بالأمر.نبهها همام: "المعرفة المفرطة ليست دائمًا خيرًا". وأضاف: "لكنني جزءٌ من سبب تعرضك للأذى، ولن أسمح بتكرار مثل هذا مرة أخرى".لم يرغب همام أن تتأثر حياة نور. فكرت نور قليلًا، ثم ردت: "لا بأس، لن أموت بسهولة في مثل هذا المكان".ابتسم همام وقال وهو يواصل مرافقتها: "فلنذهب".عقدت نور حاجبيها قليلًا، لاحظت أنه لم يذكر أمر فرعون، ويبدو أنه تجنب الحديث عنه متعمِّدًا.ربما همام لا يثق بها لتلك الدرجة. ورغم ذلك، لم يظهر أي رد فعل كبير عند ذكر اسم فرعون، ربما لأن لديه علاقة به فعلًا. ولا يريد كشف ذلك لها.رأت نور في همام مفتاحًا لمعرفة الكثير. فقررت أن تراقب تحركاته بحذر، دون أن تصدر أي علامة أو تحرك الشكوك.وصلت نور وهمام إلى القرية، فإذا بالنداء يحييها، إذ كانوا في انتظارها: "ها قد عادت الآنسة نور".كان من الطبيعي أن يشعر القرويون بالقلق، فقد طال غيابها بعد أن ذهبت إلى المدرسة.وفي تلك اللحظة خرج سمير من الداخل، فرأى نور وهمام وقد عادا معًا.حدّق سمير بهمام بعينٍ متحفظة، ثم تقدم وسأل: "لماذا تأخرتِ كل هذا الوقت؟ كنت على وشك المجيء لأخذك".أجابت نور ب
اقرأ المزيد

الفصل814

أزعج هذا سمير، فقال: "ما الذي جعلك تقضين فترة بعد الظهر كلها معه؟"أجابت نور بهدوء: "ألم أقل لك؟ كنت نائمة هناك".تجهم سمير بغير فهم: "لماذا لم تعودي للنوم إن كنت نعسة؟ امرأة ورجلٌ وحدهما هناك في مكانٍ خالٍ، قد يقول الناس كلامًا سيئًا عنكما".لم تعجب نور هذه الكلمات، فقالت: "كيف تقول ذلك؟ أليس هناك أطفال؟ كما أن علاقتي بهمام بريئة تمامًا، وماذا يهم إذا تحدث الناس؟ لم نعد في العصور القديمة، لماذا لا تزال أفكارك متخلفة؟"أطبق سمير على شفتيه، وأظلم وجهه بالكامل."وبالإضافة إلى ذلك، أنت كنت غائبًا منذ الصباح الباكر، وحتى أتباعك لم يجدوك، لذا فضّلت أن أقوم بأموري، أليس من حقّي ذلك؟""انسي الأمر، دعينا نتجنب الجدال".أدركت نور أن استمرار النقاش سيؤدي إلى توتر الجميع.قال سمير: "لا أرغب في الشجار معك".أصبحت نبرة صوته لطيفة، لأنه لم يكن يريد أن يغضب على نور.أصاب كلامه وترًا حساسًا عند نور، وأثار غضبها، إلا أنّ لا أحد يضرب وجهًا مبتسمًا، فحين أبدى خضوعه وتواضعه، لم تعد غاضبة بذلك القدر، وقالت: "ذهبتُ مع أبيبا، وعندما غادر همام القرية طلب مني أن أبقى لأُعلِّم الأطفال. أنا أُعَدُّ بمثابة نصف مُ
اقرأ المزيد

الفصل815

قالت آيلين بحدة: "جميع أفراد القبيلة اعترفوا بي، أنا أختك التي فقدتها منذ سنوات!"ردّ همام: "أنت قُلتها بنفسك، فقدتها منذ سنوات، فمن عاد الآن قد يكون مزيفًا. إذا لم ترغبي في تفاقم الأمور، فلا تعبثي بحياتي!"أحكمت آيلين قبضتها بإحكام. فهي تسمع هذا النبرة الجادة من همام لأول مرة منذ عودتها.إنه يشك فيها!وجعلها تشعر بالتوتر.لم يبالِ همام بها، لكنه لا يريدها أن تؤثر على حياته.وهو كان يتعمَّد ألا يعود إلا قليلًا، لأنه يريد أن يبتعد عنها، لتجنب الاحتكاك المستمر الذي قد يثير ضجره.لكنها لا تفهم.ابتعد همام. تاركًا وجه آيلين المتجهم لدرجة التشوه، ويدها التي كانت مشدودة ترتجف من شدة الغضب."آنستي، لا تأخذي كلام السيد الشاب على محمل الجد..."قاطعت آيلين أحمد، وأخذت تشتمه: "اصمت! أنت المسؤول عن كل هذا! لو قتلت نور لما حصل كل هذا، لكن النتيجة أنك فشلت في قتلها، بل تسبَّبت في جعل أخي يوبخني، أنت مجرد قمامة!"خفض أحمد رأسه، ولم يستطع سوى السكوت أمام توبيخها.صرخت آيلين بهذا الاسم وهي تصرّ على أسنانها حقدًا: "نور! لماذا لا تتركيني وشأني؟ لماذا تتورَّطين معي في كل مكان؟""اذهب وافعَل شيئًا من أجل
اقرأ المزيد

الفصل816

رأت نور أن همام قد غادر، فتقدمت نحو الطاولة بجانب مكتبه، حيث كانت على الطاولة بعض أوراق الخط المكتوبة بالفرشاة. وبعض الكتب الأجنبية.تصفَّحت عدة صفحات، وسقط من بين صفحات الكتاب فاصلٌ صغير.لم يكن في الفاصل أي شيء مميز، إلا أن الشكل المرسوم عليه بدا مألوفًا لها.شعرت وكأنها قد رأته في مكان ما من قبل.بعد تفكير دقيق، تذكرت أنه عندما كانت هي وعزة مطاردتين، كان على ملابس من حاولوا قتلهما نفس الرمز.صُدمت نور، كيف يمكن أن تكون هذه مجرد صدفة؟لا بد أن هذا الرمز علامة محددة.هل يمكن أن يكون همام بالفعل مرتبطًا بفرعون؟في تلك اللحظة، حمل همام وعاءين من المعكرونة المغليّة وقال: "المعكرونة جاهزة، تعالي لتأكلي".رفعت نور رأسها بسرعة، وأخفَت الفاصل في كمّها، وقالت: "حسنًا".جلس الاثنان مقابل بعضهما، على طبقين بسيطين من المعكرونة مع بيضة واحدة لكلٍ منهما.بدت المعكرونة خفيفةً للغاية.قال همام بصوت ناعم: "أنا لا أجيد طهي الكثير من الأطباق، فلا تتذمري من هذا".أمسكت نور بالشوكة، وحركت المعكرونة، وظلّت عيناها متوقفتين عنده.تناول همام طعامه بجدية، لكنه لاحظ نظراتها فتوقف عن تحريك الشوكة، وقال: "هل اك
اقرأ المزيد

الفصل817

صُدمت نور مرة أخرى، ومدّت يدها نحو المسبحة التي كانت ترتديها دومًا على معصمها، وقالت: "ماذا قلت؟ هذه تركة والدتك؟"حدّق همام في معصمها قائلًا: "نعم".لم تصدق نور بعد: "مستحيل... كيف لك أن تكون متأكدًا أن هذه تركة والدتك؟ إنها مجرد مسبحة، وليست الوحيدة من نوعها".أجاب همام بثقة: "بل هي الوحيدة".حدّقت نور فيه بدهشة وذهول.ابتسم همام، وقال بإسهاب: "أنت لا تفهمين في اليشم، أليس كذلك؟ منطقتنا تنتج اليشم، وأي يشمٍ طبيعي، لن يوجد له مثيل في العالم. هذه المسبحة التي في يدك هي تركة والدتي، ولهذا كنت دائمًا أشك في هويتك، هل أنت حقًا نور فقط؟"أحكمت نور قبضتها بشدة، وخلعت المسبحة، ووضعتها على الطاولة: "هذه لم تكن لي أصلًا، بل أهداني إياها صديقي..."كانت المسبحة هدية من حازم. ولم يوضح سبب إهدائه لها.لكن الأمر برمته كان غريبًا بعض الشيء. فهذه المسبحة ثمينة بالنسبة لحازمتذكرت نور كلامه حين أهداها المسبحة.لحفظ السلامة.وهذا كل ما قاله. لم يذكر شيئًا آخر.نظرت نور إلى همام، ولم يكن يبدو كشخصٍ قد يكذب. كانت لاحظت اهتمامه بالمسبحة مسبقًا، إذ كان يحب التحديق بها.حتى أنه سأل عنها خصِّيصًا.المس
اقرأ المزيد

الفصل818

كان بريق عيني سمير غامضًا، فسمه الليلة الماضية قد أثّر عليه، ولم يستطع أن يكون معها.اعتذر: "أنا آسف".ردّت نور وهي تخفف قبضتها عنه: "ليس اعتذارك هو ما أريد".أمسكها سمير مجددًا، وقال: "كنت تحت وطأة الغضب البارحة، وخشيت أن نتشاجر، فانتظرت حتى تهدئي قبل أن أقترب".استندت نور إلى صدره، محدّقة في عينيه الصادقتين، اللتان لا تستطيعان خداع أي أحد.العلاقات العاطفية بحاجة إلى انسجامٍ بين الطرفين.وهو لا يعلم ما الذي تفكِّر هي به.قالت نور: "في المرة القادمة حين أغضب، عليك أن تراضيني، مهما استطعت أو لم تستطع إصلاح مزاجي، يجب أن تراضيني، ولكن هذا لا يعني أني سأسامحك، لكن إذا لم تفعل، فهذا يعني أنك لا تهتم بي، ومع مرور الوقت، سأظن أنك لا تحبني!"توقف سمير لوهلة، وقال: "هل يوجد أمرٌ كهذا؟"جلست نور: "أتدرك هذا الآن فقط؟ هكذا هن النساء، لا يُعبَّرن بالكلام، لكن في قلوبهن الكثير من الأفكار".قال سمير: "ها أنا تعلَّّمت ذلك منك، ليس لدي خبرة كافية، أخبريني إن اخطأت، وسأفعل كما تقولين".رأت نور صدقه، فابتسمت. وأخذت ترسم دوائر صغيرة بأصابعها على صدره، وبدأت تسأله: "على ذكر شهد، ألم تكن مفقودة؟ أين هي
اقرأ المزيد

الفصل819

"اختفت؟ كيف يمكن أن تختفي أبيبا فجأة!" شعرت نور بقلبها ينقبض.كان عبد العزيز يبكي بشكلٍ متقطع، ويقول: "لا أعرف... لا أعرف، ذهبت أختي إلى الجبل وقالت إنها ستصطاد عجلًا بريًا، ومنذ ذلك الحين لم تعد، لقد اختفت...""ولماذا تذهب هكذا بدون سبب لتصطاد عجلًا بريًا؟"رد عبد العزيز والمخاط يختلط بدموعه: "لتصنع الطعام، قالت أختي إنه لا يوجد لحم في البيت، وستصطاد عجلًا لتعد لنا طعامًا لذيذًا. أستاذة نور، ماذا نفعل؟ أين نبحث عن أختي؟"هدأت نور قليلًا، وأحسَّت أن الأمر غريب، فسألت: "وأين والديك؟"أجاب عبد العزيز: "ذهب أبي وامي إلى الجبل للبحث عنها، لكنهما لم يعودا بعد"."إذن علينا أن نذهب نحن ونبحث عنها أيضًا". ثم تذكرت شيئًا آخر: "سيكون الأمر أسهل مع عددٍ أكبر من الناس، لنذهب ونطلب المساعدة".بكى عبد العزيز وقال: "أستاذة نور، لقد رأيت للتو القائد سمير يخرج مع بعض الأشخاص، هل سنلحقهم قبل أن يُغادروا؟"خرجت نور لتفقد الوضع، ورأت أن معظم سيارات القرية قد غابت. ولا تعرف ما الذي ذهب سمير للقيام به. لم يكن الوقت مناسبًا لذهابه على الإطلاق.كانت نور قلقة على سلامة أبيبا. فهم مُلاك هذه المنطقة، ويفهمون
اقرأ المزيد

الفصل820

تجهَّم وجهها.لم تتراجع، بل أصبحت أكثر جرأة، تقدمت عدة خطوات وتوقفت، وقالت ببرود: "اخرجوا، أعلم أنكم قريبون!""أمممم..."خرجت أبيبا من خلف الشجرة.لكن يديها كانتا مقيدتين، ووجهها شاحب جدًا، تكافح بقوة، وعينها لا تزال تحمل آثار الدموع.رأت نور نظرات الخوف في عينيها، ثم لاحظت وجود رجال خلفها، قال أحدهم: "لقد انتظرتك طويلًا، إذا لم تريدي لها أن تموت، تعالي بهدوء ولا تصدري أي صوت".ابتسمت نور لهم وقالت: "لقد بذلتم الكثير من الجهد لأجل الإمساك بي، لو كنت أعلم أنك تريدون فقط إخراجي، كان يمكنكم إخباري، لماذا كل هذا التعقيد!""ليس من السهل الإمساك بك في القرية، علينا استخدام بعض الوسائل."حتى محاولة أحمد في اغتيالها لم تنجح.لو وصلوا إلى القرية ولم يجدوا نور، فسيجلبون لنفسهم العديد من المشاكل.حسب توقيت خروج سمير.وعلِم أن أبيبا على اتصال قريب مع نور. وبهذه النقطة، يمكنه إحضارها بسلاسة.نظرت نور إليه وسألت: "أنت من حاول اغتيالي؟""كفى كلامًا!" عبس أحمد وقد فقد صبره، وكانت بيده سكين، فوضعها على رقبة أبيبا قائلًا: "تعالي بسرعة، ليس لدي وقت للعب معك!""حسنًا، احترس من السكين في يدك، لا تؤذها!" ر
اقرأ المزيد
السابق
1
...
8081828384
...
92
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status